بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
منتدى
دخول
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
صفحة 3 من اصل 7
صفحة 3 من اصل 7 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
استطراد
لا يبعد ان تكون المرأة بحكم اختصاصها ( المنزلي ) قد اهتدت في المرحلة الزراعية إلى الأصول الحركية لهذا الحرف للتعبير به إيماء وتمثيلاً عن معاني (الحلاوة والحرارة) مترافقة مع الحركات الأخرى المناسبة، مما يفسح المجال للاعتراض على تصنيفة (إيحائياً).
والرّد على ذلك بأن حرف (الراء) هو بهذا الصدد كبعض الحروف الأخرى التي عبر العربي بها عن معانيه (إيماء وإيحاء) على حد سواء ، مثل أحرف (الباء، والجيم، والشين والطاء) كما سيأتي. ولكنها صُنِّفت جميعاً في زمرة الحروف الإيحائية، لغلبة هذه الخاصية فيها على (الإيمائية)، ولأنها لم تستوف مقومات شخصيتها (الإيحائية) إلاّ في المرحلة الرعوية. وذلك على العكس من أحرف (الفاء واللام والميم والثاء والذال ) التي استوفت مقومات شخصيتها الإيمائية في المرحلة الزراعية ، ثم جاءتها الخصائص الإيحائية لاحقاً. ولا عبرة لكثرة ما أُبدِع من المصادر الجذور التي شاركت الأحرف الإيحائية في تراكيبها، مادامت معاني معظمها قد التزمت بخصائصها الإيمائية.
تعقيب لابد منه:
لقد تبين لي في دراستي (إطلالة على الأعجاز اللغوي في القرآن) أن للراء. وظائف أدبية أخرى قد تعشقها الشعراء الأصلاء فأقبلوا عليها واستثمروا الكثير من خصائصها ووظائفها. فكان نصيبها من قوافيهم أكثر من أي حرف آخر.
أما القرآن الكريم فقد استنفد خصائص (الراء) ووظائفها جميعاً في (قوافي) آياته ومفرداته وسوره )مما لا نظير له في أدب أو شعر . ومما يدهش حقاً ان يستخدم القرآن خصائصها الحركية للقيام- بالغالبية العظمى من المعارك التي خاضها مع الكفار والمشركين في الكثير من آياته وسوره. لتبلغ (الراء) أوج فروسيتها في المعارك السبع التي خاضتها سورة (القمر) بزعامتها كقافية لآياتها جميعاً البالغة (55) . (الإطلالة ص -153-157).
لا يبعد ان تكون المرأة بحكم اختصاصها ( المنزلي ) قد اهتدت في المرحلة الزراعية إلى الأصول الحركية لهذا الحرف للتعبير به إيماء وتمثيلاً عن معاني (الحلاوة والحرارة) مترافقة مع الحركات الأخرى المناسبة، مما يفسح المجال للاعتراض على تصنيفة (إيحائياً).
والرّد على ذلك بأن حرف (الراء) هو بهذا الصدد كبعض الحروف الأخرى التي عبر العربي بها عن معانيه (إيماء وإيحاء) على حد سواء ، مثل أحرف (الباء، والجيم، والشين والطاء) كما سيأتي. ولكنها صُنِّفت جميعاً في زمرة الحروف الإيحائية، لغلبة هذه الخاصية فيها على (الإيمائية)، ولأنها لم تستوف مقومات شخصيتها (الإيحائية) إلاّ في المرحلة الرعوية. وذلك على العكس من أحرف (الفاء واللام والميم والثاء والذال ) التي استوفت مقومات شخصيتها الإيمائية في المرحلة الزراعية ، ثم جاءتها الخصائص الإيحائية لاحقاً. ولا عبرة لكثرة ما أُبدِع من المصادر الجذور التي شاركت الأحرف الإيحائية في تراكيبها، مادامت معاني معظمها قد التزمت بخصائصها الإيمائية.
تعقيب لابد منه:
لقد تبين لي في دراستي (إطلالة على الأعجاز اللغوي في القرآن) أن للراء. وظائف أدبية أخرى قد تعشقها الشعراء الأصلاء فأقبلوا عليها واستثمروا الكثير من خصائصها ووظائفها. فكان نصيبها من قوافيهم أكثر من أي حرف آخر.
أما القرآن الكريم فقد استنفد خصائص (الراء) ووظائفها جميعاً في (قوافي) آياته ومفرداته وسوره )مما لا نظير له في أدب أو شعر . ومما يدهش حقاً ان يستخدم القرآن خصائصها الحركية للقيام- بالغالبية العظمى من المعارك التي خاضها مع الكفار والمشركين في الكثير من آياته وسوره. لتبلغ (الراء) أوج فروسيتها في المعارك السبع التي خاضتها سورة (القمر) بزعامتها كقافية لآياتها جميعاً البالغة (55) . (الإطلالة ص -153-157).
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
الفصل الثالث
الحاسة البصرية وحروفها
الحاسة البصرية:
آلتها العين. وهي مكونة من عدسة بلورية ونسيج عصبي حساس، هو الشبكة ولئن كانت ظاهرة الإبصار تنطبق عليها قوانين الانعكاس الفيزيائية ، فإنه ثبت مؤخراً أن عملية الإبصار هي عملية كيميائية بحتة تحصل في طبقات العين.
تدرك العين أشكال الأشياء وخصائصها الهندسية من عمق وبروز وأبعاد . ولا تتأثر العين البشرية إلا بالموجات الضوئية التي يتراوح طولها بين 390-670 ميلليميكرون، وعدد ذبذباتها بين (395و756) تريليون ذبذبة في الثانية.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
الحروف البصرية :
الألف . الواو. الياء. الباء . الجيم . السين . الشين. الطاء. الظاء. الغين الفاء . وما أكثرها.
يلاحظ أن حروف اللين الثلاثة (الألف . الواو . الياء) ، هي جميعاً من زمرة الحروف البصرية والعربي لم يعط هذه الحروف الغابية إلا القليل من الأهمية، من حيث عدم عنايته بالتلفظ بها، لتكون بذلك أقلَّ وضوحاً في الجرْس وظهوراً في السمع من أصوات الحروف الساكنة .
ولقد استتبع ذلك إهمال رسمها في الأشكال القديمة للكتابة العربية ، كشأنها في بقية اللغات السامية (الحرف العربي والشخصية العربية ص48). كما عمل العربي على إماتة هذه الحروف في ألفاظه . وذلك بتحويلها إلى حركات مدّية تارة، وبالاستعاضة عنها بحروف صامتة تارات أخر، ولاسيما بالهمزة والحروف الحلقية، على ما أكده العلايلي في مقدمته.
الألف . الواو. الياء. الباء . الجيم . السين . الشين. الطاء. الظاء. الغين الفاء . وما أكثرها.
يلاحظ أن حروف اللين الثلاثة (الألف . الواو . الياء) ، هي جميعاً من زمرة الحروف البصرية والعربي لم يعط هذه الحروف الغابية إلا القليل من الأهمية، من حيث عدم عنايته بالتلفظ بها، لتكون بذلك أقلَّ وضوحاً في الجرْس وظهوراً في السمع من أصوات الحروف الساكنة .
ولقد استتبع ذلك إهمال رسمها في الأشكال القديمة للكتابة العربية ، كشأنها في بقية اللغات السامية (الحرف العربي والشخصية العربية ص48). كما عمل العربي على إماتة هذه الحروف في ألفاظه . وذلك بتحويلها إلى حركات مدّية تارة، وبالاستعاضة عنها بحروف صامتة تارات أخر، ولاسيما بالهمزة والحروف الحلقية، على ما أكده العلايلي في مقدمته.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
1- الألف المهموزة:
للألف صورتان صوتيتان : الألف المهموزة ، والألف اللينة.
فالألف إذا وقعت في أول اللفظة كانت مهموزة ، وتسمى الهمزة.
أ- الهمزة / يقول عنها العلايلي:" إنها للدلالة على الجوفية، وعلى ما هو وعاء للمعنى، وعلى الصفة تصير طبعاً ". تعريف مبهم.
هي حرف شديد يحصل صوتها بانطباق فتحة المزمار وانفراجه الفجائي قبل ان يصل النفَس إلى الحنجرة. فلذلك لا يهتز معه الوتران الصوتيان، ولا تعتبر بالتالي حرفا مجهوراً ولا مهموساً. والهمزة في رأي الدكتور ابراهيم أنيس في كتابه الأصوات اللغوية، ليست من الأحرف الحلقية خلافاً لما أجمع عليه علماء اللغة العربية. وهو رأي جدير بالاعتبار.
وصوت الهمزة في أول اللفظة يضاهي نتوءاً في الطبيعة.. وهو يأخذ في هذا الموقع صورة البروز كمن يقف فوق مكان مرتفع ، فيلفت الانتباه كهاء التنبيه. ولكن بفرق انَّ الهاء شعورية والهمزة بصرية . والصورة البصرية تتصف بالحضور والوضوح والعيانية.
لذلك بدأت الضمائر المنفصلة للمتكلم والمخاطب بالهمزة : (أنا. أنت. أنتم. أنتن..) ولا أشدَّ حضوراً وعيانا . ولتبدأ الضمائر المنفصلة للغائب بالهاء: (:هو. هما. هم) لعدم الحضور.
كما بدأت الألوان الطبيعية بالهمزة: أبيض. أسود. أحمر. أخضر.... لا أوضح ألوانا ولا أظهر. فلا يقال أسود قليلا، أو أبيض كثيرا لعدم اللزوم، إذ إن الذي يتحمل القلة والكثرة هو اللون ذاته ، فيقال قليل السواد أو البياض وكثيرهما.
كما جُعلت الهمزة من حروف التعدية ، إذ إنها تمنح الفعل اللازم (القاصر أصلا) مرتقى يسهل معه التعدي على الأسماء. فمن كَرُمَ الرجل أكرمه ، ومن عُلِم وصَلُح أعلمه وأصلحه.
لابل قد تحيل الهمزة المعنى إلى نقيضه أحياناً ، كما في:
مرس حبلُ البكرة (خرج عن البكرة) . وأمرس حبل البكرة (أعاده إلى البكرة) وكما في شعب الشيء (تفرق) وأشعب الشيء ( أصلح صدعه) وذلك كثيرٌ في اللغة العربية.
أما الهمزة في وسط الكلمة أو في آخرها، فلا تأثير لها يذكر في معانيها وإن ظلَّت توحي للسامع بالبروز والنتوء كما في (سأل. جأر. يدأب. يسأم. ذئب. بؤبؤ).
وبالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئة وثمانية وسبعين مصدراً تبدأ بالألف المهموزة، لم أجد بين معانيها وبين الإيحاءات الصوتية للهمزة رابطة حسية صريحة. فلقد كانت هذه المعاني تتأثر في الغالب بصوت أحد الحرفين الباقيين ولاسيما الأخير منهما . فالفعالية مثلاً في معنى أرّ النار (أوقدها) ، تعود للراء وفي أحّ (سعل وتنحنح) للحاء ، وفي أحن (حقد)) ، للنون والحاء ، وفي أرن (نشط وفرح) للنون والراء. وفي أطم الهودج (ستره) للميم. وفي أَتَم بالمكان وأَتَن به (أقام وثبت) للميم والنون. وفي أبَشَ الشيء جمعه) للشين. والهمزة في هذه المصادر للظهور.
ولقد توقعت أن تكون معظم الأفعال التي تبدأ بالهمزة متعدية ، بدعوى أن الهمزة تمنح الفاعل مرتقى يسهل معه الاعتداء على غيره على مثال ما لحظنا ذلك في همزة التعدية.
ولكن الواقع خيَّب توقعاتي . فمن مئة وخمسة وخمسين فعلا، كان منها تسعة وثمانون فعلا لازماً، وستة وستون فعلاً متعدياً فقط. وكان منها أثنا عشر فعلا يقبل اللزوم والتعدية. كما لم تلتزم الهمزة بطبقتها البصرية ، فكان ثمة ستة مصادر للأصوات وعشرون للمشاعر. وسأعود إلى هذه الظاهرة في دراسة الأحرف الشعورية.
وهذا يدل على أن العربي لم يول إيحاءات الشدة والبروز في صوت الهمزة أي اعتبار بمعرض التأثير في الأفعال، لا من حيث معانيها كما أسلفت ، ولا من حيث اللزوم والتعدية أو من حيث الالتزام بالطبقة الحسية.
للألف صورتان صوتيتان : الألف المهموزة ، والألف اللينة.
فالألف إذا وقعت في أول اللفظة كانت مهموزة ، وتسمى الهمزة.
أ- الهمزة / يقول عنها العلايلي:" إنها للدلالة على الجوفية، وعلى ما هو وعاء للمعنى، وعلى الصفة تصير طبعاً ". تعريف مبهم.
هي حرف شديد يحصل صوتها بانطباق فتحة المزمار وانفراجه الفجائي قبل ان يصل النفَس إلى الحنجرة. فلذلك لا يهتز معه الوتران الصوتيان، ولا تعتبر بالتالي حرفا مجهوراً ولا مهموساً. والهمزة في رأي الدكتور ابراهيم أنيس في كتابه الأصوات اللغوية، ليست من الأحرف الحلقية خلافاً لما أجمع عليه علماء اللغة العربية. وهو رأي جدير بالاعتبار.
وصوت الهمزة في أول اللفظة يضاهي نتوءاً في الطبيعة.. وهو يأخذ في هذا الموقع صورة البروز كمن يقف فوق مكان مرتفع ، فيلفت الانتباه كهاء التنبيه. ولكن بفرق انَّ الهاء شعورية والهمزة بصرية . والصورة البصرية تتصف بالحضور والوضوح والعيانية.
لذلك بدأت الضمائر المنفصلة للمتكلم والمخاطب بالهمزة : (أنا. أنت. أنتم. أنتن..) ولا أشدَّ حضوراً وعيانا . ولتبدأ الضمائر المنفصلة للغائب بالهاء: (:هو. هما. هم) لعدم الحضور.
كما بدأت الألوان الطبيعية بالهمزة: أبيض. أسود. أحمر. أخضر.... لا أوضح ألوانا ولا أظهر. فلا يقال أسود قليلا، أو أبيض كثيرا لعدم اللزوم، إذ إن الذي يتحمل القلة والكثرة هو اللون ذاته ، فيقال قليل السواد أو البياض وكثيرهما.
كما جُعلت الهمزة من حروف التعدية ، إذ إنها تمنح الفعل اللازم (القاصر أصلا) مرتقى يسهل معه التعدي على الأسماء. فمن كَرُمَ الرجل أكرمه ، ومن عُلِم وصَلُح أعلمه وأصلحه.
لابل قد تحيل الهمزة المعنى إلى نقيضه أحياناً ، كما في:
مرس حبلُ البكرة (خرج عن البكرة) . وأمرس حبل البكرة (أعاده إلى البكرة) وكما في شعب الشيء (تفرق) وأشعب الشيء ( أصلح صدعه) وذلك كثيرٌ في اللغة العربية.
أما الهمزة في وسط الكلمة أو في آخرها، فلا تأثير لها يذكر في معانيها وإن ظلَّت توحي للسامع بالبروز والنتوء كما في (سأل. جأر. يدأب. يسأم. ذئب. بؤبؤ).
وبالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئة وثمانية وسبعين مصدراً تبدأ بالألف المهموزة، لم أجد بين معانيها وبين الإيحاءات الصوتية للهمزة رابطة حسية صريحة. فلقد كانت هذه المعاني تتأثر في الغالب بصوت أحد الحرفين الباقيين ولاسيما الأخير منهما . فالفعالية مثلاً في معنى أرّ النار (أوقدها) ، تعود للراء وفي أحّ (سعل وتنحنح) للحاء ، وفي أحن (حقد)) ، للنون والحاء ، وفي أرن (نشط وفرح) للنون والراء. وفي أطم الهودج (ستره) للميم. وفي أَتَم بالمكان وأَتَن به (أقام وثبت) للميم والنون. وفي أبَشَ الشيء جمعه) للشين. والهمزة في هذه المصادر للظهور.
ولقد توقعت أن تكون معظم الأفعال التي تبدأ بالهمزة متعدية ، بدعوى أن الهمزة تمنح الفاعل مرتقى يسهل معه الاعتداء على غيره على مثال ما لحظنا ذلك في همزة التعدية.
ولكن الواقع خيَّب توقعاتي . فمن مئة وخمسة وخمسين فعلا، كان منها تسعة وثمانون فعلا لازماً، وستة وستون فعلاً متعدياً فقط. وكان منها أثنا عشر فعلا يقبل اللزوم والتعدية. كما لم تلتزم الهمزة بطبقتها البصرية ، فكان ثمة ستة مصادر للأصوات وعشرون للمشاعر. وسأعود إلى هذه الظاهرة في دراسة الأحرف الشعورية.
وهذا يدل على أن العربي لم يول إيحاءات الشدة والبروز في صوت الهمزة أي اعتبار بمعرض التأثير في الأفعال، لا من حيث معانيها كما أسلفت ، ولا من حيث اللزوم والتعدية أو من حيث الالتزام بالطبقة الحسية.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
2- الألف اللينة
لينة جوفية معناها في السامية القديمة (الثور، وشكلها يشبه صورة رأسه. الأصوات اللغوية للدكتور أنيس ص 94). أما رسمها في السريانية فيشبه صورة الإنسان (المجلد الأول للأرسوزي ص 371).
وقيل في الألف المهموزة إنها الحرف الأول من اسم النبي العربي (إدريس)، قد وضعت في أول كل من جدولي الحروف الهجائية والأبجدية. وذلك تكريماً له، وإشارة إلى أنه هو أول من نقل الحروف العربية من مجرد أصوات إلى حروف مكتوبة . فكان هذا النبي العربي بذلك إذا صحت هذه الرواية، هو المعلم العربي الأول الذي علَّم العرب فن الكتابة. ولكن الأصح فيما أرى ان اسمه مشتق من الدراسة والتدريس، فكان لقباً له قد غلب على اسمه . وهكذا لاشك في أن الكثير من الأنبياء العرب ممن لم تصلنا أسماؤهم قد أسهموا في تهذيب أصوات الحروف العربية ومعانيها على مثال ما فعل النبي إدريس.
إن الألف اللينة التي تقع في أواسط المصادر أو أواخرها ، يقتصر تأثيرها في معانيها على إضفاء خاصية الامتداد عليها في المكان أو الزمان . كما في (باب- سماء- كافة- إلى - على....).
على أن للألف اللينة كل الأهمية في معاني حروف المعاني كما سيأتي في الدراسة اللاحقة (حروف المعاني بين الأصالة والحداثة ).
لينة جوفية معناها في السامية القديمة (الثور، وشكلها يشبه صورة رأسه. الأصوات اللغوية للدكتور أنيس ص 94). أما رسمها في السريانية فيشبه صورة الإنسان (المجلد الأول للأرسوزي ص 371).
وقيل في الألف المهموزة إنها الحرف الأول من اسم النبي العربي (إدريس)، قد وضعت في أول كل من جدولي الحروف الهجائية والأبجدية. وذلك تكريماً له، وإشارة إلى أنه هو أول من نقل الحروف العربية من مجرد أصوات إلى حروف مكتوبة . فكان هذا النبي العربي بذلك إذا صحت هذه الرواية، هو المعلم العربي الأول الذي علَّم العرب فن الكتابة. ولكن الأصح فيما أرى ان اسمه مشتق من الدراسة والتدريس، فكان لقباً له قد غلب على اسمه . وهكذا لاشك في أن الكثير من الأنبياء العرب ممن لم تصلنا أسماؤهم قد أسهموا في تهذيب أصوات الحروف العربية ومعانيها على مثال ما فعل النبي إدريس.
إن الألف اللينة التي تقع في أواسط المصادر أو أواخرها ، يقتصر تأثيرها في معانيها على إضفاء خاصية الامتداد عليها في المكان أو الزمان . كما في (باب- سماء- كافة- إلى - على....).
على أن للألف اللينة كل الأهمية في معاني حروف المعاني كما سيأتي في الدراسة اللاحقة (حروف المعاني بين الأصالة والحداثة ).
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
3- الواو:
لينة جوفية هي (للفعالية) كما يقول الارسوزي، و (للانفعال المؤثر في الظواهر) كما يقول العلايلي. وهذان التعريفان قريبان من الواقع. إلا أن تعريف الارسوزي هو الأدق.
كما أن صوت الواو الحاصل من تدافع الهواء في الفم يوحي بالبعد إلى الأمام . وإذن ما رأي المعاجم اللغوية في الخصائص الصوتية المسندة إلى هذا الحرف؟.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على ثلاثمئة وخمسة عشر مصدراً تبدأ بالواو، لم أجد بين معانيها وبين الإيحاءات الصوتية للواو رابطة واضحة. ولقد كانت الفعالية في معانيها تعود إلى الحرفين الباقيين، ولاسيما الأخير منهما، كما لُحِظ ذلك في حرف الهمزة.
فالفعالية في معنى وأمه (وافقه) للميم. وفي وبص البرق (لمع وبرق) للباء والصاد. وفي وتد (ثبت) للدال. وفي الوحل (الطين الرقيق) للحاء واللام. وفي الوخم (تعفن الهواء ) للخاء. وفي ورَع (تحرَّج عن المحارم) للعين. وفي وسل (رغب وتقرب) للام. وفي وسِن " اخذ في النُّعاس" للنون . وفي وشج الشيء(تداخل وتشابك والتف) للشين. وفي وصَّ العمل ( أحكمه) للصاد . وفي وطد (رسا وثبت) للدال. وفي وعك الحرُّ (اشتد) للعين والكاف. وفي وغرت الهاجرة (رمضت واشتد حرها ) للراء. وفي وقح حافر الدابة (صلب) للقاف. وفي وكحه برجله (وطئه بها وطئاً شديداً ) للكاف....
وبمقارنة الألفاظ التي تبدأ بالهمزة مع الألفاظ التي تبدأ بالواو عُثِر على ثلاثين لفظة شقيقة في حروفها ومعانيها . منها.
أبش (جمع) وبَّش للحرب (جمع لها) الأتاد (حبل تضبط به رجل البقرة عند الحلب)، الوتد.
أتم وأتن بالمكان ( أقام به) ، وتم ووتن بالمكان ( أقام به) . أحّد الشيء وحّده . أَحِنَ (حقد) ، وَحِنَ (حقد). أزم على شفتيه (عض شديدا) ، وزم (عضّ خفيفياً). أطم الهودج (ستره). وطم الستر (أرخاه). أفِد (دنا واقترب )، ، وفد (قدِم) ، أصر ، وصر.
فهذه الحروف الغابية قد اقتصرت وظائف أصواتها على الإيحاء بالاتجاهات الثلاثة ( الألف اللينة إلى الأعلى، والواو إلى الأمام ، والياء إلى الأسفل )، من دون أن توحي بأي إحساس حسي آخر، أو بأية مشاعر إنسانية معينة.
