الهوة بين الحنين إلى العمل السياسي ما قبل سنة 81 والاستبشار بحلول الربيع العربي

الهوة بين الحنين إلى العمل السياسي ما قبل سنة 81 والاستبشار بحلول الربيع العربي

الحنين إلى العمل السياسي ما قبل 81 والاستبشار بحلول الربيع العربي وبينهما ما بين السماء والأرض : فترة الولادات غير الشرعية والتناسلات والمتناسلات مع سيل من التنازلات غير المبررة والاغتصابات والاعتداءات التي طالت وتطال الرأي العربي الحر وكسر أو ردم أقلام الحرية وتكميم الأفواه واحتواءات بالترغيب تارة والترهيب أحيانا عن طريق الإكراه وفراغات سياسية ودستورية وشرود ممقوت إلى حد الشطط في استعمال السلط وركض خلف المجهول بسياسات ترقيعية أحيانا وغير واضحة عموما هذه المرحلة هي المسؤولة الأولى عن خلق هوة سحيقة بين الشعوب وأنظمتها من جهة وبينها مجتمعة والأحزاب السياسية بنقاباتها التي من المفروض أن تعبر عن رأي الطبقات الشعبية العاملة تحولت بقدرة قادر خلال هذه المرحلة الهوة إلى مروج للانبطاح والتبعيات واحتكار ورهن قضايا الطبقات الشعبية العاملة الشيء الذي خلف عندها ( وأقصد الطبقات الشعبية ) تدمرا من العملين النقابي والسياسي على السواء فأتاح لها الفرصة لتنتظم في تنسيقيات شعبية حسب كل فئة لترفع مطالبها إلى المسؤولين عبر الشارع العام وأمام الإدارات المسؤولة وهو الأمر الذي بات فوق درجات الاحتجاج وفوق درجات العزوف ...والأمثلة تتنوع بتنوع الطبقات الشعبية التي طالها التهميش وحاصر ملفاتها كأوراق ضغط للتفاوض على قضايا أخرى لا غير ـ أو هكذا هي الأمور كما يروج ويبدو وكما هو الحال بالنسبة للملفات التي توضع من قبل أصحابها بفروع النقابات الوطنية وفروع بعض الأحزاب السياسية ـ ولا تحرك إلا عند المناسبات: انتخابية كانت أو إشعاعية أو في درج الكلام العابر غير المسؤول لتبقى كما أسلفنا وأصحابها عرضة للإهمال وفوات أوان الفرصة وضياع الحقوق وتشجيع التفويتات غير القانونية لغير مستحقيها لذلك كما قلنا انبثقت مجموعة من الجمعيات والتنسيقيات مشكلة صرخة في وجه الفساد والمفسدين إداريا وسياسيا ونقابيا
* كجمعية المعطلين بكل مستويات شهادات مناضليها والتي عانت ولا زالت تعاني ولحقبة زمنية ليست بالهينة مقطوعة من أعمارهم إلى أن فاق سن بعضهم سن التوظيف ولازال يناضل داخل الجمعية عاقدا الآمال على أن مطلبه سيحقق يوما ليساهم في عملية التنمية وليكون عاملا غير مستهلك ويخرج من دائرة العطالة بكل ألوانها وتوابعها وتلميحاتها
* وتنسيقية ما أطلق عليها ـ الزنزانة 9 ) وتعني في الأصل تنسيقية رجال التعليم المرتبين في السلم 9 والذين قهرهم التسويف وسنوات التراجعات من قبل الأطراف المعنية إن على المستوى الإداري أو النقابي على السواء وما إحراق بطاقات العضوية إلا دليل واضح كان من الأجدى على النقابات الوطنية أن تقف عندها ولو وقفة تأملية لتستنبط الحكمة من هذا الفعل الناتج عن شريحة من رجال التربية والتعليم الذين كان من الواجب على كل الأطراف احترامها كونها كما تعتبر في الأقطار التي تحترم كرامة مواطنيها الأس الأساس لبناء دولة قوية بدل مواجهتها بالعنف الذي لم يعد مجديا في ظل ربيع عربي مشرق حامل أجمل مطلب ، ألا وهو المطالبة بالحق في العيش الكريم وإحقاق الحقوق عبر دساتير ديمقراطية يكون الشعب طرفا في وضعها لذلك فرضت اللحظة ذاتها فولدت من رحمها حركات شبابية تقود بالقرطاس والقلم قطار الحياة العربية بكل إصرار وثبات وموضوعية رافعة شعاراتها المعقولة إلى الشارع ما دامت الإدارات لم تعد تتسع لها فكان البوعزيزي وكان زين العابدين بن علي وكان حسني مبارك والقذافي وعلي صالح والأسد وروافد وسهول وجبال ودعوات للحرية هنا وهناك مصرة على إتمام المسار من المحيط إلى الخليج دعوة سلمية سليمة ببراءة شبابها ومباركة شرفاء البلاد العربية كتابا وصحفيين وأدباء وسياسيين وفاعلين من المجتمع المدني وفنانين وأطياف من البلاد العربية طرا ....
