بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
منتدى
دخول
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
صفحة 7 من اصل 7
صفحة 7 من اصل 7 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
5- الحق لغة:
هو ضد الباطل، والأمر المقضي، والعدل، والمال، والملك، والوجود الثابت، والصدق والحزم، والواجب، وما أكثر الخلط في هذا التعريف. وهو من الأسماء الحسنى.
من أسرتها: حق الأمر (أوجبه) استحق الشيء (استوجبه واستأهله) الحُق (النقّرة في رأس الكتف، أو رأس الورك الذي فيه عظم الفخذ). حُقّ الطيب (وعاؤه).
والمعنى الحسي الأصل لهذه اللفظة هو الحُق (للنقرة في رأس الكتف أو رأس الورك) وهذه النقرة هي الحيّز الطبيعي اللازم والكافي للنتوء في عظم العضد أو عظم الفخذ، كيما يقوم بوظائفه الطبيعية فلا تضيّق في النقرة يحول دون تحرك النتوء، ولا توسع فيها يؤدي به إلى الانخلاع من مقره. وهذا ما يتوافق مع مفهوم الحّق الطبيعي للإنسان.
في حروفها: الحاء (للعاطفة والحرارة والإحاطة) والقاف المشددة (للمزيد من القوة والمقاومة) وهذان الحرفان اللذان يجمعان بين العاطفة والقوة دونما فاصل بينهما يحكيان قصة الحق عبر التاريخ فحقُّ التملك، وهو أصل الحقوق جميعاً، يبدأ برغبة ما (للحاء)، فتعمل القوة فوراً على تحقيقها (للقاف المشددة). وذلك (سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المراد).
على أن مفهوم الحق بحسب أسرة هذه اللفظة وحرفيها هو أن يأخذ الإنسان الحيز اللازم والكافي لممارسة وظائفه الطبيعية دون زيادة أو نقصان في مختلف مجالات الحياة الأسروية والدينية والسياسية وما إليها. وإذن فإن ظاهرة الأخذ في مفهوم الحق هي الأصل على النقيض من مفهوم العدالة وإن كان كل منهما يكمل الآخر ويتممه.
وهكذا يُضفي حرف الحاء على مفهوم الحق حرارة التعلق العاطفي بمواضيعه والإحاطة بها. أما حرف القاف، فيكشف عمّا يقتضي الإنسان من قوة للحصول على حقوقه بمواجهة ما يلقاه في سبيل ذلك من مقاومة جميع الكائنات وقوانين الطبيعة والأنظمة الاجتماعية على حد سواء.
ومفهوم الحق بحسب اللغة العربية يختلف عن مفهوم العدالة في أمور كثيرة، منها:
العدالة موضوعية عيانية، والحق ذاتي صميمي.
العدالة ظاهرة اجتماعية والحق ظاهرة أصالة حياتية.
العدالة توازن، والحق تكامل.
العدالة عطاء، والحق أخذ.
هو ضد الباطل، والأمر المقضي، والعدل، والمال، والملك، والوجود الثابت، والصدق والحزم، والواجب، وما أكثر الخلط في هذا التعريف. وهو من الأسماء الحسنى.
من أسرتها: حق الأمر (أوجبه) استحق الشيء (استوجبه واستأهله) الحُق (النقّرة في رأس الكتف، أو رأس الورك الذي فيه عظم الفخذ). حُقّ الطيب (وعاؤه).
والمعنى الحسي الأصل لهذه اللفظة هو الحُق (للنقرة في رأس الكتف أو رأس الورك) وهذه النقرة هي الحيّز الطبيعي اللازم والكافي للنتوء في عظم العضد أو عظم الفخذ، كيما يقوم بوظائفه الطبيعية فلا تضيّق في النقرة يحول دون تحرك النتوء، ولا توسع فيها يؤدي به إلى الانخلاع من مقره. وهذا ما يتوافق مع مفهوم الحّق الطبيعي للإنسان.
في حروفها: الحاء (للعاطفة والحرارة والإحاطة) والقاف المشددة (للمزيد من القوة والمقاومة) وهذان الحرفان اللذان يجمعان بين العاطفة والقوة دونما فاصل بينهما يحكيان قصة الحق عبر التاريخ فحقُّ التملك، وهو أصل الحقوق جميعاً، يبدأ برغبة ما (للحاء)، فتعمل القوة فوراً على تحقيقها (للقاف المشددة). وذلك (سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المراد).
على أن مفهوم الحق بحسب أسرة هذه اللفظة وحرفيها هو أن يأخذ الإنسان الحيز اللازم والكافي لممارسة وظائفه الطبيعية دون زيادة أو نقصان في مختلف مجالات الحياة الأسروية والدينية والسياسية وما إليها. وإذن فإن ظاهرة الأخذ في مفهوم الحق هي الأصل على النقيض من مفهوم العدالة وإن كان كل منهما يكمل الآخر ويتممه.
وهكذا يُضفي حرف الحاء على مفهوم الحق حرارة التعلق العاطفي بمواضيعه والإحاطة بها. أما حرف القاف، فيكشف عمّا يقتضي الإنسان من قوة للحصول على حقوقه بمواجهة ما يلقاه في سبيل ذلك من مقاومة جميع الكائنات وقوانين الطبيعة والأنظمة الاجتماعية على حد سواء.
ومفهوم الحق بحسب اللغة العربية يختلف عن مفهوم العدالة في أمور كثيرة، منها:
العدالة موضوعية عيانية، والحق ذاتي صميمي.
العدالة ظاهرة اجتماعية والحق ظاهرة أصالة حياتية.
العدالة توازن، والحق تكامل.
العدالة عطاء، والحق أخذ.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
6-الرحمة لغة هي:
رِقة القلب وانعطاف يقتضي التفضل والإحسان والمغفرة.
من أسرتها: رحِمه (رقّ له وغفر وتعطف). الرِّحم، والرَّحِم (بيت منبت الولد ووعاؤه، والقرابة وأصلها وأسبابها)، الرحمن، الرحيم (من أسماء الله الحسنى).
من مقاطعها: رم- من رمّ الشيء رما ومرمة (أصلحه وقد فسد بعضه). حم -من حمّ التنور (أوقده) الحميم بالحاجة (الكلف بها). رح- من رحَّ الفرسُ (اتسع حافره). الرَّحَح (الجِفان الواسعة). الجفنة هي القصعة العظيمة تشبع أكثر من عشرة.
والمقطع الجذر هو (رح) بمعنى الاتساع والجفنة الواسعة للطعام. وألحقت به (الميم) للانجماع والانضمام. وهكذا فإن الجفنة الواسعة المفتوحة المعدّة للطعام في (رح) تنقلب (بميم) الأمومة المضافة إلى وعاء واسع مغلق معد لاستيعاب الجنين وما يحتاجه من الطعام في (الرَّحِم).
أما المقطع الثانوي فهو (حم) للحرارة والإحاطة والتعلق وخاصية الأهل والولد.
في حروفها: الراء (للتحرك والتأود) الحاء هنا (للإحاطة وعاطفة المحبة والحرارة). الميم (للانضمام والانجماع والحرارة).
وهكذا تتوافق معاني هذه الحروف إلى أقصى الحدود مع معنى (الرحم)، ومع مفهوم (الرحمة) في كل ما يكتنفهما من مظاهر الحركة والتحرك والحرارة والإحاطة والانضمام، حسيها ومعنويها على حد سواء.
ولما كان أصل المعاني في اللفظة العربية هو الحسي، فإن مفهوم (الرحمة) قد اشتق من (الرحِم) كوعاء للولد، وذلك لما تقتضيه هذه الصلة بين الأم وجنينها من دواعي العطف والحدب والرقة والحنان.
وهكذا يتجاوز مفهوم الرحمة مفاهيم العدالة (تعادل واعتدال)، والحق (واجب) والكرم والصدقة (عطاء) إلى ما هو أمس بصميم الإنسانية، فكما أن عاطفة الأمومة تنبعث أصلاً من علاقة الأم بمعناها (الجنين)، فإن الرحمة تنبعث أيضاً من علاقة الإنسان بمعناه الملقى على الآخرين، في فيض ذاتي يلتزم به وجدانياً تجاههم عفو فطرته السوية، في وعاء من الرحمة، لا أوسع رحاباً ولا أضمّ آصرة، ولاأكثر دفئاً. وجاء في كتابه العزيز (ورحمتي وسعت كل شيء). فكان الرحمن الرحيم من أسماء الله الحسنى.
رِقة القلب وانعطاف يقتضي التفضل والإحسان والمغفرة.
من أسرتها: رحِمه (رقّ له وغفر وتعطف). الرِّحم، والرَّحِم (بيت منبت الولد ووعاؤه، والقرابة وأصلها وأسبابها)، الرحمن، الرحيم (من أسماء الله الحسنى).
من مقاطعها: رم- من رمّ الشيء رما ومرمة (أصلحه وقد فسد بعضه). حم -من حمّ التنور (أوقده) الحميم بالحاجة (الكلف بها). رح- من رحَّ الفرسُ (اتسع حافره). الرَّحَح (الجِفان الواسعة). الجفنة هي القصعة العظيمة تشبع أكثر من عشرة.
والمقطع الجذر هو (رح) بمعنى الاتساع والجفنة الواسعة للطعام. وألحقت به (الميم) للانجماع والانضمام. وهكذا فإن الجفنة الواسعة المفتوحة المعدّة للطعام في (رح) تنقلب (بميم) الأمومة المضافة إلى وعاء واسع مغلق معد لاستيعاب الجنين وما يحتاجه من الطعام في (الرَّحِم).
