الأجراس
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها 613623
زائرتنا العزيزة / زائرنا العزيز المرجو منك (ة) التفضل بتسجيل الدخول إذا كنت عضوا (ة)معنا


أو التسجيل إن لم تكن (ي) عضوا(ة) وترغب (ين)في الانضمام إلي أسرة منتدياتنا الأجراس
سنكون معتزين بانضمامك إلينا
شكرا خصا ئص الحروف العربية ومعانيها 829894
إدارة المنتدى خصا ئص الحروف العربية ومعانيها 103798


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الأجراس
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها 613623
زائرتنا العزيزة / زائرنا العزيز المرجو منك (ة) التفضل بتسجيل الدخول إذا كنت عضوا (ة)معنا


أو التسجيل إن لم تكن (ي) عضوا(ة) وترغب (ين)في الانضمام إلي أسرة منتدياتنا الأجراس
سنكون معتزين بانضمامك إلينا
شكرا خصا ئص الحروف العربية ومعانيها 829894
إدارة المنتدى خصا ئص الحروف العربية ومعانيها 103798
الأجراس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» عاجل و بالفيديو شاهد الإعلام العربي يشيد بإنتصارات المغرب عكس الجزائر المتخبطة بالبوليساريو
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Emptyالأحد يناير 10, 2021 5:08 am من طرف جرس2010

» عاجل البوليساريو في ورطة سكان تندوف ينتـ ـفـ ـضـ ـون و يواجـ ـهون العـ ـسكر الجزائري اليوم
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Emptyالجمعة يناير 08, 2021 11:42 am من طرف جرس2010

» عاجل | أول خطاب للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بعد فوزه بالانتخابات
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Emptyالإثنين ديسمبر 21, 2020 3:40 pm من طرف جرس2010

» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:12 am من طرف جرس2010

» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:10 am من طرف جرس2010

» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:08 am من طرف جرس2010

» ـ ج ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:05 am من طرف جرس2010

» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:03 am من طرف جرس2010

» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:01 am من طرف جرس2010

» ـ أ ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 8:58 am من طرف جرس2010

» مغربي يرد بخطبة جمعة على وزارة الأوقاف الجزائرية التي تهاجم المغرب من منابر المساجد
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Emptyالسبت ديسمبر 19, 2020 1:50 pm من طرف جرس2010

» مصري اعطى درس للجزائر .. شتان بينكم و بين المغرب
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Emptyالسبت ديسمبر 19, 2020 12:43 pm من طرف جرس2010

»  جمهورية الفراقشية يتحالفون لإسقاط قرار ترامب من المستفيد من إجتماع مجلس الأمن يوم الإثنين
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Emptyالسبت ديسمبر 19, 2020 12:13 pm من طرف جرس2010

» لا يصدق.. اسرائيل ترسل هدية تمينة الى الجيش المغربي وهده الصور
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Emptyالسبت ديسمبر 19, 2020 12:10 pm من طرف جرس2010

»  كلام أكثر من رائع من الاسطورة التونسي قيس سعيد
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Emptyالجمعة ديسمبر 18, 2020 9:54 am من طرف جرس2010

منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط الأجراس على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط الأجراس على موقع حفض الصفحات

دخول

لقد نسيت كلمة السر


خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

صفحة 1 من اصل 7 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 7:33 am







خصا ئص الحروف العربية ومعانيها
- دراسة -
حسن عباس
منشورات اتحاد الكتاب العرب
1998



الفهرس
المقدمة
المدخل
الباب الأول:
العلاقات الفطرية بين الحروف العربية والحواس والمشاعر الإنسانية.
الفصل الأول :في تصنيف الحواس.
الفصل الثاني: أصوات الحروف العربية وإيحاءاتها الحسية والشعورية
الباب الثاني:
معاني الحروف العربية على واقع المعاجم اللغوية
الفصل الأول: الحاسة اللمسية وحروفها
الفصل الثاني: الحاسة الذوقية وحرفاها
الفصل الثالث: الحاسة البصرية وحروفها
الفصل الرابع: الحاسة السمعية وحرفاها
الفصل الخامس: الحروف الشعورية غير الحلقية
الفصل السادس: الحروف الشعورية الخلْقية

الباب الثالث:
في التطبيق على خصائص الحروف العربية ومعانيها
الفصل الأول: الأسس المعتمدة في التطبيق الحروف العربية كأدوات فنية:
الباب الرابع:
الشعور، كحاسة سادسة
تمهيد:
الخاتمة