هي المرحلة إذن من خلقت تلكم الهوة الشاسعة بين الأنظمة العربية وشعوبها والتي نحن نحياها اليوم بل ونعيش نتائجها في الشارع العربي من المحيط إلى الخليج بامتداد علاقاتها إلى ما وراء البحار من غرب وشرق ولا تزال الهوة سحيقة بل تتسع دوائرها بدل تقريب المسافات السلوكية والإدراكية للمرحلة الحاسمة الفاصلة بين الديمقراطية المنشودة و الديكتاتورية المفروضة التي لم تهدأ تمرر دمارا وخرابا وشروخا اجتماعية إلى الجيل الحالي على عادتها الشيء الذي خلق انقساما واضحا في الشارع العربي بين الشباب الذين انقسموا مكرهين على أنفسهم ومعهم كل الشارع العربي بكل فئاته العمرية والاقتصادية والسياسية وغيرها إلى مطالبين بالتغيير سلميا ـ (إلى عالم عربي ديمقراطي قادر على مواجهة تحديات العصر الذي اختار أهله من كل الأقطار العالمية ركوب موج التقدم الحضاري عن طريق تقوية مجالات البحث العلمي ومنه تحسين مستويات تقدمها وتقوية قدراتها على قيادة العالم وهذا لم يتأتى لهم هكذا كما نقول : ـ بالفاتحة ـ ف على سيرتنا في هوتنا كنا نردد : ـ اشحال إقدك من استغفر الله يا البايت بلا عشاء ـ وعشاء التقدم هو السير الحثيث خلف المطالبة الجادة والواعية بدساتير ديمقراطية أصلها من الشعب ثابت وفرعها في أياد مراقبة ومتتبعة من الشعب أيضا) ـ لينفلتوا من قبضة الشق الثاني أو الصنف الثاني أو سميها كما شئت الذي كشف عن حقيقته كل من موقعه مدافعا عن فساد الأنظمة لعلاقة مشبوهة أو رغبة ما أو ...لكل منهم تعليلاته غير المقنعة ضدا على رغبة جيل التغيير العربي ودفاعا عن خصوم الديمقراطية مكرسي السياسات الديكتاتورية بكل حيثياتها وهذا النوع هو جند الاحتياط المعتمد عليهم في الحملات الانتخابية وقهر الحركات الاحتجاجية وترويج الشائعات بين الأفراد داخل المجتمع ولأصحاب النفوذ في هذه الفئة مآرب أخرى أكثر رداءة من أن توصف هذه الفئة معلومة بين الشعوب العربية في الشارع العربي من حيث الثقافة العربية بالبلاطجة أو البلطجية والواحد بلطجي مثناه بلطجيان وصرفهم كما شئت فهم يتصرفون فرادى وجماعات كالأطياف وغالب التحليل الشعبي العربي لمصطلح البلطجي يذهب إلى أنه الشخص الذي يدافع عن خصمه أو خصومه وعدوه أو أعدائه بكل ما أوتي من وقاحة ولو بافتدائه بروحه التي هي عند البشر أغلى ما يملك في الحياة وهو يفعل ذلك والواقع أنه يعلم أنه يفعله بلا حق ولا قانون ولا دستور معتدل ديمقراطي وقد ظهر هذا جليا في جل الأقطار العربية إن لم أقل كلها ولم تفهم الأنظمة العربية بعد ما يجري وما يحدث وما هي أسباب ما يجري وما هي مطالب شعوبها ليفهم زين العابدين بن علي هذا قبيل هروبه وحسني مبارك قبيل الزج به في غياهب السجن والقذافي الذي لا يزال داخل كومته فاقدا للوعي والإدراك من أثر وقع الصدمة وعدم تصديقه خصوصا أنه هو ملك الملوك وأوصاف تفوق شعارات بلطجيته الذين يجعلونه بعد الله و قبل الوطن وهل من عاقل يعقل أن أحدا من أبناء الوطن يمكنه أن يعلو إلى درجة تفوق درجة الوطن مهما كانت صفته وهذا لعمري أكبر من الدكتاتورية فهل من متعقل يمكنه شرح ما يحدث للقذافي حتى يستفيق من أوهامه البالية والتي لم تخلق رغم ثراء ليبيا إلا فقرا القذافي الذي لم يصدق بعد أن شعبه يطالب بالكرامة والحرية عدم تصديقه هذا خلق هوة بينه وبين شعبه بفضل زعامة غاية في الغرابة والدهشة واعتبرت مهزلة لاولن ولم يرضها الشارع العربي إلى درجة التغني بها على شاكلة زنقة زنقة واليوتيوب يعطيك الأخبار اليقينة وعلي صالح الذي اشتاق مرغما لا بطلا إلى شقيقه في الغربة زين العابدين بن علي في السعودية والأسد الذي كنا نراه معتقدين وجازمين أنه ابن من صلب الشارع العربي وأنه قادر على أن يصدر أوامره للتعامل مع شباب سوريا الأبطال بالحكمة