ونظراً لكثرة استعمال هذه الحروف في تلك المرحلة مترافقة مع مختلف الحركات الجسدية، فقد عمل العربي في المرحلة الرعوية بصورة خاصة على إماتة الكثير منها من ألفاظه المتداولة ، وذلك تخليصاً للسانه من لغوها، فاستعاض عنها بحروف أقل لغوا وأكثر إيحاء بمختلف الأحاسيس الحسية والمشاعر الإنسانية، ولاسيما الهمزة والحروف الحلقية كما ذكر العلايلي ، وكما لوحِظ ذلك آنفاً.
ولا شك في أنَّ بقاء الألفاظ المماتة والبديلة معاً حتى تدوين اللغة العربية في صدر الإسلام يرجع إلى أن بعض القبائل كان أكثر تطوراً من بعضها الآخر، فأخذ علماء اللغة اللفظين معاً على انهما أصليان. أما الاستعاضة عن (الألف والواو والياء) بالفتحة والضمة والكسرة فلم تكن لإماتتها كما زعم (العلايلي) في مقدمته (ص50) وإنما لتطويرها والخلاص من غوغائيتها كما جاء في الحرف العربي والشخصية العربية (ص128) وما بعدها.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
4- الياء:
لينة جوفية . يشبه شكلها في السريانية صورة اليد. يقول عنها العلايلي: إنها (للانفعال المؤثر في البواطن). وهو قريب من الواقع ولكنه قاصر.
صوت هذا الحرف يوحي بصور بصرية تختلف إلى حدٍّ ما بحسب مواقعه من اللفظة:
أ- في أول الكلمة:
يبدو صوت الياء هنا كأنه يصعد من حفرة بشيء من المشقة والجهد . لذلك قلّت الأفعال التي تبدأ بهذا الحرف ومعظمها من الأفعال اللازمة. فالأفعال التي تبدأ بالياء يصعب عليها من هذا المكان الصوتي الخفيض أن تعتدي على أحد.
وبالرجوع إلى المعجم الوسيط لم أعثر إلا على واحد وثلاثين مصدراً تبدأ بالياء. كان منها اثنان وعشرون فعلاً . خمسة منها أفعال متعدية . هي.
يبّبه (جعله يبابا أي خرابا والتعدية هنا جاءت بتشديد عين الفعل). أيدع الحجّ على نفسه (أوجبه والتعدية هنا بفعل الهمزة في أول الفعل). يداه ( أصاب يده). يفخه (أصاب يافوخه، أي ضربه). ياومه (عامله واستأجره باليوم). وهكذا فإن تعدية هذه الأفعال مصطنعة غير أصلية.
ب-- في وسط الكلمة :
تختلف إيحاءات صوت الياء في هذا الموقع تبعاً لحركتها وحركة ما قبلها.
فإذا كانت متحركة بالفتح وما قبلها فتحة أخذ صوت الياء صورة المطبّ الهوائي الصغير يعترض مسار طائرة: طيران . حيدان . غثيان..... أما إذا كانت الياء ساكنة وما قبلها متحرك بالفتح، فان صوتها يأخذ صورة الحفرة أو حفنة اليد.
وهو يصلح أن يكون مقرا للمعنى، على مثال ما تصلح الحفرة على سطح الأرض أو في باطن اليد أن تكون مقرا ومستقراً للماء أو الأشياء: بَيْت. عَيْب. سَيْل. عَيْن. دَيْن. غَيْظ. لَيْل. فَيْض.
والأسماء المصغرة لا تخرج ياؤها الساكنة المفتوح ما قبلها عن هذه الإيحاءات.(رجل، رُجيل شاعر، شُويعر نهر، نُهير) . وكأنَّ الاسم مع ياء التصغير هذه قد وقع في حفرة فلم يبدُ منه إلا أقلُّه.
وإذا تحرك ما قبل الياء الساكنة بالكسر ، فإنها تعطينا صورة الحفرة العميقة والوادي السحيق (كريم ، فهيم . فقيه. نبيء. لئيم)، لتشف الياء في هذه الحالة عما في صميم الإنسان أو الأشياء من الخصائص المتأصلة فيها. فالكريم هو الذي تفجَّرت ينابيع الكرم في صميمه ، ليس كرمه طارئاً ولا مصادفة موقف. وكذلك الأمر مع العليم والتعيس والجميل والقبيح والسعيد والحقير...
جـ - في آخر الأسماء.
لا تخرج إيحاءات صوتها هنا عنه في وسط الكلمة: (قويّ. دويّ. شقيّ. أبيّ. تقيّ. سويّ . رضيّ. نقيّ. غبيّ...) . وحرف الجر (في) يوحي بصورة الحفرة أيضاً.
وهكذا الأمر معها في إضافتها إلى الأسماء في النسبة: (كنيسة ، كنسيّ. علم. علميّ. مدينة / مدنيّ....).
والياء في مختلف وظائفها الصرفية، سواء بإلحاقها بالمثنىّ أو جمع المذكر السالم في حالتي النصب والجر، لاتخرج في إيحاءاتها عما ذُكر عنها من حيث استكانة هذه الأسماء في حفرها الصوتية لفعل الاعتداء . ولا فرق في ان يقع الفعل مباشرة من فاعل ، أو بصورة غير مباشرة بالإضافة أو بحروف الجر. كما في : (أكل التفاحتين ، كسب ثقة السامعين ، فاز على المتسابقين..).
والياء ، على الرغم من توافق وظائفها الصرفية آنفة الذكر مع خصائصها الصوتية ، فلم يكن لهذه الخصائص أي تأثير في معاني المصادر التي تبدأ بها. كما أنَّها لم تلتزم بطبقتها البصرية . فكان ثمة مصدران للسمعية . هما:
يأيأ بالقوم (دعاهم لضيافة أو غيرها). يعرت الشاة (صاحت).
وكان ثمة مصدران للمشاعر الإنسانية . هما:
يئس. يرِع (جَبُن).
ولم أجد للمرئيات سوى مصدر واحد. هو: اليلق (الأبيض من كل شيء).
في الخلاصة:
ومما سبق يتضح أن العربي الذي لم يعط حروف اللين إلا القليل من اهتمامه قد استمر على تجاهلها بمعرض التعبير عن أحاسيسه ومشاعره وحاجاته ومعانيه. وذلك لأن أصوات هذه الحروف اللينة ، أو الجوفية ، أو الهوائية، أو الصائتة كما يسمونها ، إنما هي بالفعل أسماء على مسميات..
ولولا واقعة التمويج في أصواتها لكانت خلُوّاً من أي إحساس على الإطلاق.
ولعل الشاعر الفرنسي (رامبو)، إحساساً منه بمثل هذا الفراغ الحسي والشعوري في صوت حرف ( أو ) في اللغة الفرنسية ، الذي يقابله حرف (الواو) في اللغة العربية، قال عنه: إنه يوحي باللون الأسود . وذلك لأن صوته في الفرنسية معدوم الإيحاءات الحسية والشعورية.
لينة جوفية . يشبه شكلها في السريانية صورة اليد. يقول عنها العلايلي: إنها (للانفعال المؤثر في البواطن). وهو قريب من الواقع ولكنه قاصر.
صوت هذا الحرف يوحي بصور بصرية تختلف إلى حدٍّ ما بحسب مواقعه من اللفظة:
أ- في أول الكلمة:
يبدو صوت الياء هنا كأنه يصعد من حفرة بشيء من المشقة والجهد . لذلك قلّت الأفعال التي تبدأ بهذا الحرف ومعظمها من الأفعال اللازمة. فالأفعال التي تبدأ بالياء يصعب عليها من هذا المكان الصوتي الخفيض أن تعتدي على أحد.
وبالرجوع إلى المعجم الوسيط لم أعثر إلا على واحد وثلاثين مصدراً تبدأ بالياء. كان منها اثنان وعشرون فعلاً . خمسة منها أفعال متعدية . هي.
يبّبه (جعله يبابا أي خرابا والتعدية هنا جاءت بتشديد عين الفعل). أيدع الحجّ على نفسه (أوجبه والتعدية هنا بفعل الهمزة في أول الفعل). يداه ( أصاب يده). يفخه (أصاب يافوخه، أي ضربه). ياومه (عامله واستأجره باليوم). وهكذا فإن تعدية هذه الأفعال مصطنعة غير أصلية.
ب-- في وسط الكلمة :
تختلف إيحاءات صوت الياء في هذا الموقع تبعاً لحركتها وحركة ما قبلها.
فإذا كانت متحركة بالفتح وما قبلها فتحة أخذ صوت الياء صورة المطبّ الهوائي الصغير يعترض مسار طائرة: طيران . حيدان . غثيان..... أما إذا كانت الياء ساكنة وما قبلها متحرك بالفتح، فان صوتها يأخذ صورة الحفرة أو حفنة اليد.
وهو يصلح أن يكون مقرا للمعنى، على مثال ما تصلح الحفرة على سطح الأرض أو في باطن اليد أن تكون مقرا ومستقراً للماء أو الأشياء: بَيْت. عَيْب. سَيْل. عَيْن. دَيْن. غَيْظ. لَيْل. فَيْض.
والأسماء المصغرة لا تخرج ياؤها الساكنة المفتوح ما قبلها عن هذه الإيحاءات.(رجل، رُجيل شاعر، شُويعر نهر، نُهير) . وكأنَّ الاسم مع ياء التصغير هذه قد وقع في حفرة فلم يبدُ منه إلا أقلُّه.
وإذا تحرك ما قبل الياء الساكنة بالكسر ، فإنها تعطينا صورة الحفرة العميقة والوادي السحيق (كريم ، فهيم . فقيه. نبيء. لئيم)، لتشف الياء في هذه الحالة عما في صميم الإنسان أو الأشياء من الخصائص المتأصلة فيها. فالكريم هو الذي تفجَّرت ينابيع الكرم في صميمه ، ليس كرمه طارئاً ولا مصادفة موقف. وكذلك الأمر مع العليم والتعيس والجميل والقبيح والسعيد والحقير...
جـ - في آخر الأسماء.
لا تخرج إيحاءات صوتها هنا عنه في وسط الكلمة: (قويّ. دويّ. شقيّ. أبيّ. تقيّ. سويّ . رضيّ. نقيّ. غبيّ...) . وحرف الجر (في) يوحي بصورة الحفرة أيضاً.
وهكذا الأمر معها في إضافتها إلى الأسماء في النسبة: (كنيسة ، كنسيّ. علم. علميّ. مدينة / مدنيّ....).
والياء في مختلف وظائفها الصرفية، سواء بإلحاقها بالمثنىّ أو جمع المذكر السالم في حالتي النصب والجر، لاتخرج في إيحاءاتها عما ذُكر عنها من حيث استكانة هذه الأسماء في حفرها الصوتية لفعل الاعتداء . ولا فرق في ان يقع الفعل مباشرة من فاعل ، أو بصورة غير مباشرة بالإضافة أو بحروف الجر. كما في : (أكل التفاحتين ، كسب ثقة السامعين ، فاز على المتسابقين..).
والياء ، على الرغم من توافق وظائفها الصرفية آنفة الذكر مع خصائصها الصوتية ، فلم يكن لهذه الخصائص أي تأثير في معاني المصادر التي تبدأ بها. كما أنَّها لم تلتزم بطبقتها البصرية . فكان ثمة مصدران للسمعية . هما:
يأيأ بالقوم (دعاهم لضيافة أو غيرها). يعرت الشاة (صاحت).
وكان ثمة مصدران للمشاعر الإنسانية . هما:
يئس. يرِع (جَبُن).
ولم أجد للمرئيات سوى مصدر واحد. هو: اليلق (الأبيض من كل شيء).
في الخلاصة:
ومما سبق يتضح أن العربي الذي لم يعط حروف اللين إلا القليل من اهتمامه قد استمر على تجاهلها بمعرض التعبير عن أحاسيسه ومشاعره وحاجاته ومعانيه. وذلك لأن أصوات هذه الحروف اللينة ، أو الجوفية ، أو الهوائية، أو الصائتة كما يسمونها ، إنما هي بالفعل أسماء على مسميات..
ولولا واقعة التمويج في أصواتها لكانت خلُوّاً من أي إحساس على الإطلاق.
ولعل الشاعر الفرنسي (رامبو)، إحساساً منه بمثل هذا الفراغ الحسي والشعوري في صوت حرف ( أو ) في اللغة الفرنسية ، الذي يقابله حرف (الواو) في اللغة العربية، قال عنه: إنه يوحي باللون الأسود . وذلك لأن صوته في الفرنسية معدوم الإيحاءات الحسية والشعورية.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
5- حرف الباء:
مجهور شديد. يشبه شكله في السريانية صورة البيت. يقول عنه العلايلي: إنه (لبلوغ المعنى، وللقوام الصلب بالتفعل). ويقول عنه الأرسوزي: إنه (يوحي بالانبثاق والظهور). تعريف الأرسوزي أدق ولكنه قاصر.
وعلى الرغم من بساطة صوت هذا الحرف، فهو متعدد الوظائف والخصائص الصوتية . بعضها إيمائي تمثيليّ ، وبعضها الآخر إيحائي.
فإذا لفظ هذا الحرف منفرداً ممدود الصوت (با) كما كان يلفظ في مرحلة أصوات الحروف ، لم نجد ما هو أصلح منه لتمثيل الأشياء والأحداث التي تنطوي معانيها على الاتساع والضخامة والارتفاع ، بما يحاكي واقعه انفتاح الفم على مداه عند خروج صوته من بين الشفتين (باب)، وظيفة تمثيلية.
وإذا لفظ في مقدمة اللفظة دونما مدّ فبحكم خروج صوته من انفراج الشفتين بعد انطباقهما على بعضها بعضا، هو أصلح ما يكون لتمثيل الأحداث التي تنطوي معانيها على الانبثاق والظهور والسيلان، بما يحاكي واقعة انبثاق صوته من بين الشفتين إيماءً وتمثيلاً، وليس من الصميم كالنون إيحاء.
ولكن بحكم انفجاره الصوتي بانفراج الشفتين سريعاً بعد ضمَّة شديدة، فهو أوحى ما يكون بمعاني البعج والحفر ، والقطع والشق، والتحطيم والتبديد، والمفاجأة والشِّدة، وذلك (حذواً لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث)، وظيفة إيحائية.
فما نصيب هذه الخصائص الصوتية غابيّها وزارعيّها ورعويّها في معاني المصادر التي تبدأ بحرف الباء؟ . فقد تعود أصول نشأته إلى الغابية أو الزراعية ولكنه لم يستوف مقومات شخصيته إلاّ في المرحلة الرعوية.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط، عثرت على مئتين واثنين وتسعين مصدراً جذراً تبدأ بالباء. كان منها تسعة وثلاثون مصدراً تدل معانيها على الاتساع والامتلاء والعلو ماديّاً ومعنويا، بما يحاكي انفتاح الفم على مداه عند خروج صوت الباء منفردا ممدودا. منها:
البأج (الغلام السمين). البجباج (السمين الغليظ). الببُّ (الغلام السمين). بجل (ضخم جسمه وعظم). بخدج في مشيه (فرشخ رجليه وباعد بينهما). برطم (انتفخ غيظاً وأدلى شفتيه). بلخ( تكبر وجرؤ على الفجور). بدن (سمن وضخم). بذخ الجبل (علا فبان) برج (ارتفع) . بسط الشيء (نشره). بسق (تم ارتفاعه) بشم من الطعام (أتخم).بضَّ البدن (امتلأ ونضُر). باك البعير (سمن) . تبلخص (غلظ وكثر لحمه).
وكان منها سبعة وأربعون مصدراً تدل معانيها على الانبثاق والظهور والانفراج، بما يحاكي خروج صوت الباء من بين الشفتين بعد انطباق وانفراج . منها :
بجس الماء (انفجر). بدا . بدر. بدح بالسر (باح به). برز (ظهر بعد خفاء). برق (بدا) . بسر (أظهر العبوس) بسم انفرجت شفتاه عن ثناياه). بصر. بصق . بصّ (لمع وتلألأ). بصع الماء (رشح) بعّ الماء (صبّه في سعة) بزغ النجم (ظهر)، بزق (بصق) .بزل الناب (طلع). بغشت السماء ( أمطرت). بقل الشيء (ظهر). بلج الصبح (أسفر). بلق الباب (فتحه كلَّه). باح (ظهر).
وكان منها ثلاثة وخمسون مصدرا تتوزع معانيها بين الحفر والشق والبعج والقطع والشدة، بما يتوافق مع صدى صوته الانفجاري في النفس. منها:
بأر (حفر حفرة) . بتّ الشيء وبتره، وبتعه، وبتكه، وبتله، وبركعه ، وبرشق اللحم، وبشقه وبضعه، جميعها بمعنى (قطعه). بجّ الشيء وبذحه، وبعج البطن وبقره ، وبحر الأرض، بمعنى (شقّها). بحث الأرض (حفرها وطلب الشيء فيها).بخص عينه (فقأها) . بدهه وبغته (فاجأه) . بذم (قوي ومتُنَ).بأش فلانا (صرعه بغتة) بعط الحيوان (ذبحه). بكّ الشيء (هشمه ومزّقه) . باغ (ثار وهاج) . بهس (جرؤ وشجع).
وكان منها ستة عشر مصدراً تدل معانيها على البعثرة والتبديد بما يحاكي بعثرة النفَس بعد خروج صوته. هي:
بثّ الشيء ، وبدّه، وبدّده وبرقطه، وبسّه ، وبلبل المتاع، جميعها بمعنى (فرقّه). بحثر الشيء، وبعثره، وباثه بوثا، وبعزقه، جميعها بمعنى (بدَّده وفرَّقه).ابزعرّ القوم وابزقرُّوا (تفرقوا). . بزر الحب (نثره في الأرض).بكش العقدة (حلّها . بذر الحب (القاه في الأرض للزراعة).
وهكذا بلغت نسبة المصادر التي تأثرت معانيها بالخصائص التمثيلية لحرف الباء (35%).
لتبلغ نسبة ما تأثر منها بالخصائص الإيحائية في صوته (18%)، بما مجموعه (53%).
وهذه النسبة لا تؤهله للانتماء إلى الحروف القوية الشخصية، لولا أن معاني المصادر التي تبدأ به قد بقيت عند حدود الطبقة البصرية لم تتجاوزها إلا في ثلاثة للسمعية. بما يتوافق مع طبيعة صوت الباء والحروف المرافقة له. هي:
بغمت الظبية (صوّتت). بعبع الماء (صوَّت حين يخرج من الإناء) ، بقبقت القدر (سمع صوت غليانها)، وذلك بشفاعة حرفي (القاف) الصوتية و (العين) الشعورية.
كما تجاوزها في ثلاثة للمشاعر الانسانية : هي بغضه. بهته (حيّره وأدهشه). بهج (فرح وسُرّ)، وذلك بشفاعة حرفي (الضاد والهاء) الشعوريين.وهذا يقطع بصحة انتماء حرف الباء إلى الطبقة البصرية.
ولقد لوحظ عدم وجود حرف الباء في أول أي لفظة تبدأ بحرف الميم، على غرار ما سبق وتبين لنا عدم وجود حرف (الراء) في أول أي لفظة تبدأ بحرف (اللام). فحرف (الباء) للانبثاق والانفراج والاتساع والشق، بما يحاكي انفراج الشفتين عند التلفظ به. وحرف الميم للانضمام والانجماع، بما يحاكي انضمام الشفتين وانغلاقهما عند التلفظ به. فيبدو أنَّ العربي لم يجد من الذوق الفني السليم أن يبدأ ألفاظه بالساكن لينتهي بالمتحرك، وان كان استساغ العكس كما لحظنا ذلك في حرفي (اللام والراء)، فكان ثمة ألفاظ كثيرة تبدأ بالباء وتنتهي بالميم بعد فاصل من الحروف كما في (بلم، بشم ، بكم ، بسم، برم ، بصم، بغم...). ، أما العكس فلا.
مجهور شديد. يشبه شكله في السريانية صورة البيت. يقول عنه العلايلي: إنه (لبلوغ المعنى، وللقوام الصلب بالتفعل). ويقول عنه الأرسوزي: إنه (يوحي بالانبثاق والظهور). تعريف الأرسوزي أدق ولكنه قاصر.
وعلى الرغم من بساطة صوت هذا الحرف، فهو متعدد الوظائف والخصائص الصوتية . بعضها إيمائي تمثيليّ ، وبعضها الآخر إيحائي.
فإذا لفظ هذا الحرف منفرداً ممدود الصوت (با) كما كان يلفظ في مرحلة أصوات الحروف ، لم نجد ما هو أصلح منه لتمثيل الأشياء والأحداث التي تنطوي معانيها على الاتساع والضخامة والارتفاع ، بما يحاكي واقعه انفتاح الفم على مداه عند خروج صوته من بين الشفتين (باب)، وظيفة تمثيلية.
وإذا لفظ في مقدمة اللفظة دونما مدّ فبحكم خروج صوته من انفراج الشفتين بعد انطباقهما على بعضها بعضا، هو أصلح ما يكون لتمثيل الأحداث التي تنطوي معانيها على الانبثاق والظهور والسيلان، بما يحاكي واقعة انبثاق صوته من بين الشفتين إيماءً وتمثيلاً، وليس من الصميم كالنون إيحاء.
ولكن بحكم انفجاره الصوتي بانفراج الشفتين سريعاً بعد ضمَّة شديدة، فهو أوحى ما يكون بمعاني البعج والحفر ، والقطع والشق، والتحطيم والتبديد، والمفاجأة والشِّدة، وذلك (حذواً لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث)، وظيفة إيحائية.
فما نصيب هذه الخصائص الصوتية غابيّها وزارعيّها ورعويّها في معاني المصادر التي تبدأ بحرف الباء؟ . فقد تعود أصول نشأته إلى الغابية أو الزراعية ولكنه لم يستوف مقومات شخصيته إلاّ في المرحلة الرعوية.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط، عثرت على مئتين واثنين وتسعين مصدراً جذراً تبدأ بالباء. كان منها تسعة وثلاثون مصدراً تدل معانيها على الاتساع والامتلاء والعلو ماديّاً ومعنويا، بما يحاكي انفتاح الفم على مداه عند خروج صوت الباء منفردا ممدودا. منها:
البأج (الغلام السمين). البجباج (السمين الغليظ). الببُّ (الغلام السمين). بجل (ضخم جسمه وعظم). بخدج في مشيه (فرشخ رجليه وباعد بينهما). برطم (انتفخ غيظاً وأدلى شفتيه). بلخ( تكبر وجرؤ على الفجور). بدن (سمن وضخم). بذخ الجبل (علا فبان) برج (ارتفع) . بسط الشيء (نشره). بسق (تم ارتفاعه) بشم من الطعام (أتخم).بضَّ البدن (امتلأ ونضُر). باك البعير (سمن) . تبلخص (غلظ وكثر لحمه).
