الجزء الأول :...... أهداف التاريخ النوعية

من طرف **جرس2010** الجمعة يوليو 24, 2009 2:43 pm

سلسلة التسابق بالبسمة

الجزء الأول :

أهداف التاريخ النوعية

********** ********** *************
دخلت العنبر من المدرسة على عادتها فوجدت أخاها يحمل بين يديه كتابا يتصفحه وبجانبه مجموعة أخرى من الكتب فنادته مستفسرة :
العنبر :
- عاصم ... أما زلت مهتما بقصص الأطفال ؟
عاصم :
- قصص الأطفال متعتي إنها حياة أخرى :
تفتح الآفاق جميعها أمامنا وتعدنا إعدادا لغويا وفكريا يا أختي حتى نتمكن في المستقبل القريب من مسك الكتاب على الطريقة الصحيحة كما يفعل بابا وماما ؛ فأنا إذن شغوف بها ولا أترك فرصة تمر إلا وقرأت قصة تسليني وتهذب تعبيري اللغوي وتثري رصيدي المعرفي فتفك عقدة لساني لينطلق في سلاسة كي يفهم الآخرون قولي
العنبر :
- هذا أعرفه فيك ؛ أنت مهتم كثيرا بتوزيع فترات زمان يومك ؛ حريص على تطبيق أعمالك اليومية حسب برنامجك اليومي ؛ راحتك المطالعة والمراجعة واستراحتك ممارسة أنشطتك الرياضية ومتعتك أن تحكي لنا ما قرأته وابتسامتك مستملحاتك الفكاهية وطلعتك المساعدة لمن يحتاج إليها من مساعدة والدي في أعماله إلى رغبتك الملحة في بعض الأحيان في القيام بالأعمال المنزلية مساعدة لوالدتي إلى مساعدتنا نحن في ترتيب الغرف والأغراض ... أنت حقا أخ مرح ورائع ؛ ونحن نتخذك قدوة لنا
عاصم :
- مرحي وفرحتي يزدادان يوما بعد يوم خصوصا عندما أراكم أنت وأختنا فاطمة الزهراء وأخينا أحمد تستمتعون بما أحكيه لكم من قصص وما تروونه لي من حكايات قرأتموها فيزداد فرحي وترقى نظرتي ويكبر لدي الحنين إلى البحث أكثر عن جديد المعرفة ...
العنبر :
- هذا يعني أن الكتاب بين يديك يروي قصة لم يسبق لنا أن قرأنا ها ...
عاصم :
- هذا صحيح ؛ إنه كذلك إلا أنه مفاجأة ستكون سارة بالنسبة إليكم ...
يدخل أحمد وهو يقول :
- هيا لقد شوقتني لمعرفة الموضوع ...
عاصم :
- إنك دائما هكذا قليل الصبر؛ تريد الوصول إلى معرفة كل شيء بسرعة
عاصم :
- ألم تسمع أننا في عصر السرعة لكن علينا أن نعرف كيف نسرع وما هي العناصر الأساسية التي يجب الارتكاز عليها كي نسرع حتى لا نقع في أحضان متاهات التسرع ...
العنبر :
- إنك فعلا تـذهـلـنـي وتوقفني أمامك متأملة ملاحظاتك التي أجدها دائما صائبة وغالبا ما تأتيني بتدخل من تدخلاتك كوقفة ذات أهمية أعطيها الأولوية ولهذا فإنني راغبة في حديثك لي عن بعض العناصر الأساسية التي يجب الارتكاز عليها
عاصم :
- بصفة عامة إذا أردنا الوصول إلى أهدافنا في أقل وقت ممكن وبأقل مجهود مبذول ممكن يلزمنا التركيز بلا إجهاد مع إدراك حجم المسؤوليات الملقاة علينا ماديا ومعنويا :
1- التعرف على المسار والتسطير بدقة لأهدافه في برنامج عمل يومي قابل للتعديل كلما دعت الضرورة لذلك قصد تطوير خطوطه والرقي بأهدافه والاستعداد لتحمل أعبائه ومفاجآته ...
فالسائق مثلا إذا ما سار وسط زحمة السيارات يكون مضطرا للتخفيض من سرعة سيارته حتى لا يعطله عارض أو يؤخره عن موعده – كاصطدامه مثلا بسيارة أخرى – أو يعطله عن عودته إلى بيته ؛كذلك الشأن بالنسبة له إذا كان شاقا طريقا طال أم قصر فإن سرعته المفرطة وتسرعه وعدم انتباهه لعلامات السير والمرور وقطعه لهذه المسافات بهذه السرعة قد يسبب له بعض المشاكل الميكانيكية للسيارة أو يتسبب في حادثة الشيء الذي يأخذ منه وقتا قد يطول أكثر مما نتوقع ...
لهذا وبما أن الإنسان يجري خلف الوصول إلى هدف فإننا نجد أن الوصول مع التأني السليم ومراعاة واحترام الزمان والقوانين المنظمة للسير خير من عدم الوصول بسبب سرعة التنفيذ و الأمثلة على هذا كثيرة ...
يتبع إن شاء الله