وقادر أيضا أن يعطي المثل الصادق في سن القوانين المساعدة على تلبية رغبات ومطالب شعبه استفاقت عقارب ساعة الربيع العربي من ساحات سوريا على الوجه الحقيقي للحاكم العربي الذي يحكم شعبه بالحديد والنار وأن الحجاج بن يوسف الثقفي مزروع كثقافة سلطوية متسلطة في دماء القادة العرب وزيادة ليرى العالم كله ويلمس بالدليل القاطع الذي لا لبس فيه أن هذه الشعوب العربية التي سارت في الشوارع ترويها بدمائها الزكية هي شعوب ببراءة المطالبين بالحقوق البشرية التي شرعنتها كل المواثيق الدولية الحامية لكرامة الإنسان والمحافظة عليه وعلى حقه في الحياة الكريمة والشغل في ظل أنظمة ديمقراطية إلا أن البلاد العربية أبى حكامها إلا أن تكون استثناء الشيء الذي جعل الهوة بين الأسد مثلا وشعبه تزداد اتساعا بازدياد استئساده على شعبه الأعزل المطالب بالحرية والكرامة والحكم الديمقراطي وأتساءل :
ـ ماذا لو أن هؤلاء الحكام نزلوا عن كبريائهم وتعنتهم ومضوا جنبا إلى جنب مطالب شعوبهم ؟
فتعنت الأسد ورفضه الأمر الواقع بالنزول إلى رغبة الشارع السوري البطل وكذا رفضه الخضوع لمطالب شعبه السلمية سلوك يجعله يبتعد شيئا فشيئا إلى داخل متاهات الحكام الديكتاتوريين الذين غلب عليهم التعنت حبا في الظهور أمام العالم أنه أقوى من شعبه وأنه قادر على إسكات هذه الأفواه المطالبة في تظاهرات شعبية سلمية والحبل على الجرار والجرار في أرض على المكشوف رملية من أثر الماضي الأليم الماضي الذي وجاه الاحتقار والاحتقان وهدر المال العام في الحفلات والمناسبات والدعايات التي لم تخلق غير الفقر والاحتياج وأكبر حاجة كرامة المواطن العربي وحريته في الاختيار وسائقو الجرار من قادته من طينة عنيفة الطبع عتيقة التفكير وعقيمة المردودية وكأنما هي أجسام تسود على الأرض ولا حياة لمن تنادي ... والمنادى قد صم آذانه وركب موجه وأحاط به بلاطجته ويرفض استيعاب اللحظة الحاسمة الفاصلة بين الجد واللعب والسواد والبياض إلا في الوقت بدل الضائع بعد الأشواط الإضافية استثناء وإن عجلات الجرار لا تزال على الرمال تغوص وتغوص لتفضي بسائقيها إلى تغيير حتمي وبأنظمة ديمقراطية شابة يقويها التفاف حماية قرارات شعوبها لتسير عجلاتها على أرضية الربيع العربي

عفوا أيتها الأحزاب السياسية والنقابات الوطنية اعذروني إن كنت قد تجرأت لأقتحم على بعضكم هدوءه :
فعلى من تقع المسؤولية التاريخية لما آلت إليه الأوضاع في العالم العربي ؟
وما هي الأسباب التي جعلتنا نحن الذين هرمنا وسط الاحتقار راضين كنا أم رافضين طوعا أو كرها ولم نكن قادرين على توفير الأجواء الديمقراطية لأبنائنا الذين هم الآن بدل أن يكونوا في ساحات المعارك العلمية موفوري الكرامة مهيئين للدخول إلى العالم الحديث بكل مقومات الحياة الفاضلة انطلاقا من الإدارات بالمفهوم الحداثي يخرجون من خيبة أملهم في قدراتنا المحدودة إلى الشارع ليعيدوا لنا شبابنا الذي ضاع بين حب الامتلاك والرغبة في التملك والاضطهاد وقبول الوضع على ما هو عليه والمحاولات المحتشمة عند التعبير أو الرفض والاحتجاج ؟
إن ما يندى له جبين صفحات بعض هذه الأحزاب العربية من اختلالات لطالما عللتها بالمماطلات الحكومية تارة والضغوطات الأمنية أخرى وسوط المخزن تارة إلا أنها في حقيقة أمرها لم تكن مصرة بما فيه كفاية كي تغير أولا من سلوكها لإصلاح الاختلالات السياسية التنظيمية والتأطيرية من عمق دارها هي أولا وقبل الالتفات إلى خارجها وبذلك حكمت عليها اللحظة الحاضرة بحضورها المشرق أنها فعلا لاولم تكن تريد العمل الجاد لإصلاحات جذرية انطلاقا من قواعدها التي تعتبر في الأصل العمود الفقري لكل حزب أو نقابة تحترم العمل الحزبي أو النقابي اعتمادا على قاعدة أن الإصلاح ينطلق من الداخل أولا...