عدل سابقا من قبل جرس2010 في الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:40 pm عدل 2 مرات
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 7:40 am

المقدمة
هذه الدراسة عن "خصائص الحروف العربية ومعانيها" هي أصل لدراسات ثلاث أخرى متفرعة منها قد تناولت المزيد من مسائل الحرف العربي وقضاياه، بما في ذلك مختلف العلاقات الفطرية المتبادلة بينه وبين الإنسان الذي أبدعه. وهي بحسب تواريخ إنجازها:
الأولى- خصائص الحروف العربية ومعانيها- أنجزتها عام (1982) وهي رهن الدراسة.
الثانية- الحرف العربي والشخصية العربية- أنجزتها عام (1987) ونشرتها عام 1992.
الثالثة- حروف المعاني بين الأصالة والحداثة أنجزتها عام 1991 وهي قيد النشر.
الرابعة- إطلالة على الإعجاز اللغوي في القرآن نشرتها عام 1994.
فماذا عن هذه الدراسات الأربع:
ولنبدأ بالدراسة الرابعة (الإطلالة).
إنها مجرد تطبيق عملي لما تحصّل لي من خصائص الحروف العربية ومعانيها في الدراسات الأخرى على أرقى النصوص اللغوية فصاحة وبلاغة. فقد اختبرت ما تحصل لي من خصائص ومعاني (23) حرفاً من مئات الجداول على واقع استعمالات القرآن الكريم لها في (سوره وآياته ومفرداته وقوافيه- أي فواصله) بدقة وإحكام لا نظير لذلك في أدب أو شعر أو معجم. وقد استوفى كل استعمال منها شروط الإعجاز اللغوي، مما لم ينتبه له أي من مفسري القرآن أو الباحثين عن إعجازه اللغوي، ولا عتب عليهم في ذلك لأن أياً منهم لم يهتد إلى خصائص الحروف العربية ومعانيها.
وحذر الإطالة أكتفي بهذا المقدار الضئيل من التنويه بتداخلها في الدراسات الأخرى، لأنها كما أسلفت مجرد تطبيق عملي لها. وإذن ماذا عن تداخل دراساتي الأخرى؟
لئن كانت هذه الدراسات تتماس مع بعض ما سبقها من الدراسات اللغوية حول خصائص الحروف العربية ومعانيها، فإنها ليست مجرد توسع لها، ولا استطراداً لبحوثها، وإن كانت تعتبر استكمالاً لها، فهي تختلف عنها في منطلقها (الفلسفي) وفي نهجها (العلمي- الرياضي) كما سيأتي في المدخل، مما يحفظ لها استقلالها عن غيرها. وإذن ماذا عن الجديد في كل واحدة منها؟
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 7:42 am