وكان منها سبعة وأربعون مصدراً تدل معانيها على الانبثاق والظهور والانفراج، بما يحاكي خروج صوت الباء من بين الشفتين بعد انطباق وانفراج . منها :
بجس الماء (انفجر). بدا . بدر. بدح بالسر (باح به). برز (ظهر بعد خفاء). برق (بدا) . بسر (أظهر العبوس) بسم انفرجت شفتاه عن ثناياه). بصر. بصق . بصّ (لمع وتلألأ). بصع الماء (رشح) بعّ الماء (صبّه في سعة) بزغ النجم (ظهر)، بزق (بصق) .بزل الناب (طلع). بغشت السماء ( أمطرت). بقل الشيء (ظهر). بلج الصبح (أسفر). بلق الباب (فتحه كلَّه). باح (ظهر).
وكان منها ثلاثة وخمسون مصدرا تتوزع معانيها بين الحفر والشق والبعج والقطع والشدة، بما يتوافق مع صدى صوته الانفجاري في النفس. منها:
بأر (حفر حفرة) . بتّ الشيء وبتره، وبتعه، وبتكه، وبتله، وبركعه ، وبرشق اللحم، وبشقه وبضعه، جميعها بمعنى (قطعه). بجّ الشيء وبذحه، وبعج البطن وبقره ، وبحر الأرض، بمعنى (شقّها). بحث الأرض (حفرها وطلب الشيء فيها).بخص عينه (فقأها) . بدهه وبغته (فاجأه) . بذم (قوي ومتُنَ).بأش فلانا (صرعه بغتة) بعط الحيوان (ذبحه). بكّ الشيء (هشمه ومزّقه) . باغ (ثار وهاج) . بهس (جرؤ وشجع).
وكان منها ستة عشر مصدراً تدل معانيها على البعثرة والتبديد بما يحاكي بعثرة النفَس بعد خروج صوته. هي:
بثّ الشيء ، وبدّه، وبدّده وبرقطه، وبسّه ، وبلبل المتاع، جميعها بمعنى (فرقّه). بحثر الشيء، وبعثره، وباثه بوثا، وبعزقه، جميعها بمعنى (بدَّده وفرَّقه).ابزعرّ القوم وابزقرُّوا (تفرقوا). . بزر الحب (نثره في الأرض).بكش العقدة (حلّها . بذر الحب (القاه في الأرض للزراعة).
وهكذا بلغت نسبة المصادر التي تأثرت معانيها بالخصائص التمثيلية لحرف الباء (35%).
لتبلغ نسبة ما تأثر منها بالخصائص الإيحائية في صوته (18%)، بما مجموعه (53%).
وهذه النسبة لا تؤهله للانتماء إلى الحروف القوية الشخصية، لولا أن معاني المصادر التي تبدأ به قد بقيت عند حدود الطبقة البصرية لم تتجاوزها إلا في ثلاثة للسمعية. بما يتوافق مع طبيعة صوت الباء والحروف المرافقة له. هي:
بغمت الظبية (صوّتت). بعبع الماء (صوَّت حين يخرج من الإناء) ، بقبقت القدر (سمع صوت غليانها)، وذلك بشفاعة حرفي (القاف) الصوتية و (العين) الشعورية.
كما تجاوزها في ثلاثة للمشاعر الانسانية : هي بغضه. بهته (حيّره وأدهشه). بهج (فرح وسُرّ)، وذلك بشفاعة حرفي (الضاد والهاء) الشعوريين.وهذا يقطع بصحة انتماء حرف الباء إلى الطبقة البصرية.
ولقد لوحظ عدم وجود حرف الباء في أول أي لفظة تبدأ بحرف الميم، على غرار ما سبق وتبين لنا عدم وجود حرف (الراء) في أول أي لفظة تبدأ بحرف (اللام). فحرف (الباء) للانبثاق والانفراج والاتساع والشق، بما يحاكي انفراج الشفتين عند التلفظ به. وحرف الميم للانضمام والانجماع، بما يحاكي انضمام الشفتين وانغلاقهما عند التلفظ به. فيبدو أنَّ العربي لم يجد من الذوق الفني السليم أن يبدأ ألفاظه بالساكن لينتهي بالمتحرك، وان كان استساغ العكس كما لحظنا ذلك في حرفي (اللام والراء)، فكان ثمة ألفاظ كثيرة تبدأ بالباء وتنتهي بالميم بعد فاصل من الحروف كما في (بلم، بشم ، بكم ، بسم، برم ، بصم، بغم...). ، أما العكس فلا.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
6- حرف الجيم:
مجهور. معناه في اللغة العربية (الجمل الهائج) . يشبه رسمه في السريانية صورة الجمل. قال عنه العلايلي:إنه (للعظم مطلقا) . وهو صحيح ولكنه قاصر ويعتبره الدكتور كمال محمد بشير من الأصوات المركبة انفجاري - احتكاكي).
وقبل أن نتحدث عن إيحاءاته الحسية ، يجدر بنا أن نقطع أولاً في قضية النطق به، معطشاً على الطريقة الشامية، أو غير معطش على الطريقة القاهرية ، لعلاقة هذه المسألة بإيحاءاته الصوتية ، وبالتالي بشخصيته ومدى تأثيره في معاني الألفاظ التي يشارك.فيها.
لقد أفرد الدكتور أنيس لهذه المشكلة بحثاً خاصا في كتابه (الأصوات اللغوية ص77- 83).كما أفرد له الدكتور كمال محمد بشير بحثاً خاصا في كتابه (علم اللغة- الأصوات ص160-166).
وعلى الرغم من أن الدكتور أنيس يرجِّح مسبقا بأن الجيم التي يسمعها من مجيدي القراءة القرآنية ، هي أقرب إلى الجيم الأصلية (ص77)، أي إنها شامية معطشة بصورة ما من صور التعطش. فإنه يعود فيشكك في ذلك، لنقاش كان جرى بينه وبين أستاذ الأصوات في جامعة لندن (البروفيسور فرث) حول هذه المشكلة.
فلقد أعلمه هذا الأستاذ أن هناك قاعدة صوتية مسلَّماً بها في اللغات الأوروبية تدعى (بقانون الصوت الحنكي)، تقرر : بأن الإنسان يميل بالفطرة عبر تطوره الحضاري إلى تسهيل النطق بالحروف الصعبة. ولذلك فان هذا الأستاذ يستطيع أن يفسر تطور الجيم من عدم التعطيش القاهرية إلى التعطيش الشامية ، أما العكس فلا. بمعنى أن الجيم القاهرية الأعسر نطقاً هي الأصل ، وقد تطورت إلى الجيم الشامية الأسهل نطقاً.
وبما أن مخرج صوت الجيم القاهرية هو الأبعد عن الشفتين ، فقد حاول الدكتور أنيس إقامة الدليل على أنه زحزح إلى الأمام باتجاه الشفتين فتحول إلى الجيم الشامية المحدثة وقد لاحظ في كتاب (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن) أن الجيم قد حرِّكت بالفتحة والكسرة وهما أماميتان (1264) مرة، لتتحرك بالضم وهي خلفية (102) مرة فقط.
وهكذا فان كثرة تحريك الجيم بحركات أمامية قد جذبت مخرجها من الخلف إلى الأمام، أي من عدم التعطيش إلى التعطيش .
أما الدكتور (بشير) ، فهو يقرّ مبدئياً بأن الجيم الشامية المعطشة هي الجيم الفصيحة المعاصرة ، إلاَّ أنه يذهب مذهب الدكتور أنيس في اعتبار الجيم القاهرية هي الأصل. ولقد استشهد بما جاء به الدكتور (اتوليتمان) حيث يقول:
(نعرف أن نطق هذا الحرف الأصلي كان جيما قاهريا، ، وكما كان ويكون في اللغات السامية الباقيه. مثلاً كلمة (جمل) العبرية (GAMOL). وفي السريانية (GAMALA) وفي الحبشية (جومال) (GOMAL) (ص162-163). بدعوى أن هذه اللغات هي أقدم في الزمن من اللغة العربية. وهذا عكس ما تبيّن لي في الحرف العربي ص (52) وما بعدها.
ثم يقرر الدكتور بشير أن الجيم القاهرية قد تطورت إلى (دج) في نطق قريش. ولكنه يعترف كزميله الدكتور أنيس ، بأن علماء العربية وإن وصفوا الجيم الأصلية بما ينطبق على الجيم القاهرية، فإنهم نسبوها إلى المنطقة التي تخرج منها (الشين والياء) ، وهي (بين وسط اللسان، ووسط الحنك الأعلى). وهذه المنطقة برأيه هي للجيم القرشية (دج)
ونحن لو رجعنا من عالم التخمين والفرضيات إلى واقع الإيحاءات الصوتية لحرف الجيم بمعرض تأثيره في معاني الألفاظ التي يتصدرها، اذن لعرفنا كيف نطق به مبدعوه الأوائل ، معطشاً شامياً أو غير معطش قاهريا. ولا عبرة بما يلفظ في (الساميات) لأن العربية هي الأصل.
فإذا وجدناهم قد استخدموه للتعبير عن المعاني التي يوحي بها صوت الجيم معطشاً، فإنهم لاشك قد لفظوه معطشاً طوال مرحلة إبداع تلك الألفاظ ، وإلا فيكونون قد لفظوه قاهريا غير معطش. وذلك حذوا لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث).
مجهور. معناه في اللغة العربية (الجمل الهائج) . يشبه رسمه في السريانية صورة الجمل. قال عنه العلايلي:إنه (للعظم مطلقا) . وهو صحيح ولكنه قاصر ويعتبره الدكتور كمال محمد بشير من الأصوات المركبة انفجاري - احتكاكي).
وقبل أن نتحدث عن إيحاءاته الحسية ، يجدر بنا أن نقطع أولاً في قضية النطق به، معطشاً على الطريقة الشامية، أو غير معطش على الطريقة القاهرية ، لعلاقة هذه المسألة بإيحاءاته الصوتية ، وبالتالي بشخصيته ومدى تأثيره في معاني الألفاظ التي يشارك.فيها.
لقد أفرد الدكتور أنيس لهذه المشكلة بحثاً خاصا في كتابه (الأصوات اللغوية ص77- 83).كما أفرد له الدكتور كمال محمد بشير بحثاً خاصا في كتابه (علم اللغة- الأصوات ص160-166).
وعلى الرغم من أن الدكتور أنيس يرجِّح مسبقا بأن الجيم التي يسمعها من مجيدي القراءة القرآنية ، هي أقرب إلى الجيم الأصلية (ص77)، أي إنها شامية معطشة بصورة ما من صور التعطش. فإنه يعود فيشكك في ذلك، لنقاش كان جرى بينه وبين أستاذ الأصوات في جامعة لندن (البروفيسور فرث) حول هذه المشكلة.
فلقد أعلمه هذا الأستاذ أن هناك قاعدة صوتية مسلَّماً بها في اللغات الأوروبية تدعى (بقانون الصوت الحنكي)، تقرر : بأن الإنسان يميل بالفطرة عبر تطوره الحضاري إلى تسهيل النطق بالحروف الصعبة. ولذلك فان هذا الأستاذ يستطيع أن يفسر تطور الجيم من عدم التعطيش القاهرية إلى التعطيش الشامية ، أما العكس فلا. بمعنى أن الجيم القاهرية الأعسر نطقاً هي الأصل ، وقد تطورت إلى الجيم الشامية الأسهل نطقاً.
وبما أن مخرج صوت الجيم القاهرية هو الأبعد عن الشفتين ، فقد حاول الدكتور أنيس إقامة الدليل على أنه زحزح إلى الأمام باتجاه الشفتين فتحول إلى الجيم الشامية المحدثة وقد لاحظ في كتاب (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن) أن الجيم قد حرِّكت بالفتحة والكسرة وهما أماميتان (1264) مرة، لتتحرك بالضم وهي خلفية (102) مرة فقط.
وهكذا فان كثرة تحريك الجيم بحركات أمامية قد جذبت مخرجها من الخلف إلى الأمام، أي من عدم التعطيش إلى التعطيش .
أما الدكتور (بشير) ، فهو يقرّ مبدئياً بأن الجيم الشامية المعطشة هي الجيم الفصيحة المعاصرة ، إلاَّ أنه يذهب مذهب الدكتور أنيس في اعتبار الجيم القاهرية هي الأصل. ولقد استشهد بما جاء به الدكتور (اتوليتمان) حيث يقول:
(نعرف أن نطق هذا الحرف الأصلي كان جيما قاهريا، ، وكما كان ويكون في اللغات السامية الباقيه. مثلاً كلمة (جمل) العبرية (GAMOL). وفي السريانية (GAMALA) وفي الحبشية (جومال) (GOMAL) (ص162-163). بدعوى أن هذه اللغات هي أقدم في الزمن من اللغة العربية. وهذا عكس ما تبيّن لي في الحرف العربي ص (52) وما بعدها.
ثم يقرر الدكتور بشير أن الجيم القاهرية قد تطورت إلى (دج) في نطق قريش. ولكنه يعترف كزميله الدكتور أنيس ، بأن علماء العربية وإن وصفوا الجيم الأصلية بما ينطبق على الجيم القاهرية، فإنهم نسبوها إلى المنطقة التي تخرج منها (الشين والياء) ، وهي (بين وسط اللسان، ووسط الحنك الأعلى). وهذه المنطقة برأيه هي للجيم القرشية (دج)
ونحن لو رجعنا من عالم التخمين والفرضيات إلى واقع الإيحاءات الصوتية لحرف الجيم بمعرض تأثيره في معاني الألفاظ التي يتصدرها، اذن لعرفنا كيف نطق به مبدعوه الأوائل ، معطشاً شامياً أو غير معطش قاهريا. ولا عبرة بما يلفظ في (الساميات) لأن العربية هي الأصل.
فإذا وجدناهم قد استخدموه للتعبير عن المعاني التي يوحي بها صوت الجيم معطشاً، فإنهم لاشك قد لفظوه معطشاً طوال مرحلة إبداع تلك الألفاظ ، وإلا فيكونون قد لفظوه قاهريا غير معطش. وذلك حذوا لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث).
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
آ- الجيم المعطشة:
نظرا لشدة تدافع النفس أثناء خروج الجيم الشامية،. وما يحدثه من ارتجاج في مساحة واسعة من سقف الحنك، كان لابد أن تتنوع إيحاءاته الصوتية.
فالجيم الشامية المعطشة، توحي بالشدة والقوة والدفء والمتانة كأحاسيس لمسية، وبطعم الدسم ورائحته كأحاسيس ذوقية وشمية. أما إيحاءاتها البصرية فهي تتردد بين الفخامة والعظم والامتلاء. لتقتصر إيحاءاتها السمعية على شيء من الفجاجة ، وهي لا توحي بأية مشاعر إنسانية أصلاً.
ب- الجيم القاهرية:
صوتها الانفجاري يوحي بالقساوة والصلابة والحرارة والخشونة كأحاسيس لمسية، وبما يدل على أصوات مزيجة من الحدَّة والانفجار كأحاسيس سمعية، ولا إيحاءات أخرى في صوتها ، حسيةً أو شعوريةً.
فلو أن العربي قد أبدع الجيم قاهرية غير معطشة كما يقول الدكتوران أنيس وبشير، إذن لكانت ندرت بصورة خاصة المعاني الدالة على العظم والفخامة والضخامة والارتفاع والفجاجة في الألفاظ التي يتصدرها.
فهل المعاجم إلى جانب الجيم الشامية أو القاهرية؟
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئتين وثلاثة وخمسين مصدرا جذراً تبدأ بحرف الجيم، قد توزعت معانيها وفقا للزمر المبيَّنة في الجداول التالية:
الزمرة الأولى:
ثلاثة وثمانون مصدرا تدل معانيها على الشدة والفعالية المادية. منها:
الجأب (كلُّ كزٍّ غليظ). جأى عليه (عضَّه). جشب (غلُظ واشتد). جمح الفرس (عتا عن أمر صاحبه). جهلت القدر (اشتد غليانها). جذف الطائر (أسرع). جردم فلان (أسرع) . جعط فلانا (دفعه). جَعِمَ الرجل (اشتد حرصه وطمعه). جلز في الأرض (مضى مسرعا). جهض فلاناً (غلبه). جمر الفرس (وثب في القيد). جمز الفرس (سار مسرعا). جاب الطيرُ (انقض مسرعا).
وكان من هذه الزمرة أربعة عشر مصدرا للقطع والقشر . هي:
جبَّه (قطعه). جحف الشيء (قشره)، جدعه، وجذّه، وجزمه وجزّه، وجرده، وجلمه جميعها بمعنى (قطعه) جرشه وجلفه بمعنى (قشره). جذر الشيء (استأصله).جلق رأسه (حلقه) . جمش نبات الأرض (حصده). جرف السيل الوادي (أكل من جوانبه).
وكان منها أيضاً خمسة مصادر بمعنى صرعه هي:
جأفه (صرعه، والشجرة قلعها من أصلها). جحدره (صرعه ودحرجه). جحفله (صرعه ورماه). حجله وجعبره (صرعه).
الزمرة الثانية:
ثلاثة وخمسون مصدراً تدل معانيها على العِظَم والفخامة والضخامة والامتلاء والغلظة، ماديَّاً ومعنوياً . منها:
الجأر من الرجال (الضخم). جثل النبات (طال وغلظ والتفَّ). الجبأى (المرأة القائمة الثديين). الجبل. الجمل. جبجب (سمن). جحظت عينه . الجحمرش من النساء (الثقيلة السمجة). الجعيس (الغليظ الضخم). جعا الشيء (غلظ). الجمظ (الضخم). الجدار. جمّ (كثر).جوث (عظُم بطنه في أعلاه). الجَفْر ( ما عظم واستكرش من ولد الشاة والمعزى ). الجِفس (الضخم الجافي). جفظه (ملأه). جفخ (فخر وتكبر). جوِق (غلظ عنقه).
الزمرة الثالثة:
خمسة عشر مصدرا تدل معانيها على الحيوانات والجسد وما هو من أبعاض الجسد . هي الجيئل (الضبع). الجثة. الجثمان. الجرائض (الأسد). الجعول (ولد النعام) الجفن (غطاء العين). الجلد. الجاموس. الجمل. الجنين. الجيد(العنق).
الجواد . الجحش (ولد الحمار). الجيم (الجمل الهائج).
الزمرة الرابعة:
تسعة مصادر تدل معانيها على أصوات . هي:
جئ جئ ( دعاء للإبل إلى الماء). جأر (رفع صوته). جرس الطائر (صوّت). جشَّ صوته (اشتد وصار فيه بُحّة). جرجر البعير (ردَّد صوته في حنجرته). جعجع البعير (اشتد هديره). جلجل الرعد (صوت في حركة). جمجم (لم يبين كلامه) . جهجه الأبطال (صاحوا في الحرب).
الزمرة الخامسة:
ستة مصادر للانفعالات النفسية . هي:
جزع (لم يصبر على ما نزل به) جشأت نفسه (ثارت للقيء). جشع (اشتد حرصه). جهث (استخفه الغضب أو الفزع). جهشت نفسه (همت بالبكاء).
وبتحليل معاني المصادر الواردة في الزمر الخمس لمعرفة مدى تطابقها مع الخصائص الصوتية للجيم المعطشة وغير المعطشة ، نلاحظ مايلي:
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
أ- في الزمرة الأولى:
جميع مصادر هذه الزمرة تتوافق معانيها مع الخصائص الصوتية للجيم الشامية. كما أن بعضها يقبل الجيم القاهرية وان كانت الشامية أكثر تطابقاً مع معانيها . على أن المصادر الدالة على القطع والقشر وان كانت تقبل الجيمين، فإن القاهرية أكثر تطابقاً مع معانيها.
أما المصادر التي تدل معانيها على التماسك والمقاومة والتدافع والامتلاء والاستمرار من هذه الفئة، فإن معانيها لاتتوافق مع خصائص الجيم القاهرية.فجميع المصادر التي جاءت بمعنى (صرعه، واستأصله)، لا تقبل الجيم القاهرية لما في هذه الأحداث من تماسك ومقاومة، بل لا يوجد أي حرف آخر يسدّ مسدّ الجيم الشامية لاقامة التطابق بين الصور البصرية والصور الصوتية (أي الجمل الصوتية) لواقع الصراع في هذه المصادر (جحدره، جحفله، جعبره، جعفه...).
وهكذا الأمر مع جاش الماء (تدفق وجرى). فصوت الجيم القاهرية لا يستطيع أن يوحي بتدافع الماء واستمرار جريانه.
ولفظة جأى عليه (عضَّه)، وان كانت تقبل الجيم القاهرية للتوافق بين قساوة الصوت وقساوة العض فإن الجيم الشامية التي يملأ صوتها الفم هي أوحى بعملية العض التي يشترك فيها الفم والأسنان بمساحة واسعة دون قطع (عضّ على شفته).
وهكذا الأمر مع حجم النارَ (أوقدها). جرضه (خنقه). جرف السيل الوادي. جهلت القدر (اشتد غليانها). جعم الرجل. جرى ( اندفع في السير).
ومنه نرى أن الجيم الشامية قد تغلبت بالمفاضلة على الجيم القاهرية في عقر دارها مما يتعلق بالشدة والفعالية الماديتين.
جميع مصادر هذه الزمرة تتوافق معانيها مع الخصائص الصوتية للجيم الشامية. كما أن بعضها يقبل الجيم القاهرية وان كانت الشامية أكثر تطابقاً مع معانيها . على أن المصادر الدالة على القطع والقشر وان كانت تقبل الجيمين، فإن القاهرية أكثر تطابقاً مع معانيها.
أما المصادر التي تدل معانيها على التماسك والمقاومة والتدافع والامتلاء والاستمرار من هذه الفئة، فإن معانيها لاتتوافق مع خصائص الجيم القاهرية.فجميع المصادر التي جاءت بمعنى (صرعه، واستأصله)، لا تقبل الجيم القاهرية لما في هذه الأحداث من تماسك ومقاومة، بل لا يوجد أي حرف آخر يسدّ مسدّ الجيم الشامية لاقامة التطابق بين الصور البصرية والصور الصوتية (أي الجمل الصوتية) لواقع الصراع في هذه المصادر (جحدره، جحفله، جعبره، جعفه...).
وهكذا الأمر مع جاش الماء (تدفق وجرى). فصوت الجيم القاهرية لا يستطيع أن يوحي بتدافع الماء واستمرار جريانه.
ولفظة جأى عليه (عضَّه)، وان كانت تقبل الجيم القاهرية للتوافق بين قساوة الصوت وقساوة العض فإن الجيم الشامية التي يملأ صوتها الفم هي أوحى بعملية العض التي يشترك فيها الفم والأسنان بمساحة واسعة دون قطع (عضّ على شفته).
وهكذا الأمر مع حجم النارَ (أوقدها). جرضه (خنقه). جرف السيل الوادي. جهلت القدر (اشتد غليانها). جعم الرجل. جرى ( اندفع في السير).
ومنه نرى أن الجيم الشامية قد تغلبت بالمفاضلة على الجيم القاهرية في عقر دارها مما يتعلق بالشدة والفعالية الماديتين.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
ب- الزمرة الثانية:
ان الغالبية العظمى من مصادر هذه الزمرة الدالة على الضخامة والعظم والامتلاء ، لا تتوافق معانيها قطعا مع الإيحاءات الصوتية للجيم القاهرية ، لتتحول معها هذه المصادر إلى مصطلحات ورموز على معان دون إيحاء . وبذلك تتعطل هذه الخاصية الإيحائية في اللغة العربية التي تميزها أصلا من سائر اللغات.
