الدار الكبيرة في الثقافة الشعبية المغربية

من طرف **جرس2010** الثلاثاء ديسمبر 14, 2010 7:55 am

الدار الكبيرة في الثقافة الشعبية المغربية

تسمى الدار الكبيرة وهي عبارة عن بناية تقليدية تضم عدة مرافق و مرفقات وتحكمها الأعراف المتفق عليها عن طريق الوراثة فتكون الكلمة الأولى في تسيير شؤون الدار الكبيرة للجد الأكبر في الدار وبعده لزوجته وبعدهما للابن الأكبر والدار الكبيرة هي عبارة عن مدار ومركز لتجمع كل أفراد العائلة الكبرى من أبناء وأحفاد وزيجاتهم وأزواجهم فيها تناقش كل المسائل ومشروعات الأفراد من بيع وشراء وزواج ومشاكل عائلية وإصدار للقرارات الملزمة لكل أفراد العائلة الكبرى المنتمية للدار الكبيرة
بناياتها تعتمد على رفع الجدران إلى أن تصل إلى نحو خمسة أمتار وسقفها يمتاز بزخرفة المبدع التقليدي من نقوش على الخشب في الغالب أو الجبص أو هما معا مع تزيين الجدران والأعمدة والأرض بالرخام والزليج ـ البلدي
وقد يتسابق المالكون عند اقتناء مواد البناء في جلب الجودة من كل مادة حسب قدرات كل منهم المادية ...

المرافق الحيوية للدار الكبيرة منها :
المسجد وهو عبارة في الغالب عن غرفة مستطيلة تخصص للصلاة وتلاوة وحفظ القرآن الكريم يكون في الغالب مفروشا بالزرابي أو حصر من ـ السمار ـ أو الحلفاء
والفرن لطهي الخبز ونحوه
الدويرية عبارة عن دار صغيرة ملحقة بالدار الكبيرة وهي خاصة لتجمع النسوة والأطفال بها جناح خاص بالخدم
ثم الخزين أو المخزن خاص بخزن الحبوب عموما وبعض الفواكه الجافة والزيوت والسمن والدقيق وما إلى هذا وذاك من المواد الغذائية القابلة للتخزين
والدكانة وتطلق عادة على :
1 ـ الدكانة وهي عبارة عن : سقيفة داخل الخزين توضع فيها المواد الغذائية المُعزَم استعمالها خلال الأيام القليلة القادمة لأن العادة تقتضي تحكم الجد الأكبر في الخزين فهو الآمر بالمنح ومعه مفاتيحه أما الدكانة فأمرها موكول للجدة ومعها مفاتيحها وهي المتصرفة الوحيدة بعد الجد في محتوياتها
2 ـ الدكانة وهي عبارة عن : ـ اسْـطارة ـ على شكل جدار في ركن بمدخل الدار الكبيرة على شكل زاوية قائمة علو السطارة يبلغ في الغالب إلى خمسين سنتمترا يوضع عليه حصير فوقه لبد لاستقبال الجد بعض أصدقائه ومن عليها يصدر أوامره لمن يوجد بالدار ...
والروى وغالبا ما يكون ببابين أحدهما كبير من خارج الدار الكبيرة وآخر صغير بالقرب من الباب من الداخل وهو في غالب الأحيان يكون مقسما إلى غرفة لخزن التبن وأخرى لخزن العلف والأدوات الفلاحية وخلافها ثم حوش خاص ببعض الدواب خصوصا الخيول والبغال والحمير والأبقار ونحوها

مع تحية محب الحرف العربي
رشيد دكدوك

من طرف **جرس2010** الجمعة ديسمبر 17, 2010 5:31 am

أشير هنا إلى مثل شعبي يردد بين الأوساط المغربية يشرح جانبا من جوانب نتائج العلاقات العائلية داخل الدار الكبيرة وما يترتب عن هذه العلاقات من تأثير إيجابي على التربية في الوسط المغربي آنذاك وكيف تنتقل تلك الأخلاق الفاضلة من أسرة بالدار الكبيرة إلى عش زوجية جديد ،
المثل يقول :

