الحروف العربية بين أسلاك وحواجز وجوازات سفر فما بالك بالحروف الأمازيغية ؟

من طرف **جرس2010** الجمعة يوليو 06, 2012 5:53 pm

عند ما أتأمل الحروفَ العربية َ شكلا ومَخْرَجًا نـُطقا وترنيمة من مخارجها ...
أجدها ذات حياة لا متناهية : هائمة مستعدة للعطاء دون شروط مسبقة سوى شرط الوفاء لها ، حرة طليقة سابحة ـ في عالم واقعي كان أم افتراضي ـ فوق القدرة العقلية البشرية والإليكترونية على السواء ، أو بالأحرى فوق ما قد يصله الفكر البشري من متابعات بما في المتابعات من نسمات الماضي البعيد أو القريب أو الحاضر وما قد يتخيله المرء ، فالحرف العربي له سيطرة على الكون عجيبة بما يحمله الكون من مدخرات ظاهرة وباطنة :يرقم الكون بمكوناته ومحتوياته بما للمكونات والمحتويات من مدخرات بسوالفها العتيقة والمحدثة
عند ما أتأمل الحروف العربية حرفا حرفا أجدها تتراقص بين معانيها كل معاني الحياة وكل أصول الفكر وكل عبارات التواصل عاشقة للحياة مبتسمة لدورها في الحياة ذات رغبة أكيدة لدفع عجلات الحياة قدما إلى مستويات عليا في كل مجالات الحياة المجتمعية وخارجها ....
عند ما أتأمل الحروف العربية حرفا حرفا أجدها تلين حينا وتستعصي تنسيقاتها مع بعضها أحيانا مشكلة فكرة والفكرة هي الفكر وللفكر نبوغه بقدر احترامه للحرف العربي فهي ( الحروف العربية ) ترسم دروبا ومسالك ومسارات في عالم الإبداع لتوقظ إحساسا أو ترفع همة أو تكشف عن خبايا ما يتستر خلف الخيال ....
أجدها حروفا تتكامل وتتناغم مع تكامل وتناغم دوران عجلات الحياة راصدة كل حركة من حركاتها ظاهرة كانت أم خفية معبرة عن كل تكتكة من تكتكات ثواني ساعاتها المتتالية المتلاحقة وما تتخللها من أحداث ذات صلة تخدم بشكل أو بآخر هذا الصراع بين المخلوقات كلها من أجل البقاء ومن أجل استمرارية الحياة
أجدها حروفا تتكامل وتتناغم موزعة الأدوار راسمة الأفراح والأتراح مبشرة وناعية ناشدة أو باكية راقصة مزهوة بين ماضي الواقع بوقائعه وحاضر الوقائع بتطوراتها ...
أجدها حروفا معدودة محصورة في رف عددها وتعدادها لا تتغير بذاتها لذاتها جامدة عجماء منفردة تتحول مع تماسكها مع بعضها لتصبح عالما يفوق سعة الخيال ...
أتأملها حرفا حرفا من موقع إلى آخر ومن وضعية إلى أخرى أو تشكيل أو زفة فنان بترصيعاته ونمنماته وتخيلاته عند رسمه ، أتحسسها من منطق منطلقات مخارجها وواقع تشكيلاتها فأتيه بين جمالية رسمها ورنات من مخارجها ورؤية عند تناغم تماسك أطرافها مشكلة لغة عربية ذات وصال الأصالة العريقة والمعاصرة المتناغمة مع واقع حالها ...
ويستعصي علي الفهم والإدراك أنها من جنسها يطالها ما يطال بنيها من تهميش واضطهاد وحصار والعلم بظلم ذوي القربى هو الأعظم ، وما أقواها في مواجهتها طوفان التآمر من قبل تركيبات اجتماعية من كل بلد مثلها في ذلك بنوها ، فلا غرابة إذا ما وجدناها على شاكلة البلاد العربية بين القطر والقطر :
أسلاك وحواجز وجوازات سفر
فأية علاقة بين الحرية الواعية الواعدة والقمع والاضطهاد والتسلط والحصار ؟
وأية علاقة بين الفكر والفكرة ؟
وأية علاقة بين اللغة والتحرر ؟
هي مجموعة تساؤلات تبقى بين دفات دفاتر المجهول مرهونة إلى حين قدرة الفكر العربي والإنسان العربي على تأسيس بلاد عربية ديمقراطية موحدة مستقلة ذات قدرة على المقارعة بلا أسلاك ولا حواجز ولا جوازات سفر ولا أصفاد ولا قيود سالبة للحريات
دولة عربية تعشق كلمتها فتدافع عنها و عليها ما دامت صائبة تقومها إذا ما باتت فكرة الآخر أقوم ، تفتخر برأيها وتقبل الرأي الآخر منفتحة على نفسها وعلى محيطها ...
دولة عربية فخورة ببنيها معتمدة على شيبها و شبابها رابطة ماضيها بحاضرها رافعة همة اليد العاملة فيها عاليا مستمتعة بسماعها لنبضات حركات شارعها رافضة ما يرفض ، قابلة ما يقبل وليس هذا ضعفا منها كأجهزة مسؤولة أو تجمع من تجمعات المجتمع المدني أو القوى السياسية الفاعلة أو غيرها وإنما قوة تماسك الفكر بالفكرة والشارع بالمسؤولية والحب بالكرامة الشخصية لنرفع حينها كأمة عربية ذات الوصال بحق شعار المواطنة الحقة ...
كان في ودي أن أتحدث هنا عن اللغة الأمازيغية والحرف الأمازيغي باعتبارها اللغة الأم والحرف الأصل الذي لا يصل وصال مقامه واصل إلا أنني أرجأت الحديث عنها لاحقا لا لأنها اللغة الثانية فإذا كنت محبا للحرف العربي بتشكيلاته فالحرف الأمازيغي حياتي التي بدونها تنعدم كل أسباب الحياة ولا مساومة فالأصل أصل...

مع تحية محب الحرف العربي
رشيد دكدوك