فأين موحيات صوت الجيم القاهرية مثلا من معاني المصادر التالية:
جبل، جبجب. جحظت عينه . جشم (سمن). جشن (سمن وغلظ). جضّ (مشى متبخترا). جحدل الوعاء (ملأه)...... الخ.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
جـ- الزمرة الثالثة:
ان هذه المصادر الدالة على حيوانات وعلى الجسد وأبعاضه . تتنافى معانيها جميعاً مع الخصائص الصوتية للجيم القاهرية. فأين القساوة التي يوحي بها صوتها من منظر وملمس مِمّا جاء في هذه الزمرة؟. مثال (الجؤزر ، الجاموس ، الجنين، الجلد، الجَفن ، الجثمان،....).
لابل إن صوت الجيم الشامية بايحاءاتها اللمسية والشمية والبصرية ، لهو أصدق إيحاء بمعاني هذه المسميات من صوت أي حرف آخر. وقد أطلق العربي على الجمل الهائج لفظة (الجيم) لهذا السبب بالذات.
د- الزمرة الرابعة:
باستقراء مصادر هذه الزمرة الدالة على أصوات يتضح أن صورها الصوتية (أي جملها الصوتية) إذا لفظت بالجيم الشامية تتطابق مع معانيها إلى أبعد الحدود، على العكس مما لو لفظت بالجيم القاهرية.
فلفظة (جشَّ الصوت) مثلاً بمعنى (اشتد وصار فيه بُحَّة)، تتطابق جملتها الصوتية إذا لفظت بالجيم الشامية مع طبيعة الصوت الإنساني عندما يشتد إلى الحدَِّ الذي تظهر فيه البحَّة.ولو لفظت بالجيم القاهرية لانعدم هذا التطابق بين الجملتين الصوتيتين، وتحولت اللفظة إلى رمز.
ولفظة (جئ جئ) ، وهي (دعاء للابل إلى الماء) ، قد لفظها العربي ولاشك بالجيم الشامية أي الصعيدية، ليقلد بها الأصوات التي تصدر عن الإبل عند ورود الماء فينبه بهذا الصوت شهية الإبل للماء بطريقة المحاكاة الطبيعية. ولو لفظت بالجيم القاهرية لتعطلت وظيفتها الإيحائية لعدم توافق جملتها الصوتية مع طبيعة صوت الإبل.
ولفظة (جعجع البعير) اشتد هديره تتطابق جملتها الصوتية مع الجملة الصوتية لهدير البعير فيما لو لفظت بالجيم الشامية ، على العكس مما لو لفظت بالجيم القاهرية.
وهكذا الأمر مع ألفاظ _جمجم، جأر، جهجه).
أما لفظة جرس الطائر(صوّت))، فهي الوحيدة التي تقبل الجيم القاهرية.
هـ- الزمرة الخامسة:
يلاحظ أن المصادر الواردة في هذه الزمرة تدل جميعا على انفعالات نفسية سلبية، وأن لها انعكاساتها المحسوسة على وجوه الناس وأصواتهم مما يشاهد بالعين أو يسمع بالاذن. ولمّا كانت هذه المصادر من شأن جملها الصوتية أن تنقل لنا أثر تلك الانفعالات على ملامح الوجوه في نبرات أصوات أصحابها ، فإننا نستطيع أن نقرر أنَّ حرف الجيم لم يتجاوز طبقته إلى الشعورية.فلفظة (جهشت نفسه) همَّت بالبكاء ، لابد أن تلفظ بالجيم الشامية. وذلك كيما تتطابق صورتها الصوتية مع انفعالات الحزن المرتسمة على قسمات وجه صاحبها، وكيما تتوافق أيضاً مع البوادر الصوتية الخاصة التي تترافق عادة مع ظاهرة الانتقال من حالة الحزن المكبوت، إلى البكاء الصريح. ولو لفظت بالجيم القاهرية لانعدم التطابق والتوافق بين معناها وبين جملتها الصوتية.
وهكذا الأمر مع (جشأت نفسه) ثارت للقيء، وجهث) استخفه الغضب أو الفزع .
أمّا لفظتنا (جبن وجزع) فهما تقبلان الجيمين معا، وذلك لانطواء معنييهما على انقباض نفسي يرافقه انقباض في الملامح ، وان كانت الشامية أوفى للغرض.
ومما تقدم يتضح أن الجيم الشامية هي الأصل، وأن القاهرية ما هي إلا لهجة بدوية لاحقة، ربما اقتضتها قساوة البداوة وشظف العيش.
وعلى الرغم من توزع الخصائص الصوتية لحرف الجيم بين مختلف الحواس ، فقد استطاع أن يفرضها على (5،65%) من معاني المصادر التي تبدأ به. وهذه النسبة تؤهله للانتماء إلى الحروف القويّة الشخصية.
ولئن تجاوزت بعض المصادر طبقته البصرية إلى السمعية والشعورية، فإن معانيها جميعاً تتوافق أصلاً مع الخصائص الصوتية للجيم الشامية كما مر معنا في تحليل المصادر الواردة في الزمرتين (جـ،د) ، مما يؤكد التزامه الشديد بطبقته.
ومما لاشك فيه أن الإنسان العربي قد استخدم الخصائص الصوتية للجيم الشامية بمعرض التعبير عن حاجاته ومعانيه ، بإحساس فني فائق الرهافة والدقة والذكاء.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
7- حرف السين:
مهموس رخو، يشبه رسمه في السريانية صورة السن. يقول عنه العلايلي: إنه (للسَّعة) والبسط بلا تخصص). وقال الأرسوزي عنه: إنه للحركة والطلب . والقولان صحيحان ولكنهما قاصران.
حرف السين هو أحد الحروف الصفيرية ، صوته المتماسك النقي يوحي بإحساس لمسيِّ بين النعومة والملاسة، وبإحساس بصري من الانزلاق والامتداد، وبإحساس سمعي هو أقرب للصفير. وليس في صوته مايوحي بأي إحساس ذوقي أو شمي أو مشاعر إنسانية. فما رصيد هذه الخصائص الصوتية في حرف السين من معاني المصادر التي تبدأ به؟.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئتين واثنين وخمسين مصدراً جذراً تبدأ بحرف السين، كان منها اثنان وثمانون مصدرا تدل معانيها على التحرك والمسير بما يتوافق مع خاصية الانزلاق في صوته. منها:
سبق. سجم العطر (سال) . سحبه اسبلت عينه (صبّت دمعها- والسماء أمطرت). سرح السيل (جرى جريا سهلا). سرى الشيء عنه سروا (نزعه وألقاه). سرى سرْياً وسِراية وسُرىً (مضى وذهب). سعر الفرس (عدا شديدا). سفح الدمُ (انصبَّ). سفّ الطائر (مرّ على وجه الأرض طائرا). سفا سفوا (أسرع) . سقط. سكع (مشى متعسفاً) . سهكت الريح (عصفت واشتدت). ساخت قوائمه (غاصت في الأرض). ساج (جاء وذهب).
سال. ساب سيبا وسيبانا (ذهب حيث شاء). سأى (عدا) . سبسب الرجل (سار سيرا لينا). سبح. سفكه (صبّه). سكب. سلك المكان (دخل ونفذ). سعسم (مشى مشيا رفيقا). سهرج (عدا شديدا من فزع). سار. اسلهبَّ الفرس (مضى في عدوه). تسحسح الماء(سال).. أسحمت السماء (صبَّت ماءها). سحّ الماءُ (سال). سفنت الريح (هبت على وجه الأرض. ومنه، السفنية مهب للرياح في البحر). ساق سوقاً.
كما عثرت على ستة عشر مصدراً تدل معانيها على الخفاء والاستقرار ، بما يتجافى مع خاصية الانزلاق في صوت السين . منها:
ستره . سدك بالشيء (لزمه). سدل الثوب (أرخاه). السِّرُّ. سقف البيتَ (غطاه).سكن. السِّجاف (الستر).
كما عثرت على أحد عشر مصدراً للتعالي بما يتوافق مع خاصية الامتداد إلى أعلى.منها:
سبغ (تم وطال واتسع). سمد (علا ، رفع رأسه ونصب صدره). سمك سموكا.وسنع سنوعا وسما سموا (ارتفع وعلا). سمق النبات (علا) . سطع سطعا (طال عنقه) . السُّلاجم (الطويل من الرجال).
كما عثرت على ثمانية عشر مصدرا للرقة واللين والضعف ، بما يتوافق مع خاصية الرقة والسلاسة في صوت السين . منها:
سبت (استراح ، وسكن). سبخ(سكن وفتر). سرك (ضعف بدنه بعد قوة). سعسع (كبر حتى هرم). سقم (طال مرضه). سكر (فتر وسكن). سلس (صار سهلا). سهل.سمح (سهل ولان). سجا البحر والليل (سكن). سخف الشيء (رقَّ وضعف). السخل (كل شيء لم يتم).
كما عثرت على ثلاثة عشر مصدرا تدل معانيها على القشر والقطع، بما يتوافق مع خاصية الانزلاق في صوت السين . منها:
سبّ الدابة (عقرها). سحجه (قشره). سحفه (قشره). سحق الشيء (دقّه).سلخه . سبد شعره (حلقه) . سرّمه (قطَّعه). . سحا الشيء (قشره). سلع الطريق (شقه) . سرد الشيء (ثقبه).
وكان للأصوات مصدران اثنان. هما: سعل. سهف الدب (صاح) . (لتدخل حرفي . ع. هـ)
وكان للمشاعر الانسانية ثلاثة مصادر . هي سئِم ، سُرّ، سعِد.
وهكذا لم يكن لهذا الحرف من صفيريته إلا الاسم . على أنه استطاع أن يفرض خصائصه الصوتية على (56%) من معاني المصادر التي تبدأ به، لتكون شخصيته بذلك معتدلة القوة.
مهموس رخو، يشبه رسمه في السريانية صورة السن. يقول عنه العلايلي: إنه (للسَّعة) والبسط بلا تخصص). وقال الأرسوزي عنه: إنه للحركة والطلب . والقولان صحيحان ولكنهما قاصران.
حرف السين هو أحد الحروف الصفيرية ، صوته المتماسك النقي يوحي بإحساس لمسيِّ بين النعومة والملاسة، وبإحساس بصري من الانزلاق والامتداد، وبإحساس سمعي هو أقرب للصفير. وليس في صوته مايوحي بأي إحساس ذوقي أو شمي أو مشاعر إنسانية. فما رصيد هذه الخصائص الصوتية في حرف السين من معاني المصادر التي تبدأ به؟.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئتين واثنين وخمسين مصدراً جذراً تبدأ بحرف السين، كان منها اثنان وثمانون مصدرا تدل معانيها على التحرك والمسير بما يتوافق مع خاصية الانزلاق في صوته. منها:
سبق. سجم العطر (سال) . سحبه اسبلت عينه (صبّت دمعها- والسماء أمطرت). سرح السيل (جرى جريا سهلا). سرى الشيء عنه سروا (نزعه وألقاه). سرى سرْياً وسِراية وسُرىً (مضى وذهب). سعر الفرس (عدا شديدا). سفح الدمُ (انصبَّ). سفّ الطائر (مرّ على وجه الأرض طائرا). سفا سفوا (أسرع) . سقط. سكع (مشى متعسفاً) . سهكت الريح (عصفت واشتدت). ساخت قوائمه (غاصت في الأرض). ساج (جاء وذهب).
سال. ساب سيبا وسيبانا (ذهب حيث شاء). سأى (عدا) . سبسب الرجل (سار سيرا لينا). سبح. سفكه (صبّه). سكب. سلك المكان (دخل ونفذ). سعسم (مشى مشيا رفيقا). سهرج (عدا شديدا من فزع). سار. اسلهبَّ الفرس (مضى في عدوه). تسحسح الماء(سال).. أسحمت السماء (صبَّت ماءها). سحّ الماءُ (سال). سفنت الريح (هبت على وجه الأرض. ومنه، السفنية مهب للرياح في البحر). ساق سوقاً.
كما عثرت على ستة عشر مصدراً تدل معانيها على الخفاء والاستقرار ، بما يتجافى مع خاصية الانزلاق في صوت السين . منها:
ستره . سدك بالشيء (لزمه). سدل الثوب (أرخاه). السِّرُّ. سقف البيتَ (غطاه).سكن. السِّجاف (الستر).
كما عثرت على أحد عشر مصدراً للتعالي بما يتوافق مع خاصية الامتداد إلى أعلى.منها:
سبغ (تم وطال واتسع). سمد (علا ، رفع رأسه ونصب صدره). سمك سموكا.وسنع سنوعا وسما سموا (ارتفع وعلا). سمق النبات (علا) . سطع سطعا (طال عنقه) . السُّلاجم (الطويل من الرجال).
كما عثرت على ثمانية عشر مصدرا للرقة واللين والضعف ، بما يتوافق مع خاصية الرقة والسلاسة في صوت السين . منها:
سبت (استراح ، وسكن). سبخ(سكن وفتر). سرك (ضعف بدنه بعد قوة). سعسع (كبر حتى هرم). سقم (طال مرضه). سكر (فتر وسكن). سلس (صار سهلا). سهل.سمح (سهل ولان). سجا البحر والليل (سكن). سخف الشيء (رقَّ وضعف). السخل (كل شيء لم يتم).
كما عثرت على ثلاثة عشر مصدرا تدل معانيها على القشر والقطع، بما يتوافق مع خاصية الانزلاق في صوت السين . منها:
سبّ الدابة (عقرها). سحجه (قشره). سحفه (قشره). سحق الشيء (دقّه).سلخه . سبد شعره (حلقه) . سرّمه (قطَّعه). . سحا الشيء (قشره). سلع الطريق (شقه) . سرد الشيء (ثقبه).
وكان للأصوات مصدران اثنان. هما: سعل. سهف الدب (صاح) . (لتدخل حرفي . ع. هـ)
وكان للمشاعر الانسانية ثلاثة مصادر . هي سئِم ، سُرّ، سعِد.
وهكذا لم يكن لهذا الحرف من صفيريته إلا الاسم . على أنه استطاع أن يفرض خصائصه الصوتية على (56%) من معاني المصادر التي تبدأ به، لتكون شخصيته بذلك معتدلة القوة.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
ولكن ، ماذا عن المصادر التي تنتهي بهذا الحرف؟.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئة وسبعين مصدرا جذراً ، كان منها ستة وأربعون للشدة والفعالية ماديهما ومعنويهما ، بما يتعارض مع خاصية الرقة والسلاسة في صوت السين منها:
أبسه (قهره). بهس (جرؤ وشجع). بكس خصمه (قهره) . حَوِس (جرؤ وتشجع).دعسه (داسه دوسا شديدا). دهسه (وطئه وطأ شديدا). شرس (ساء خلقه) وضرسه (عضَّه). عفسه (طرحه على الأرض وضغطه ضغطاً شديداً). قرس البرد (اشتد). كاس فلانا (صرعه وكبّه على وجهه). لدسه ولطسه (ضربه). مقسه (دلكه بشدة). نهسه (عضّه) . هرسه (دقَّه بشيء عريض). وطس الشيء (كسره ودقَّه).
وكان منها ثلاثون مصدرا للخفاء والاستقرار والظلام . منها:
ترس (توقى بالترس). جلس. خرس. دبسه (ستره). رمس الميت (دفنه) طمس. عسَّ وعاس (طاف ليلاً) غطس . قمس الشيء ( ألقاه في الماء فغاص). كنس الظبي (دخل مأواه). لَيِسَ فلان ليسا (لزم البيت فلم يبرحه). حبسه.
وكان منها تسعة وعشرون مصدراً للرقة والرخاوة ، بما يتوافق مع خاصية الرقة والسلاسة في صوت السين. منها:
أنس به. باس بوساً (قبّل). فطس الرجل، وفقس وقفس (مات). لحس. لمس. مسّ ملس. نعس. هلسه الداء (هزله وضمَّره). وكس الشيء (نقص).
وكان منها عشرة مصادر للتحرك والمسير هي:
حلست السماء (أمطرت). عدس في الأرض (بعُد). طسّ في الأرض ( أبعد في السير).مقس في الأرض (ذهب فيها). نبس (تحركت شفتاه بشيء). ناس (تحرك). هجس الأمر في صدره (خطر بباله). ماس (تبختر واختال). حدس في الأرض (ذهب على غير هداية).
وكان منها مصدر واحد للأصوات . هو: جرس الطائر (صوت).
وكان منها ثلاثة مصادر للمشاعر الإنسانية. هي:
تعِس. وَجَس (وقع في نفسه الخوف). فجس (تكبر وافتخر).
وبمقارنة الجداول السابقة مع بعضها بعضا، وتحليل مصادرها نلاحظ مايلي:
أ- حرف السين في بداية المصادر:
هو أوحى ما يكون بالتحرك والمسير إذ بلغت نسبة هذه المعاني وحدها (32%) بينما راوحت نسب بقية المعاني بين (5،4و7%). مما يقطع بخاصية هذا الحرف في التحرك والطلب والبسط، كما أشار إلى ذلك كل من العلايلي والأرسوزي.
ب- حرف السين في نهاية المصادر:
هو أوحى ما يكون بمعاني الخفاء والاستقرار، إذ بلغت نسبتها (5،20%) . بينما لم تبلغ هذه النسبة في المصادر التي تبدأ به سوى (3،6%). ثم تليها معاني الرقة والسلاسة والضعف، إذ بلغت نسبها (5،16%). بينما لم تبلغ في المصادر التي تبدأ بالسين سوى (7%) للخفاء.
ج- ومما يلفت الانتباه أن المصادر المنتهية بالسين التي تدل على الشدة والفعالية مما يتناقض أصلاً مع خصائص الرقة والسلاسة والضعف في صوته، قد بلغت نسبها (5،26%) بينما لم تبلغ هذه النسبة في المصادر التي تبدأ به سوى (5%). فما تعليل ذلك؟
عندما يقع حرف (السين) في أول اللفظة لابد ان يشدَّ المتكلم على صوته أثناء التلفظ به، فيمنحه ذلك فعالية انزلاقية تحاكي الأحداث الدالة على التحرك والمسير والقشر والسمو، فبلغت نسب هذه المعاني بذلك (38%)، مما حال دون تسلط الحروف القوية على خصائصه الصوتية. ولذلك اقتصرت معاني القوة والشدة والفعالية في هذه المصادر على (5%) منها فقط أما عندما يقع هذا الحرف في آخر اللفظة ، فإن الصوت يخفت به ويسكن مما يحدّ من فعاليته ، ويكون بالتالي أوحى بالخفاء ، والرقة والضعف والاستقرار.
وهكذا تسنح الفرص للحروف القوية التي تشترك في هذه المصادر للتسلط عليه بخصائصها الصوتية سواء أوقعت في أول المصادر أم في وسطها لتبلغ نسب هذه المعاني (5،26%).
وهذه الظاهرة اللغوية الصوتية تكشف عما كان العربي يتمتع به من رهافة فائقة في السمع ومن ذوق رفيع في الأدب، قد مكّناه، من أنْ يفرِّق بكثير من الدقة والبراعة بين الإيحاءات الصوتية لحرف السين في أوائل المصادر وبينها في أواخرها بمعرض التعبير عن معانيها، مما لا مثيل له في أية لغة . وهذا يشير إلى مداخلات الشعراء الاصلاء في صناعة اللغة العربية كما أسلفنا في المرجع السابق ص (92) وما بعدها.
وهكذا نستطيع ان نقرر مع العلايلي والأرسوزي: أن حرف السين يوحي فعلاً بالحركة والطلب والبسط، ولكن عندما يقع في أوائل الألفاظ ، أما عندما يقع في أواخرها فهو هناك أوحى بالخفاء والاستقرار والضعف والرقة وقد فاتتهما هذه المعاني لعدم ملاحقته في نهاية المصادر كما وقع لهما مع الحروف العربية جميعاً.
وهذا الحرف وان لم يؤثر في معاني المصادر التي تبدأ به إلا بنسبة (56%)، وفي المصادر التي تنتهي به بنسبة (35%)، فإنه قد التزم بطبقته البصرية، فلم يتجاوزها في كلتا الفئتين إلا في ثلاثة للأصوات وستة للمشاعر الإنسانية. وهذا يؤهله للانتماء إلى الحروف القوية الشخصية، على الرغم من رقة صوته.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئة وسبعين مصدرا جذراً ، كان منها ستة وأربعون للشدة والفعالية ماديهما ومعنويهما ، بما يتعارض مع خاصية الرقة والسلاسة في صوت السين منها:
أبسه (قهره). بهس (جرؤ وشجع). بكس خصمه (قهره) . حَوِس (جرؤ وتشجع).دعسه (داسه دوسا شديدا). دهسه (وطئه وطأ شديدا). شرس (ساء خلقه) وضرسه (عضَّه). عفسه (طرحه على الأرض وضغطه ضغطاً شديداً). قرس البرد (اشتد). كاس فلانا (صرعه وكبّه على وجهه). لدسه ولطسه (ضربه). مقسه (دلكه بشدة). نهسه (عضّه) . هرسه (دقَّه بشيء عريض). وطس الشيء (كسره ودقَّه).
وكان منها ثلاثون مصدرا للخفاء والاستقرار والظلام . منها:
ترس (توقى بالترس). جلس. خرس. دبسه (ستره). رمس الميت (دفنه) طمس. عسَّ وعاس (طاف ليلاً) غطس . قمس الشيء ( ألقاه في الماء فغاص). كنس الظبي (دخل مأواه). لَيِسَ فلان ليسا (لزم البيت فلم يبرحه). حبسه.
وكان منها تسعة وعشرون مصدراً للرقة والرخاوة ، بما يتوافق مع خاصية الرقة والسلاسة في صوت السين. منها:
أنس به. باس بوساً (قبّل). فطس الرجل، وفقس وقفس (مات). لحس. لمس. مسّ ملس. نعس. هلسه الداء (هزله وضمَّره). وكس الشيء (نقص).
وكان منها عشرة مصادر للتحرك والمسير هي:
حلست السماء (أمطرت). عدس في الأرض (بعُد). طسّ في الأرض ( أبعد في السير).مقس في الأرض (ذهب فيها). نبس (تحركت شفتاه بشيء). ناس (تحرك). هجس الأمر في صدره (خطر بباله). ماس (تبختر واختال). حدس في الأرض (ذهب على غير هداية).
وكان منها مصدر واحد للأصوات . هو: جرس الطائر (صوت).
وكان منها ثلاثة مصادر للمشاعر الإنسانية. هي:
تعِس. وَجَس (وقع في نفسه الخوف). فجس (تكبر وافتخر).
