عشق الجمال... { إلى العشاق فقط }

كان الجمال أيام العشق في الأحاجي

وكنا نعشق الحلقة حول الجدة ننصت في شوق ؛ للاستزادة من حكاياها المتسلسلة أحيانا المرتبطة بعضها ببعض بحدث ما ....
وكنا نسمع الحكاية مرة فنعقلها وتسألنا الجدة كلما فرغت من حكيها عن مغزى الحكاية لتتأكد من مدى إدراكنا لها ومتابعة تسلسل أحداثها وأهدافها التربوية ؛ وكنا نجيب أحيانا فتنتقل بنا إلى حكاية ثانية فثالثة عند كل حكاية نجتاز بنجاح الاختبار الشفهي ؛.
أما إذا ما تعذر علينا الجواب عن تساؤل من تساؤلاتها فكانت تبتسم ابتسامة هادئة لتحفزنا على المتابعة الجيدة ... تقول لنا في رقة :
{ أو... نوضوا من حدايا }
لم تكن تقصد إبعادنا عنها إلا أنها كانت بتلك العبارة فقط تريد منا أن نتابع الأحداث بكل دقة وتفاعل وأن نستخلص العبرة من الحكي ؛ ثم تسحب غطاءها على رأسها لنستعطفها كي تعود لمتابعة الحكي ؛ فتكشف الغطاء عن رأسها ثم تلتفت إلينا قائلة :
ما فائدة الحكي إن لم تعقلوه ؟

يتبع

[نتابع

ثم وبعد جهد منا تعود للحكي بإعادة الحكاية نفسها على مسامعنا ؛ وكانت بارعة في الحكي وفي تشخيص الأحداث وفي طريقة دفعنا للمتابعة في شوق دون ملل أو كلل وكان حينها الزمان يمر كلمح البصر إلى أن يداهمنا النوم فننام ولما نشبع من المتابعة والاستزادة
بدأنا نكبر شيئا فشيئا وبدأنا نقصد الجامع الكبير وبعد صلاة العصر كنا نعيد أيام العشق للأحاجي في التحلق حول الفقيه العالم الذي يمد نا ببعض خيوط الماضي لنربطها بالحاضر كي نطرق المستقبل بخطى ثابتة وكنا نحضر تلك الدروس الدينية في شوق ورغبة أكيدة في الاستزادة من بحورها وكنت أرى العالم لونا أخضر رائقا للأعصاب البصرية
كنت أحس بالفصول فصلا فصلا وكان كل فصل يضفي على الطبيعة حلتها الرائعة فلا فرق بين حلة الصيف والشتاء ولا فرق بين حلتيهما وحلة الخريف أو الربيع مع أن لكل فصل جماله الذي يبهر العيون ويشد النفوس إليه ويسحرها كمعشوقة فاتنة ترتدي كل يوم بذلة فلا تظهر البدل إلا في جمال وكمال كجمال وكمال ذات البدل ؛ وكنت آنذاك أتمنى لو أنني كنت في سن الكبار حتى أرى ما يرونه من جمال أكبر بفكر أكبر وأشعر بثقة أكبر وأرى العالم من ساحته الفسيحة بدل الكوة ....

ملحوظة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

سنحاول بإذن الله متابعة ــ عشق الجمال ... للعشاق فقط .
على أساس أن هدا العشق ينطلق بنا من الجدة أو الجد كرمز لما هو أصيل في ثقافتنا العربية
إلى عشق ما من الله علينا به من نعمه التي لا تحصى على شكل بناية متراصة اللبنات حتى نجمع بإذن الله ما تزخر به الثقافة العربية
ماضيها وحاضرها ونظرتها إلى المستقبل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن هنا أوجه شكري العميق لكل من سيتفضل إما بالمشاركة التدوينية أو القراءة كل كالنجوم يجري في فلكه بإذن الله تعالى أسأل الله لي ولكم التوفيق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



من يكمل...؟