أولاً- بعض الأضواء على الجديد في دراستي "خصائص الحروف العربية ومعانيها"؟
لقد حدست في أول كتاب لي "هذه أمة العرب في تجاربها" المنشور عام 1958 أن ثمة علاقات فطرية متبادلة بين القيم الجمالية والقيم الإنسانية، أوجزتها في مقولة "لا فن بلا أخلاق ولا أخلاق بلا فن" ولقد تثبت من صحتها في قطاع المشاعر الإنسانية بكتابي الثاني "لا فن بلا أخلاق ولا أخلاق بلا فن" المنشور عام 961. ومن ثم وحسماً لكل جدل حول هذه المقولة، خطر لي أن أتثبت من صحتها في القطاع اللغوي بحثاً عما إذا كان الإنسان العربي قد خصص الكلمات التي في أصوات حروفها (رقة، وأناقة، وجمال، ودماثة، وصقل، وفعالية...) وما إليها مما له صداه المحبب في النفس، لما يناسبها من المعاني الجيدة والعكس بالعكس، وبذلك يتحقق التوافق بين القيم الجمالية والقيم الإنسانية في القطاع اللغوي أيضاً.
ولقد انجزت دراستي "خصائص الحروف العربية ومعانيها" للمرة الأولى عام 978 تحت عنوان "الحروف العربية والحواس الست" باعتبار أن (الشعور) هو الحاسة السادسة، وقد اتبعت في ذلك نهج من قال بفطرية اللغة العربية ممن اجمعوا صراحة أو ضمناً على أن معنى الحرف العربي هو (صدى صوته في الوجدان، أو النفس). وكان ابن جني أبلغ من عبر عن هذه النظرية اللغوية الفطرية بمقولته الشهيرة: (سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المراد".
ومن ثم وفي إحدى مراجعاتي لها أفاجأ بأن الإنسان العربي الذي اعتمد الخصائص (الإيحائية) في أصوات بعض الحروف للتعبير عن معانيه، قد اعتمد أيضاً الخصائص (الهيجانية) وكذلك- الخصائص (الإيمائية- التمثيلية) في بعضها الآخر. وكان من طبيعة الأمور أن أعيد دراسة المشروع الأولى: "الحروف العربية والحواس الست" حرفاً حرفاً من (ألفه إلى يائه).
وتستمر الرحلة بي بضعة عشر عاماً أخرى، فكان أعقد ما واجهني في تقصياتي خلالها ثلاث قضايا هي:
أولاً- التحري عن الخصائص (الهيجانية والإيمائية والإيحائية) المتوقعة في كل حرف، وذلك بحسب مواقعه في أوائل جميع المصادر الجذور إطلاقاً وكذلك لتسعة عشر حرفاً تقع في آخرها، ثم لستة أخرى تقع في وسطها. وقد تبين لي أن خصائص كل حرف تتغير من موقع إلى آخر، وذلك تبعاً لطريقة النطق بصوته: مشدداً عليه في مقدمة المصادر، ومرققاً منعماً في آخرها، وبين بين في وسطها. وبذلك يكون للحرف الواحد العديد من المعاني بحسب مواقعه من المصادر الجذور التي يشارك في تراكيبها.
ثانياً- أما أشق ما عانيته في هذه الدراسة فهو الاهتداء إلى المصدر الجذر الألصق بالطبيعة وإلى معناه الألصق بالفطرة.
وذلك لأن الأصل في معنى الكلمة العربية هو ما أخذه العربي مباشرة عن الطبيعة: "سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المراد" كما قال ابن جني. فيكون الأصل في معناه تبعاً لذلك هو الحسي ثم جاءت المشتقات بمعانيها الحسية الأخرى، ثم المجردة في مراحل ثقافية متطورة.
فمن (2931) كلمة ومشتقاً تبدأ بحرف (النون) عثرت عليها في المعجم الوسيط، ومن آلاف معانيها الحسية والمجردة، قد وقع اختياري على (368) كلمة اعتبرتها مصادر جذور. وقد اعتمدت لكل واحد منها معنى حسياً واحداً، وربما أضفت إليه معنى مجرداً ثانياً في قليل من الأحيان، وذلك للكشف عن الرابطة الذهنية المميزة بين المعنيين: الحسي والمجرد.
ولا مطعن جدّياً على دراساتي في هذا الاختيار، ما دمت قد التزمت بقاعدة صارمة لم أحد عنها: هي اعتماد الكلمة الألصق بالطبيعة والمعنى الحسي والألصق بالفطرة بما يتوافق مع نشأة اللغة العربية الحسية وسائر اللغات العروبية (السامية).
ودعماً (علمياً- رياضياً) لهذه الدراسة في مواجهة القائلين باصطلاحية معنى الكلمة العربية واعتباطيته فقد استعرضت في هذه الدراسة معاني (9767) مصدراً جذراً لعشرات الوف المعاني، أثبت منها معاني (3523) مصدراً كأمثلة على توافق خصائص الحروف العربية مع معانيها فكانت نسبة التوافق بينهما تراوح بين (50-91) في المئة، ولم تقلّ عن ذلك إلا في الأحرف (الهيجانية) وحرفي (ت-ح) لأسباب خاصة كما سيأتي في متن الدراسة.
هذا وقد خصصت الفصل الأخير من هذه الدراسة للحديث عن المشاعر الإنسانية وفق ما تناولها علم النفس وذلك للبرهان على توافق المبادئ والأسس التي اعتمدتها في هذه الدراسة مع مبادئ علم النفس،سواء بمعرض الكشف عن النهج الذي اتبعه العربي في ابداع كلماته تعبيراً عن معانيه، أم بمعرض النهج الذي اتبعته في استشفاف تلك المعاني.
ثالثاً- أما أغرب ما جاء في هذه الدراسة، فهو تصنيف الحواس الخمس والمشاعر الإنسانية في هرم تبدأ قاعدته بالحاسة اللمسية، أشد الحواس كثافة والصقها بمادة الأشياء، ثم تليها صعوداً على التوالي حواس (الذوق، فالشم، فالبصر، فالسمع، فالمشاعر الإنسانية) ولكل واحدة منها فئة معينة من الحروف.
