طلب غريب والوحم أغرب

مرت بعض الأسابيع على هذا الموعد فأقيم حفل زفاف أعاد لصاحبنا رغبته الأولى وأصبحت العروس في بيتها الجديد تحسن عشرتها له وتتفنن في توفير كل أجواء الراحة والهدوء لزوجها حفاظا عليه وعلى سلامة أسرتها الجديدة ...
ومرت الأيام وتلتها الشهور وكبر الود بينهما وعشق بعضهما البعض عشقا لا يتحداه الوصف وحبا يتعدى القلوب الرفيعة وبدأ بطنها ينتفخ إنها حامل ... لم تذكر يوما أن لها رغبة في شيء معين يقال عنه الوحم ... كانت دائما تكبت رغباتها ...
توجهت يوما إلى الحمام ؛ وهي في طريقها لاحظت صورة لإحدى عارضات الأزياء غاية في الجمال ملصقة بباب دكان أعجبتها الصورة وبقيت عالقة في ذهنها إلى أن عادت إلى بيتها ...
انتظرت طويلا وطال انتظارها لعودة زوجها من العمل وأحست أن الدنيا برحابتها قد ضاقت بما فيها وما عليها وعاد الزوج فلاحظ زوجته الهادئة الوديعة وقد قطبت جبينها وظهرت عليها علامات الغضب والحزن لم يعرف السبب فظن أنها قد اعتدي عليها من طرف إحدى المستحمات ؛ سألها عن أسباب هذا القلق المفاجئ فردت عليه لا شيء سوى أنني وأنا ذاهبة إلى الحمام رأيت صورة الفنانة فلانة عند فلان البقال فأردت أن آتي بها لحظة أو يوما وهذا هو طلبي منك أن تحضرها بأي ثمن
رد عليها الزوج : هذا هو الوحم
ثم خرج من الدار قاصدا الدكان إلى أن قابل صاحبه فقال له :
فلان أرجو منك أن تقرضني صورة الفنانة فلانة فإن وحم زوجتي نزل على الصورة .
أجابه البقال بكل فرح ثم سلمه صورة مغلفة ، حملها صاحبنا إلى زوجته وما إن كشفت عنها وأزالت أغلفتها حتى صاحت أهذه هي الفنانة فلانة ؟
حمل الزوج اللوحة في حنق وعاد إلى البقال يعاتبه أن خالف الطلب سهوا فقال له البقال :
لا بل ذاك ما ينبغي أن تحمله إليها ؛ فكيف لزوج من مثلك بلون من مثل لون بشرتك وزوجة من مثل زوجتك بقدميها وقوامها الخشن أن تلدا هذا الجمال الفاتن من مثل هذه الفنانة الموهوبة الجمال يكفيكما تلك الغوريلا التي أعطيتك إياها فهي توافق بشرتيكما وتتناسب مع جلدتيكما
وهكذا بقي الآخرون يرددون :
أقرضني صورة الفنانة فلانة ولا تقرضني الغوريلا فيجيب البقال في استهزاء لا تليق بكما إلا هذه مشيرا إلى الغوريلا