خذ بنت الدار الكبيرة ولو تكون اهـْبـِيلـَة

والمعنى أن بنت الدار الكبيرة تحمل معها كل معاني العلاقات الإنسانية من تربية تكون في الأصل جماعية تبدأ من الجد الأكبر والجدة إلى الوالدين وكل من بالدار له كلمته المسموعة واحترامه وقيادته
وهذا لوحده يحتاج إلى مجلدات لشرحه
ولنا في الأولين خير العبر
ومع ذلك نتوجه للتربية الغربية بدل ما تزخر به خزائننا التقليدية الشعبية من أصول للتربية والتنشئة على أحسن وأقوم السبل

من طرف **جرس2010** الإثنين ديسمبر 20, 2010 6:31 pm

عندما نقول :
الدار الكبيرة
فإننا نعني بذلك أنها كبيرة في كل شيء :
• كبيرة من حيث البناية والعمارة
• كبيرة من حيث مرافقها المتنوعة المهام والاستعمالات والاستغلال .
• كبيرة من حيث اعتبارها معلمة تاريخية من معالم البناء المغربي الثقافي والجمالي .
• كبيرة من حيث روعة هندستها الدالة على أصالة ساكنيها .
• كبيرة برحابة غرفها وساحاتها .
• كبيرة من حيث الحياة الاجتماعية والحركة التربوية داخلها وبين أهلها وساكنيها ومن والاهم .
• كبيرة من حيث الحلقة والتحلق حول الجدة وهي تحكي لأحفادها حكايات تتسم جلها إن لم أقل كلها باستهداف تقويم سلوكهم وتربية فيهم قوة التلاحم والتعاطف والتراحم وتحسين السلوك والمعاملة الحسنة .
• الدار الكبيرة فيها تجد الهدوء والراحة حيث شئت والصخب حيث الأطفال يركضون في لعبهم لا يحسون بمراقبة يشعرون بالحرية لكن ما إن يحدث ما يفوق الحركات السلمية بينهم وما قد يكدر مرح طفولتهم حتى يجد أمامه من يوقف هذا الشرود الطفولي البريء قبل أن يستعصي تدخل الكبار .
• الدار الكبيرة رقم صعب ومعادلة مستعصية فقدت مع فقدان دورها الاجتماعي الكثير من المجلدات في عالم التربية وعلم النفس والاجتماع .
• الدار الكبيرة فيها : لا تسمع : - ابن أو بنت عمي ، أو عمتي ولا ابن أو بنت خالي أو خالتي ،وكل الأطفال المتواجدون بالدار حتى الضيوف الكل ينادي الكل : أخي أو أختي فقط
كلمة ــ أخي أو أختي كانت ترددها الأفواه الصغيرة والكبيرة على السواء

+ وسأعود للدار الكبيرة ـ الكبيرة في كل شيء وأرجو أن تسعفني ذاكرتي لأتذكر كل حركة تربوية واقتصادية ودينية وأخلاقية داخل دائرة العلاقات الإنسانية والاجتماعية الراقية وكيف تحولت الدار الكبيرة فيما بعد إلى ما فرق شملها ووسع الهوة بين بنيها وحولها إلى محلات اقتصادية محتكرة لتفقد في نفس الوقت والآن قيمتها الأدبية والثقافية والتربوية ودورها في التنشئة على أقوم السبل .

*الدار الكبيرة التي تحولت إلى فنادق أو بازارات أو هدت لتحل محلها عمارات خانقة لتلك الروابط بين أفراد العائلة الواحدة حتى أصبحت الأسر كقمتي جبلين لا يلتقيان إلا بقدرة الواحد الأحد لا يطيق أحدهما الآخر ـ بسبب النفور الذي خلقته سلبيات الحياة المعاصرة ونتيجة للانفصام الاجتماعي الذي هرأت تحت وطأته كل القيم ـ

الدار الكبيرة في الثقافة الشعبية المغربية

الدار الكبيرة في الثقافة الشعبية المغربية

رد: الدار الكبيرة في الثقافة الشعبية المغربية

رد: الدار الكبيرة في الثقافة الشعبية المغربية