أما المقطع الثانوي فهو (حم) للحرارة والإحاطة والتعلق وخاصية الأهل والولد.
في حروفها: الراء (للتحرك والتأود) الحاء هنا (للإحاطة وعاطفة المحبة والحرارة). الميم (للانضمام والانجماع والحرارة).
وهكذا تتوافق معاني هذه الحروف إلى أقصى الحدود مع معنى (الرحم)، ومع مفهوم (الرحمة) في كل ما يكتنفهما من مظاهر الحركة والتحرك والحرارة والإحاطة والانضمام، حسيها ومعنويها على حد سواء.
ولما كان أصل المعاني في اللفظة العربية هو الحسي، فإن مفهوم (الرحمة) قد اشتق من (الرحِم) كوعاء للولد، وذلك لما تقتضيه هذه الصلة بين الأم وجنينها من دواعي العطف والحدب والرقة والحنان.
وهكذا يتجاوز مفهوم الرحمة مفاهيم العدالة (تعادل واعتدال)، والحق (واجب) والكرم والصدقة (عطاء) إلى ما هو أمس بصميم الإنسانية، فكما أن عاطفة الأمومة تنبعث أصلاً من علاقة الأم بمعناها (الجنين)، فإن الرحمة تنبعث أيضاً من علاقة الإنسان بمعناه الملقى على الآخرين، في فيض ذاتي يلتزم به وجدانياً تجاههم عفو فطرته السوية، في وعاء من الرحمة، لا أوسع رحاباً ولا أضمّ آصرة، ولاأكثر دفئاً. وجاء في كتابه العزيز (ورحمتي وسعت كل شيء). فكان الرحمن الرحيم من أسماء الله الحسنى.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
7-الشعور لغة:
هو الإدراك بلا دليل. الإحساس. وفي علم النفس، يطلق الشعور على العلم بما في النفس أو بما في البيئة، وعلى ما يشتمل عليه العقل من إدراكات ووجدانيات ونزعات، ولذا قالوا أن للشعور ثلاثة مظاهر هي: الإدراك والوجدان، والنزوع. وهذا التعريف لا يخلو من غموض واضطراب.
من أسرتها: شعر به شعوراً (أحسّ به وعلم). الشّعر (ما ينبت على الجسم مما ليس بصوف ولا وبر للإنسان وغيره). الشِّعْر (كلام موزون مقفى قصداً). الشعيرة (ما ندب الشرع إليه وأمر بالقيام به). وهكذا تتوزع هذه المعاني بين الشعور وشعر البدن، فأيهما هو الأصل؟
من مقاطعها : شع- من شعّ الشيء شعّاً (تفرق وانتشر). أشعّت الشمس. شر- من شرّ فلان (مال إلى الشر). الشّرار والشرر (أجزاء صغيرة متوهجة تنفصل من جسم يحترق). عر- من عرّ الظليم عِراراً (صاح). العَرّة (الشدة والخلة القبيحة). العُرَّة (الجرب).
والمقطع الجذر هو (شع) للانتشار والاشعاع و(الراء) الملحقة به، للتحرك والترجيع. أما المقطع الثانوي، فهو (شر)، للبسط وتناثر الشرار والشرر و(العين) الملحقة به للعيانية والوضوح.
أن مقطع (عر) لا علاقة له. ولذلك إذا اعتمدنا مقطع (شع) للانتشار والتفرق كانت (الراء) الملحقة به للتحرك والتأود، وكان المعنى أقرب إلى شعر البدن. أما إذا اعتمدنا مقطع (شر) لبسط الأشياء وتناثر الشرار والشرر من الأجسام المتوهجة كانت (العين) الملحقة به للسمو والعيانية والوضوح كان المعنى الصق بالشعور الإنساني.
في حروفها: الشين (للتفشي والانتشار). والعين (للعلو والعيانية والوضوح)، والراء (للتحرك والترجيع والتأود والتكرار). وهذه المعاني تتوافق مع الصورة البصرية لشعر رأس الإنسان عندما تتلاعب الأنسام بذوائبه ذات اليمين وذات الشمال. كما أنها تتوافق مع المفهوم الفلسفي للشعور (فالشعور هو تيار نفسي مستمر معبأ بالمعاني والتصورات الذهنية).
وهذا التعريف يتضمن خصائص الشعور الأربع التي قال بها الفيلسوف الفرنسي (هانري برغسون) وهي: (الديمومة، والتغير، والتكامل، والاصطفاء).
فالشين (للتفشي والانتشار)، مما يحاكي الانفعال النفسي مع بداية كل حالة شعورية. والعين (للعيانية والوضوح والصفاء والفعالية)، مما يحاكي انتقال الشعور من الانفعال إلى حالة نفسية واضحة (حب. كره. عطف. حزن. حقد) والراء (للتحرك والترجيع والتكرار)، مما يحاكي حركة الشعور ضمن الحالة النفسية الواحدة، من تصور إلى تصور، في حركة واصطفاء. وذلك سعياً من الشعور لتحقيق المثل الأعلى في تحفة فنية (تمثال، لوحة، قصيدة، معزوفة...) أو في قيمة أخلاقية (بطولة، كرم، نجدة..).
فهل يُعقل أن يكون العربي قد عنى بالشعور هذا المفهوم الفلسفي البرغسوني الحديث؟.
أعتقد أن نعم، إن لم يكن فلسفياً فعلى واقع نظرته الفنية إلى الحياة المعاشة، فما الشعر العربي إلا حصيلة معاناة الشاعر مع مشاعره الإنسانية على وجه ما سبق بيانه، في موقف حب، أو بطولة، أو نخوة أو فخار. وكان مَثل العربي الأعلى، أن يصبح بطلاً أو شاعراً.
هو الإدراك بلا دليل. الإحساس. وفي علم النفس، يطلق الشعور على العلم بما في النفس أو بما في البيئة، وعلى ما يشتمل عليه العقل من إدراكات ووجدانيات ونزعات، ولذا قالوا أن للشعور ثلاثة مظاهر هي: الإدراك والوجدان، والنزوع. وهذا التعريف لا يخلو من غموض واضطراب.
من أسرتها: شعر به شعوراً (أحسّ به وعلم). الشّعر (ما ينبت على الجسم مما ليس بصوف ولا وبر للإنسان وغيره). الشِّعْر (كلام موزون مقفى قصداً). الشعيرة (ما ندب الشرع إليه وأمر بالقيام به). وهكذا تتوزع هذه المعاني بين الشعور وشعر البدن، فأيهما هو الأصل؟
من مقاطعها : شع- من شعّ الشيء شعّاً (تفرق وانتشر). أشعّت الشمس. شر- من شرّ فلان (مال إلى الشر). الشّرار والشرر (أجزاء صغيرة متوهجة تنفصل من جسم يحترق). عر- من عرّ الظليم عِراراً (صاح). العَرّة (الشدة والخلة القبيحة). العُرَّة (الجرب).
والمقطع الجذر هو (شع) للانتشار والاشعاع و(الراء) الملحقة به، للتحرك والترجيع. أما المقطع الثانوي، فهو (شر)، للبسط وتناثر الشرار والشرر و(العين) الملحقة به للعيانية والوضوح.
أن مقطع (عر) لا علاقة له. ولذلك إذا اعتمدنا مقطع (شع) للانتشار والتفرق كانت (الراء) الملحقة به للتحرك والتأود، وكان المعنى أقرب إلى شعر البدن. أما إذا اعتمدنا مقطع (شر) لبسط الأشياء وتناثر الشرار والشرر من الأجسام المتوهجة كانت (العين) الملحقة به للسمو والعيانية والوضوح كان المعنى الصق بالشعور الإنساني.
في حروفها: الشين (للتفشي والانتشار). والعين (للعلو والعيانية والوضوح)، والراء (للتحرك والترجيع والتأود والتكرار). وهذه المعاني تتوافق مع الصورة البصرية لشعر رأس الإنسان عندما تتلاعب الأنسام بذوائبه ذات اليمين وذات الشمال. كما أنها تتوافق مع المفهوم الفلسفي للشعور (فالشعور هو تيار نفسي مستمر معبأ بالمعاني والتصورات الذهنية).
وهذا التعريف يتضمن خصائص الشعور الأربع التي قال بها الفيلسوف الفرنسي (هانري برغسون) وهي: (الديمومة، والتغير، والتكامل، والاصطفاء).
فالشين (للتفشي والانتشار)، مما يحاكي الانفعال النفسي مع بداية كل حالة شعورية. والعين (للعيانية والوضوح والصفاء والفعالية)، مما يحاكي انتقال الشعور من الانفعال إلى حالة نفسية واضحة (حب. كره. عطف. حزن. حقد) والراء (للتحرك والترجيع والتكرار)، مما يحاكي حركة الشعور ضمن الحالة النفسية الواحدة، من تصور إلى تصور، في حركة واصطفاء. وذلك سعياً من الشعور لتحقيق المثل الأعلى في تحفة فنية (تمثال، لوحة، قصيدة، معزوفة...) أو في قيمة أخلاقية (بطولة، كرم، نجدة..).
فهل يُعقل أن يكون العربي قد عنى بالشعور هذا المفهوم الفلسفي البرغسوني الحديث؟.