فكانت معاني المصادر الجذور التي تبدأ أو تنتهي بكل فئة منها تلتزم بطبقتها الحسية، لا تتجاوزها صعوداً إلى الطبقات الأعلى، إلا نادراً وإن كان لها الحق (الشرعي) في الهبوط إلى الأدنى وذلك بحكم ولاية الأعلى مرتبة على الأدنى. وغالباً ما يتم الخروج على هذه القاعدة بشفاعة حرف مشارك ينتمي إلى الطبقة الأعلى، على غرار ما يتم في الأندية العصرية الراقية.
ثانياً- بعض الأضواء على الجديد في دراسة (الحرف العربي، والشخصية العربية):
بعد أن انتهيت من دراستي (خصائص الحروف) ثبت لي على واقع آلاف الأمثلة المضروبة أن العربي قد اعتمد خصائص الحروف ومعانيها في ألفاظه للتعبير عن معانيه، ولقد آخى في ذلك بصورة عامة بين القيم الجمالية والقيم الإنسانية، مما يشير إلى فطرية العربية.
ولكن هذه الفطرية تفترض بداءة الحرف العربي وفجرية الإنسان الذي أبدعه. بمعنى أنهما قد نشآ وترعرعا واستوفيا شروط تكاملهما ونضجهما في بيئة محددة هي حصراً (الجزيرة العربية)، لم تغزهما فيها لغة ما، ولا شعب آخر، والعكس صحيح. وهذا يقتضي أن تكون الجزيرة العربية الأم هي الأسبق حضارياً وثقافياً من سائر المناطق المجاورة.
ولما كان العربي قد اعتمد في آلاف الأمثلة المضروبة الخصائص (الهيجانية والإيمائية والإيحائية) في الحروف العربية للتعبير عن معانيه، فلا بد أن تعود أصولها إلى مراحل حياتية متفاوتة في الرقي، قد أمضاها في جزيرته البكر حصراً.
فالهيجاني أقل تطوراً من الإيمائي، وهذا أقل تطوراً من الإيحائي، وهو أرقى وسائل التواصل اللغوي، مما لم يعد له نظير في أي لغة معاصرة أخرى، وهذا يعني أن الحروف العربية تنتمي بالضرورة إلى مراحل حياتية ثلاث متفاوتة في التطور والرقي.
ولكن ماذا عن طبيعة هذه المراحل؟ ومتى بدأت كل واحدة منها، ومتى انتهت. ثم ما هي الرابطة الفطرية الطبيعية بين كل مرحلة منها وبين خصائص الحروف التي ورثناها عنها؟ وأخيراً، ما هي طبيعة العلاقات الفطرية المتبادلة بين الحرف العربي والإنسان الذي أبدعه؟
لذلك واستكمالاً لدراستي العتيدة (خصائص الحروف)، وحماية لها من نقد الشاكيّن الأبرياء، ومن تحامل المشككين بفطرية العربية وحروفها، كان لا بد لي من الإجابة عن تلك التساؤلات، وغيرها بالعودة إلى المراجع المختصة.
ولكنّ علماء الآثار والتاريخ واللغات ومن إليهم، قد أهملوا الجزيرة العربية، لظاهرة تصحرها في تقصياتهم عن أصول الحضارة البكر، سواء في استئناس النبات والحيوان، أو أصول اللغات والعبادات وما إليها، ما شذَّ عنهم فيما وصل إلى علمي سوى المؤرخ الكبير (شوينغرت) حيث يقول:
"إن الشعير والذرة الرفيعة والقمح وتأنيس الماشية والماعز والضأن وإن ظهرت كلها في مصر وبلاد ما بين النهرين من أقدم العهود المدونة، لم توجد في حالتها الطبيعية في مصر، بل في بلاد آسيا الغربية وبخاصة في بلاد اليمن وبلاد العرب القديمة (أي الجزيرة العربية).. ثم انتشرت منها في صورة مثلث ثقافي إلى ما بين النهرين (سومر وبابل) وإلى مصر". ويعلق (ديورنت) على ذلك في قصة الحضارة ج1 (ص42) بقوله:
"ولكن ما وصل إلى علمنا من تاريخ بلاد العرب القديمة حتى الآن ليبلغ من القلة حدّاً لا نستطيع معه إلا أن نقول: إن هذا مجرد فرض جائز الوقوع".
وللإجابة عن هذه التساؤلات الفائقة الأهمية والإحراج كان لا بد لي من الاستعانة بالمراجع (التاريخية والأثرية والاجتماعية واللغوية وسواها) ولا سيما ما يتعلق منها بأصول الحضارات الإنسانية في المناطق المجاورة للجزيرة العربية (مصر+ بلاد ما بين النهرين+ بلاد الشام أي (سورية+ الأردن ‏+ فلسطين) وقد خلصت منها إلى النتائج التالية:
1-اللغة العربية هي فطرية النشأة (موضوع الفصل الأول)
2-الإنسان العربي والحرف العربي قد تعايشا معاً في الجزيرة العربية خلال ثلاث مراحل حياتية هي: الغابية وقد بدأت مع بداية العصر الجليدي الأخير منذ الألف (100) ق.م واستمرت حتى نهايته في الألف (14-12) ق.م وقد ورثنا عنها يقيناً أصول أحرف (الهمزة -ا-و-ي) ثم تلتها المرحلة الزراعية واستمرت حتى الألف (9) ق.م وقد ورثنا عنها باحتمال شديد أصول أحرف (ف-ل -م- ث-ذ) ثم تلتها المرحلة الرعوية بعد استحكام الجفاف في الجزيرة العربية واستمرت حتى العصور الجاهلية وفجر الإسلام. وقد ورثنا عنها باحتمال شديد بقية الحروف. (موضوع الفصل الثاني).
وإنه لمن غرائب العربية المدهشة، أن يحتفظ العربي بدلالات هذه الفئات الثلاث من الحروف العربية. وقد عرضت أسباب ذلك في خاتمة دراستي (خصائص الحروف..) تحت عنوان "حول تداخل المراحل اللغوية".
3-الجزيرة العربية هي حتماً مهد الإنسان العربي وحضارته (موضوع الفصل الثالث).
4-أما الفصلان الأخيران (الرابع والخامس) فقد خصصتهما للكشف عن عوامل تكوين شخصيتي الإنسان العربي والحرف العربي: (الحيوية والنفسية والاجتماعية) وكذلك عن دور الشعر العربي الأصيل والفروسية في خلق الروابط الفطرية المتبادلة بينهما.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 1:41 pm