وبمقارنة الجداول السابقة مع بعضها بعضا، وتحليل مصادرها نلاحظ مايلي:
أ- حرف السين في بداية المصادر:
هو أوحى ما يكون بالتحرك والمسير إذ بلغت نسبة هذه المعاني وحدها (32%) بينما راوحت نسب بقية المعاني بين (5،4و7%). مما يقطع بخاصية هذا الحرف في التحرك والطلب والبسط، كما أشار إلى ذلك كل من العلايلي والأرسوزي.
ب- حرف السين في نهاية المصادر:
هو أوحى ما يكون بمعاني الخفاء والاستقرار، إذ بلغت نسبتها (5،20%) . بينما لم تبلغ هذه النسبة في المصادر التي تبدأ به سوى (3،6%). ثم تليها معاني الرقة والسلاسة والضعف، إذ بلغت نسبها (5،16%). بينما لم تبلغ في المصادر التي تبدأ بالسين سوى (7%) للخفاء.
ج- ومما يلفت الانتباه أن المصادر المنتهية بالسين التي تدل على الشدة والفعالية مما يتناقض أصلاً مع خصائص الرقة والسلاسة والضعف في صوته، قد بلغت نسبها (5،26%) بينما لم تبلغ هذه النسبة في المصادر التي تبدأ به سوى (5%). فما تعليل ذلك؟
عندما يقع حرف (السين) في أول اللفظة لابد ان يشدَّ المتكلم على صوته أثناء التلفظ به، فيمنحه ذلك فعالية انزلاقية تحاكي الأحداث الدالة على التحرك والمسير والقشر والسمو، فبلغت نسب هذه المعاني بذلك (38%)، مما حال دون تسلط الحروف القوية على خصائصه الصوتية. ولذلك اقتصرت معاني القوة والشدة والفعالية في هذه المصادر على (5%) منها فقط أما عندما يقع هذا الحرف في آخر اللفظة ، فإن الصوت يخفت به ويسكن مما يحدّ من فعاليته ، ويكون بالتالي أوحى بالخفاء ، والرقة والضعف والاستقرار.
وهكذا تسنح الفرص للحروف القوية التي تشترك في هذه المصادر للتسلط عليه بخصائصها الصوتية سواء أوقعت في أول المصادر أم في وسطها لتبلغ نسب هذه المعاني (5،26%).
وهذه الظاهرة اللغوية الصوتية تكشف عما كان العربي يتمتع به من رهافة فائقة في السمع ومن ذوق رفيع في الأدب، قد مكّناه، من أنْ يفرِّق بكثير من الدقة والبراعة بين الإيحاءات الصوتية لحرف السين في أوائل المصادر وبينها في أواخرها بمعرض التعبير عن معانيها، مما لا مثيل له في أية لغة . وهذا يشير إلى مداخلات الشعراء الاصلاء في صناعة اللغة العربية كما أسلفنا في المرجع السابق ص (92) وما بعدها.
وهكذا نستطيع ان نقرر مع العلايلي والأرسوزي: أن حرف السين يوحي فعلاً بالحركة والطلب والبسط، ولكن عندما يقع في أوائل الألفاظ ، أما عندما يقع في أواخرها فهو هناك أوحى بالخفاء والاستقرار والضعف والرقة وقد فاتتهما هذه المعاني لعدم ملاحقته في نهاية المصادر كما وقع لهما مع الحروف العربية جميعاً.
وهذا الحرف وان لم يؤثر في معاني المصادر التي تبدأ به إلا بنسبة (56%)، وفي المصادر التي تنتهي به بنسبة (35%)، فإنه قد التزم بطبقته البصرية، فلم يتجاوزها في كلتا الفئتين إلا في ثلاثة للأصوات وستة للمشاعر الإنسانية. وهذا يؤهله للانتماء إلى الحروف القوية الشخصية، على الرغم من رقة صوته.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
8- حرف الشين
مهموس رخو يشبه رسمه في السريانية صورة الشمس يقول عنه العلايلي:" إنه للتفشي بغير نظام " وهذا صحيح ولكنه قاصر.
لقد سبق ان ذكرنا أن حرف (الشين) كحرف (الراء) قد تعود أصوله الحركية إلى المرحلة الزراعية.فإذا صح هذا الاحتمال لابد أن تكون المرأة هي التي اعتمدت طريقة النطق به (إيماءً) وتمثيلاً ، عن الأمور التافهة والحاجات المنزلية مما يتعلق بالمرحلة الزراعية ، كما سيأتي في معاني المصادر التي تبدأ أو تنتهي به. ثم تُعتمد (إيحاءاته) الصوتية في مراحل رعوية متطورة لاحقة. فتكتمل بذلك مقومات شخصيته (الإيمائية- الإيحائية)، ويحق له ان يصنّف في زمرة الحروف (الإيحائية) الرعوية الراقية: كما وقع لحرف (الراء)
وفي الحقيقة، إن بعثرة النفَس أثناء خروج صوت هذا الحرف يماثل الأحداث التي تتم فيها البعثرة والانتشار والتخليط. كما أن طريقة النطق بصوته المبدِّد للنفَس بين شفاه مكشِّرة ، إذا أخذت الكشرة أبعادها ، كانت أصلح ما تكون للتعبير عن توافه الأشياء والأمور.
أما صوته فهو يوحي بإحساس لمسي بين الجفاف والتقبض.
فما رصيد هذه الخصائص الإيمائية والإيحائية في المعاجم اللغوية؟.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئتين وعشرة مصادر تبدأ بالشين، كان منها تسعة وأربعون مصدراً تدل معانيها على البعثرة والانتشار والتشتت والاضطراب بما يحاكي بعثرة النفَس عند خروج صوته، وهي خاصية إيمائية ، منها:
شأشأ القوم (تفرقوا). التشتت. شرشر الماءُ (تقاطر). شذا المسك شذواً (قويت رائحته وانتشرت). شقأ شعره بالمشط (فرقه). شَظِيَ القوم وتشذّروا (تفرقوا) : تشعب الشيء وتشعَّث (تفرق) الشَّعر للإنسان والحيوان. شعّ الشيء (تفرق وانتشر). شعشع الضوء (انتشر خفيفاً). شعِن شعره (تشعّث وتفرق). شنَّع الخُرقة (شعّثها حتى تنفش). شنَّ السائل (صبّه متفرقاً). شَعَبَ في القوم (هيّج الشر بينهم). شبرقه (قطَّعه ومزقّه ) شرِثت يده (غلظ ظاهرها وتشقّق). شلشل الماء( صبّه متتابعاً). الشمس. الشهرة الإشاعة.
وكان منها تسعة عشر مصدراً للخلط والتجميع العشوائي، بما يحاكي تدافع النفَس واختلاطه عند خروج صوته. منها : شبث الشيء وبالشيء (تعلق به ولزمه). شحم (سمن وامتلأ) . شحن السفينة وغيرها (حمّلها وملأها). اشترك الأمر (اختلط والتبس). شقر شُقرة (أُشرِبَ بياضه حُمرة). شمج الشيء (خلطه بغيره). شمرج الكلام (خلطه). شمط الشيء (خلطه بغيره).
شاب (خالط بياض شعره سواد). الشهل (ان يُشرب إنسان العين حمرة). . شاب الشيء بالشيء شوْباً (خلطه به). شوّشه (خلّطه وأساء ترتيبه).
وكان منها ستة عشر مصدراً لتوافه الأشياء والأمور ، بما يتوافق مع طريقة النطق به والشَّفاه مكشِّرة. منها :
الشؤم . الشبق (للحيوان ، والغُلمة للإنسان). شَتُمَ شتامة (كان كريه الوجه). الشُحُّ (البخل والحرص). الشعبذة والشعوذة. الشراهة. الشناعة. شاه شوها (قبح). الشيش( تمر لا يعقد نوى، ويصير حشفا إذا جفّ). الشيص (تمر لم ينتج لفساد في تكوينه) شخّ (بال). شحم الطعام (فسد وتغيرت رائحته).
وكان منها ستة مصادر تدل معانيها على الجفاف والخشونة بما يتوافق مع صدى صوته في النفْس، هي، الشأفة (قرحة تخشن فتستأصل بالكي). شثُنت كفّه (خشُنت وغلُظت). شظُف الشجر (يبس لقلة الري). شمر الشيء(قلصه وضم بعضه إلى بعض). شمز (تقبض وتجمع).شنج (تقبض).
وكان منها : ثمانية مصادر لأصوات تتوافق جملها الصوتية مع صوت الشين والحروف المرافقة هي:
شجنت الحمامة (رددت صوتها). شحج البغل (صوَّت). شدا (حدا وتغنَّى). شخر النائم. شخشخ القش (خشخش). شقشق الجمل (هدر). شنشن الثوب الجديد (سُمع له صوت أثناء التحرك). شخب اللبن (خرج من الضرع مسموعاً صوته).
وكان منها سبعة مصادر لمشاعر إنسانية . هي:
شجاه الأمر (حزنه). شده فلاناً (أدهشه). أشفق منه (خافه وحَذِرَهُ). شمت به (فرح لمكروه أصابه). شهاه (أحبّه ورغب فيه). شمخر (تكبر). الشوق.
وهكذا فإن تأثير خصائص الشين الإيمائية في معاني المصادر التي تبدأ به، بما في ذلك ما يدل منها على أصوات قد بلغت (48%) . وهذه النسبة لا تؤهله للانتماء إلى رمزة الحروف القوية
مهموس رخو يشبه رسمه في السريانية صورة الشمس يقول عنه العلايلي:" إنه للتفشي بغير نظام " وهذا صحيح ولكنه قاصر.
لقد سبق ان ذكرنا أن حرف (الشين) كحرف (الراء) قد تعود أصوله الحركية إلى المرحلة الزراعية.فإذا صح هذا الاحتمال لابد أن تكون المرأة هي التي اعتمدت طريقة النطق به (إيماءً) وتمثيلاً ، عن الأمور التافهة والحاجات المنزلية مما يتعلق بالمرحلة الزراعية ، كما سيأتي في معاني المصادر التي تبدأ أو تنتهي به. ثم تُعتمد (إيحاءاته) الصوتية في مراحل رعوية متطورة لاحقة. فتكتمل بذلك مقومات شخصيته (الإيمائية- الإيحائية)، ويحق له ان يصنّف في زمرة الحروف (الإيحائية) الرعوية الراقية: كما وقع لحرف (الراء)
وفي الحقيقة، إن بعثرة النفَس أثناء خروج صوت هذا الحرف يماثل الأحداث التي تتم فيها البعثرة والانتشار والتخليط. كما أن طريقة النطق بصوته المبدِّد للنفَس بين شفاه مكشِّرة ، إذا أخذت الكشرة أبعادها ، كانت أصلح ما تكون للتعبير عن توافه الأشياء والأمور.
أما صوته فهو يوحي بإحساس لمسي بين الجفاف والتقبض.
فما رصيد هذه الخصائص الإيمائية والإيحائية في المعاجم اللغوية؟.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئتين وعشرة مصادر تبدأ بالشين، كان منها تسعة وأربعون مصدراً تدل معانيها على البعثرة والانتشار والتشتت والاضطراب بما يحاكي بعثرة النفَس عند خروج صوته، وهي خاصية إيمائية ، منها:
شأشأ القوم (تفرقوا). التشتت. شرشر الماءُ (تقاطر). شذا المسك شذواً (قويت رائحته وانتشرت). شقأ شعره بالمشط (فرقه). شَظِيَ القوم وتشذّروا (تفرقوا) : تشعب الشيء وتشعَّث (تفرق) الشَّعر للإنسان والحيوان. شعّ الشيء (تفرق وانتشر). شعشع الضوء (انتشر خفيفاً). شعِن شعره (تشعّث وتفرق). شنَّع الخُرقة (شعّثها حتى تنفش). شنَّ السائل (صبّه متفرقاً). شَعَبَ في القوم (هيّج الشر بينهم). شبرقه (قطَّعه ومزقّه ) شرِثت يده (غلظ ظاهرها وتشقّق). شلشل الماء( صبّه متتابعاً). الشمس. الشهرة الإشاعة.
وكان منها تسعة عشر مصدراً للخلط والتجميع العشوائي، بما يحاكي تدافع النفَس واختلاطه عند خروج صوته. منها : شبث الشيء وبالشيء (تعلق به ولزمه). شحم (سمن وامتلأ) . شحن السفينة وغيرها (حمّلها وملأها). اشترك الأمر (اختلط والتبس). شقر شُقرة (أُشرِبَ بياضه حُمرة). شمج الشيء (خلطه بغيره). شمرج الكلام (خلطه). شمط الشيء (خلطه بغيره).
شاب (خالط بياض شعره سواد). الشهل (ان يُشرب إنسان العين حمرة). . شاب الشيء بالشيء شوْباً (خلطه به). شوّشه (خلّطه وأساء ترتيبه).
وكان منها ستة عشر مصدراً لتوافه الأشياء والأمور ، بما يتوافق مع طريقة النطق به والشَّفاه مكشِّرة. منها :
الشؤم . الشبق (للحيوان ، والغُلمة للإنسان). شَتُمَ شتامة (كان كريه الوجه). الشُحُّ (البخل والحرص). الشعبذة والشعوذة. الشراهة. الشناعة. شاه شوها (قبح). الشيش( تمر لا يعقد نوى، ويصير حشفا إذا جفّ). الشيص (تمر لم ينتج لفساد في تكوينه) شخّ (بال). شحم الطعام (فسد وتغيرت رائحته).
وكان منها ستة مصادر تدل معانيها على الجفاف والخشونة بما يتوافق مع صدى صوته في النفْس، هي، الشأفة (قرحة تخشن فتستأصل بالكي). شثُنت كفّه (خشُنت وغلُظت). شظُف الشجر (يبس لقلة الري). شمر الشيء(قلصه وضم بعضه إلى بعض). شمز (تقبض وتجمع).شنج (تقبض).
وكان منها : ثمانية مصادر لأصوات تتوافق جملها الصوتية مع صوت الشين والحروف المرافقة هي:
شجنت الحمامة (رددت صوتها). شحج البغل (صوَّت). شدا (حدا وتغنَّى). شخر النائم. شخشخ القش (خشخش). شقشق الجمل (هدر). شنشن الثوب الجديد (سُمع له صوت أثناء التحرك). شخب اللبن (خرج من الضرع مسموعاً صوته).
وكان منها سبعة مصادر لمشاعر إنسانية . هي:
شجاه الأمر (حزنه). شده فلاناً (أدهشه). أشفق منه (خافه وحَذِرَهُ). شمت به (فرح لمكروه أصابه). شهاه (أحبّه ورغب فيه). شمخر (تكبر). الشوق.
وهكذا فإن تأثير خصائص الشين الإيمائية في معاني المصادر التي تبدأ به، بما في ذلك ما يدل منها على أصوات قد بلغت (48%) . وهذه النسبة لا تؤهله للانتماء إلى رمزة الحروف القوية
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
فماذا عن حرف الشين في نهاية المصادر؟
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئة وعشرين مصدراً جذراً انتهت بالشين. كان منها ثلاثة وأربعون مصدراً تدل معانيها على البعثرة والانتشار والاضطراب مادياً ومعنوياً ، بما يتوافق مع بعثرة النَّفَس عند خروج صوت الشين. منها:
أَرَشَ بينهم أغرى بعضهم ببعض). بغشت السماء (أرسلت مطرا خفيفاً.) جاش الماء جيشاً (تدفق وجرى). رشّت السماء(أمطرت). رعش (ارتجف). رغش (شغب). ارتهش (ارتعش). الريش للطيور . فرش النبات (انبسط على وجه الأرض). الكناشة (الأصل تتشعب منه الفروع). نشنش الطائر (نتف ريشه وألقاه). نفش (تفرق وانتشر بعد تلبد).هتش الكلبَ( حرّشه وأغراه بالصيد). هاش القوم هوشاً وهيشا (هاجوا واضطربوا).
على أنه كان من هذه الفئة ايضاً خمسة عشر مصدراً لا تدل معانيها أصلاً على البعثرة والتفشي إلا أن العربي قد جعل الشين في آخر كل منها مضاهاة منه لنهاية الحدث المعني الذي ينتهي بالبعثرة أو التفشي. وذلك (سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المراد). كما قال ابن جني . منها:
جرش رأسه بالمشط (حكّه حتى أثار وسخه). حمش نبات الأرض (حصده). دبشه (قشره). دشّ الحبَّ (دقّه). فتش عن الشيء. (سأل عنه واستقصى). مرش وجهه (خدشه قليلا). ملش الشيء (فتشه بيده كأنه يطلب منه شيئاً). نبش البئر (استخرج ركامها).فتش الشيء (جذبه واستخرجه). نجش الشيء( استثاره واستخرجه). نخش الشيء (قشره). نقش الشيء (بحث عنه واستخرجه). نكشه (اخرج ما فيه). نهش اللحم (تناوله بفمه ليعضه).
ففي مصدر (جرش) مثلاً، جعل الشين (للبعثرة) في نهايته ، لتضاهي بذلك تناثر الوسخ بعد حك الرأس بالمشط).
وفي مصدر مرش وجهه (خدشه قليلاً)، جعل الشين في نهايته مضاهاة لظاهرة تفشي الخدوش في الوجه بعد حادثة (المرش)، وهي أقل شدة من حادثة (الخدش). وذلك لأن صوتي) الميم والراء) في مرش، أوحى برقة الملمس ولطافته من صوتي الخاء والدال في (خدش) . وهكذا الأمر مع بقية المصادر.
وكان منها أربعة وعشرون مصدراً جذراً تدل معانيها على الخلط والتجميع عشوائياً بما يتوافق مع تدافع النفَس عند خروج صوته، منها : أبش الشيء وحكشه ، وعكشه، وعفشه، وهبش المال بمعنى (جمعه) . حبش له (جمع له) . حمش الناس (جمعهم). حاش الدواب (جمعها وساقها).(خبش الشيء وقرشه وقشه، وقمشه بمعنى (جمعه من هنا وهاهنا). خرش لأهله (جمع وكسب).
كبش الشيء (تناوله بجميع كفه) . وبّش للحرب (جمّع لها من قبائل شتى ، ومنها الأوباش ، بمعنى أرازل الناس). باش الشيء بوشا (خلطه بغيره). غبش الليل (خالط بقية ظلمته بياض الفجر). ماش الشيء بالشيء (خلطه).
وكان منها ثمانية للجفاف والتقّبض. بما يتوافق مع صدى صوته في النفس هي:
الأش (الخبز اليابس الهش). حرش الشيءُ حرشا (خشُن). حشّ الشيء (جف ويبس).
العطش (الحاجة إلى الماء). تكرش وجهه (تقبض جلده)، والكرش للحيوانات المجترة كالمعدة للانسان ، وذلك لظاهرة التقبض في جلدتها). كمشت المرأة (صغر ثديها، والجلد تقبض واجتمع). نشّ (جف وذهب ماؤه). هشّ الخبز (رقّ وجفّ وصار سريع الكسر).
وكان منها سبعة عشر مصدراً للتوافه والعيوب الجسدية والنفسية، بما يتوافق مع الشين المكشور بها عند النطق بصوتها. هي:
الخَفَش (ضعف البصر). الدَّوَشُ (ظلمة في البصر، أو حول في العين). الطرش. الطنفش (الضعيف البصر). طنهش العمل (أفسده). الطيش. عمش (ضعف بصره مع سيلان دمع عينه). الغش. الفحش . فشفش (ضعف رأيه). فاش (افتخر وتكبّر ولا شيء عنده).اهترشت الكلاب (تقاتلت). الهمَّرش (العجوز المضطربة الخلُق). همش (اكثر الكلام في غير صواب) .الجحش، الوحش، ورش (أكل شديداً حريصاً).
مع الإشارة إلى أن ثمة كثيراً من المصادر الواردة في الجداول السابقة تدل على التفاهة أيضاً إضافة إلى معانيها الأصلية . كما في رغش، هتش هاش ، نهش. عكش، عفش، هبش، قرش وبَّش:
وكان منها مصدران اثنان للأصوات ، بما يتوافق مع صوت الشين . هما:
جشّ الصوت (اشتد وصار فيه بُحّة). كشّت الحية (صوتت).
وكان منها أربعة مصادر للمشاعر الإنسانية بما يتوافق إلى حد ما مع خاصية الاضطراب في صوت الشين . هي:
جأشت نفسه (ارتعشت من حزن أو فزع). جهشت نفسه (تحركت وهمت بالبكاء). حاش حيشاً (فزع) . دهشه (حيره).
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئة وعشرين مصدراً جذراً انتهت بالشين. كان منها ثلاثة وأربعون مصدراً تدل معانيها على البعثرة والانتشار والاضطراب مادياً ومعنوياً ، بما يتوافق مع بعثرة النَّفَس عند خروج صوت الشين. منها:
أَرَشَ بينهم أغرى بعضهم ببعض). بغشت السماء (أرسلت مطرا خفيفاً.) جاش الماء جيشاً (تدفق وجرى). رشّت السماء(أمطرت). رعش (ارتجف). رغش (شغب). ارتهش (ارتعش). الريش للطيور . فرش النبات (انبسط على وجه الأرض). الكناشة (الأصل تتشعب منه الفروع). نشنش الطائر (نتف ريشه وألقاه). نفش (تفرق وانتشر بعد تلبد).هتش الكلبَ( حرّشه وأغراه بالصيد). هاش القوم هوشاً وهيشا (هاجوا واضطربوا).
على أنه كان من هذه الفئة ايضاً خمسة عشر مصدراً لا تدل معانيها أصلاً على البعثرة والتفشي إلا أن العربي قد جعل الشين في آخر كل منها مضاهاة منه لنهاية الحدث المعني الذي ينتهي بالبعثرة أو التفشي. وذلك (سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المراد). كما قال ابن جني . منها:
جرش رأسه بالمشط (حكّه حتى أثار وسخه). حمش نبات الأرض (حصده). دبشه (قشره). دشّ الحبَّ (دقّه). فتش عن الشيء. (سأل عنه واستقصى). مرش وجهه (خدشه قليلا). ملش الشيء (فتشه بيده كأنه يطلب منه شيئاً). نبش البئر (استخرج ركامها).فتش الشيء (جذبه واستخرجه). نجش الشيء( استثاره واستخرجه). نخش الشيء (قشره). نقش الشيء (بحث عنه واستخرجه). نكشه (اخرج ما فيه). نهش اللحم (تناوله بفمه ليعضه).
ففي مصدر (جرش) مثلاً، جعل الشين (للبعثرة) في نهايته ، لتضاهي بذلك تناثر الوسخ بعد حك الرأس بالمشط).
وفي مصدر مرش وجهه (خدشه قليلاً)، جعل الشين في نهايته مضاهاة لظاهرة تفشي الخدوش في الوجه بعد حادثة (المرش)، وهي أقل شدة من حادثة (الخدش). وذلك لأن صوتي) الميم والراء) في مرش، أوحى برقة الملمس ولطافته من صوتي الخاء والدال في (خدش) . وهكذا الأمر مع بقية المصادر.