أعتقد أن نعم، إن لم يكن فلسفياً فعلى واقع نظرته الفنية إلى الحياة المعاشة، فما الشعر العربي إلا حصيلة معاناة الشاعر مع مشاعره الإنسانية على وجه ما سبق بيانه، في موقف حب، أو بطولة، أو نخوة أو فخار. وكان مَثل العربي الأعلى، أن يصبح بطلاً أو شاعراً.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
8-الضمير لغة:
هو: استعداد نفسي لإدراك الخبيث من الطيب من الأعمال والأقوال والأفعال
من أسرتها: ضمُر ضموراً (هزل وقلّ لحمه). أضمرت المرأة (حملت، والشيء أخفاه). رجل ضمر (ضامر البطن).
من مقاطعها: ضم- من ضمّ الشيء (قبضه إليه وجمعه). ضر- من ضّره (الحق به مكروهاً أو أذى) الضّراء (الشدة). مر- من مرّ الرجل مروراً (جاء وذهب). مرّ الشيء مرارة (صار ذا طعم مرّ). ولا علاقة له.
فالمقطع الجذر هو (ضم) للانضمام، مما يتوافق مع دخيلة الخاطر في النفس و(الراء) الملحقة به للحركة تعطي دخيلة الخاطر التي تضمها النفس قدرة على التحرك للتحقق خارج الذات في فعل أو قول. وخاصية الحركة في الضمير هي التي تضفي عليه معناه الأخلاقي، مما هو ألصق بالمفهوم الفلسفي للضمير الإنساني، فالضمير الذي لا يتحرك إنما هو مجرد سِرّ متحجر لا حياة فيه.
أما المقطع الثانوي فهو (ضر) للضرر، والميم الملحقة في وسطه تتوافق مع ألحاق الضرر بالجوف وهو الهزال الذي يصيب البطن أصلاً، فعمم العربي هذه الحالة على كل ضمور يصيب الإنسان أو الحيوان أو الأشياء.
في حروفها: الضاد (للفخامة والنضارة)، والميم (للانضمام والانجماع)، والراء (للحركة والترجيع). معاني هذه الحروف هي أكثر توافقاً مع مفهوم الضمير الفلسفي، من الضمور الحسي.
هو: استعداد نفسي لإدراك الخبيث من الطيب من الأعمال والأقوال والأفعال
من أسرتها: ضمُر ضموراً (هزل وقلّ لحمه). أضمرت المرأة (حملت، والشيء أخفاه). رجل ضمر (ضامر البطن).
من مقاطعها: ضم- من ضمّ الشيء (قبضه إليه وجمعه). ضر- من ضّره (الحق به مكروهاً أو أذى) الضّراء (الشدة). مر- من مرّ الرجل مروراً (جاء وذهب). مرّ الشيء مرارة (صار ذا طعم مرّ). ولا علاقة له.
فالمقطع الجذر هو (ضم) للانضمام، مما يتوافق مع دخيلة الخاطر في النفس و(الراء) الملحقة به للحركة تعطي دخيلة الخاطر التي تضمها النفس قدرة على التحرك للتحقق خارج الذات في فعل أو قول. وخاصية الحركة في الضمير هي التي تضفي عليه معناه الأخلاقي، مما هو ألصق بالمفهوم الفلسفي للضمير الإنساني، فالضمير الذي لا يتحرك إنما هو مجرد سِرّ متحجر لا حياة فيه.
أما المقطع الثانوي فهو (ضر) للضرر، والميم الملحقة في وسطه تتوافق مع ألحاق الضرر بالجوف وهو الهزال الذي يصيب البطن أصلاً، فعمم العربي هذه الحالة على كل ضمور يصيب الإنسان أو الحيوان أو الأشياء.
في حروفها: الضاد (للفخامة والنضارة)، والميم (للانضمام والانجماع)، والراء (للحركة والترجيع). معاني هذه الحروف هي أكثر توافقاً مع مفهوم الضمير الفلسفي، من الضمور الحسي.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
9-السعادة لغة:
هي معاونة الله للإنسان على نيل الخير.
من أسرتها: سعد (نقيض شقي، أي كان في راحة نفسية). ساعده في الأمر (عاونه). ومعاني هذه اللفظة وأسرتها تتردد بين نيل الخير والراحة النفسية، وبين المساعدة.
من مقاطعها : سع- من سعّ لا معنى له. سد من سدّ الشيء سداداً وسدوداً (استقام). السدّ (الحاجز بين الشيئين). عد - من عدّ الدراهم (حسبها وأحصاها). أعدّ الشيء (هيأه وجهزه). والمقطع الجذر هو (سد) للاستقامة، والعين الملحقة به للصفاء والعيانية والوضوح والفعالية.
في حروفها: السين (للحركة والطلب) العين (للصفاء والوضوح والفعالية). الدال (للشدّة والقوة). وهكذا فإن مفهوم السعادة، يتردد بين نيل الخير والراحة النفسية والمساعدة والاستقامة بوعي وفعالية. وإذن فالسعادة كراحة نفسية تتحقق، إما في (مساعدة الآخرين بعزيمة واعية)، وإما في (السعي باستقامة ووعي وفعالية).
ومنه نرى أن مفهوم السعادة قد انقلب من (معاونة الله للإنسان على نيل الخير) إلى (معاونة الإنسان للآخرين على نيل الخير). كما انقلب أيضاً من مجرد (راحة واستمتاع بخيرات الحياة) وفقاً لما يراه أصحاب نظرية اللذة، إلى (السعي الجاد والمجهد باستقامة ووعي)، وهو الأصح والأصدق.
10-التعاسة لغة:
هي سوء الحظ والحال والهلاك والنحس.
من أسرتها: تعس تعسا (عثر فسقط وأكبّ على وجهه، وهلك) والتُّعس (الشرّ).
من مقاطعها: تع- من تعّ الرجل تعّا وتعّة (استرخى وتقيأ). تس - من الّتسَسُ (الأحوال الرديئة) عس -من عسّ فلان (طاف ليلاً). والمقطع الجذر هو (تع) للتقيؤ والاسترخاء. والسين الملحقة في آخر اللفظة للاستقرار والاستكانة.
في حروفها: التاء ( للضعف والتفاهة). العين (للوضوح والعيانية). السين (للاستقرار والخفاء). وهكذا فإن مفهوم التعاسة ينطوي على النكسة من (تعس)، وعلى الاسترخاء من (تع) وعلى الرداءة من (تس) وعلى الاستقرار والاستكانة من حرف (السين) في آخر اللفظة، وبذلك تكون التعاسة ضرباً من النكسة والاستكانة، على النقيض من السعادة، كسعي باستقامة ووعي وفعالية.
كما أن التناقض بين التعاسة والسعادة يمكن استخلاصه من حروفهما:
فالسين في أول السعادة (للحركة والطلب). والسين في آخر التعاسة (للاستكانة والخفاء). والتاء في أول التعاسة (للضعف وتوافه الأمور)، والدال في آخر السعادة (للشدّة والقوة). أما العين في الوسط، فهي حيادية بينهما لمجرد العيانية والظهور.
11-الفرح لغة:
هو السرور والابتهاج.
من أسرتها: فِرح فرحاً (رضي) فرِح بكذا (سُرّ وابتهج).
من مقاطعها: فر- من فرّ فرّا وفراراً (هرب). فرّ الأمر وعنه (بحث ليكشفه). افتر البرق (تلألأ). الفّراء من النساء (الحسناء الثغر). فرّ الدابة (كشف عن أسنانها لينظر ما سنها). فح- من فحّت الأفعى (صوتت من فيها). فُحّة الفلفل (حرارته). رح- من رحّ الفرس (اتسع حافره). الرحراح (الواسع المنبسط).
وهذه المقاطع تضفي على مفهوم الفرح معاني الانفتاح والانكشاف (فر) والحرارة (فح) والسعة والانبساط (رح)، بما يتوافق مع المعنى اللغوي للفرح.
في حروفها : الفاء (للانفتاح) والراء (للتحرك)، والحاء هنا (للعواطف الإيجابية والإحاطة).
والفرح بحسب معاني هذه الحروف، هو حالة نفسية منفتحة (للفاء)، متحركة (للراء). تكتنفها حرارة العواطف الإيجابية (للحاء)، مما يتوافق مع المعنى النفسي للفرح.
وهكذا، ما من لفظة في الدنيا تضاهيها في التعبير عن حالة الضياع النفسي التي يحياها الإنسان الفَرِحُ: انفتاح مشاعر بلا حدود (للفاء) وحركة في النفس بلا قيود (للراء)، وحرارة تؤجج العواطف بلا ضوابط (للحاء). ولذلك غالباً ما يختم الذين يقعون فيها بالدعاء: (اللهم أعطنا خير هذه الساعة..)
وكما أدانت اللغة العربية حالة الفرح، فقد أدانها القرآن في (32) أية بكل ما يتعلق بأمور الدنيا، كما في قوله تعالى (إن الله لا يحب الفرحين) القصص (76) لتقتصر براءتها على ما يتعلق منها بالإيمان في (3) آيات فقط: "فرحين بما أتاهم الله". آل عمران (170).
12-القبح لغة:
هو ضد الحسن، ويكون في القول والفعل والصورة.
من أسرتها: قبح البيضة (كسرها والبثرة، فضخها حتى يخرج قيحها). القبيح (ذو القبح، وقيل هو ما يكون متعلق الذم في العاجل والعقاب في الآجل).