ثالثاً- بعض الأضواء على الجديد في دراستي (حروف المعاني بين الأصالة والحداثة):
لقد انتهيت من دراستي "خصائص الحروف" إلى أن الأحرف الهيجانية الغابية: "الهمزة- ا-و-ي) لا تأثير يذكر لخصائصها في معاني المصادر الجذور على واقع المعاجم اللغوية، وبذلك تكون معدومة المعاني، ولكنني لاحظت كثرة دورانها في حروف المعاني التي يتألف معظمها من حرف واحد أو حرفين، مما يشير إلى أنها أقدم المستحاثات في اللغة العربية: تأسيساً على أن العربية قد بدأت بالمقاطع الأحادية ثم بالثنائية، ثم بالثلاثية فالمزيدات، كما ذكر العلايلي في مقدمته، وهو صحيح.
لذلك توقعت أن تكون هذه الأحرف (الهيجانية) قد ظلت محتفظة بدلالاتها ومعانيها في حروف المعاني لتقارب نشأتيهما في أعماق الزمن: كما (الهمزة) في (آ) لنداء البعيد: إثارة لانتباه السامع بصوتها الانفجاري الهيجاني وهكذا الأمر في أحرف (ا-و-ي).
فرأيت أن أتقصى خصائص هذه الأحرف في القطاع (الصرفي- النحوي) قبل نشر أي دراسة أخرى وذلك للسببين التاليين:
1-لسد هذه الثغرة المعجمية الكبيرة في خصائص الحروف العربية ومعانيها. وذلك حماية لدراساتي من الطعن بفطرية اللغة العربية من هذه الثغرة (الهيجانية).
2-أما الأهم والأخطر، فهو: إثبات أن اللغة العربية تعود نشأتها الأولى إلى المرحلة الغابية. وبذلك تتحصن دراساتي من الطعن بما تحصل لي فيها من المستجدات (التاريخية والاجتماعية والأثرية والنفسية واللغوية..) وما إليها، مما يثبت هذا التواصل (الحضاري- الثقافي) في التراث العربي مرحلة حياة بعد مرحلة، منذ عهد الغاب حتى الإسلام.
فقد استعرضت معاني وأصول استعمالات (117) مفردة من حروف (النداء والعطف والجر والنصب والجزم والمشبهة بالفعل والنفي والترجي والعرض والتحضيض والاستفهام وأسماء الكناية والإشارة والضمائر وذلك بالرجوع إلى خصائص ومعاني حروفها وفقاً لما جاء في (خصائص الحروف العربية ومعانيها).
فكان لكل مفردة من حروف المعاني العديد من المعاني والأقسام والاستعمالات، قد تجاوز بعضها الخمسين كما في (ما-لا) وقد توافقت الغالبية العظمى من معاني هذه المفردات واستعمالاتها مع خصائص الحروف التي شاركت في تراكيبها، سواء أكانت هيجانية أم غير هيجانية.
وعندئذ جرؤت على نشر دراستي (الحرف العربي والشخصية العربية، ثم الإطلالة) بكثير من الثقة بعد أن تم الكشف عن خصائص الحروف العربية ومعانيها جميعاً بلا استثناء، سواء في القطاع المعجمي أم القطاع الصرفي- النحوي.
وهكذا ما أحسبني مدعياً لو قلت: إن هذه الدراسات الثلاث تمهد الطريق للانتقال باللغة العربية من مرحلة (كيف) استعمل العربي مفرداته وقواعد صرفه ونحوه التي دامت ألف عام ونيف إلى مرحلة جديدة، هي: (لماذا) استعملها العربي هكذا؟ فما من واحد من علماء اللغة وفقهاء صرفها ونحوها فيما أعلم، قد تساءلSadلماذا) أبدع العربي كلمة (أنا) ضميراً للمتكلم، و(نحن) لجمعه، و(أنت) للمخاطب، و(هو) للغائب؟ وقد أجبت عن هذه التساؤلات في دراستي "الحرف العربي" . (ص79-82).
ولا (لماذا) جعل (الواو) للعطف بلا ترتيب و(الفاء) للترتيب بلا تراخ، و(ثم) للترتيب والتراخي؟ ولا (لماذا) رفع المرفوعات ونصب المنصوبات وجر المجرورات وجزم المجزومات؟
وهكذا إلى مئات التساؤلات في القطاع الصرفي - النحوي، وقد أجبت عنها في هذه الدراسة. لذلك، ولما كان فقهاء الصرف والنحو قد اعتمدوا النصوص العربية من (نثر وشعر وقرآن) للاهتداء إلى معاني وأصول استعمالات حروف المعاني بلا ضابط من خصائص الحروف العربية ومعانيها، فقد اسندوا إلى معظم حروف المعاني، معاني ليست لها، وحرموا بعضها الآخر من أخص خصائص معانيها واكتفي هنا بمثالين اثنين:
1-لقد اسندوا إلى حرف (الباء) من حروف الجر معنى الإلصاق، بما يتعارض مع خاصية الانفجار في صوته، فكان له في المعجم الوسيط (84) مصدراً تبدأ به لمعاني الحفر والبقر والبيان بما يتوافق مع خصائص صوته، ولا شيء للإلصاق.
2-أما (اللام) من حروف الجر، فإن أياً من الفقهاء لم يسند له معنى الإلصاق بينما كان له في المعجم الوسيط (82) مصدراً جذراً تبدأ به لهذا المعنى. كما أن الإلصاق هو من أهم معانيه الصرفية، كما في (لام الأمر، ولام التملك، وأل التعريف...)
وكما أنه ليس ثمة ما هو أهدى لمعاني المصادر الجذور من خصائص الحروف العربية ومعانيها، كما ثبت ذلك في دراستي (خصائص الحروف..) فإنه ليس ثمة أيضاً ما هو أهدى منها لمعرفة معاني حروف المعاني وأصول استعمالاتها كما ثبت لي في هذه الدراسة (حروف المعاني بين الأصالة والحداثة).
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 1:46 pm