وكان منها أربعة وعشرون مصدراً جذراً تدل معانيها على الخلط والتجميع عشوائياً بما يتوافق مع تدافع النفَس عند خروج صوته، منها : أبش الشيء وحكشه ، وعكشه، وعفشه، وهبش المال بمعنى (جمعه) . حبش له (جمع له) . حمش الناس (جمعهم). حاش الدواب (جمعها وساقها).(خبش الشيء وقرشه وقشه، وقمشه بمعنى (جمعه من هنا وهاهنا). خرش لأهله (جمع وكسب).
كبش الشيء (تناوله بجميع كفه) . وبّش للحرب (جمّع لها من قبائل شتى ، ومنها الأوباش ، بمعنى أرازل الناس). باش الشيء بوشا (خلطه بغيره). غبش الليل (خالط بقية ظلمته بياض الفجر). ماش الشيء بالشيء (خلطه).
وكان منها ثمانية للجفاف والتقّبض. بما يتوافق مع صدى صوته في النفس هي:
الأش (الخبز اليابس الهش). حرش الشيءُ حرشا (خشُن). حشّ الشيء (جف ويبس).
العطش (الحاجة إلى الماء). تكرش وجهه (تقبض جلده)، والكرش للحيوانات المجترة كالمعدة للانسان ، وذلك لظاهرة التقبض في جلدتها). كمشت المرأة (صغر ثديها، والجلد تقبض واجتمع). نشّ (جف وذهب ماؤه). هشّ الخبز (رقّ وجفّ وصار سريع الكسر).
وكان منها سبعة عشر مصدراً للتوافه والعيوب الجسدية والنفسية، بما يتوافق مع الشين المكشور بها عند النطق بصوتها. هي:
الخَفَش (ضعف البصر). الدَّوَشُ (ظلمة في البصر، أو حول في العين). الطرش. الطنفش (الضعيف البصر). طنهش العمل (أفسده). الطيش. عمش (ضعف بصره مع سيلان دمع عينه). الغش. الفحش . فشفش (ضعف رأيه). فاش (افتخر وتكبّر ولا شيء عنده).اهترشت الكلاب (تقاتلت). الهمَّرش (العجوز المضطربة الخلُق). همش (اكثر الكلام في غير صواب) .الجحش، الوحش، ورش (أكل شديداً حريصاً).
مع الإشارة إلى أن ثمة كثيراً من المصادر الواردة في الجداول السابقة تدل على التفاهة أيضاً إضافة إلى معانيها الأصلية . كما في رغش، هتش هاش ، نهش. عكش، عفش، هبش، قرش وبَّش:
وكان منها مصدران اثنان للأصوات ، بما يتوافق مع صوت الشين . هما:
جشّ الصوت (اشتد وصار فيه بُحّة). كشّت الحية (صوتت).
وكان منها أربعة مصادر للمشاعر الإنسانية بما يتوافق إلى حد ما مع خاصية الاضطراب في صوت الشين . هي:
جأشت نفسه (ارتعشت من حزن أو فزع). جهشت نفسه (تحركت وهمت بالبكاء). حاش حيشاً (فزع) . دهشه (حيره).
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
في المقارنة بين المصادر التي تبدأ بحرف الشين والتي تنتهي به:
يلاحظ ان حرف الشين لهشاشة صوته وضعفه كان أكثر إيحاءً بخصائصه الصوتية عندما يقع في نهاية الألفاظ، إذ بلغت نسبة تأثيره في معانيها (73%). بينما لم تبلغ في المصادر التي تبدأ به سوى (48%).
كما يلاحظ أن هذا الحرف قد حافظ على طبقته البصرية في المصادر التي تنتهي به فلم يتجاوزها إلآ في مصدرين للأصوات وأربعة للمشاعر الإنسانية بما يتوافق مع خصائصه الصوتية بينما تجاوزها هناك في ثمانية للأصوات وسبعة للمشاعر الإنسانية.
وهكذا كان هذا الحرف عندما يقع في نهاية المصادر من أشد الحروف قوة شخصية والتزاماً بطبقته الهرمية على الرغم من هشاشة صوته. ولو أضفنا إليها المصادر التي تتوافق نهاية أحداثها مع ظاهرة التفشي في الشين لكانت ارتفعت نسبة تأثيرها في المعاني إلى (86%).
على أن ما يلفت الانتباه ، هو كثرة المصادر التي تدل على الأمور التافهة والعيوب الجسدية والنفسية ، سواء في المصادر التي تنتهي أو تبدأ به ، ثم كثرة الأشياء والأحداث المتعلقة بالشؤون المنزلية والبيئة الزراعية . وهذا يرجع إلى ما ذهبت إليه، من أن العربي كان أبدعه باحتمال شديد في المرحلة الزراعية لهذه المعاني ، فحافظ له إلى حد بعيد على اختصاصه الإيمائي الفطري هذا في مراحل لغوية لاحقة استوفى خلالها مقوماته الشخصية الإيمائية والإيحائية.
ولكن يبدو أن العربي عندما أخذ في تهذيب أصوات حروفه وتلطيف النطق بها في مراحل شعرية راقية متأخرة صار يلفظ الشين ، بشيء من الرقة والشفافية دونما كشرة . وهذا ما جعل صوته يوحي بالرقة واللطافة فاستخدمه لهذه الأغراض في بضعة عشر مصدراً . منها:
البشاشة . العرش . شبَّ . شبّب . شبن. الشادن. الشرف. الشفافية. الشهامة. شنب الثغر (رقت أسنانه وابيضت). . شار الرجل (حسن منظره).
يلاحظ ان حرف الشين لهشاشة صوته وضعفه كان أكثر إيحاءً بخصائصه الصوتية عندما يقع في نهاية الألفاظ، إذ بلغت نسبة تأثيره في معانيها (73%). بينما لم تبلغ في المصادر التي تبدأ به سوى (48%).
كما يلاحظ أن هذا الحرف قد حافظ على طبقته البصرية في المصادر التي تنتهي به فلم يتجاوزها إلآ في مصدرين للأصوات وأربعة للمشاعر الإنسانية بما يتوافق مع خصائصه الصوتية بينما تجاوزها هناك في ثمانية للأصوات وسبعة للمشاعر الإنسانية.
وهكذا كان هذا الحرف عندما يقع في نهاية المصادر من أشد الحروف قوة شخصية والتزاماً بطبقته الهرمية على الرغم من هشاشة صوته. ولو أضفنا إليها المصادر التي تتوافق نهاية أحداثها مع ظاهرة التفشي في الشين لكانت ارتفعت نسبة تأثيرها في المعاني إلى (86%).
على أن ما يلفت الانتباه ، هو كثرة المصادر التي تدل على الأمور التافهة والعيوب الجسدية والنفسية ، سواء في المصادر التي تنتهي أو تبدأ به ، ثم كثرة الأشياء والأحداث المتعلقة بالشؤون المنزلية والبيئة الزراعية . وهذا يرجع إلى ما ذهبت إليه، من أن العربي كان أبدعه باحتمال شديد في المرحلة الزراعية لهذه المعاني ، فحافظ له إلى حد بعيد على اختصاصه الإيمائي الفطري هذا في مراحل لغوية لاحقة استوفى خلالها مقوماته الشخصية الإيمائية والإيحائية.
ولكن يبدو أن العربي عندما أخذ في تهذيب أصوات حروفه وتلطيف النطق بها في مراحل شعرية راقية متأخرة صار يلفظ الشين ، بشيء من الرقة والشفافية دونما كشرة . وهذا ما جعل صوته يوحي بالرقة واللطافة فاستخدمه لهذه الأغراض في بضعة عشر مصدراً . منها:
البشاشة . العرش . شبَّ . شبّب . شبن. الشادن. الشرف. الشفافية. الشهامة. شنب الثغر (رقت أسنانه وابيضت). . شار الرجل (حسن منظره).
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
9- حرف الطاء
مهموس شديد يشبه شكله في السريانية صورة الطير . ويقول عنه العلايلي: إنه (للملكة في الصفة والالتواء والانكسار). تعريف مبهم.
صوت هذا الحرف ، إنما هو تفخيم للتاء الرقيقة. وعندما ينفخ في الرقيق ويضخم ، لابد ان نحصل منه على ما هو مجوَّف كالطبل. وهكذا كان صوته أشبه ما يكون بضجّة الطبل. له إيحاء لمسي بين المرونة والطراوة، وله من المذاقات طعم الدسم، ومن الشمِّيات رائحة العطور، وله إيحاء بصري من الضخامة بين التكوّر والفلطحة.
قد استمد هذا الحرف إيحاءاته الذوقية من تماسِّ اللسان المباشر بكامل مساحته العليا مع سقف الحنك عند التلفظ به، على مثال ما يضغط اللسان على مضغة من اللحم الطري النضيج.
كما استمد إيحاءاته الشمية من تجاوب صدى صوته مع التجويف الأنفي (الخيشوم).إذ لابد ان يؤثر صدى اهتزازته الطرية اللينة مباشرة في خلايا حاسة الشم عند النطق به يدغدغها بنعومة ورقة كما تدغدغها موجات من نسيمات رائحة ذكية. وبذلك تتنبّه الأعصاب في الخلايا الشمية آلياً لا كيماوياً، فتوحي بإحساس شمي خاص (نظرية حديثة في حاسة الشم) . وذلك على العكس من صوت (الخاء) الرخو المخنخن الذي يوحي بالروائح الكريهة كما سيأتي.
ويكفي ان نتلفظ بكلمات تدل معانيها على مذاقات وشميات بعضها يتخلله حرف الطاء ، وبعضها الآخر خال منه، لنرى مدى استجابة حاستي الذوق والشم لكل من الصورتين الصوتيتين.
فعندما يقال لنا في الساحل السوري (بطِّيخ) وهو البطيخ الأصفر، يتبادر إلى الذهن مباشرة دونما أية عملية تذكُّر ، شكله المكور، فلونه الأصفر، فطعمه الحلو، ورائحته العطرة. بمعنى أنه ينبه فينا هذه الأحاسيس. بينما لو قيل لنا برتقاله، فإن شكلها المكور ولونها الوردي هما أول ما يخطران بالتتابع على الذهن، وقد يقف بعضنا عند هذا الحد فلا يتجاوزه إلى طعمها ورائحتها إلا إذا وجد فسحة من الوقت فيستعيدهما على مهل عن طريق الذاكرة.
وقد يعترض بعضهم على هذا الترتيب في تنبيه الحواس بمجرد ذكر هذه الأسماء. ولكن مما لاشك فيه أنّ عبارة (طبخنا لك طعاماً) هي أكثر إثارة للشهية من عبارة (هيأنا لك زاداً) وعبارة (رائحة عطرة)، هي أرضى لحاسة الشم من عبارة (رائحة ذكية).
وعبارة (طعام طيب)، أرضى لحاسة الذوق من عبارة (أكل سائغ). فألفاظ (طبخنا وطعام، وطيب، وعطر)، تشغل اللسان كله. وتتجاوب أصداء أصواتها في تجويف الأنف فتثير حاستي الذوق والشم أكثر مما تفعل ألفاظ (هيأنا، زاد، ذكي، سائغ) التي تشغل الذهن أكثر مما تشغله الألفاظ السابقة.
ويلاحظ أن أهم مصادر الروائح الذكية في حياة البدوي يوجد في ألفاظها حرف الطاء منها، (الطِّيب، العطر، الخمط، وهو الريح الطيب) . وذلك على مثال وجود حرف الراء في أهم مصادر الحلاوة والحرارة في حياة البدوي كما سبق ولحظنا ذلك في حرف (الراء)، ليكون حرف (الطاء) بذلك أكثر الحروف إيحاء بالأحاسيس الشمية الطيبة الرائحة.
وبالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئة وثمانية مصادر تبدأ بحرف الطاء . كان منها تسعة وثلاثون مصدراً تدل معانيها على الضخامة والعلو والاتساع دونما شدة أو قساوة، بما يتوافق مع إيحاءات الضخامة والفلطحة في صوت الطاء ، منها:الطبل، الطّخّاء (السحاب المرتفع). طغى (جاوز الحد المعقول). طفح الإناء.
طفر (قَفَزَ من فوقه). طفّ (ارتفع). طلع (ظهر من علو). طمح (ارتفع). طمّ (كثر حتى عظم). طما (ارتفع) . طنشر (ثقل جسمه من اكل الدسم ). طنِخ (اشتد سمنة) . المطهَّم (السمين الفاحش السمن). الطّود( الجبل) . طال. الطوق (كل ما أحاط بشيء خلقة أو صنعة).
وكان منها تسعة عشر مصدراً تدل معانيها على الطراوة والمرونة والمطاوعة والرقة ، بما يتوافق مع موحيات صوته من الطراوة والمطاوعة. منها:
طرب (خف واهتز من فرح). طرّ (كان ذا رواء) . طري. الطفل (المولود مادام ناعما رخصا). الطلالة (الحسن والبهجة). طاس (صار كالقمر في حسنه). المطاوعة. الطفطفة (الناعم من لحم البطن).
وكان منها ستة مصادر تدل معانيها على الطعام ومتعلقاته والروائح الطيبة. هي:
الطبيخ . طجن الشيء (قلاه وأنضجه). . الطرَّم (شهد العسل). الطعام . الطهي.الطِّيب.
وكان منها سبعة وعشرون مصدرا تدل معانيها على الضعف والتفاهات والعيوب البدنية والنفسية، بما يتوافق مع جوفية صوت الطاء. منها:
طأطأ برأسه (خفضها). طخَّ (شرس وساء خلقه). طنفس (ساء خلقه بعد حسن).الطَّنفش (الضعيف البصر) . طني (مرض) . طهش العمل (أفسده). طاش (اضطراب وانحرف).
طفس (قذر واتسخ). الطليس (الأعمى). طنأ (فجر وزنى). الطِّنجير (الجبان اللئيم).طنز به (سخِر منه). الطَّنبل (البليد الأحمق). الطَّغام (أرازل الناس). الطميس (الأعمى لا يبين حرف جفنه). طمل بكذا (تلطخ). الطَّهمل (الجسم القبييح الخلقة) طاح عقله (اضطرب). طاخ (تلطخ بالقبيح أو بالباطل).
وكان منها ستة مصادر تدل على أصوات ، بما يتوافق مع جوفية صوته . هي:
طبطب الماء (صوّت في تلاطمه). طحر (زحر وعلا نَفَسُه للضيق). طنَّ . طنطن . طقَّ طحطح (ضحك) . مع ملاحظة مشاركة (النون والقاف) في ثلاثة منها.
ولم أعثر على أية لفظة تدل على مشاعر إنسانية ، فليس في صوته الأجوف ما يثير فعلا أية مشاعر إنسانية.
وباستعراض معاني المصادر الواردة في الجداول الأربعة السابقة ، نجد أن العربي قد التزم بالخصائص الصوتية لهذا الحرف بنسبة عالية بلغت (90%)، لم يحظ بمثلها إلا قلة من الحروف القوية، على الرغم من طراوة صوته ومطاوعته.
ومما يلفت الانتباه، أننا لم نعثر على أي مصدر يدل على الشدة المادية سوى ثلاثة مصادر. هي:
طحّه (دلكه بعقبه). طحنه (صيره دقيقا)- طرده.على أن مصدري (طحَّ ، وطحن)، وان كان معنياهما ينطويان على شيء من الشدة، فإن عمليتي الطحِّ والطحن تتفقان مع الخصائص الصوتية لحرفي الطاء والحاء من حيث المطاوعة والنعومة.
ولا أكتم القارئ أن هذا الحرف قد خيب جميع توقعاتي بصدد تأثيره في معاني الألفاظ التي تبدأ به. فلقد كنت أحسب أن صوته بحكم طراوته وفلطحته أنما هو أضعف من أن يفرض شخصيته الجوفاء على الحروف الأخرى. وان الحروف القوية بالتالي سوف تسوقه قسرا عنه إلى أغراضها ومعانيها ، لتذوب بذلك شخصيته الإمّعية، فلا يبقى له منها إلا طابع الجوفية، هذا إذا واتته ظروف من أوزان وحروف.
ولكن بدراسة الخصائص الصوتية لهذا الحرف على واقع المعاجم ، تبين أن العربي قد استخدمه بكثير من الدقة والحساسية السمعية، قلّ نظيرهما في بقية الحروف.
وهكذا احتفظ العربي لهذا الحرف الأجوف بكامل حقوقه الشخصية، عدلا وحقا.
مهموس شديد يشبه شكله في السريانية صورة الطير . ويقول عنه العلايلي: إنه (للملكة في الصفة والالتواء والانكسار). تعريف مبهم.
صوت هذا الحرف ، إنما هو تفخيم للتاء الرقيقة. وعندما ينفخ في الرقيق ويضخم ، لابد ان نحصل منه على ما هو مجوَّف كالطبل. وهكذا كان صوته أشبه ما يكون بضجّة الطبل. له إيحاء لمسي بين المرونة والطراوة، وله من المذاقات طعم الدسم، ومن الشمِّيات رائحة العطور، وله إيحاء بصري من الضخامة بين التكوّر والفلطحة.
قد استمد هذا الحرف إيحاءاته الذوقية من تماسِّ اللسان المباشر بكامل مساحته العليا مع سقف الحنك عند التلفظ به، على مثال ما يضغط اللسان على مضغة من اللحم الطري النضيج.
كما استمد إيحاءاته الشمية من تجاوب صدى صوته مع التجويف الأنفي (الخيشوم).إذ لابد ان يؤثر صدى اهتزازته الطرية اللينة مباشرة في خلايا حاسة الشم عند النطق به يدغدغها بنعومة ورقة كما تدغدغها موجات من نسيمات رائحة ذكية. وبذلك تتنبّه الأعصاب في الخلايا الشمية آلياً لا كيماوياً، فتوحي بإحساس شمي خاص (نظرية حديثة في حاسة الشم) . وذلك على العكس من صوت (الخاء) الرخو المخنخن الذي يوحي بالروائح الكريهة كما سيأتي.
ويكفي ان نتلفظ بكلمات تدل معانيها على مذاقات وشميات بعضها يتخلله حرف الطاء ، وبعضها الآخر خال منه، لنرى مدى استجابة حاستي الذوق والشم لكل من الصورتين الصوتيتين.
فعندما يقال لنا في الساحل السوري (بطِّيخ) وهو البطيخ الأصفر، يتبادر إلى الذهن مباشرة دونما أية عملية تذكُّر ، شكله المكور، فلونه الأصفر، فطعمه الحلو، ورائحته العطرة. بمعنى أنه ينبه فينا هذه الأحاسيس. بينما لو قيل لنا برتقاله، فإن شكلها المكور ولونها الوردي هما أول ما يخطران بالتتابع على الذهن، وقد يقف بعضنا عند هذا الحد فلا يتجاوزه إلى طعمها ورائحتها إلا إذا وجد فسحة من الوقت فيستعيدهما على مهل عن طريق الذاكرة.
وقد يعترض بعضهم على هذا الترتيب في تنبيه الحواس بمجرد ذكر هذه الأسماء. ولكن مما لاشك فيه أنّ عبارة (طبخنا لك طعاماً) هي أكثر إثارة للشهية من عبارة (هيأنا لك زاداً) وعبارة (رائحة عطرة)، هي أرضى لحاسة الشم من عبارة (رائحة ذكية).
وعبارة (طعام طيب)، أرضى لحاسة الذوق من عبارة (أكل سائغ). فألفاظ (طبخنا وطعام، وطيب، وعطر)، تشغل اللسان كله. وتتجاوب أصداء أصواتها في تجويف الأنف فتثير حاستي الذوق والشم أكثر مما تفعل ألفاظ (هيأنا، زاد، ذكي، سائغ) التي تشغل الذهن أكثر مما تشغله الألفاظ السابقة.
ويلاحظ أن أهم مصادر الروائح الذكية في حياة البدوي يوجد في ألفاظها حرف الطاء منها، (الطِّيب، العطر، الخمط، وهو الريح الطيب) . وذلك على مثال وجود حرف الراء في أهم مصادر الحلاوة والحرارة في حياة البدوي كما سبق ولحظنا ذلك في حرف (الراء)، ليكون حرف (الطاء) بذلك أكثر الحروف إيحاء بالأحاسيس الشمية الطيبة الرائحة.
وبالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئة وثمانية مصادر تبدأ بحرف الطاء . كان منها تسعة وثلاثون مصدراً تدل معانيها على الضخامة والعلو والاتساع دونما شدة أو قساوة، بما يتوافق مع إيحاءات الضخامة والفلطحة في صوت الطاء ، منها:الطبل، الطّخّاء (السحاب المرتفع). طغى (جاوز الحد المعقول). طفح الإناء.
طفر (قَفَزَ من فوقه). طفّ (ارتفع). طلع (ظهر من علو). طمح (ارتفع). طمّ (كثر حتى عظم). طما (ارتفع) . طنشر (ثقل جسمه من اكل الدسم ). طنِخ (اشتد سمنة) . المطهَّم (السمين الفاحش السمن). الطّود( الجبل) . طال. الطوق (كل ما أحاط بشيء خلقة أو صنعة).
وكان منها تسعة عشر مصدراً تدل معانيها على الطراوة والمرونة والمطاوعة والرقة ، بما يتوافق مع موحيات صوته من الطراوة والمطاوعة. منها:
طرب (خف واهتز من فرح). طرّ (كان ذا رواء) . طري. الطفل (المولود مادام ناعما رخصا). الطلالة (الحسن والبهجة). طاس (صار كالقمر في حسنه). المطاوعة. الطفطفة (الناعم من لحم البطن).
وكان منها ستة مصادر تدل معانيها على الطعام ومتعلقاته والروائح الطيبة. هي:
الطبيخ . طجن الشيء (قلاه وأنضجه). . الطرَّم (شهد العسل). الطعام . الطهي.الطِّيب.
وكان منها سبعة وعشرون مصدرا تدل معانيها على الضعف والتفاهات والعيوب البدنية والنفسية، بما يتوافق مع جوفية صوت الطاء. منها:
طأطأ برأسه (خفضها). طخَّ (شرس وساء خلقه). طنفس (ساء خلقه بعد حسن).الطَّنفش (الضعيف البصر) . طني (مرض) . طهش العمل (أفسده). طاش (اضطراب وانحرف).
طفس (قذر واتسخ). الطليس (الأعمى). طنأ (فجر وزنى). الطِّنجير (الجبان اللئيم).طنز به (سخِر منه). الطَّنبل (البليد الأحمق). الطَّغام (أرازل الناس). الطميس (الأعمى لا يبين حرف جفنه). طمل بكذا (تلطخ). الطَّهمل (الجسم القبييح الخلقة) طاح عقله (اضطرب). طاخ (تلطخ بالقبيح أو بالباطل).
وكان منها ستة مصادر تدل على أصوات ، بما يتوافق مع جوفية صوته . هي:
طبطب الماء (صوّت في تلاطمه). طحر (زحر وعلا نَفَسُه للضيق). طنَّ . طنطن . طقَّ طحطح (ضحك) . مع ملاحظة مشاركة (النون والقاف) في ثلاثة منها.
ولم أعثر على أية لفظة تدل على مشاعر إنسانية ، فليس في صوته الأجوف ما يثير فعلا أية مشاعر إنسانية.
