الفساد و مرتكزات المفسد لحماية نفسه من القضاء و ، أو المحاسبة

إن مشاريع التربية والتعليم والتوجيه التربوي الحالية" في العالم كله " تتحمل الجزء الأكبر في صناعة مجموعة من الاختلالات المنتجة للمنحرفين عن خط الالتزام بالقوانين من محيطاته و أن القوانين نفسها من دساتير وقوانين تنظيمية بما تحمله من خلل أو اختلالات تجعلها تتحمل ـ هي نفسها ـ مسؤولية صناعة مجموعة من المنحرفين عن خط الالتزام إما بالتفريط أو بالإفراط لغاية مقصودة و ، أو فجوات مرقومة يرجع إليها المنحرف للاحتماء بها وتعزيز سلوكاته
والانحرافات شعاب بلبنات من تراكماته تختلف اللبنات من حيث خاماتها وتلتقي في تعارضها مع المألوف من الأفعال

كثيرا ما تردد الكلمة " الفساد " على الأفواه وعلى صفحات الجرائد والملتقيات السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية وحول فناجين القهوة في المقاهي ومقرات الأحزاب السياسية و النقابات العمالية ومقرات العمل الوظيفية والحرة على السواء وغيرها والكل بلسان واحد يندد بهذه الظاهرة التي تنخر مستقبل البلدان والعباد وتسحبها إلى الخلف سحبا بدل التقدم إلى الأمام ومقارعة و ، أو مجابهة فصول التقدم الذي يشهده العالم في سباق محموم إلى الزعامة بتشكيل قوى إقليمية و ، أو دولية تتحكم في السياسات العالمية:اقتصادية وسياسية وتوسعية وعلمية وغيرها بتسميات تختلف حسب توجه التكتل ومنه ما أدخل العالم الحديث في صراعات وحروب وتمزق ومسالك إلى الفقر والأزمات الاقتصادية كان إنسان القرن الحالي في غنى عنها لو كان التعليم في كل مسالكه يستهدف عمق عبقرية الإنسان ( العبقرية هنا حسب آخر الدراسات موجودة بدورها في ذاكرة كل طفل بنسب تتفاوت متراوحة بين 28/100 و32/100 وهناك طريقة وحيدة لاستهدافها وتنميتها لخلق عباقرة ومنظرين عند صناعة المسؤول والمسؤول نقصد به كل متحرك قصد فعل عمل ما ليس هذا مجال ذكرها والتفصيل فيها إنما سأتطرق لها من خلال بحث أنا في صدد إنجازه على الورق وهو باكورة متابعتي الدقيقة للأطفال الذين عملت معهم في أقاليم من المملكة المغربية من مستويات متعددة بالمدارس الابتدائية منذ سنة 1980 إلى اليوم ...وليس هذا موضوعنا هنا .
إن الفساد بجميع مسمياته وأدواته واستهدافاته نتاج تربية منحرفة سأتطرق إليها لاحقا وهي كما أسلفت نتاج تعليم غير نافع لكونه غير هادف يساهم بشكل أو بآخر من خلال منطلقاته الأساسية في تثبيت متراكمات مشوشة و ، أو معيقة و ، أو غير محفِّزة ما يجعل المتعلم يدخل دونما إرادة منه من ناحية ،

= دائرة العجز عن تقويم تعلماته وتطوير وارداته وتهذيب سلوكاته من خلال تقويمها وما تتفق عليه محيطاته من خلال العرف و ، أو الأعراف و ، أو ما تحدده الدساتير والقوانين المنظمة وغيرها