توضيح لا بد منه:
لقد اعتمدت المعجم الوسيط الحديث في تقصياتي عن المصادر الجذور بمعرض البحث عن مدى تأثير معانيها بخصائص حروفها، ولم اعتمد المعاجم المطولة لقدامى اللغويين ومحدثيهم، أمثال (الكشاف للزمخشري، وتاج العروس للزبيدي، والمحيط للفيروز أبادي، ومحيط المحيط لبطرس البستاني ولسان العرب لابن منظور.." وذلك لأن زيادة المفردات فيها عن الوسيط هو في الغالب من غرائب الكلم لغرائب المعاني من مزيدات الرباعي والخماسي، أو من المولد أو المعرب أو المحدث، أو الدخيل أو العامي، مما هو أبعد في الزمن عن النشأة الفطرية للعربية، وعن أصالتها.
وبذلك فإن (الوسيط) يغني عن المطولات بمعرض البحث عن المصادر الجذور الألصق تركيباً بالطبيعة وعن معانيها الألصق فطرة بالمحسوس. وقد عالجت هذه المسألة في دراسة حرف (العين) بمعرض استخراج معاني المصادر التي تبدأ به في كل من المعجم الوسيط ومحيط المحيط، كما سيأتي، مما لا مجال للتفصيل فيه هنا.

جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 1:48 pm

-المدخل-
تمهيد:
لقد تحدثت في المقدمة بإيجاز شديد عن أهم مضامين دراساتي الثلاث عن الحرف العربي وعن تداخلها مع بعضها بعضاً. ولئن كانت كل واحدة منها قد اعتمدت بخاصة بعض العلوم اللغوية أكثر من غيرها فإن أياً منها لم تخل من التداخل والتماس مع العلوم اللغوية المعتمدة فيها جميعاً. فكفل لها ذلك تماسكها وتكاملها ووحدتها، مما جعل منها مساهمة جديدة في العلوم اللغوية في صور من الإضافات على النظريات اللغوية كما لاحظنا ذلك في المقدمة.
وكل إضافة جديدة في أي قطاع معرفي تقتضي منطلقاً جديداً أي (مبدأ جديداً) في التقصيات، وإلا كانت مجرد توسع أو استطراد.
على أن المنطلق الجديد لا يأتي بإضافات (نتائج) جديدة صحيحة، إلا أن يكون هو وموضع تطبيقه فطريين أصيلين.
فماذا عن منطلقي الجديد وموضع التطبيق عليه؟
لقد عرضت في المقدمة أني انطلقت في دراساتي الثقافية من مقولة فكرية غريبة عن علوم اللغة، هي "التوافق بين القيم الجمالية والقيم الإنسانية" وقد تثبت من صحتها بتطبيقها على المشاعر الإنسانية في دراسة "لا فن بلا أخلاق، ولا أخلاق بلا فن". مما يشير إلى فطرية هذا المنطلق وإلى فطرية موضع التطبيق عليه "المشاعر الإنسانية".
وعندئذ خطر لي أن أطبقه على اللفظة العربية للتثبُّت من صحته أولاً، ثم من فطرية العربية ثانياً. وبما أني قد تثبت من صحتها فعلاً في دراساتي اللغوية الثلاث، كما أسلفت في المقدمة، فهذا يشير إلى فطرتهما وأصالتهما. مما يشكل فيما أرى إضافة جديدة على النظريات اللغوية، فالمنطلق جديد وأصيل، واللغة العربية فطرية النشأة بديئة.
ولكن ماذا عن منطلقات النظريات اللغوية ومواضع التطبيق عليه؟
إن منطلقات نظريات علماء اللغة الغربيين والشرقيين في أي من علوم اللغة (التاريخي، والاجتماعي، والصوتي، والنفسي والوظيفي والبنيوي والوصفي والدلالي...) وما إليهما، هي جميعاً فطرية واصيلة وإن كان كل واحد منها محدوداً غير شامل بدليل تعددها. ولكن أياً من مدارسهم هذه لم تصل إلى نتائج حاسمة، لأن اللغات التي اعتمدوها موضعاً لتطبيق منطلقاتهم لم تكن فطرية كما سيأتي وشيكاً، فاختل بذلك طرفا كل من معادلاتهم.
المنطلقات فطرية أصيلة ولكن مواضع التطبيق عليها غير فطرية ولا أصيلة.
وهذا ما أفسح المجال لإضافاتي الجديدة على نتائج دراساتهم اللغوية، ولكن قبل الحديث عن هذه الإضافة لا بدمن معالجة قضيتين اثنتين هما: موضع تطبيق منطلقاتنا اللغوية ثم موقع دراساتي من النظريات اللغوية ومدارسها.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 1:51 pm

