يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

أخواتي إخواني الأجراس الأفاضل المتميزون
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الموضوع الذي أثارني فأحببت أن أثيره هنا
هو مشكلة اجتماعية عانى منها ولا زال يعاني منها كثير من الناس وقد كان محط اهتمام الكثيرين من الفقهاء الأجلاء وعلماء النفس والاجتماع وقد أجادوا
إنه مشكلة النية :
من حيث مقدار صفائها وإخلاصها
وفي هذا يقول الله عز وجل : لكل امرئ ما نوى
والقلب مصدر العمليات العاطفية وهو المنبه للعقل
والعاقل من يختبر بين الفينة والأخرى قدراته العقلية باختبار قلبه ؛
فيطرح السؤال على نفسه بين الفينة والأخرى :
هل أمتلك فعلا ذلك القلب السليم
ذلك القلب الذي قال عنه رب العزة :
يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
ومن يأتي الله بقلب سليم
هو من عامل في دنياه الآخرين بقلب سليم
وليست لنا أية حجة في ذلك لأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان فأحسن خلقه
فوهبه السمع والأبصار والأفئدة (القلوب)
وهي كلها مع باقي الحواس أمانات أودعها الله للإنسان وحمله مسؤولية الحفاظ على سلامتها واستعمالها الاستعمال الصحيح الهادف و المثمر
إلا أن متغريات العصر وتعاقب الأزمان وتعاقب الأجيال وانحراف البعض عن جادة الصواب شوه هذه المسؤولية ودفع ببعض القلوب والأفئدة إلى الانحراف
فشملها الكذب والوشايات الحاقدة والنفاق والفجور والبغي وحب الذات والبخل وغيرها مما جعل الثقة تهتز أركانها بين أفراد الأسرة الواحدة فضلا عن أفراد المجتمع
ولقد نهانا الله عن ترك النفس على هواها تفعل ما تشاء دون رابط علما أن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي
وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون
وردعها صلاح لها وللعلاقات مع الغير ومن تم فمراقبة القلب وتوجيهه صلاح للنفس وللمجتمع وسد وإغلاق لأبواب الشيطان إلى الذات البشرية والتي هي القلب والعقل والنفس ومساراتها :العين والأذن واللسان
قال تعالى في سورة الزخرف:
ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين
وهذا الإغلاق يستوجب منا العمل المتواصل والحرص على مراقبة الأعضاء حتى لا تزيغ عن الطريق المستقيم إلى هوى النفوس فتقع في الخسران المبين
لذلك قال الله تعالى :
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
والسلام على من اتبع الهدى


سنعود إن شاء الله للموضوع لاحقا

الله سبحانه وتعالى يخاطب في الإنسان قلبه

لأنها المضغة التي إذا صلحت صلح سائر الجسد

أو كما قال الرسول الكريم

صلى الله عليه وسلم


لذلك كان القلب مركز الأحاسيس كلها

وقد أثبت العلم الحديث :

أن القلب الاصطناعي لا يمكن لصاحبه أن يشعر بأي إحساس كالخوف والقلق وما شابه أو الفرح وما شابه

ولقد ورد ذكره في القرآن في أكثر من مجال

لنا عودة للموضوع إن شاء الله