من مقاطعها: قب -من قّب يد فلان (قطعها) قّب الشيء عن موضعه (ارتفع) ومنها القبّة. قح- من قح (صار قُحا). القُحّ (الخالص من اللؤم أو الكرم وكل شيء. ويقال لئيم قُحّ، وعبد قُحّ) بح- من بحّ الرجل (أخذته خشونة وغلظة في صوته).
والمقطع الجذر في هذه اللفظة هو (قب) لما في معانيه من التشويه النظري (القطب، ارتفاع الشيء عن موضعه، أي عن أصله). والمقطع الثانوي هو(بح)، لما في معانيه من التشويه في الصوت.
في حروفها: القاف (للقوة والمقاومة، والأصوات الانفجارية). الباء (للقطع والبقر والبعج). الحاء هنا للعواطف السلبية.
وهكذا ينطوي مفهوم القبح على التشويه البصري والسمعي. كما ينطوي أيضاً على التنافر الذوقي، لما في صوتي (القاف والباء) من عنف وغلظة، وما في صوت (الحاء) من رقة وجمال، فكان هذا التنافر الذوقي في أصوات الحروف هو الرابطة بين القبح المحسوس في البصريات والسمعيات، وبين مفهوم القبح فيما هو غير محسوس من الأفعال والأفكار والمعاني.
13-الحُسن:
هو الجمال، وكل مبهج مرغوب فيه.
من أسرتها : أحسن (فعل ما هو خير). أحسن الشيء (أجاد صنعه). حاسنه (عامله بالحسنى).
من مقاطعها: حس- من حسّ الشيء وبه حسيساً (أدركه بإحدى حواسه). أحسّ الشيء وبه (علم به). حن من حنّ حنيناً (صوت) حنّ إليه (اشتاق). سن -من سنّ الحجر ونحوه (صقله). سنّ الشيء (صوّره وملسه، والطريق مهده)، سنّن كلامه (حسّنه وهذّبه).
وظاهر أن كلاً من هذه المقاطع الثلاثة يصلح أن يكون جذراً لمفهوم (الحُسن). ليكون هو نفسه محصلة معانيها: فمقطع (حس) للإحساس بالشيء والعلم به، يُدخل الحسن في نطاق المحسوسات ومقطع (حن) يكشف عما يثيره الحسن في النفس من عواطف الشوق والحنين، ليتجاوز الحسن بذلك نطاق المحسوسات إلى ما هو غير محسوس من العواطف والمشاعر والمعاني، أما مقطع (سن) فيضفي على الحسن شيئاً من الصقل والملاسة، تخليصاً له من كل ما هو ناب أو متنافر.
في حروفها: الحاء هنا (للعاطفة الجميلة والحرارة). والسين (للحركة والرشاقة والملاسة). والنون (للرقة والأناقة).
وهكذا، جمع الحسن إلى نفسه أجمل الأصوات وأعذبها جرساً، وأوحاها بمشاعر الحب والحنين، وأكثرها دفئاً ورشاقة ورقة وأناقة، في تناغم صوتي وتوافق معنوي، مما لم يتوافر في أي لفظة أخرى، ليشع الحسن بذلك إشعاعاً من هذه اللفظة دونما حاجة إلى أي تفسير أو تأويل، وقد وردت هذه اللفظة ومشتقاتها في مئة وثمانية وثمانين آية في القرآن الكريم قد اختصت المرأة بواحدة منها فقط في صورة (الأحزاب)/52). (لا يحل لك النساء من بعد... ولو أعجبك حسنهن.....).
14-الجمال لغة:
هو: الحسن في الخَلْقٍ والخُلق.
من أسرتها: جمل الشيء (جمعه). جامله (أحسن عشرته). الجمل (واحد من الإبل). الجملاء (الجميلة). تجمّل الرجل (تكلف الجمال وتحسن وتزين وتلطف في الكلام).
من مقاطعها: جم- من جمّ الماء (كثر واجتمع)، الجِمام (الراحة). الجميم (الكثير من كل شيء) جل- من جلّ الرجل جلالة (تمّ)، جلّ جلالا (عظم قدراً وشأناً)، مل- من ملّ الشيء في الجمر (أدخله فيه)، ولا علاقة له.
والمقطع الجذر هو (جل)، للتمام والكمال ورفعة المقام، والميم الملحقة في وسطه للانجماع والانضمام مما يفيد التناسق والانسجام.
في حروفها: الجيم (للضخامة والامتلاء)، والميم (للانجماع) واللام (للتعلق والتماسك، وهذه المعاني هي أكثر توافقاً مع معنى الجمل، كواحد من الإبل.
ومن المعاني المستخلصة من أسرة هذه اللفظة ومقاطعها وحروفها يتبين أن مفهوم الجمال في الذهن العربي ينطوي على التكامل والتناسق، على العكس مما في القبح من نشاز وتشويه وتنافر واضطراب، ليكون القبح بذلك هو نقيض الجمال، وبفارق أيضاً بين الحسن والجمال: إن طابع الإشراق والصقل والملاسة يغلب على مفهوم الحسن، أما مفهوم الجمال فيغلب عليه طابع الجلال والعظم، ولذلك قيل (الله جميل ويحب الجمال). ولم يسند الجمال للمرأة في أي من آيات القرآن الكريم.
15-الحب لغة:
حبّ الأمرُ (صار محبوباً). وحبّ فلانا (أحبّه).
من أسرتها :حبّب الزرع (بدا حبّه)- تحبب إليه (تردد). الحُباب (طرائق تظهر على وجه الماء تصنعها الريح).
في حروفها : الحاء هنا (للعاطفة الإنسانية الجيدة والإحاطة والحرارة). الباء (للشق والبقر والحفر).
وهكذا فالحب بحسب هذه المعاني، هو شُحنة عاطفية جميلة تغزو قلب الإنسان، فتشق شغافه وتحفر فيه عميقاً إلى سويدائه. بمعنى أن الحب يأتي من العالم الخارجي غازياً على جناح صورة جميلة أو في سهام من نظرات آثرة. وذلك (سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المراد)، لتلتقي بذلك وجهة نظر العربي في الحب بوجهة نظر اليونان، عندما مثلوا الحب بسهام يطلقها طفل جميل فيشك بها قلوب الناس.
على أن العربي قد اكتفى بإعطاء مفهوم الحب معاني الود والوداد، ليضفي عليه بحرف (الحاء) ما يلزمه من العاطفة والحرارة والجمال، وليمنحه بحرف (الباء) معاني العمق والتغلغل في الأحشاء دونما أي تصور جنسي، خلافاً لما يرى بعض مفكرينا.
ولكن، أين هذا المفهوم مما يكابده المحب من قلق وأرق وشوق وتعلق وولع ووله، مما يقرِّح الجفون ويضني الجسم ويذهب بالعقل؟
لقد أحال العربي هذه الحالات العاطفية إلى ألفاظ أخرى، قد اختص كل منها بالكشف عن لون ما من ألوان الحب وعن درجة ما من درجاته.
وهكذا احتفظ العربي لمفهوم الحب بصفائه ونقائه وبراءته وحرارته وعمقه وعفته وكياسته وجماله، مما يجعل هذه العاطفة صالحة للتداول بين الأصدقاء أيضاً، وبين الآباء والأبناء، وبين الناس والطبيعة، وبين الله والناس. ولقد تردد ذكر الحب ومشتقاته في خمسٍ وسبعين آية من القرآن الكريم، ولم يرد الحب بمعنى العشق إلا في آية واحدة ولكن مقترناً بالشغف: (وقال نسوة في المدينة، امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه، قد شغفها حباً...) (سورة يوسف- 30). مما يثبت ابتعاد مفهوم (الحب) الصّرف عن التصور الجنسي.
16-الغرام لغة:
هو: التعلق بالشيء تعلقاً لا يُستطاع التخلص منه، والعذاب الدائم الملازم.
من أسرتها: أُغرم بالشيء (أولع به) الغرامة (الخسارة) المغرم (المولع بالشيء لا يصبر على فراقه). ومعانيها تتردد بين الولع والغرامة.
من مقاطعها: (غر- من غرّ الرجل غرارة وغِرّة (جهل وغفل عنها فهو غُرّ). غرّ فلاناً غرّاً وغروراً (خدعه وأطمعه بالباطل) الغّرر (الخطر)، غم- من غمّ اليوم (اشتد حرّه، حتى كاد يأخذ بالنفس) غمّ الشيء (غطاه وستره). الغمّ (الكرب، أو الحزن يحصل للقلب بسبب ما). رم- من رمّ العظم (بلي) ورمَّ الشيء رما ومرمَّةً (أصلحه وقد فسد بعضه) الرُّم- (الهمّ).
في حروفها: الغين (للغيبوبة النفسية والغؤور والظلام). الراء (التحرك والحرارة). الميم (للانضمام والانجماع والحرارة).
وهكذا ليس لعاطفة الحب مما ورد آنفاً سوى ما جاء فيها من الولع بالشيء والتعلق به، كما يمكن صرفها أيضاً إلى التعلق ببعض العادات والهوايات والملذات وما إليها، بمعرض المدح والذم على حد سواء.
ولئن كانت المعاني المستخلصة من مقاطعها خلواً من كل ما يمت إلى الحب بصلة، فإن من شأنها أن تصور لنا الحالة النفسية للمغرم بعد أن يقع في الحب ويتمكن من نفسه (فيتعلق به تعلقاً لا يستطيع التخلص منه).