وباستعراض معاني المصادر الواردة في الجداول الأربعة السابقة ، نجد أن العربي قد التزم بالخصائص الصوتية لهذا الحرف بنسبة عالية بلغت (90%)، لم يحظ بمثلها إلا قلة من الحروف القوية، على الرغم من طراوة صوته ومطاوعته.
ومما يلفت الانتباه، أننا لم نعثر على أي مصدر يدل على الشدة المادية سوى ثلاثة مصادر. هي:
طحّه (دلكه بعقبه). طحنه (صيره دقيقا)- طرده.على أن مصدري (طحَّ ، وطحن)، وان كان معنياهما ينطويان على شيء من الشدة، فإن عمليتي الطحِّ والطحن تتفقان مع الخصائص الصوتية لحرفي الطاء والحاء من حيث المطاوعة والنعومة.
ولا أكتم القارئ أن هذا الحرف قد خيب جميع توقعاتي بصدد تأثيره في معاني الألفاظ التي تبدأ به. فلقد كنت أحسب أن صوته بحكم طراوته وفلطحته أنما هو أضعف من أن يفرض شخصيته الجوفاء على الحروف الأخرى. وان الحروف القوية بالتالي سوف تسوقه قسرا عنه إلى أغراضها ومعانيها ، لتذوب بذلك شخصيته الإمّعية، فلا يبقى له منها إلا طابع الجوفية، هذا إذا واتته ظروف من أوزان وحروف.
ولكن بدراسة الخصائص الصوتية لهذا الحرف على واقع المعاجم ، تبين أن العربي قد استخدمه بكثير من الدقة والحساسية السمعية، قلّ نظيرهما في بقية الحروف.
وهكذا احتفظ العربي لهذا الحرف الأجوف بكامل حقوقه الشخصية، عدلا وحقا.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
10 - حرف الظاء:
مجهور رخو، يعرِّفه الدكتور بشير بأنه (من الأصوات الاحتكاكية، مجهور، مفخم مطبق).
ويقول عنه العلايلي: إنه (للتمكن). تعريف مبهم
صوت هذا الحرف إنما هو تفخيم لحرف الذال ، يلفظ ملثوغاً مثله، فخفّ بذلك توتره الصوتي وقلَّت غلظته. وهو يوحي بالفخامة والنضارة والأناقة والظهور، وبشيء من الشدة والقساوة.فما حصيلة هذه الخصائص الصوتية من معاني المصادر التي تبدأ به؟.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على ثمانية عشر مصدراً تبدأ بالظاء ، وما أقلَّها . كان منها ستة مصادر تدل معانيها على الرقة والأناقة والنضارة بما يتوافق مع ظاهرة اللثغ في صوت هذا الحرف. هي:
ظأرت المرأة على ولدها (عطفت عليه). الظبي . الظريف. الظعينة (الهودج أو الزوجة).الظل الظليل. ظميت شفتها (كان فيها سمرة وذبول).
وكان منها سبعة مصادر تدل معانيها على القساوة بشيء من الخشونة بما يتوافق مع صدى صوته المفخم. هي الظُّبة (حدُّ السيف). الظَّرُّ (الحجر الصوان له حد). الظَّرِب (ما نتأ من الحجارة وحدِّد طرفه ). الظِّفر للإنسان، والجوارح والكواسر). الظِّلف (الظفر المشقوق للماشية).الظنب ( أصل الشجرة). الظُّنبوب (حرف ساق القدم).
أما المصادر الخمسة الباقية ، فكان بين معانيها رابطة من الشدة والظهور ، بما يتوافق مع الخصائص الصوتية لهذا الحرف. هي:
الظُّلم (وضع الشيء في غير موضعه). ظهر ، ومن مشتقاتها (الظُّهر والظهيرة). الظَّلع (العرج). الظمأ (شدة العطش). الظنّ (الشك بما يقارب اليقين).
مجهور رخو، يعرِّفه الدكتور بشير بأنه (من الأصوات الاحتكاكية، مجهور، مفخم مطبق).
ويقول عنه العلايلي: إنه (للتمكن). تعريف مبهم
صوت هذا الحرف إنما هو تفخيم لحرف الذال ، يلفظ ملثوغاً مثله، فخفّ بذلك توتره الصوتي وقلَّت غلظته. وهو يوحي بالفخامة والنضارة والأناقة والظهور، وبشيء من الشدة والقساوة.فما حصيلة هذه الخصائص الصوتية من معاني المصادر التي تبدأ به؟.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على ثمانية عشر مصدراً تبدأ بالظاء ، وما أقلَّها . كان منها ستة مصادر تدل معانيها على الرقة والأناقة والنضارة بما يتوافق مع ظاهرة اللثغ في صوت هذا الحرف. هي:
ظأرت المرأة على ولدها (عطفت عليه). الظبي . الظريف. الظعينة (الهودج أو الزوجة).الظل الظليل. ظميت شفتها (كان فيها سمرة وذبول).
وكان منها سبعة مصادر تدل معانيها على القساوة بشيء من الخشونة بما يتوافق مع صدى صوته المفخم. هي الظُّبة (حدُّ السيف). الظَّرُّ (الحجر الصوان له حد). الظَّرِب (ما نتأ من الحجارة وحدِّد طرفه ). الظِّفر للإنسان، والجوارح والكواسر). الظِّلف (الظفر المشقوق للماشية).الظنب ( أصل الشجرة). الظُّنبوب (حرف ساق القدم).
أما المصادر الخمسة الباقية ، فكان بين معانيها رابطة من الشدة والظهور ، بما يتوافق مع الخصائص الصوتية لهذا الحرف. هي:
الظُّلم (وضع الشيء في غير موضعه). ظهر ، ومن مشتقاتها (الظُّهر والظهيرة). الظَّلع (العرج). الظمأ (شدة العطش). الظنّ (الشك بما يقارب اليقين).
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
ولكن ماذا عن هذا الحرف في آخر المصادر؟.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على ثلاثة وعشرين مصدراً جذراً، وما أقلَّها أيضاً . كان منها ستة عشر مصدرا تدل معانيها على الشدة والامتلاء والظهور ، بما يتوافق مع ظاهرة التوتر والفخامة في صوت الظاء . هي:
بهظه (شق عليه). دأظ (امتلأ ، سمن). دلظ في سيره (مرَّ مسرعا ). عظّ (اشتد).عكظ عليه الأمر (تعسر وتمنع). غلُظ. غاظه (أغضبه). وكظ (واظب على). جحظت عينه.قاظ اليوم (اشتد حرُّه). فظّ . كنظه الأمر (جهده ، وشق عليه). كظّ السيل بالماء (ضاق من كثرته). كظكظ السِّقاء (تمدد وانتفخ كلما صبَّ فيه الماء). لظّ به (لزِمه ولم يفارقه ). لظلظت الحية برأسها (حركته من شدة غيظها).
وكان منها ستة مصادر تدل معانيها على الرقة والأناقة، بما يتوافق مع ظاهرة اللثغ في صوت الظاء . هي:
حظَّ . حفظ. قرَّظَ فلانا (مدحه). لحظ. لفظ. وعظ.
وكان منها مصدر واحد لعيب في البدن . هو:
أخظّ الرجل (استرخى بدنه واندال). وذلك لأن الخاء مختصة بالعيوب الجسدية والنفسية والقذارة كما سوف نرى.
لتبلغ نسبة تأثير خصائص هذا الحرف في معاني المصادر التي تنتهي به، أكثر من (95%).
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على ثلاثة وعشرين مصدراً جذراً، وما أقلَّها أيضاً . كان منها ستة عشر مصدرا تدل معانيها على الشدة والامتلاء والظهور ، بما يتوافق مع ظاهرة التوتر والفخامة في صوت الظاء . هي:
بهظه (شق عليه). دأظ (امتلأ ، سمن). دلظ في سيره (مرَّ مسرعا ). عظّ (اشتد).عكظ عليه الأمر (تعسر وتمنع). غلُظ. غاظه (أغضبه). وكظ (واظب على). جحظت عينه.قاظ اليوم (اشتد حرُّه). فظّ . كنظه الأمر (جهده ، وشق عليه). كظّ السيل بالماء (ضاق من كثرته). كظكظ السِّقاء (تمدد وانتفخ كلما صبَّ فيه الماء). لظّ به (لزِمه ولم يفارقه ). لظلظت الحية برأسها (حركته من شدة غيظها).
وكان منها ستة مصادر تدل معانيها على الرقة والأناقة، بما يتوافق مع ظاهرة اللثغ في صوت الظاء . هي:
حظَّ . حفظ. قرَّظَ فلانا (مدحه). لحظ. لفظ. وعظ.
وكان منها مصدر واحد لعيب في البدن . هو:
أخظّ الرجل (استرخى بدنه واندال). وذلك لأن الخاء مختصة بالعيوب الجسدية والنفسية والقذارة كما سوف نرى.
لتبلغ نسبة تأثير خصائص هذا الحرف في معاني المصادر التي تنتهي به، أكثر من (95%).
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
ثم ماذا عن المصادر التي يتوسطها هذا الحرف؟.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على سبعة وعشرين مصدراً. كان منها ستة تدل معانيها على الامتلاء. بما يتوافق مع ظاهرة التفخيم في صوته. هي:
بظا لحمه (اكتنز وتراكب. خظا لحمه (اكتنز). كظب (امتلأ سِمنا). كظا لحمه (كثر واكتنز). عظر السقاء (ملأه). كظم السقاء (ملأه وسدَّ فاه)، ومنه كظم غيظه.
وكان منها عشرة مصادر تدل معانيها على الشدة والقسوة. هي:
حظر عليه (حجره ومنعه). حظل عليه (ضيَّق وقتَّر). شظف (يبس لقلة الرى). عظّه بالأرض (ألزقه بها). تعظلم الليل (اشتد سواده). عظل بالكلام (عقّده وصعّبه). عظاه (اغتاله، سقاه ما يقتله). فظع بالأمر (استعظمه وهاله). كظر القوس (حزّ طرفيها). لظيت النار (تلهبت).
وكان منها خمسة مصادر تدل معانيها على الرقة والأناقة ، ماديها ومعنويها. هي:
الحُظوة. نظر إلى الشيء (أبصره وتأمله بعينه). نظم الأشياء (ألَّفها وضمَّ بعضها إلى بعض). النظافة مظع الوتر (ملَّسه ويبّسه).
ويلحق بهذه الفئة مصدر واحد هو. وظف القوم (تبعهم).
وكان منها مصدران للعيوب الجسدية والنفسية . هما:
بظِرت شفته العليا (نتأ وسطها مع استطالة). بظرم (حمق) . وذلك لتنافر أصوات الحروف فيهما.
لتبلغ نسبة المعاني التي تأثرت بصوت هذا الحرف هنا (90%).
وباستقراء معاني المصادر التي يشارك فيها هذا الحرف في الجداول السابقة نلاحظ ان حرف الظاء قد تفرَّد عن سائر الحروف العربية بالميزات التالية:
1- ندرة الألفاظ الدالة على عيوب جسدية أو نفسية ، إذ اقتصرت على أربعة فقط. ولكن دونما أي قذارة أو فجور في معانيها. هي : (ظلع. أخظَّ. بظر. بظرم).
وذلك يرجع إلى ما في صوت الظاء الملثوغة من موحيات الفخامة والعذوبة والنضارة والأناقة ،بما يتناقض أصلاً مع معاني الخسَّة والقذارة والتشوهات الجسدية والنفسية والفحش.
2- التزام معاني جميع هذه المصادر بالطبقة البصرية لهذا الحرف، لم تتجاوزها إلا في مصدر واحد للمشاعر الإنسانية، هو (غاظ) ولا شيء للأصوات. مما يدل على تمتع هذا الحرف بشخصية فذَّة. مع الإشارة إلى أن الغيبوبة النفسية في الغيظ ترجع للغين كما سيأتي.
3- لم أعثر في المعجم الوسيط على أية لفظة دخيلة أو معربة أو مولدة أو محدثة في مشتقات جميع المصادر التي شارك في تركيبها هذا الحرف سوى لفظة (وظيفة) بمعنى المنصب والخدمة المعينة. وذلك لعدم وجود حرف الظاء في لغات الشعوب المجاورة من غير الساميين.
ولكن ما علة اقتصاد العربي في استخدام صوت هذا الحرف في مختلف مواقعه من الألفاظ ، بمعرض التعبير عن أحاسيسه ومعانيه ، إلى هذا الحد من القلة (68) مصدرا في المعجم الوسيط؟. فكاد العربي بذلك أن يحرم لغته من مصدر صوتي فريد في عذوبته وترفه وأرستقراطيته مما حدا ببعض القبائل العربية أن تلفظ كل ضاد ظاء، تعشقاً لسماع هذا الصوت المفخم الأنيق: (اللهجة العراقية ، واللهجة الديرية في سورية).
لعل هذا يرجع إلى استحالة اجتماع صوته مع أصوات بعض الحروف في لفظة واحدة، وإلي تعذّر تلاؤم صوته مع مجموعات كثيرة من الحروف لتأليف ألفاظ تحافظ معانيها على موحيات الفخامة والأناقة والنضارة في صوته.
وقد يرجع ذلك أيضاً إلى استعاضة العربي عن هذا الحرف بالذال الملثوغة.
على أن أشد منافسي هذا الحرف على معاني الفخامة والأناقة والنضارة، كان حرف الضاد مخرج صوت وخصائص ، كما سوف نرى.
وقد يرجع ذلك أيضاً ثالثا إلى أن العربي لم يبدع صوت هذا الحرف إلا في مرحلة لغوية مترفة راقية من مراحل الحياة الرعوية الشعرية المتأخرة، فكان صوته بذلك أقلَّ حروف الدنيا استعمالا على الإطلاق.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على سبعة وعشرين مصدراً. كان منها ستة تدل معانيها على الامتلاء. بما يتوافق مع ظاهرة التفخيم في صوته. هي:
بظا لحمه (اكتنز وتراكب. خظا لحمه (اكتنز). كظب (امتلأ سِمنا). كظا لحمه (كثر واكتنز). عظر السقاء (ملأه). كظم السقاء (ملأه وسدَّ فاه)، ومنه كظم غيظه.
وكان منها عشرة مصادر تدل معانيها على الشدة والقسوة. هي:
حظر عليه (حجره ومنعه). حظل عليه (ضيَّق وقتَّر). شظف (يبس لقلة الرى). عظّه بالأرض (ألزقه بها). تعظلم الليل (اشتد سواده). عظل بالكلام (عقّده وصعّبه). عظاه (اغتاله، سقاه ما يقتله). فظع بالأمر (استعظمه وهاله). كظر القوس (حزّ طرفيها). لظيت النار (تلهبت).
وكان منها خمسة مصادر تدل معانيها على الرقة والأناقة ، ماديها ومعنويها. هي:
الحُظوة. نظر إلى الشيء (أبصره وتأمله بعينه). نظم الأشياء (ألَّفها وضمَّ بعضها إلى بعض). النظافة مظع الوتر (ملَّسه ويبّسه).
ويلحق بهذه الفئة مصدر واحد هو. وظف القوم (تبعهم).
وكان منها مصدران للعيوب الجسدية والنفسية . هما:
بظِرت شفته العليا (نتأ وسطها مع استطالة). بظرم (حمق) . وذلك لتنافر أصوات الحروف فيهما.
لتبلغ نسبة المعاني التي تأثرت بصوت هذا الحرف هنا (90%).
وباستقراء معاني المصادر التي يشارك فيها هذا الحرف في الجداول السابقة نلاحظ ان حرف الظاء قد تفرَّد عن سائر الحروف العربية بالميزات التالية:
1- ندرة الألفاظ الدالة على عيوب جسدية أو نفسية ، إذ اقتصرت على أربعة فقط. ولكن دونما أي قذارة أو فجور في معانيها. هي : (ظلع. أخظَّ. بظر. بظرم).
وذلك يرجع إلى ما في صوت الظاء الملثوغة من موحيات الفخامة والعذوبة والنضارة والأناقة ،بما يتناقض أصلاً مع معاني الخسَّة والقذارة والتشوهات الجسدية والنفسية والفحش.
2- التزام معاني جميع هذه المصادر بالطبقة البصرية لهذا الحرف، لم تتجاوزها إلا في مصدر واحد للمشاعر الإنسانية، هو (غاظ) ولا شيء للأصوات. مما يدل على تمتع هذا الحرف بشخصية فذَّة. مع الإشارة إلى أن الغيبوبة النفسية في الغيظ ترجع للغين كما سيأتي.
3- لم أعثر في المعجم الوسيط على أية لفظة دخيلة أو معربة أو مولدة أو محدثة في مشتقات جميع المصادر التي شارك في تركيبها هذا الحرف سوى لفظة (وظيفة) بمعنى المنصب والخدمة المعينة. وذلك لعدم وجود حرف الظاء في لغات الشعوب المجاورة من غير الساميين.
ولكن ما علة اقتصاد العربي في استخدام صوت هذا الحرف في مختلف مواقعه من الألفاظ ، بمعرض التعبير عن أحاسيسه ومعانيه ، إلى هذا الحد من القلة (68) مصدرا في المعجم الوسيط؟. فكاد العربي بذلك أن يحرم لغته من مصدر صوتي فريد في عذوبته وترفه وأرستقراطيته مما حدا ببعض القبائل العربية أن تلفظ كل ضاد ظاء، تعشقاً لسماع هذا الصوت المفخم الأنيق: (اللهجة العراقية ، واللهجة الديرية في سورية).
لعل هذا يرجع إلى استحالة اجتماع صوته مع أصوات بعض الحروف في لفظة واحدة، وإلي تعذّر تلاؤم صوته مع مجموعات كثيرة من الحروف لتأليف ألفاظ تحافظ معانيها على موحيات الفخامة والأناقة والنضارة في صوته.
وقد يرجع ذلك أيضاً إلى استعاضة العربي عن هذا الحرف بالذال الملثوغة.
على أن أشد منافسي هذا الحرف على معاني الفخامة والأناقة والنضارة، كان حرف الضاد مخرج صوت وخصائص ، كما سوف نرى.
وقد يرجع ذلك أيضاً ثالثا إلى أن العربي لم يبدع صوت هذا الحرف إلا في مرحلة لغوية مترفة راقية من مراحل الحياة الرعوية الشعرية المتأخرة، فكان صوته بذلك أقلَّ حروف الدنيا استعمالا على الإطلاق.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
11- حرف الغين:
مجهور ، رخو. قد اتفق العلايلي والأرسوزي على أنه (لغؤور المعنى والغموض والخفاء). وهذا هو أقلُّ من واقعه الصوتي.
فظاهرة الغؤور والغموض في حرف الغين، انما هي مستمدّة من طبيعة صوته. فهو لا يوحي بالغموض فحسب، وانما بالامِّحاء والعدم أيضاً.
إن صورته الصوتية وهو يدغدغ سقف الحلق عند خروجه، لهي أشبه ما تكون بدغدغة محسَّة من حديد تزيل غباراً عالقاً بجلد بعير. وإذا خُفف صوته قليلا، كان أشبه بحفيف ممحاة من نسيج خشن تحكُّ خطوطا طباشيرية مرسومة على لوح أسود، ويتطاير الغبار.
فهذه هي حكاية حرف الغين: صورة صوتية يقابلها في الطبيعة صورة تمثيلية: اهتزاز واضطراب وبعثرة نفَس في صوت الغين ، ودغدغة محسّةٍ أو ممحاة ، أو راحة كفِّ خشنة، وغبارٌ يتناثر في الهواء . هذه هي الخصائص الإيمائية في صوت الغين، فماذا عن خصائصه الإيحائية؟.
ماذا يوحي لنا صوت (غ-غ-غ..)؟.
لا شيء قطعاً إلاَّ غرغرة الموت والامِّحاء. فصوته عندما يخرج من فوَّهة الحلق، إنما يخرج مخربّا ممحوّ الألوان مجلببا بالسواد. وهكذا نسمع صوت هذا الحرف مثلما نرى الليل المظلم البهيم.
فما رصيد الخصائص الإيمائية والإيحائية في صوت الغين من الحقيقية على واقع المعاجم اللغوية؟.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئة وخمسين مصدراً تبدأ بحرف الغين. كان منها اثنان وعشرون مصدرا تدل معانيها على الاضطراب والبعثرة والتخليط، بما يماثل الاهتزاز في صوت الغين، وبعثرة النفَس عند خروجه. منها:
الغُبار (لبعثرته). الغثَر (ما يعلو الثوب كالوبر). غثم الشيء وغثمره (خلطّه).
الغُثاء (رغوة القدر). أغدق المطر( كثر قطره). غدرم الكلام (اختلط ). غربل الحَبَّ (نقَّاه بالغربال من الشوائب، لظاهرة الاهتزاز في هذا الحدث). غرغر الرجلُ (ردَّد الماء في حلقه). تغسّر الأمر (اختلط والتبس). الغصن (ما تشعَّب من ساق الشجرة ، دقيقه وغليظه). غلت الشيءَ (خلطه). غليان القدر. غيد (تمايل وتثنَّى في لين ونعومة).
وكان منها ثلاثة مصادر لمشاعر الغضب، في تماثل بين ظاهرة الانفعال النفسيِّ في حالاته وبين ظاهرة الاضطراب في صوت الغين، على شيء من الغيبوبة في الوعي هي: غضب. غاظ. غذفر.
وكان منها سبعة مصادر لأصوات تحاكي ما في صوت الغين من غرغرة وغمغمة هي:
غرِد الطائر (رفع صوته بالغناء وطرَّب فيه). غطفت القدر وغقّت (صوَّتت في غليانها). غقفق الصقر (رقَّق صوته). غمغم (صوّت من فزع). الغوغاء (الصوت والجلبة). الغُنَّة (صوت يخرج من الخيشوم).
وهكذا بلغت نسبة تأثر معاني المصادر التي تبدأ بالغين بخصائصه التمثيلية(21%). كما كان منها خمسة عشر مصدرا تدل معانيها على الظلام والسواد بما يتوافق مع موحيات صوت الغين. هي:
غبس الليل (أظلم). غبش الليل (خالط بقية ظلمته بياض الفجر). أغدق الليل (أرخى سدوله). الغِربيب (الشديد السواد، أسود غِربيب). غسق الليل وغسا وغشي، وغسم وغطش ( أظلم). غضف الليل (أظلم واسودَّ). غضا الليل (عمّ ظلامه كلَّ شيء). غطا الليل ( أظلم وسترت ظلمتُه كلَّ شيء). الغلَس (ظُلمة آخر الليل إذا اختلط بضوء الصباح). الغيهب (الظُّلمة). تغيَّق بصره (غشيته ظُلمة فأظلم).
وكان منها تسعة وثلاثون مصدرا تدل معانيها على الخفاء والستر والغياب. منها:
غبَّت الحمىّ فلانا (أخذته يوماً وتركته آخر). غتَّه في الماء وغطّه وغطّسه (غمسه فيه).