من طرف **جرس2010** السبت يوليو 25, 2009 9:33 am

العنبر :
- ماذا عـساني أقول لك ؟ سأفضي لك بسر من أسرار ي
ما قلته صحيح ولا مجال فيه للنقد فحتى عند مراجعة الدروس والمطالعة أو إنجاز التمارين الواجبة فإنني عندما أحاول إنجازها بسرعة لا أفلح في كسب الزمان بل أستغرق وقتا أطول وغالبا ما قد أخطئ في إيجاد الحلول المناسبة والصحيحة سواء لمعادلة رياضية أو غيرها ؛ أما عندما أقرأ قصة بسرعة فإنني لا أتوصل إلى فهم وإدراك أحداثها إلا إذا أعدت قراءتها مرارا وتكرارا وغالبا ما أعود لقراءتها قراءة متأنية
عاصم :
- عيبك الوحيد عرفته الآن ، فهذا ما لاحظته في مجموعة من حركاتك حتى عند مساعدتك لي في ترتيب أغراضي مثلا أو مساعدتك لوالدتي ...
العنبر :
- لقد شفيت الآن من علتي خصوصا بعد أن وقفت اللحظة عن الداء ووعيت الدواء ...
فاطمة الزهراء :
- دعونا من هذا ... والآن هيا يا بطل أفصح عن مفاجأتك بالطريقة التي تعجبك ...
عاصم :
- وأنا أبحث بين الكتب في مكتبة الحي مع والدي عثرت على سلسلة من الكتب الخاصة بالطفل والتي تحكي تاريخا عن البلاد العربية والإسلامية عموما بطريقة مبسطة لكنها مجدية وبأسلوب بسيط يسهل على كل طفل التوصل إلى إدراك المعاني والتعرف على رجال ساهموا بفعالية في تعزيز مكانة البلدان العربية والإسلامية بين بلدان العالم
يعود أحمد بعد أن ودع أحد أصدقائه الذي زاره قبل قليل ... يتدخل عند دخوله الغرفة بالقول :
- سمعتكم تتحدثون عن تاريخ البلاد العربية والإسلامية ...
عاصم والعنبر وفاطمة الزهراء :
- نعم ...
عاصم:
- لقد جئت في الوقت المناسب ...
العنبر لأحمد مازحة :
- أنت الآن تتحدث مع باحث في تاريخ البشرية جمعاء ...
فاطمة الزهراء : - ما فاجأني أكثر وذهب بحيرتي ، هو حديثك عن اختيارك الذي كان مطابقا تماما لدرس اليوم في التاريخ حيث كان يدور حول قيام دولة الأدارسة وامتدادها فكان الحوار داخل الفصل الدراسي شيقا بين زملائي التلاميذ والتلميذات إلا أنني لم أشاركهم فيه بطريقة فاعلة لذا علي أن أبحث عن كتب أوسع بها دائرة معارفي وأتهيأ بالتالي للحصة المقبلة والتي سنتناول من خلالها التجارة المغربية في عهد الأدارسة وعليكم مساعدتي في ذلك ...
عاصم :
- إننا جميعا في مرحلة التعليم الأساسي الأول سنجد ما يساعدنا على مسايرة المقررات الخاصة بمادة التاريخ في هذه السلسلة ...
فاطمة الزهراء :
- ما أجده صعبا ومستعصي التذكر في مادة التاريخ وصعبا إدراكه هي تلك السنوات المؤرخة للأحداث والوقائع ، فلولاها لكانت مادة التاريخ بالنسبة لي محببة ، فما أهمية تلك التواريخ ؟
أحمد :
- إن إدراك مفهوم الزمان إدراكا متدرجا وتمثله لشتى الحقب التاريخية بأبعادها الزمنية وترتيب الأحداث لها علاقة واضحة بين العناصر المحركة للتاريخ والربط بين الفترات التاريخية مع التركيز على أهمية القضايا الإنسانية وإبراز دور الرجال الذين ساهموا في بناء صفحات التاريخ حسب الحقب الزمنية والمقارنة بينهم حسب فترات تواجدهم على صفحات أيام رصعوها بأقلامهم أو آرائهم أو تفاعلهم مع أحداث أيامهم وما أسسوه لبناء مجتمعاتهم فنتعرف نحن على حضاراتهم المتباينة بين الفترات الزمنية والحقب بينها ...
عاصم :
- إضافة إلى هذا فإن للتاريخ أهمية بالغة في فهم الحاضر من خلال الماضي وتسخير معطياته للتطلع إلى المستقبل ولكم في هذه السلسلة ما يلبي رغباتنا جميعا ...
العنبر :
- أخاف عليك من هذا الحماس الزائد الذي قد يؤدي بك إلى إهمال باقي واجباتك الدراسية والمنزلية ..