فللغرام من المقطع الجذر (غر)، الجهل والغفلة والخدعة والخطر، والتعرض للهلاك. وله من مقطع (غم) الكرب والحزن وشدة الحرارة والظلمة، وله من مقطع (رم) البلى والهم. وما أحسب أن ثمة محللاً نفسياً يستطيع تصوير الحالات التي يمر بها المغرم بأبلغ وأدق مما جاء في معاني هذه المقاطع.
على أن مفهوم الغرام وفق ما جاء في مقاطع هذه اللفظة، إنما هو مدين في معانيه إلى حرف الغين (للغيبوية النفسية والغؤور والظلام) ولحرف الراء (للقلق والهيجان)، ولحرف الميم في آخر اللفظة (للحرارة والانضمام).
وهكذا فالغرام ليس إلا حالة مرضية من حالات الحب.
17-العِشق لغة:
هو عُجب المحبوب بمحبوبه، أو إفراط الحب، ويكون في عفاف ودعارة، أو عمى المحب عن إدراك عيوب المعشوق، وقال أبقراط (العشق نصف الأمراض).
من أسرتها: عشقه (أحبّه أشدّ الحبّ).عِشق بالشيء (لِصق به ولزمه).
من مقاطعها: عش- من عشّ بدنه (نحل وضمر) عشّش الكلأ (يبس). عق -من عقّ الثوب (شقه). شق- من شقّ الشيء (صدعه وفرقه). شقّ عليه الأمر (صعب).
في حروفها: العين (للعقد والربط والعيانية والفعالية والإحاطة). الشين (للتفشي والانتشار). القاف (للقوة والمقاومة والانفجار الصوتي).
ومفهوم العشق بحسب معاني أسرة هذه اللفظة يتضمن التلازم والالتصاق وهما من أخص خصائص العشق ولئن كانت معاني مقاطعها لا تمت إلى عاطفة الحب بأي صلة، فإنها تكشف عما يكابده العاشق من:
نحول وضمور، ومن يباس ومشقة، ومن تصدع في النفس يعمى له العاشق عن إدراك ما في المعشوق من عيوب (وعين الرضى عن كل عيب كليلة...)
أما مفهوم العشق بحسب حروف هذه اللفظة، فهو يتضمن العقد والربط (للعين)، كما يشمل مختلف النزعات النفسية (للشين)، في صراع بين القلب والعقل (للقاف) من قوة ومقاومة
وإذن فالعشق يبدأ بإحاطة عاطفة الحب بمشاعر الإنسان، لينتهي إلى صراع مدمر بين مشاعره وقواه العقلية.
وهكذا يتضمن مفهوم العشق، العلانية والشدة والتعلق والمشقة والقلق والضنى والوساوس، وكل ما يعانيه المحب من حالات وأعراض تصل به إلى حد الهوس والجنون.
ومما سبق يتضح أن العشق ليس (حباً)، وإنما هو حالة مرضية مستعصية من حالات مرض الحب كما قال أبقراط.
ولكن ماذا عن بقية الالفاظ التي استخدمها العربي للتعبير مجازاً عن حالات خاصة من حالات الحب وأمراضه؟ باختصار شديد أجيب.
الهوى: يمثل حالة الحصار والتخبط في الحب. كمن يسقط في هاوية.
والهيام بمعنى (العطش الشديد)، لمحاكاة من يحرق الحب قلبه (والهاء) للاضطرابات النفسية.
والوجد بمعنى (الحزن تارة، والغضب تارة أخرى)، يمثل تقلب المحب بين هذه المشاعر بصدد علاقته بالحبيب.
والولع، للتعلق الشديد بالحبيب. وذلك لخاصية اللام في (الالتصاق) وخاصية العين (في العيانية والظهور والفعالية والإحاطة والربط).
والوله بمعنى (شدّة الحزن حتى ذهاب العقل)، لمضاهاة ضياع الرشد بعد أن يتمكن الحب من نفس صاحبه لتخصص (الهاء) بالاضطرابات النفسية.
والدّله بمعنى (ذهاب الدم هدراً)، لمضاهاة من يقع في (حيرة ودهشة من الحب والعشق)، فيذهب عقله هدراً ، من دلَه (ذهب دمه هدراً) ودلِه (ذهب فؤاده من هم وعشق)، للهاء.
ونحن لو عمدنا إلى استخراج معاني أسر هذه الألفاظ ومقاطعها وحروفها، لرأيناها خلواً مما يتصل مباشرة بعاطفة الحب فكل واحدة منها كما لحظنا آنفاً، تكشف عن حالة معينة من حالات الإنسان المرضية بعد أن يغزو الحب قلبه، على مثال ما لحظنا ذلك في لفظتي الغرام والعشق.
فعاطفة الحب في اللغة العربية كما هي في الطبيعة الإنسانية، إنما هي وقف على حرفين اثنين:
عاطفة جميلة يحتضنها قوس من (الحاء)، مشدودة إلى سهم من (الباء) يشكها المحبوب في سويداء القلب . وهكذا، قد خلت الألفاظ الدالة على حالات الحب ومقاطعها مما يشير إلى أي لذة أو مسرة. وكأني بالحب لدى الإنسان العربي ليس إلا مدخلاً لصنوف الهموم والأوهام وضروب العناء والمعاناة، وألوان الشقاء والضياع، فلم أعثر على أي لفظة لحالات الحب وضروبه فيها مسرة أو سعادة أو لذة، مما جعل الشكوك تحوم حوله في تهم من الجنون.
فالحب على رأي اللغة العربية بين فتى وفتاة ليس مجرد نداء غريزي خفي، وإنما هو قبل ذلك اختبار حساسية مشاعر وتجربة حياة، وامتحان وجود. فمن لم يغز الحب النقي قلبه أنّى كان مصدره ومحله، تظل أعماقه النفسية مغلّقة الأبواب لا يتسرب إليها نور، وخامدة لا تحركها أنسام، وهكذا يمضي صاحب هذا القلب المتحجر أو العاصي عمره، وفي نفسه ضمور، وفي عواطفه شلل، هيهات أن يعرف للجمال طعماً وللإيثار معنى.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
تعقيب لا بد منه:
بحيادية قاض نزيه، ودرءاً لكل شبهة تحيز أو محاباة، قد اخترت هذه الفئة من المفاهيم الاجتماعية والفلسفية التي يغلب على معانيها بالضرورة طابع التجريد، وقد أبدعت مصادرها أصلاً لمعان محسوسة. لقد وقع اختياري عليها متحملاً مشقة البحث عن الرابطة الذهنية بين معانيها الحسية وغير الحسية وذلك للأغراض التالية:
1-لاختبار هذه الدراسة عن خصائص الحروف ومعانيها في أعصى استعمالاتها، وأدق دلالاتها.
2-للاهتداء إلى حقيقة مضامين هذه المفاهيم إزالة لكل التباس معجمي حول معانيها.
3-للكشف عن عمق نظر الإنسان العربي فيما تناولته هذه المفاهيم من الشؤون الثقافية، وعن صِدق حدسه فيها.
فهل وفقت في ذلك كله؟
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
الباب الرابع
الشعور، كحاسة سادسة
لما كانت دراستي هذه وما تلاها وسيتلوها من الدراسات اللغوية تقوم أصلاً على العلاقة الفطرية بين الحواس الخمس والمشاعر الإنسانية، فلقد كان لا بد لي من تخصيص هذا الباب للكشف عن جذور هذه العلاقة بينهما على واقع علم النفس التجريبي، وذلك تحصيناً لدراساتي من كل نقد محتمل،ودحضاً لكل ما تعرضت له (فطرية العربية) هي والقائلون بها من الافتراءات.
لقد سبق أن تحدثت في (الباب الأول الفصل الثالث) بإيجاز عن كيفية استعانة العربي بالشعور في عمليات إبداع أصوات حروفه (تقمصاً)، وعن كيفية استعانتي بالشعور إياه في عمليات استيحاء خصائصها ومعانيها (استبطاناً).
والآن، بعد أن انتهيت من دراسة أصوات الحروف العربية، أصبح لدي كل ما أحتاجه من الأمثلة الواقعية للتثبت من صحة ما أُسْنِدَ إلى الشعور من الأدوار في هاتين العمليتين.
ولكن هل الشعور حاسة؟
لقد رأينا أن لكل حاسة من الحواس الخمس آلة عضوية خاصة تردّ بها على التنبيهات الخارجية بإحساس معين. فالأذن هي آلة حاسة السمع، والعين هي آلة حاسة البصر.
وهكذا...
ولكن ما هي الآلة التي تحس بالشعور في حالاته أو انفعالاته، عندما تتدفق معها المعاني والصور في تيار نفسي؟ وبتعبير أبسط.
أية حاسة أو ملكة تستطيع أن تجعلني أعي حالاتي الشعورية التي تعتمل في داخلي؟ لا شيء يجعلني قادراً على إدراك حالاتي الشعورية ووعيها الاّ شعوري ذاته، وذلك بانعكاسه على نفسه.
بل إن أحداً لن يستطيع أن يستدل على أي من الحالات الشعورية التي يحياها الآخرون إذا لم يكن قد سبق له أن عاناها هو بالذات. فمن لم يعش مشاعر القهر والحرمان والغربة مثلاً، لا يمكن أن يشعر بحقيقة هذه الحالات لدى الآخرين إطلاقاً، وقد قال الشاعر: (لا يدرك الحب إلاّ من يكابده).
