المغرب في يومه الأول من احتجاجات حركة 20فبراير

من طرف **جرس2010** الأحد فبراير 20, 2011 9:14 am

المغرب في يومه الأول من احتجاجات حركة 20فبراير

الدولة المغربية بين السياسة واحتواء اليوم الأول من احتجاجات حركات 20فبراير الشبابية

في يومها الأول من حركات الشباب الاحتجاجية المطالبة بالتغيير ، عرفت الدولة المغربية كيف تحتوي هذه الحركة الشابة بإخلاء ساحات الاحتجاج من رجال الأمن على عكس ما حدث بكل من تونس ومصر وما يحدث حاليا بليبيا وباقي البلاد العربية التي أطلقت يد أمنها لإطلاق الرصاص الحي على مواطنيها وكأنما هي في حرب أمام عدو وليست أمام مواطنين ينشدون الحرية والكرامة والعيش في ظل دساتير عربية ديمقراطية وهذا نسجله للدولة المغربية التي هي في الواقع تقف اليوم أمام اختبار حقيقي في أصله قديم جديد مجدد لتجيب عن التطلعات والتساؤلات الواردة في مطالب الحركات الشبابية المغربية :
هل الحكومة المغربية قادرة على تنفيذ وإقرار حق الشعب المغربي مما جاء من مطالب الحركة الشبابية
وهل الحكومة المغربية قادرة على ألا تلتف بذكاء على هذه الحركة المواطنة وتغيير المسار السياسي من الديمقراطية الكرتونية إلى الديمقراطية على الواقع من صلب قراراته من خلال الأخذ بعين الاعتبار و المواطِنة ما جاء في بيان شباب 20فبراير من إصلاحات حقيقية سياسية ودستورية وعلى أولويات رأسها :
تعديل الدستور إلى الديمقراطي يمثل بالفعل الإرادة الحقيقية للشعب المغربي والذي يحمي الحقوق ويُلزم الواجبات ليحس بالفعل كل مواطن بمواطنته
وليتحقق هذا ، لا بد كما جاء في البيان حل الحكومة والبرلمان ، هذا البرلمان الذي شابته مجموعة من الانتقادات على المستويين :
1ـ الشعبي ، حيث لم تأت معبرة بالفعل عن إرادة الشعب المغربي ...
2ـ السياسي ، حيث جاءت كذلك نتائج الانتخابات على عادة الالتفاف على إرادة أغلبية الشعب وقطع الطريق على المقاسات ، علما أن الاحتجاجات والانتقادات المنددة عبر مكاتب التصويت ووسائل الإعلام المكتوبة والمرئية لم تلق الآذان الصاغية والقرارات الحاسمة والفاصلة بالعدل ...مما أنتج برلمانا مُعابا ومنتَقدا وفاقدا للشرعية الشعبية ...
علما أن هذا قد تم في ظل دستور يقطع الطريق أمام قضاء حر ونزيه مستقل يمكنه إعادة الأمور والاختلافات إلى نصابها ....
لذلك كان من اللازم المطالبة بتوفير قضاء مستقل يشتغل بما تقتضيه أبواب وفصول دستور ديمقراطي يمثل إرادة عموم الشعب المغربي الطامح إلى اللحاق بركب العصر المنفتح بحق والذي يفرض علينا أن نعيش في تنافس حقيقي مع باقي الشعوب على جميع الأصعدة ...