يتبع إن شاء الله

من طرف **جرس2010** السبت يوليو 25, 2009 12:40 pm

فاطمة الزهراء :
- لا تهتمي لذلك ، فأنا أعلم جيدا أن الوقت من ذهب والواجبات متنوعة ، غير أن لكل واجب وقته الخاص ولا يمكنني أن أضيع برنامجي اليومي بشيء مهما كانت قيمته ومهما كان ...
عاصم :
- خذي هذه المجموعة فهي تشتمل على تاريخ دولة الأدارسة بالمغرب قيامها وامتدادها والتجارة المغربية وبناء مدينة فاس في عهدهم ؛ ولا بأس من أن تخصصي وقتا آخر إضافيا لمطالعة باقي الأجزاء التي لا تقتصر على دراسة الأحداث والوقائع ولا على سرد هذه الأحداث والوقائع سردا جافا فارغا من كل مقومات التاريخ التي هي الحضارة بما تحمل الكلمة من المعاني العمرانية والفنية والاقتصادية والعلمية والأدبية وما إلى هذا وذاك من المجالات الثقافية ...
العنبر :
- لقد فهمت الآن أنه على هذا الأساس ينبغي أن نبحث بجدية ونطالع بتركيز بالغ الأهمية هذه الأجزاء كلها حتى نتمكن من تكوين نظرة شاملة عن تاريخ المغرب في علاقته بالبلاد العربية عبر مختلف عصورها ...
فاطمة الزهراء :
- لا شك أن دراسة التاريخ تمكن جيلنا من أن يتخذ من الماضي عبرة ليجعل الحاضر حاضرا لضمان مستقبل نير وزاهر ...
عاصم :
- ما يجب أن نربط من أجله الماضي بالحاضر لخدمة المستقبل هو رفع راية التسابق مع باقي أبناء دول العالم لإثبات وجودنا وتثبيته وتركيزه بشتى الوسائل والإمكانات المتوفرة خصوصا ونحن نشكل القلب النابض بين القارات وصلة وصل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب ، تحتل أرضنا واسطة العقد موقعا استراتيجيا حساسا علينا أن نكون في مستوى موقع بلادنا من العالم ...
فاطمة الزهراء :
- شغلتموني كعادتكم بالأهم عن شيء مهم ...
أحمد :
- وما هو هذا الشيء الذي شغلناك عنه ؟
فاطمة الزهراء :
نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع
ولقد جعتُ كثيرا ...
العنبر :
- صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال :
لا إفراط ولا تفريط
فأنا كذلك لم أتناول بعد طعامي وأنت هل تناولت طعامك ؟
عاصم :
- الصوم جنة
هيا ساعدوا أمي في تحضير الطعام بسرعة ...
العنبر :
- أية سرعة تعني ؟
عاصم :
- التركيز والانتباه وإدراك المسؤوليات : فهناك نار الموقد وهناك السكاكين الحادة وهناك الاحتياط من كل عارض ...بعد ذلك وفي تأن رتبا الطاولة وتناولا غداءكما ... أما أنا فسأرتب هذه الغرفة ...
أحمد :
- وبعد الغداء ؟
عاصم :
- سأطلعكم إن شاء الله تعالى على باقي أجزاء هذه السلسلة التاريخية وأضعها رهن إشارتكم جميعا راجيا منكم أخذها بالعناية التي تستحقها أحداثها

الجزء الأول :...... أهداف التاريخ النوعية

الجزء الأول :...... أهداف التاريخ النوعية

أهداف التاريخ النوعية .... تابع

أهداف التاريخ النوعية