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
بعض وجوه الاختلاف بين الحواس الخمس والشعور:
إن وجوه الاختلاف بينهما تنبع من تدرج الحواس الخمس على سلم من الكثافة المادية، ومن تجرد الشعور المطلق عن المادة، وأن كره القائلون بالنظرية المادية.
1-في الفارق العضوي:
إن أول اختلاف بين الحواس الخمس والشعور يتجلى في أن للحواس الخمس أعضاء حاسة تستجيب بها لمختلف التنبيهات الحسية، وفي أنه ليس للشعور عضو خاص يدرك به حالاته إلا ذاته، فهو آلة وعي ذاته.
2-في ظاهرة التنبيه:
لا بد للحواس الخمس من منبه حسي ما يؤثر في العضو الحاس إما مباشرة كما في اللمس والذوق والشم، وإما بصورة غير مباشرة، كما في المرئيات والسمعيات.
أما الشعور فلا يمكن أن ينبهه إلا معنى ما. فإذا كانت المنبهات الحسية تستطيع أن تثير في النفس شتى الانفعالات فإن هذه الانفعالات لا يمكن أن تتحول إلى حالات شعورية إلا من خلال معانيها. فأثر الصفعة على الخد مثلاً، يرتبط بمعنى الموقف. فإذا كان الأمر مزاح صديق أو دعابة حبيب، ظل محدوداً في نطاق الألم الموضعي، هذا إن شعر مثل هذا الإنسان بألم ما. أما إذا كان الأمر جداً أو من عدو، فإن أثر الصفعة يتعدى الجسد إلى مشاعر الكرامة، فيطغى ألم النفس بذلك على ألم الجسد، مهما تكن الصفعة قوية.
بل إن الكلمة النابية التي لا تؤذي الجسد أصلاً، قد تكون أحز في المشاعر وأقطع في النفس من طعن الجسد بسكين. ومنه قول الشاعر:
جِراحات السنان لها التئام
ولا يلتام ما جرح اللسان
3-في عتبة الإحساس:
كيما تتنبه حاسة اللمس في أطراف الأصابع بالضغط مثلاً، لا بد لها من ثقل يزن ثلاثة غرامات على السنتمتر المربع.
وكيما تتنبه حاستا الذوق والشم بطعم ما أو رائحة، لا بد من مزج كميات محدودة منهما في مقادير معينة من السوائل المائية أو الهوائية.
وكيما تتنبه حاسة البصر بضوء ما، لا بد أن يقع طول موجة شعاعه بين 390-670 ميلليمكرون.
وكيما تتنبه حاسة السمع بصوت ما، لا بد أن تقع ذبذبات موجاته بين (20.2)ألف في الثانية.
أما مسألة تنبيه الشعور لإثارة بعض الحالات فإنها لا تخضع إطلاقاً إلى أي شرط كمي محدد. فقد تجرح كرامة أحدهم نبرة صوت، أو تقطيبة جبين، أو ليّة عنق. وقد لا يشعر آخر بأي مهانة في أن يركع مطأطئ الرأس لقضاء حاجة عابرة. في الحواس (كم)، وفي الشعور (كيف). هناك أرقام ومقادير، وهنا تربية وثقافة.
4-في عتبة الفارق الحسي:
تتكيف الحواس مع أحاسيسها المعتدلة بسرعة، فلا تدرك الزيادة أو النقصان فيها إلا إذا زادت شدة المنبه أونقصت بنسب معينة.
ففي الإحساس بالضغط مثلاً، يجب أن تبلغ الزيادة أو النقصان 1/20 من وزن الثقل كيما يحس الإنسان بالفارق بين الضغطين. أما مقدار هذه النسبة لبقية الحواس فهي 1/100 للإحساس البصري، 1/5 للإحساس بالحرارة 1/3 للإحساس الشمي والذوقي، وهذه النسب تعرف بكمية (فيبير).
ولما كانت الحواس تتكيف بسرعة مع أحاسيسها المعتدلة، فهذا يعني أن الإنسان لا يحس إلا بالفارق الحسي الذي يسميه علم النفس عتبة الفارق. (مبادئ علم النفس للدكتور يوسف مراد ص65-66).
ولما كان الشعور لا يخضع أصلاً لشروط عتبة الإحساس، فمن البداهة أن لا يخضع لشروط عتبة الفارق الحسي.
أما عتبة فارق الحس الشعوري (إن صح التعبير) للإنسان الواعي الشديد التهذيب بمعرض استهدافه لعبث طفل، أو حماقة جاهل، إنما هي أكثر بكثير منها لدى الشخص العادي. فالقضية بالنسبة للأول ليست مجرد ضبط نفس وحسب، وإنما هي فوق ذلك انعدام الشعور بالمهانة. فالفارق الثقافي والتربوي بين المستويين هو الذي يجعل فارق الحس الشعوري بينهما كبيراً جداً، وإن تعرضا لذات الإثارة.
بينما عتبة فارق الحس الشعوري للإنسان العاشق الرقيق العاطفة، بمعرض علاقته بالحبيب مثلاً، إنما هي أرهف بما لا يقاس مما هي مع الآخرين، فقد يجمد الدم في العروق لنظرة باردة، وقد تهتز المشاعر حتى الأعماق لبسمة حانية.
5-في انتقال الأحاسيس:
إن تنبيه الحواس الخمس لا يمكن أن يتعدى جسد صاحبها إلى أجساد الآخرين، فمن يتذوق طعماً طيباً لا ينتقل بالعدوى إلى غيره، وليس من يُقرع بالعصي كمن يعدُّها، كما يقول المثل. ولكننا نستطيع أن نحسّ بمشاعر الآخرين عن طريق المشاركة الوجدانية من خلال مواقفهم عندما نعيها. فصرخة (وامعتصماه) التي أطلقتها امرأة عربية في أسر الروم، قد أثارت مشاعر الكرامة والعزة والنخوة في نفس المعتصم، فتحرك إلى قتالهم لإنقاذها.
إن وجوه الاختلاف بينهما تنبع من تدرج الحواس الخمس على سلم من الكثافة المادية، ومن تجرد الشعور المطلق عن المادة، وأن كره القائلون بالنظرية المادية.
1-في الفارق العضوي:
إن أول اختلاف بين الحواس الخمس والشعور يتجلى في أن للحواس الخمس أعضاء حاسة تستجيب بها لمختلف التنبيهات الحسية، وفي أنه ليس للشعور عضو خاص يدرك به حالاته إلا ذاته، فهو آلة وعي ذاته.
2-في ظاهرة التنبيه:
لا بد للحواس الخمس من منبه حسي ما يؤثر في العضو الحاس إما مباشرة كما في اللمس والذوق والشم، وإما بصورة غير مباشرة، كما في المرئيات والسمعيات.
أما الشعور فلا يمكن أن ينبهه إلا معنى ما. فإذا كانت المنبهات الحسية تستطيع أن تثير في النفس شتى الانفعالات فإن هذه الانفعالات لا يمكن أن تتحول إلى حالات شعورية إلا من خلال معانيها. فأثر الصفعة على الخد مثلاً، يرتبط بمعنى الموقف. فإذا كان الأمر مزاح صديق أو دعابة حبيب، ظل محدوداً في نطاق الألم الموضعي، هذا إن شعر مثل هذا الإنسان بألم ما. أما إذا كان الأمر جداً أو من عدو، فإن أثر الصفعة يتعدى الجسد إلى مشاعر الكرامة، فيطغى ألم النفس بذلك على ألم الجسد، مهما تكن الصفعة قوية.
بل إن الكلمة النابية التي لا تؤذي الجسد أصلاً، قد تكون أحز في المشاعر وأقطع في النفس من طعن الجسد بسكين. ومنه قول الشاعر:
جِراحات السنان لها التئام
ولا يلتام ما جرح اللسان
3-في عتبة الإحساس:
كيما تتنبه حاسة اللمس في أطراف الأصابع بالضغط مثلاً، لا بد لها من ثقل يزن ثلاثة غرامات على السنتمتر المربع.
وكيما تتنبه حاستا الذوق والشم بطعم ما أو رائحة، لا بد من مزج كميات محدودة منهما في مقادير معينة من السوائل المائية أو الهوائية.
وكيما تتنبه حاسة البصر بضوء ما، لا بد أن يقع طول موجة شعاعه بين 390-670 ميلليمكرون.
وكيما تتنبه حاسة السمع بصوت ما، لا بد أن تقع ذبذبات موجاته بين (20.2)ألف في الثانية.
أما مسألة تنبيه الشعور لإثارة بعض الحالات فإنها لا تخضع إطلاقاً إلى أي شرط كمي محدد. فقد تجرح كرامة أحدهم نبرة صوت، أو تقطيبة جبين، أو ليّة عنق. وقد لا يشعر آخر بأي مهانة في أن يركع مطأطئ الرأس لقضاء حاجة عابرة. في الحواس (كم)، وفي الشعور (كيف). هناك أرقام ومقادير، وهنا تربية وثقافة.
4-في عتبة الفارق الحسي:
تتكيف الحواس مع أحاسيسها المعتدلة بسرعة، فلا تدرك الزيادة أو النقصان فيها إلا إذا زادت شدة المنبه أونقصت بنسب معينة.
ففي الإحساس بالضغط مثلاً، يجب أن تبلغ الزيادة أو النقصان 1/20 من وزن الثقل كيما يحس الإنسان بالفارق بين الضغطين. أما مقدار هذه النسبة لبقية الحواس فهي 1/100 للإحساس البصري، 1/5 للإحساس بالحرارة 1/3 للإحساس الشمي والذوقي، وهذه النسب تعرف بكمية (فيبير).