غربت الشمس (اختفت في مغربها). غرا السِّمن قلبه غَروا (لصق به وغطاه). غثر الشيء (ستره). تغلغل في الشيء (دخل فيه). الغِلاف. الغمد. أغلق الباب. غَلَم الإنسانَ (غطّاه ليعرق). غمت الشيء وغمّه (غطاه). غمره (علاه وستره). اغمض عينيه . غاص. غاط في الشيء غوطا وغيطا (دخل فيه وغاب). غمى البيت غموا وغميا (سقفه). غار الماء. غاب. الغيم. غانت السماء (غامت).
وكان منها اثنان وعشرون مصدراً تدل معانيها على غيبوبة وجدانية أو نفسية أو عقلية . منها:
غبغب (خان في بيعه وشرائه). غبنه في البيع (غلبه ونقصه). غبيَ الشيء عنه (خفي عليه فلم يعرفه). غدر فلاناً وبه (نقض عهده وترك الوفاء به) . غرّ الرجل (جهِل الأمور وغفِل عنها). الغرام (التعلق بالشيء تعلقاً لا يستطيع التخلص منه). غشم فلانا (ظلمه أشد الظلم). غشمر فلان (ركب رأسه في الحق والباطل لايبالي ما صنع). غطرس ( أعجِب بنفسه). المغفَّل (من لا فطنة له). غفا غفوا (نام قليلا). غفي غفا (نِعس). غلط (اخطأ وجه الصواب). غنجت المرأة (تدللت على زوجها بملاحة كأنها تخالف وليس بها خلاف). الغَوْل (ما ينشأ عن الخمر من صُداع وسُكر). غوى ( أمعن في الضلال). غطرف (عبث واختال وتكبر)
وهكذا بلغت نسبة المصادر التي تأثرت معانيها بخصائص الغين الايحائية (51%). لترتفع هذه النسسبة مع خصائصه الايمائية إلى (72%)، مما يؤهله للانتماء إلى زمرة الحروف القوية الشخصية، ما دامت المصادر التي تدل على أصوات ومشاعر الغضب، قد تأثرت بالخصائص الإيمائية والإيحائية لحرف الغين ، كما مرَّ معنا.
مجهور ، رخو. قد اتفق العلايلي والأرسوزي على أنه (لغؤور المعنى والغموض والخفاء). وهذا هو أقلُّ من واقعه الصوتي.
فظاهرة الغؤور والغموض في حرف الغين، انما هي مستمدّة من طبيعة صوته. فهو لا يوحي بالغموض فحسب، وانما بالامِّحاء والعدم أيضاً.
إن صورته الصوتية وهو يدغدغ سقف الحلق عند خروجه، لهي أشبه ما تكون بدغدغة محسَّة من حديد تزيل غباراً عالقاً بجلد بعير. وإذا خُفف صوته قليلا، كان أشبه بحفيف ممحاة من نسيج خشن تحكُّ خطوطا طباشيرية مرسومة على لوح أسود، ويتطاير الغبار.
فهذه هي حكاية حرف الغين: صورة صوتية يقابلها في الطبيعة صورة تمثيلية: اهتزاز واضطراب وبعثرة نفَس في صوت الغين ، ودغدغة محسّةٍ أو ممحاة ، أو راحة كفِّ خشنة، وغبارٌ يتناثر في الهواء . هذه هي الخصائص الإيمائية في صوت الغين، فماذا عن خصائصه الإيحائية؟.
ماذا يوحي لنا صوت (غ-غ-غ..)؟.
لا شيء قطعاً إلاَّ غرغرة الموت والامِّحاء. فصوته عندما يخرج من فوَّهة الحلق، إنما يخرج مخربّا ممحوّ الألوان مجلببا بالسواد. وهكذا نسمع صوت هذا الحرف مثلما نرى الليل المظلم البهيم.
فما رصيد الخصائص الإيمائية والإيحائية في صوت الغين من الحقيقية على واقع المعاجم اللغوية؟.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئة وخمسين مصدراً تبدأ بحرف الغين. كان منها اثنان وعشرون مصدرا تدل معانيها على الاضطراب والبعثرة والتخليط، بما يماثل الاهتزاز في صوت الغين، وبعثرة النفَس عند خروجه. منها:
الغُبار (لبعثرته). الغثَر (ما يعلو الثوب كالوبر). غثم الشيء وغثمره (خلطّه).
الغُثاء (رغوة القدر). أغدق المطر( كثر قطره). غدرم الكلام (اختلط ). غربل الحَبَّ (نقَّاه بالغربال من الشوائب، لظاهرة الاهتزاز في هذا الحدث). غرغر الرجلُ (ردَّد الماء في حلقه). تغسّر الأمر (اختلط والتبس). الغصن (ما تشعَّب من ساق الشجرة ، دقيقه وغليظه). غلت الشيءَ (خلطه). غليان القدر. غيد (تمايل وتثنَّى في لين ونعومة).
وكان منها ثلاثة مصادر لمشاعر الغضب، في تماثل بين ظاهرة الانفعال النفسيِّ في حالاته وبين ظاهرة الاضطراب في صوت الغين، على شيء من الغيبوبة في الوعي هي: غضب. غاظ. غذفر.
وكان منها سبعة مصادر لأصوات تحاكي ما في صوت الغين من غرغرة وغمغمة هي:
غرِد الطائر (رفع صوته بالغناء وطرَّب فيه). غطفت القدر وغقّت (صوَّتت في غليانها). غقفق الصقر (رقَّق صوته). غمغم (صوّت من فزع). الغوغاء (الصوت والجلبة). الغُنَّة (صوت يخرج من الخيشوم).
وهكذا بلغت نسبة تأثر معاني المصادر التي تبدأ بالغين بخصائصه التمثيلية(21%). كما كان منها خمسة عشر مصدرا تدل معانيها على الظلام والسواد بما يتوافق مع موحيات صوت الغين. هي:
غبس الليل (أظلم). غبش الليل (خالط بقية ظلمته بياض الفجر). أغدق الليل (أرخى سدوله). الغِربيب (الشديد السواد، أسود غِربيب). غسق الليل وغسا وغشي، وغسم وغطش ( أظلم). غضف الليل (أظلم واسودَّ). غضا الليل (عمّ ظلامه كلَّ شيء). غطا الليل ( أظلم وسترت ظلمتُه كلَّ شيء). الغلَس (ظُلمة آخر الليل إذا اختلط بضوء الصباح). الغيهب (الظُّلمة). تغيَّق بصره (غشيته ظُلمة فأظلم).
وكان منها تسعة وثلاثون مصدرا تدل معانيها على الخفاء والستر والغياب. منها:
غبَّت الحمىّ فلانا (أخذته يوماً وتركته آخر). غتَّه في الماء وغطّه وغطّسه (غمسه فيه).
غربت الشمس (اختفت في مغربها). غرا السِّمن قلبه غَروا (لصق به وغطاه). غثر الشيء (ستره). تغلغل في الشيء (دخل فيه). الغِلاف. الغمد. أغلق الباب. غَلَم الإنسانَ (غطّاه ليعرق). غمت الشيء وغمّه (غطاه). غمره (علاه وستره). اغمض عينيه . غاص. غاط في الشيء غوطا وغيطا (دخل فيه وغاب). غمى البيت غموا وغميا (سقفه). غار الماء. غاب. الغيم. غانت السماء (غامت).
وكان منها اثنان وعشرون مصدراً تدل معانيها على غيبوبة وجدانية أو نفسية أو عقلية . منها:
غبغب (خان في بيعه وشرائه). غبنه في البيع (غلبه ونقصه). غبيَ الشيء عنه (خفي عليه فلم يعرفه). غدر فلاناً وبه (نقض عهده وترك الوفاء به) . غرّ الرجل (جهِل الأمور وغفِل عنها). الغرام (التعلق بالشيء تعلقاً لا يستطيع التخلص منه). غشم فلانا (ظلمه أشد الظلم). غشمر فلان (ركب رأسه في الحق والباطل لايبالي ما صنع). غطرس ( أعجِب بنفسه). المغفَّل (من لا فطنة له). غفا غفوا (نام قليلا). غفي غفا (نِعس). غلط (اخطأ وجه الصواب). غنجت المرأة (تدللت على زوجها بملاحة كأنها تخالف وليس بها خلاف). الغَوْل (ما ينشأ عن الخمر من صُداع وسُكر). غوى ( أمعن في الضلال). غطرف (عبث واختال وتكبر)
وهكذا بلغت نسبة المصادر التي تأثرت معانيها بخصائص الغين الايحائية (51%). لترتفع هذه النسسبة مع خصائصه الايمائية إلى (72%)، مما يؤهله للانتماء إلى زمرة الحروف القوية الشخصية، ما دامت المصادر التي تدل على أصوات ومشاعر الغضب، قد تأثرت بالخصائص الإيمائية والإيحائية لحرف الغين ، كما مرَّ معنا.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
ولكن ماذا عن هذا الحرف في نهاية المصادر؟
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على أربعة وستين مصدراً جذراً تنتهي بالغين. كان منها خمسة عشر مصدراً تدل معانيها على الاهتزاز والبعثرة والتخليط ، بما يتوافق مع خصائص الغين الإيمائية في الاهتزاز والبعثرة. منها، مع بيان الرابطة بين معاني بعضها وبين خصائص الغين الإيمائية.
بثغ الجسد (ظهر فيه لون الدم، للبعثرة). بزغت الشمس (بدا طلوعها، لبعثرة اشعتها). بغبغ الكلام (خلّط). بغَّ الدم، وتبوغ ، وباغ بيغا ( هاج وثار، للاضطراب). ثمغ الألوان (خلطها). ريّغ الطعام (دسّمه ، لظاهرة تخليط الطعام بالدسم). دغدغ الصبيَّ (حكّه في موضع حساس يحدث انفعالا ، لظاهرة الذبذبة في الحكِّ والارتعاش في موضع الحدث). نشغ الشيء (انتشر). نضِّغ الشيء (لوّنه بسواد وحمرة وبياض مخلوطة غير متبينة ). الوزغ ( الارتعاش والرعدة).
وكان منها مصدران اثنان للخفاء . هما:
دمغ فلانا (غلبه وعلاه، والحقُّ الباطلَ ، محاه)، زغزغ الشيء (خبّأه وأخفاه).
وكان منها عشرة مصادر لغيبوبة نفسية أو وجدانية أو عقلية . هي:
راغ (ذهب يمنة ويسرة في سرعة وخديعة). زاغ زوغاً وزيغا (مال عن القصد أو الحق) تليَّغ (تحمَّق). مذغ (كذب وادَّعى). ملغ في كلامه (تحمَّق). نزغ فلانا (طعنه برمح، أو اغتابه وذكره بالقبيح). الهِبيَّغ (المرأة الحمقاء والفاجرة لا تردُّ يد لامس).
ولا شيءَ للظلام ولا للأصوات والمشاعر الإنسانية.
لتبلغ نسبة تأثر معاني هذه المصادر بخصائص الغين الإيمائية والإيحائية (42%) . فقط. ومما يلفت الانتباه ، في المصادر التي تنتهي بالغين عدم وجود أيٍّ منها يدل معناه على ظلام الليل والسواد ، واقتصار معاني الخفاء المادي على مصدرين اثنين فقط. بينما كان في المصادر التي تبدأ بالغين خمسة وخمسون لمعاني الظلام والسواد والخفاء المادي.
فما تعليل هذه الظاهرة؟.
إذا كان العربي يشدُّ بصوته أصلاً على أصوات الحروف التي تقع في مقدمة الألفاظ، ويخفت بها في نهايتها ، كما مرَّ معنا، فانه لابد أن يكون ثمَّة رابطة أصيلة بين الظلام والسواد، وبين الشدِّ على صوت الغين.
وهذه الرابطة ، ما أحسبها تخرج عن واقعة التماثل بين ظاهرة التخريب في صوت الغين، وبين واقعة حك الخطوط والألوان بشدَّة من على الجدران أو الصخور أو الألواح، أووجه الأرض وما إليها. حتى إذا خُفِت بصوت الغين قليلا في نهاية اللفظة، كان أكثر تمثيلاً لوقائع الاضطراب والبعثرة المارة الذكر، من واقعة حك الخطوط والألوان.
فهل للقارئ تعليل آخر؟.
وقبل أن أنتهي من حديثي عن حرف الغين ، أرى من المفيد أن أقوم بتحليل معاني بعض المصادر التي تبدأ بالغين أو تنتهي به، للكشف عن العلاقة الفطرية بين معانيها وبين الخصائص الصوتية لهذا الحرف.
وإنَّها لفرصة طيبة مع حرف الغين لفهم طبيعة الذهن العربي بمعرض انتقاله من المعاني الحسية إلى المعاني المجردة، للكشف عن المضامين الاجتماعية والفنية والفلسفية في اللفظة العربية بالرجوع إلى خصائص حروفها، ولتصحيح شروح معانيها في المعاجم اللغوية عند الاقتضاء.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على أربعة وستين مصدراً جذراً تنتهي بالغين. كان منها خمسة عشر مصدراً تدل معانيها على الاهتزاز والبعثرة والتخليط ، بما يتوافق مع خصائص الغين الإيمائية في الاهتزاز والبعثرة. منها، مع بيان الرابطة بين معاني بعضها وبين خصائص الغين الإيمائية.
بثغ الجسد (ظهر فيه لون الدم، للبعثرة). بزغت الشمس (بدا طلوعها، لبعثرة اشعتها). بغبغ الكلام (خلّط). بغَّ الدم، وتبوغ ، وباغ بيغا ( هاج وثار، للاضطراب). ثمغ الألوان (خلطها). ريّغ الطعام (دسّمه ، لظاهرة تخليط الطعام بالدسم). دغدغ الصبيَّ (حكّه في موضع حساس يحدث انفعالا ، لظاهرة الذبذبة في الحكِّ والارتعاش في موضع الحدث). نشغ الشيء (انتشر). نضِّغ الشيء (لوّنه بسواد وحمرة وبياض مخلوطة غير متبينة ). الوزغ ( الارتعاش والرعدة).
وكان منها مصدران اثنان للخفاء . هما:
دمغ فلانا (غلبه وعلاه، والحقُّ الباطلَ ، محاه)، زغزغ الشيء (خبّأه وأخفاه).
وكان منها عشرة مصادر لغيبوبة نفسية أو وجدانية أو عقلية . هي:
راغ (ذهب يمنة ويسرة في سرعة وخديعة). زاغ زوغاً وزيغا (مال عن القصد أو الحق) تليَّغ (تحمَّق). مذغ (كذب وادَّعى). ملغ في كلامه (تحمَّق). نزغ فلانا (طعنه برمح، أو اغتابه وذكره بالقبيح). الهِبيَّغ (المرأة الحمقاء والفاجرة لا تردُّ يد لامس).
ولا شيءَ للظلام ولا للأصوات والمشاعر الإنسانية.
لتبلغ نسبة تأثر معاني هذه المصادر بخصائص الغين الإيمائية والإيحائية (42%) . فقط. ومما يلفت الانتباه ، في المصادر التي تنتهي بالغين عدم وجود أيٍّ منها يدل معناه على ظلام الليل والسواد ، واقتصار معاني الخفاء المادي على مصدرين اثنين فقط. بينما كان في المصادر التي تبدأ بالغين خمسة وخمسون لمعاني الظلام والسواد والخفاء المادي.
فما تعليل هذه الظاهرة؟.
إذا كان العربي يشدُّ بصوته أصلاً على أصوات الحروف التي تقع في مقدمة الألفاظ، ويخفت بها في نهايتها ، كما مرَّ معنا، فانه لابد أن يكون ثمَّة رابطة أصيلة بين الظلام والسواد، وبين الشدِّ على صوت الغين.
وهذه الرابطة ، ما أحسبها تخرج عن واقعة التماثل بين ظاهرة التخريب في صوت الغين، وبين واقعة حك الخطوط والألوان بشدَّة من على الجدران أو الصخور أو الألواح، أووجه الأرض وما إليها. حتى إذا خُفِت بصوت الغين قليلا في نهاية اللفظة، كان أكثر تمثيلاً لوقائع الاضطراب والبعثرة المارة الذكر، من واقعة حك الخطوط والألوان.
فهل للقارئ تعليل آخر؟.
وقبل أن أنتهي من حديثي عن حرف الغين ، أرى من المفيد أن أقوم بتحليل معاني بعض المصادر التي تبدأ بالغين أو تنتهي به، للكشف عن العلاقة الفطرية بين معانيها وبين الخصائص الصوتية لهذا الحرف.
وإنَّها لفرصة طيبة مع حرف الغين لفهم طبيعة الذهن العربي بمعرض انتقاله من المعاني الحسية إلى المعاني المجردة، للكشف عن المضامين الاجتماعية والفنية والفلسفية في اللفظة العربية بالرجوع إلى خصائص حروفها، ولتصحيح شروح معانيها في المعاجم اللغوية عند الاقتضاء.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
في الأمثلة:
1- غشم فلانا: (ظلمه أشد الظلم).
جاءت من غشم الحاطب (احتطب ليلا فقطع كلما يقدر عليه بلا نظر ولا فكر).
واذن فالغشم (بفتح الغين وتسكين الشين)، ليسس مجرد اعتداء على حقٍّ معين من الحقوق، وانما هو اعتداء على ما يقدر الغاشم عليه من حقوق مادية ومعنوية لغيبوبة في الوجدان.ويقال حرب غشوم وحاكم غشوم. ولقد جعل العربي الغين (للظلام والسواد والخفاء) في مقدمة غشم مضاهاة لبداية حدث الاحتطاب (ليلا). ثم أتبعه بالشين (للتفشي والانتشار)، مضاهاة لواقعة الاحتطاب وعشوائياً من هنا وهاهنا. ثم جعل الميم (للانجماع والانضمام) في نهاية اللفظة، مضاهاة لنهاية الحدث بجمع الأحطاب ووضعها في حزم. وذلك (سوقا) للحروف على سمت المعنى المراد والغرض المقصود)، كما قال ابن جني.
2- غبنه في البيع.
جاءت من الغبن (بفتح الغين والباء) ، ومعناه ( الموضع الذي يُخفى فيه الشيء). وإذن فالغبن (بفتح الغين وتسكين الباء). في البيع والشراء ، لايحصل أصلا إلا لِخفاء أمر يتعلق بالمبيع ، إما لجهل في سعره أو في أوصافه. والغَبْن قانونا، لايكون موجبا للابطال أو التعويض إلا إذا تجاوز خمس قيمة المبيع مع فاقد الأهلية ، لعلة الجهل (المادة 393 من القانون المدني السوري )، أو للغلط (المادة 121) أو للغش والتدليس.وهذه الأسباب الثلاثة تبدأ بحرف الغين، لعلة الجهل والخفاء، قد جعلت الغين في المقدمة مضاهاة لجهل الشاري ابتداء ثم تلتها الباء (للحفر) مضاهاة لموضع الخفاء في المبيع. ثم جعلت النون في نهاية اللفظة (للاستكانة، كما سوف نرى) مضاهاة لواقعة القبول بالصفقة الخاسرة.
3- في لفظة الغرام.
جعل الغين في المقدمة ، مضاهاة لبداية هذه الحالة من غيبوبة نفسية. فكانت الغين للتعبير عن وجهة نظر العربي في إدانة هذه الحالة وصاحبها. ثم أتبعها بالراء (للتحرك والاضطراب) . مضاهاة لاضطراب المشاعر. ثم جعل الميم في نهايتها (للانجماع والانضمام) مضاهاة لنهاية هذه الحالة من تعلق / شامل مكتوم لاخلاص للنفس منه.
4- في لفظة غطرس.
جاءت الغين في المقدمة للغيبوبة النفسية التي تعتري المعجب بنفسه.وادانة لصاحب هذه الحالة.
5- وفي لفظة غنِجت المرأة.
لبيان أن المرأة تخفي في تدللها على زوجها أمرا غير الذي أظهرته .
6- ومما يلفت الانتباه أن لفظة (الدماغ)، بمعنى (حشو الرأس من أعصاب ونحوها) ،
قد جاءت من مصدر (دمغ)، بمعنى الغلبة والمحو، مما لا رابطة حسية أو معنوية تجمع بين المعنيين. وأرى ان العربي قد عمد إلى تصوير الدماغ بأصوات الحروف. فالدال (للقساوة) ، تضاهي قساوة عظم الجمجمة، والميم تضاهي انجماع الأعصاب في غلافه داخلها، والغين تضاهي واقعة خفاء هذه المجموعة العصبية عن النظر داخل الجمجمة
7- وفي لفظة راغ، الراء (للتحرك والتكرار) تضاهي ما في هذا الحدث من ذهاب يمنة ويسرة بسرعة ، والغين تضاهي مافي هذا التحرك من خدعة خفية.
استطراد لابد منه،
ونظراً لكثرة المصادر التي يشارك حرف (الغين) في تركيبها مما يدل على الغيبوبة (الوجدانية والنفسية والعقلية) فقد صنفته في (الاطلالة ص73) في زمرة الأحرف (اللاشعورية) مع حرفي (الخاء والهاء) للمعاني الرديئة.
صفحة 3 من اصل 7 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7
صفحة 3 من اصل 7
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد يناير 10, 2021 5:08 am من طرف جرس2010
» عاجل البوليساريو في ورطة سكان تندوف ينتـ ـفـ ـضـ ـون و يواجـ ـهون العـ ـسكر الجزائري اليوم
الجمعة يناير 08, 2021 11:42 am من طرف جرس2010
» عاجل | أول خطاب للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بعد فوزه بالانتخابات
الإثنين ديسمبر 21, 2020 3:40 pm من طرف جرس2010
» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
الأحد ديسمبر 20, 2020 9:12 am من طرف جرس2010
» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
الأحد ديسمبر 20, 2020 9:10 am من طرف جرس2010
» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
الأحد ديسمبر 20, 2020 9:08 am من طرف جرس2010
» ـ ج ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
الأحد ديسمبر 20, 2020 9:05 am من طرف جرس2010
» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
الأحد ديسمبر 20, 2020 9:03 am من طرف جرس2010
» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
الأحد ديسمبر 20, 2020 9:01 am من طرف جرس2010
» ـ أ ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
الأحد ديسمبر 20, 2020 8:58 am من طرف جرس2010
» مغربي يرد بخطبة جمعة على وزارة الأوقاف الجزائرية التي تهاجم المغرب من منابر المساجد
السبت ديسمبر 19, 2020 1:50 pm من طرف جرس2010
» مصري اعطى درس للجزائر .. شتان بينكم و بين المغرب
السبت ديسمبر 19, 2020 12:43 pm من طرف جرس2010
» جمهورية الفراقشية يتحالفون لإسقاط قرار ترامب من المستفيد من إجتماع مجلس الأمن يوم الإثنين
السبت ديسمبر 19, 2020 12:13 pm من طرف جرس2010
» لا يصدق.. اسرائيل ترسل هدية تمينة الى الجيش المغربي وهده الصور
السبت ديسمبر 19, 2020 12:10 pm من طرف جرس2010
» كلام أكثر من رائع من الاسطورة التونسي قيس سعيد
الجمعة ديسمبر 18, 2020 9:54 am من طرف جرس2010