ولن يتم هذا أيضا إلا في ظل إرادة سياسية واضحة لتنقية أجواء التوجهات السياسية والاقتصادية والتربوية للرفع من المستوى الاجتماعي بالبدء بمحاكمة المتورطين في إقصاء وتهميش غالبية الشعب المغربي من جراء تورطهم في قضايا الفساد واستغلال النفوذ ونهب خيرات البلاد وتهريبها خارج أرض الوطن لتستفيد من أرباحها شعوب أخرى على حساب جيب أبناء الوطن والذين أدخلوا البلاد والعباد من مواطنين في احتقان اجتماعي وإحساس بالدونية والإهانة مما أدى إلى تراجع القدرة الشرائية بسبب تجميد الأجور الشيء الذي فتح الباب أمام الأبناك لابتزاز المواطنين والتحايل على قدراتهم الشرائية بضرب الراتب الشهري وإدخال المواطن في عسر من أمره مرغما مع ارتفاع الأسعار ومتطلبات الحياة والحرمان من الخدمات الاجتماعية الأساسية من صحة وتعليم وشغل وسكن ...
علما أن هؤلاء المتورطين في قضايا الفساد غالبا ما يخرجون بشعارات تهدف خلف سطورها النيل من جيوب البسطاء من المواطنين كمشاريع السكن الاقتصادي على سبيل المثال لا الحصر الذي يستثمر فيه رؤوس الأموال الذين لم يجدوا من يحاسبهم بالبحث عن مصادر ثرائهم الفاحش من أين أتى وإلى أين مساره ...
ومعه تدخل اللغة الأمازيغية التي عانت ولا تزال تعاني من التهميش والإقصاء والتعتيم عنوة رغم الأصوات المنادية بالاعتراف بها كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية والاهتمام بخصوصيات الهوية المغربية لغة ثقافة وتاريخا ...
وهل الدولة قادرة بالفعل على الاستجابة لتطلعات الشعب المغربي ومطالبه ومن بينها حرية الرأي والفكر وهل هي بالفعل قادرة على التنحي عن إلجام كل نقد مخالف مع إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ورواد الفكر ومحاكمة المسؤولين عن طبخ ملفات احتجازهم استجابة لتطلعات عموم أحرار الوطن مع توفير شروط العيش الكريم ...
إن الشعوب التي ترى في روادها من أصحاب الرأي من نقاد وفاعلين سياسيين وجمعويين الرافد الأصلي لتقدمها لا تكتم أصواتهم بأية وسيلة وأية التفاتة أو تنكر ...
الوطن للمواطنين والمواطنون آراء وأفكار :
تختلف الأفكار والآراء كلها وتتشعب مصادرها ومواردها واتجاهاتها لتصب مجتمعة في مصب واحد
ــ الوطن قبل كل شيء وبالمواطن يرتقي الوطن ـ
ولا خير يرجى من وطن بلا صوت
إن تعارض الأفكار واختلافها هو الحصانة للمسار الديمقراطي إن صدقت النيات والأهداف لتلتقي كلها في البحث عن سبل ناجحة للرفع من المستوى المعيشي والثقافي والتحرري للمواطن المغربي الذي يعتبر اليد العاملة ،
فكيف يمكن لهذه اليد العاملة أن تبدع في ظل قرارات وممارسات تغل طاقاتها فتدخلها في متاهات الاحتقان الاجتماعي والتعطيل وضبابية المشهد السياسي المستقبلي الذي لا تعرف ملامحه في أجواء مأزومة بالغلاء الفاحش الذي يعصف بكل طموح الطبقات الفقيرة الواقفة على خط ما دون مستوى خطوط الفقر والطبقات الغنية إلى الغنى الفاحش المتنامي دون تراجع ...

إن كلما يرجوه المواطن المغربي أن يعيش في ظل دستور ديمقراطي يمثل الإرادة الحقيقية للشعب :
من تغيير إلى العيش الكريم في ظل حكم ديمقراطي

فهل هذا كثير على شعب طموح ينشد شفافية الممارسات الدستورية أعزاء كرماء فاعلين ومؤثرين مشاركين في القرارات بدل تلقيها ...
وهل كثير علينا جميعا أن نرفع شعارا واحدا :
شبابنا فوق كل اعتبار والمركب واحد ؟

مع تحية
رشيد دكدوك

لكل أم عربية ولدت جيلا للتغيير