ولما كانت الحواس تتكيف بسرعة مع أحاسيسها المعتدلة، فهذا يعني أن الإنسان لا يحس إلا بالفارق الحسي الذي يسميه علم النفس عتبة الفارق. (مبادئ علم النفس للدكتور يوسف مراد ص65-66).
ولما كان الشعور لا يخضع أصلاً لشروط عتبة الإحساس، فمن البداهة أن لا يخضع لشروط عتبة الفارق الحسي.
أما عتبة فارق الحس الشعوري (إن صح التعبير) للإنسان الواعي الشديد التهذيب بمعرض استهدافه لعبث طفل، أو حماقة جاهل، إنما هي أكثر بكثير منها لدى الشخص العادي. فالقضية بالنسبة للأول ليست مجرد ضبط نفس وحسب، وإنما هي فوق ذلك انعدام الشعور بالمهانة. فالفارق الثقافي والتربوي بين المستويين هو الذي يجعل فارق الحس الشعوري بينهما كبيراً جداً، وإن تعرضا لذات الإثارة.
بينما عتبة فارق الحس الشعوري للإنسان العاشق الرقيق العاطفة، بمعرض علاقته بالحبيب مثلاً، إنما هي أرهف بما لا يقاس مما هي مع الآخرين، فقد يجمد الدم في العروق لنظرة باردة، وقد تهتز المشاعر حتى الأعماق لبسمة حانية.
5-في انتقال الأحاسيس:
إن تنبيه الحواس الخمس لا يمكن أن يتعدى جسد صاحبها إلى أجساد الآخرين، فمن يتذوق طعماً طيباً لا ينتقل بالعدوى إلى غيره، وليس من يُقرع بالعصي كمن يعدُّها، كما يقول المثل. ولكننا نستطيع أن نحسّ بمشاعر الآخرين عن طريق المشاركة الوجدانية من خلال مواقفهم عندما نعيها. فصرخة (وامعتصماه) التي أطلقتها امرأة عربية في أسر الروم، قد أثارت مشاعر الكرامة والعزة والنخوة في نفس المعتصم، فتحرك إلى قتالهم لإنقاذها.
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
بعض وجوه التوافق بين الحواس الخمس والشعور:
إن وجوه التوافق بينهما تعود أصلاً إلى قيامهما على التوازي بوظيفتي الإحساس والإدراك، منها:
1-ظاهرة الإحساس:
أ-عندما تتلقّى إحدى حواسنا تنبيهاً ما، فإن عصباً حسياً معيناً هو الذي ينقل هذا الإحساس إلى المركز الحسي المختص في اللحاء (القشرة الدماغية) ولو نبه هذا العصب المورد بطريقة صنعية (تيار كهربائي، ضغط، مواد كيماوية)، لحصل الإحساس نفسه في اللحاء أيضاً. ولذلك إذا نبه العصب الذي كان يربط أصابع اليد قبل قطعها، فإن صاحب اليد المقطوعة يحس بأكّال في أطراف أصابعه وكأنها لا تزال موجودة، وهذا ما يسمى بخداع المبتور (المرجع السابق ص64).
وذلك على مثال ما تثار في شعورنا ذات الحالات التي سبق لنا أن عانيناها في مواقفنا الخاصة، بمجرد ما نقرأ عنها في قصيدة أو قصة، أو نسمع عنها في حكاية أو نشاهدها في مسرح أو على شاشة. وهذا ما يتيح للثقافة والفنون أن تؤديا أدوارهما في تهذيب مشاعرنا وتنميتها، وذلك بما تتيحه لنا من الفرص لاستعادة حالاتنا الشعورية السابقة (المبتورة) ونحن أهدأ نفسا وأكثر موضوعية وأغنى تجربة.
ب-المنّبه الخارجي لا يولّد الإحساس، وإنما يحوّل الإحساس الكامن في اللحاء إلى إحساس فعلي واضح. وإن المنبه الحسي هو مجرد منشط للطاقة الداخلية وللإحساس الكامن. فوظيفة الجهاز العصبي الذي ينقل هذه التنبيهات إلى اللحاء الدماغي، هي توجيه آثار هذا التنشيط وتركيزه وتحديده في المناطق الخاصة به من البدن، وإن كانت هذه المناطق مبتورة كما في المثال السابق.
أما إذا كان المركز الحسي في اللحاء قد أصابه التلف، فلا جدوى من تنبيه العصب الحسي المورد الخاص به وإن بقي العضو دون بتر.
ولذلك فنحن عندما نحس بالأشياء والمنبهات، فإننا نحس أنفسنا بأنفسنا بفعل تأثير المنبهات الخارجية في حواسنا (المرجع السابق ص65).
وهكذا الأمر مع مشاعرنا. فنحن عندما نعي حالة شعورية نعانيها، إنما نعي شعورنا بشعورنا، كما نحس أنفسنا بأنفسنا، ليتحول الشعور بذلك إلى (لحائنا) الشعوري كمستودع للقيم.،إذا صح التعبير.
فعندما يعترضنا حادث ما يتطلب اتخاذ موقف معين (كمنبه شعوري). فإننا نعي هذا الموقف، ونتخذ القرار بصدده سلباً أو إيجاباً من خلال ما في (لحاء نفوسنا) من معاني القيم والمفاهيم.
فذو النخوة مثلاً، قد يضحي بمصلحته، وقد يخاطر بحياته نجدة لإنسان في مأزق، أما معدوم النخوة فلا يبالي. ذلك أن هذا المأزق قد أثار في نفس الأول من القيم الإنسانية ما حفزه إلى نجدة المحتاج، أما الثاني فلم يجد المأزق لديه أي قيمة إنسانية يثيرها في (لحائه الشعوري) فكان هذا المأزق بلا معنى، وظل معدوم النخوة ساكناً بلا حراك (وذلك على مثال من أصاب التلف مركزه الحسي أي (لحاءه الدماغي كما لحظنا آنفاً).
إن وجوه التوافق بينهما تعود أصلاً إلى قيامهما على التوازي بوظيفتي الإحساس والإدراك، منها:
1-ظاهرة الإحساس:
أ-عندما تتلقّى إحدى حواسنا تنبيهاً ما، فإن عصباً حسياً معيناً هو الذي ينقل هذا الإحساس إلى المركز الحسي المختص في اللحاء (القشرة الدماغية) ولو نبه هذا العصب المورد بطريقة صنعية (تيار كهربائي، ضغط، مواد كيماوية)، لحصل الإحساس نفسه في اللحاء أيضاً. ولذلك إذا نبه العصب الذي كان يربط أصابع اليد قبل قطعها، فإن صاحب اليد المقطوعة يحس بأكّال في أطراف أصابعه وكأنها لا تزال موجودة، وهذا ما يسمى بخداع المبتور (المرجع السابق ص64).
وذلك على مثال ما تثار في شعورنا ذات الحالات التي سبق لنا أن عانيناها في مواقفنا الخاصة، بمجرد ما نقرأ عنها في قصيدة أو قصة، أو نسمع عنها في حكاية أو نشاهدها في مسرح أو على شاشة. وهذا ما يتيح للثقافة والفنون أن تؤديا أدوارهما في تهذيب مشاعرنا وتنميتها، وذلك بما تتيحه لنا من الفرص لاستعادة حالاتنا الشعورية السابقة (المبتورة) ونحن أهدأ نفسا وأكثر موضوعية وأغنى تجربة.
ب-المنّبه الخارجي لا يولّد الإحساس، وإنما يحوّل الإحساس الكامن في اللحاء إلى إحساس فعلي واضح. وإن المنبه الحسي هو مجرد منشط للطاقة الداخلية وللإحساس الكامن. فوظيفة الجهاز العصبي الذي ينقل هذه التنبيهات إلى اللحاء الدماغي، هي توجيه آثار هذا التنشيط وتركيزه وتحديده في المناطق الخاصة به من البدن، وإن كانت هذه المناطق مبتورة كما في المثال السابق.
أما إذا كان المركز الحسي في اللحاء قد أصابه التلف، فلا جدوى من تنبيه العصب الحسي المورد الخاص به وإن بقي العضو دون بتر.
ولذلك فنحن عندما نحس بالأشياء والمنبهات، فإننا نحس أنفسنا بأنفسنا بفعل تأثير المنبهات الخارجية في حواسنا (المرجع السابق ص65).
وهكذا الأمر مع مشاعرنا. فنحن عندما نعي حالة شعورية نعانيها، إنما نعي شعورنا بشعورنا، كما نحس أنفسنا بأنفسنا، ليتحول الشعور بذلك إلى (لحائنا) الشعوري كمستودع للقيم.،إذا صح التعبير.
فعندما يعترضنا حادث ما يتطلب اتخاذ موقف معين (كمنبه شعوري). فإننا نعي هذا الموقف، ونتخذ القرار بصدده سلباً أو إيجاباً من خلال ما في (لحاء نفوسنا) من معاني القيم والمفاهيم.
فذو النخوة مثلاً، قد يضحي بمصلحته، وقد يخاطر بحياته نجدة لإنسان في مأزق، أما معدوم النخوة فلا يبالي. ذلك أن هذا المأزق قد أثار في نفس الأول من القيم الإنسانية ما حفزه إلى نجدة المحتاج، أما الثاني فلم يجد المأزق لديه أي قيمة إنسانية يثيرها في (لحائه الشعوري) فكان هذا المأزق بلا معنى، وظل معدوم النخوة ساكناً بلا حراك (وذلك على مثال من أصاب التلف مركزه الحسي أي (لحاءه الدماغي كما لحظنا آنفاً).
رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
2-الإحساس والإدراك:
1-قانون الشكل والأرضية:
كلما ازداد التباين بين الإحساس وما يحيط به من أطر وملابسات، يزداد الإحساس وضوحاً فوقع الصوت في السكون، هو أقوى منه في الضوضاء. واللون الأبيض على سطح أسود، هو أبرز من اللون الأحمر على الأسود، والرائحة العطرة في جو نقي، هي أنفذ منها في جو ملوث.. (المرجع السابق ص67).
والمشاعر تخضع لهذا القانون. فالضحك في مأتم هو أدعى لإثارة مشاعر الاستهجان أو الغضب وما إليها، كما العويل في عرس. أما الضحك في عرس، أو العويل في مأتم، فكمن يكتب بالأبيض على الأبيض أو بالأسود على الأسود، ليس ثمة ما يدعو لإثارة أي مشاعر إنسانية أخرى.
ب-التكامل الحسي والتكامل الشعوري:
إن المراكز الحسية في اللحاء التي تتم فيها عملية إدراك مختلف الأحاسيس، ليست مستقلة عن بعضها أيضاً، فهناك ألياف ارتباط عصبية تصل بينها وهذا ما يؤدي إلى تكامل الإحساسات المختلفة في العمليات الإدراكية المركبة (المرجع السابق ص64). ولقد سبق أن رأينا في هذه الدراسة أن الأصوات مثلاً، تستطيع أن تنبه فينا مختلف الأحاسيس الحسية. وذلك يعود إلى هذا التكامل الحسي. وهذا التنبيه يكون مباشرة عن طريق مركز الحس السمعي في القشرة الدماغية بفعل ألياف الارتباط العصبية ( المختصة).. كما يمكن أن يكون بصورة غير مباشرة، عن طريق صدى الاهتزازات الصوتية في عظام الجمجمة الداخلية وقحفها الخارجي والسوائل الجمجمية، مما يتيح المجال لها كيما تنبه مختلف المراكز الحسية في القشرة الدماغية، ولو بشيء قليل من الوضوح.
ولكن المشكلة في هذا التكامل، أن أحاسيس الحواس الدنيا لا تستطيع أن تنبه الحواس العليا، كما لحظنا ذلك في الهرم الحسي المنكوس، بينما العكس صحيح. فهل ثمة نظام هرمي مماثل في ألياف الارتباط الحسية أيضاً؟. لا شك في ذلك أخذاً بفطرية اللغة العربية.
على أن التكامل في عالم الشعور هو أشد وضوحاً وتلازماً منه في دنيا الأحاسيس. فالتجارب الشعورية التي نعانيها تدخل في نسيجنا النفسي كمعانٍ من القيم الأخلاقية أو الجمالية. ايجابية كانت أم سلبية. وتظل في حالة كمون في بنيتنا النفسية، أي تحت الشعور، حتى إذا ما أثيرت فينا إحدى الحالات الشعورية بعمق لأي سبب كان، تأججت في نفوسنا مختلف المشاعر الإنسانية كمعان من القيم المتكاملة، لنلخصها في موقف إنساني أصيل، أو في عمل فني بديع.
هذه بعض العينات من مظاهر الاختلاف والتوافق بين الحواس الخمس والشعور. ومنها نرى أنه يوجد بين الحواس الخمس نفسها من الفروق، أكثر مما يوجد بين حاسة السمع والشعور، كما أنه يوجد بينهما من وجوه التوافق أكثر مما يوجد بين بقية الحواس.
وإذن ألا يجوز لنا أن نعتبر الشعور حاسة أيضاً، ولو من نوع خاص؟؟
1-قانون الشكل والأرضية:
كلما ازداد التباين بين الإحساس وما يحيط به من أطر وملابسات، يزداد الإحساس وضوحاً فوقع الصوت في السكون، هو أقوى منه في الضوضاء. واللون الأبيض على سطح أسود، هو أبرز من اللون الأحمر على الأسود، والرائحة العطرة في جو نقي، هي أنفذ منها في جو ملوث.. (المرجع السابق ص67).
والمشاعر تخضع لهذا القانون. فالضحك في مأتم هو أدعى لإثارة مشاعر الاستهجان أو الغضب وما إليها، كما العويل في عرس. أما الضحك في عرس، أو العويل في مأتم، فكمن يكتب بالأبيض على الأبيض أو بالأسود على الأسود، ليس ثمة ما يدعو لإثارة أي مشاعر إنسانية أخرى.
ب-التكامل الحسي والتكامل الشعوري:
إن المراكز الحسية في اللحاء التي تتم فيها عملية إدراك مختلف الأحاسيس، ليست مستقلة عن بعضها أيضاً، فهناك ألياف ارتباط عصبية تصل بينها وهذا ما يؤدي إلى تكامل الإحساسات المختلفة في العمليات الإدراكية المركبة (المرجع السابق ص64). ولقد سبق أن رأينا في هذه الدراسة أن الأصوات مثلاً، تستطيع أن تنبه فينا مختلف الأحاسيس الحسية. وذلك يعود إلى هذا التكامل الحسي. وهذا التنبيه يكون مباشرة عن طريق مركز الحس السمعي في القشرة الدماغية بفعل ألياف الارتباط العصبية ( المختصة).. كما يمكن أن يكون بصورة غير مباشرة، عن طريق صدى الاهتزازات الصوتية في عظام الجمجمة الداخلية وقحفها الخارجي والسوائل الجمجمية، مما يتيح المجال لها كيما تنبه مختلف المراكز الحسية في القشرة الدماغية، ولو بشيء قليل من الوضوح.
ولكن المشكلة في هذا التكامل، أن أحاسيس الحواس الدنيا لا تستطيع أن تنبه الحواس العليا، كما لحظنا ذلك في الهرم الحسي المنكوس، بينما العكس صحيح. فهل ثمة نظام هرمي مماثل في ألياف الارتباط الحسية أيضاً؟. لا شك في ذلك أخذاً بفطرية اللغة العربية.
على أن التكامل في عالم الشعور هو أشد وضوحاً وتلازماً منه في دنيا الأحاسيس. فالتجارب الشعورية التي نعانيها تدخل في نسيجنا النفسي كمعانٍ من القيم الأخلاقية أو الجمالية. ايجابية كانت أم سلبية. وتظل في حالة كمون في بنيتنا النفسية، أي تحت الشعور، حتى إذا ما أثيرت فينا إحدى الحالات الشعورية بعمق لأي سبب كان، تأججت في نفوسنا مختلف المشاعر الإنسانية كمعان من القيم المتكاملة، لنلخصها في موقف إنساني أصيل، أو في عمل فني بديع.
هذه بعض العينات من مظاهر الاختلاف والتوافق بين الحواس الخمس والشعور. ومنها نرى أنه يوجد بين الحواس الخمس نفسها من الفروق، أكثر مما يوجد بين حاسة السمع والشعور، كما أنه يوجد بينهما من وجوه التوافق أكثر مما يوجد بين بقية الحواس.
وإذن ألا يجوز لنا أن نعتبر الشعور حاسة أيضاً، ولو من نوع خاص؟؟
صفحة 7 من اصل 7 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7
صفحة 7 من اصل 7
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد يناير 10, 2021 5:08 am من طرف جرس2010
» عاجل البوليساريو في ورطة سكان تندوف ينتـ ـفـ ـضـ ـون و يواجـ ـهون العـ ـسكر الجزائري اليوم
الجمعة يناير 08, 2021 11:42 am من طرف جرس2010
» عاجل | أول خطاب للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بعد فوزه بالانتخابات
الإثنين ديسمبر 21, 2020 3:40 pm من طرف جرس2010
» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
الأحد ديسمبر 20, 2020 9:12 am من طرف جرس2010
» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
الأحد ديسمبر 20, 2020 9:10 am من طرف جرس2010
» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
الأحد ديسمبر 20, 2020 9:08 am من طرف جرس2010
» ـ ج ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
الأحد ديسمبر 20, 2020 9:05 am من طرف جرس2010
» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
الأحد ديسمبر 20, 2020 9:03 am من طرف جرس2010
» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
الأحد ديسمبر 20, 2020 9:01 am من طرف جرس2010
» ـ أ ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
الأحد ديسمبر 20, 2020 8:58 am من طرف جرس2010
» مغربي يرد بخطبة جمعة على وزارة الأوقاف الجزائرية التي تهاجم المغرب من منابر المساجد
السبت ديسمبر 19, 2020 1:50 pm من طرف جرس2010
» مصري اعطى درس للجزائر .. شتان بينكم و بين المغرب
السبت ديسمبر 19, 2020 12:43 pm من طرف جرس2010
» جمهورية الفراقشية يتحالفون لإسقاط قرار ترامب من المستفيد من إجتماع مجلس الأمن يوم الإثنين
السبت ديسمبر 19, 2020 12:13 pm من طرف جرس2010
» لا يصدق.. اسرائيل ترسل هدية تمينة الى الجيش المغربي وهده الصور
السبت ديسمبر 19, 2020 12:10 pm من طرف جرس2010
» كلام أكثر من رائع من الاسطورة التونسي قيس سعيد
الجمعة ديسمبر 18, 2020 9:54 am من طرف جرس2010