السياسة أخلاق أولا والتزام ثانيا وعمل جماعي ينطلق من القواعد إلى أعلى هرم الحزب أو النقابة ثم يعود إلى القواعد بعد تدارسه ومنه وبعد إبداء القواعد رأيها فيه يعود ‘لى أعلى قمة هرم الحزب أو النقابة ليصدر القرار النهائي هكذا انطلاقا من القواعد المناضلة التي تعيش فعلا أوجاعها الشيء الذي قلب رأسا على عقب فبدأت القواعد الحزبية تتلقى الأوامر جافة ونتائج القرارات دون أن يكون لها رأي الشيء الذي طبع العمل السياسي بالارتجالية وعدم قدرة الفروع الحزبية والنقابية على السواء على التجاوب مع مطالب الشعب فحولها هذا إلى فروع شبيهة بقطاعات معزولة منهوكة القوى تائهة بين الحفاظ على كرسي بمكتب الفرع وتجربة تسودها الفوضى السياسية والنماذج على ركام من النماذج المؤسفة حقا ...
قلت إن العمل السياسي الجاد أخلاق قبل كل شيء والأخلاق تقتضي منا معاملة الآخر كأول خطوة في العمل السياسي باحترام وأوله الإصغاء للمحاور باهتمام واحترام الرأي والرأي الآخر مهما كانت درجات الاختلاف وأنواعه غير أن ما نراه على الساحة السياسية والنقابية لا يذهب إلى هذا السلوك فالقطيعة بين مركزيات الأحزاب بنقاباتها وقواعدها أحدث فراغات سياسية ونقابية حقيقية وسببت فوضى سياسية عارمة داخل الحزب الواحد فما بالك بها بين الحزبين من كتلة واحدة دون الحديث عنها في حزبين أو نقابتين متعارضتي الخطوات السياسية ....
إن جل الأحزاب السياسية والجمعيات من المجتمع المدني إن لم أقل الكل وجل أو مجموع الشخصيات الوازنة داخلها أو خارجها تتحمل المسؤولية كاملة عن تدهور العلاقات بين الأفراد والجماعات داخل العالم العربي إن على المستويات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية داخل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وخارجها ليمتد إلى الشارع والأسرة
إن الشارع العربي بما مر عليه من أحقاب تاريخية تطبعها الهشاشة في كل المجالات الحياتية وهزالة المردودية على كل المستويات والأصعدة أيضا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ودينيا وما تكبده من خسائر إن على المستوى الفعلي المادي أو المعنوي وما وصل إليه المواطن العربي من تهميش واحتقار وتدن على مستوى الخدمات بالمؤسسات الحكومية المنعكسة على مستويات الخدمات العامة والخاصة أصبح العزوف معه ضربا من فسح المجال أكبر للفساد والمفسدين للتحكم أكثر في مصائر البلاد والعباد على حد سواء ليفسح المجال أيضا لتنامي العلل الاجتماعية من بطالة وفقر وأمية والتي نتج وتنتج عنها فسح لكبار المسؤولين عن استغلالها الفاحش والمزيد من توقيف عجلات الإصلاح الحقيقي لا كما هو عليه الأمر منذ عقود شعارات فضفاضة غاية في الفضاحة بامتياز كالإصلاحات التي ترفع لها شعارات أشكالا وألوانا وتصرف في سبيل الدعاية لها أموال طائلة ترجع مصادرها إلى جيوب الفقراء والمحتاجين والشباب المعطل قصدا والمهمشين من الموظفين والأطر وصغار التجار و ....
فلا غرابة إذا حمل الشباب العربي شباب البيع العربي وشباب 2011 مشعل نقل العالم العربي من الاحتقان الاجتماعي نتيجة الأنظمة الديكتاتورية إلى عالم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بحق ولا غرابة إذا ما أحسسنا أن هذا الشباب العربي قد أحيا فينا شبابه من خلال أخذه قرار الخطوة المباركة