= ومن ناحية ثانية قلب مرامي وارداته التعلمية لتواجد ثوابت بمراكز استقبال الأفعال وردود الأفعال تعمل على تعطيل تنشيط الغدد ـ ***وكما نعلم فجسم الإنسان يحتوي على ثلاثة أنواع من الغدد :
1- الغدد القنوية أو خارجية الإفراز ومنها الغدد المعوية والليمفاوية واللعابية (تتم إفرازاتها عن طريق قنوات صغيرة داخل تجاويف في الجسم أو على سطحه كالغدد الليمفاوية و اللعابية والمعوية )
2- الغدد اللاقنوية أو ما يطلق عليها "الغدد الصماء " وهي أهم الغدد لكونها تصب إفرازها الداخلي "الهرمونات " مباشرة في الدم (وهي مواد كيماوية معقدة التركيب مؤثرة في نمو الجسم وكذا في عمليات البناء و الهضم والنمو العقلي والسلوكي الانفعالي وتحقيق التكامل الكيميائي ونمو الخصائص الجنسية الثانوية) .
3- والغدد المشتركة ذات الإفرازات الداخلية والخارجية كالبنكرياس والغدد الجنسية التي تكون الخلايا التناسلية بالنسبة للجنسين ***
ـ وبالتالي ينعكس هذا سلبا على تنشيط إفرازاتها وهذا موضوع يطول شرحه

= ومن ناحية ثالثة فإنها تتحول إلى خامات لصنع و ، أو صناعة قواعد ثابتة بمركزي الأفعال وردود الأفعال تتحكم مع تراكماتها من واردات جديدة وتفاعلها مع مخزونها لتنتج توجها ـ ( هنا تجدر بنا الإشارة إلى أن هذا التوجه يكون خاضعا لنوعية الخامات التي صنعت منها القاعدة و ، أو القواعد السلوكية ) نحو :
إما الرغبة في الامتلاك أو الرغبة في السيطرة أو الرغبة في الاعتداء وغيرها خارج العرف و ، أو الأعراف لمحيطاته و ، أو القوانين وغيرها

= ومن ناحية رابعة الفراغ الذي ينتج عن عدم توجه الطفل المربى نحو ضبط أسس مشروعه الشخصي ناهيك عن مشروع مربيه من البيت إلى المدرسة وما له علاقة به بينهما

ما يؤدي بمشاريع التربية والتعليم والتوجيه التربوي الحالية" في العالم كله " إلى تحملها الجزء الأكبر في صناعة مجموعة من الاختلالات المنتجة للمنحرفين عن خط الالتزام بالقوانين من محيطاته و أن القوانين نفسها من دساتير وقوانين تنظيمية بما تحمله من خلل أو اختلالات تجعلها تتحمل ـ هي نفسها ـ مسؤولية صناعة مجموعة من المنحرفين عن خط الالتزام إما بالتفريط أو بالإفراط لغاية مقصودة و ، أو فجوات مرقومة يرجع إليها المنحرف للاحتماء بها وتعزيز سلوكاته
والانحرافات شعاب بلبنات من تراكماته تختلف اللبنات من حيث خاماتها وتلتقي في تعارضها مع المألوف من الأفعال ( سنعود إليه بالتفصيل لاحقا )

حينما أقول : ( سنعود إليه بالتفصيل لاحقا ) أي ما آلت إليه الدراسة التي أجريها حول العملية التربوية من ألفها إلى يائها والتي إن شاء الله سأعمل على نشرها في كتاب عند الانتهاء منه
ملحوظة : كلما أستطيع قوله الآن هو أنني اكتشفت أن العملية التربوية لا تلمس أسسها وهذا هو سبب فشلها في العلم كله
ولم يـأت هذا بين عشية أو ضحاها ولكنه نتاج صراع مستمر بين العقل والفكر وممارسة العملية التربوية وصراع بين الفعل ورد الفعل من خلال العمليات التربوية وعلاقاتها الإدارية لمدة 32حجة كاملة

مع تحية محب الحرف العربي رشيد دكدوك

وتبقى الأسئلة : ما معنى الفساد ؟ على ماذا يرتكز المفسد لحماية نفسه من القضاء و ، أو المحاسبة ؟
يتبع في الحلقة القادمة إن شاء الله