القضية الأولى: حول موضع تطبيق منطلقاتنا اللغوية:
تسهيلاً للبحث أرى أن أحيل مسألة موضع التطبيق هذه إلى (دلالة) الكلمة في اللغات الأجنبية ثم في اللغة العربية.
فماذا عن دلالة الكلمة في اللغات الأجنبية:
يقول (برغسون): "الكلمة مومياء... جثة فارقتها الحياة.." (في فلسفة اللغة كمال حاج يوسف) ص57.
ولما كانت اللغة الفرنسية هي أكثر اللغات الغربية أناقة في الصياغة ورشاقة في التعبير، وكان (برغسون) الفيلسوف الأديب على رأي نقاده: هو (أعرق كتاب أمته وأكثرهم جلالاً في الإنشاء وأسحرهم بياناً وإيحاء...) فإن هذا الحكم القاسي الذي أصدره على الكلمة الفرنسية ينسحب فيما أرى على الكلمة في اللغات الأجنبية جميعاً.
ولا شك في أن (برغسون) قد حكم بالموت على الكلمة الفرنسية لأنه لم يعثر على أي رابطة فطرية بين معانيها وبين خصائص أحرفها.
ولقد نحا (برغسون) في حكمه هذا على الكلمة منحى (لوك) الذي قال: "الكلمة في اللغات الغربية هي إشارات اصطُلِح عليها. فهي لا تنوب عن الأشياء بصورة مباشرة، بل تنوب عن الأفكار القائمة مقام الأشياء" (محاضرات في علم النفس اللغوي د. حنفي ابن عيسى ص31).
أما الشعراء الرمزيون فهم على النقيض من (برغسون ولوك) إذ يقررون: "الكلمة هي صوت الوجدان لها سحرها ودفؤها وعبقها، جهرها وهمسها، شدتها ولينها، تفخيمها وترقيقها، لها بتولة الفكر وطهارة النفس. إنها مظهر من مظاهر الانفعال النفسي".
وإذن فالكلمة لدى الرمزيين هي حية لا مومياء ولا مصطلح قد حجره الاستعمال، ولا رمز ميت على معنى ليخلصوا من ذلك كله إلى أن اللغة هي غاية وليست مجرد وسيلة للتعبير عن المعاني، "في علم النفس اللغوي ص57".
ولكن ماذا يبقى للشعراء الرمزيين أنفسهم من عبق الكلمة وسحرها وانفعالها ووجدانها وإيحائها إذا هم قرؤوها بنزاهة وحيادية، فلم (يموسقوا) جملها الصوتية: جهراً وهمساً، تفخيماً وترقيقاً، إلى آخر اعزوفتهم على أوتار أصوات أحرفها؟ أفلا تتحول الكلمة الفرنسية وغيرها إلى مومياء، إلى جثة فارقتها الحياة إلى مصطلح، إلى رمز. فتصبح لغاتهم بذلك وسيلة لا غاية، كما قال (برغسون)؟
ثم ماذا عن (دلالة) الكلمة العربية في دراساتي؟
إن كل ما اضفاه الرمزيون على كلماتهم: "حياة، حيوية، أناقة، رشاقة إيحاء وجدان، انفعال..) إنما هو بعض ما علق بالكلمة العربية عفو الفطرة في خصائص أحرفها تعبيراً عن معانيها.
خصائص حسية وشعورية (وجدانية)، قد جاءت الكلمة العربية إرثاً عن مراحل (غابية ثم زراعية ثم رعوية شعرية). فتحول كل حرف من حروفها بفعل تعامله مع الأحاسيس والمشاعر الإنسانية طوال الاف الأعوام، إلى وعاء من الخصائص والمعاني. فما أن يعيها القارئ أو السامع، حتى تتشخص الأحداث والأشياء والحالات في مخيلته أو ذهنه أو وجدانه. وبذلك ينوب الحرف في العربية عن الكلمة وتنوب الكلمة عن الجملة، ولا رمز ولا اصطلاح.
فمما قاله (ابن جني) في هذا الصدد: إن العربي قد أبدع كلماته: "سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المراد". بمعنى أنه، "كان يضع الحرف الأول بما يضاهي بداية الحديث والحرف الوسط بما يضاهي وسطه، والأخير بما يضاهي نهايته". فكان العربي بذلك يصور الأحداث والأشياء والحالات بأصوات حروفه (الخصائص ج2-ص162-163).
وهكذا إذا كان الرمزيون قد رفعوا من مقام لغاتهم الأجنبية من وسيلة إلى غاية بموسقة صيغ كلماتها وأصوات حروفها، فإن العربية هي بالضرورة غاية في حد ذاتها بلا موسقة مفتعلة.
ففي الكلمة العربية موسيقى باطنية عفوية بلا تصنع، قوامها التوافق الفطري بين خصائص أحرفها وبين ما تدل عليه من المعاني إيحاءً أو إيماءً. فما أن تنشد الكلمة في الشعر العربي الأصيل أو ترتل في القرآن الكريم، حتى نجد أن خصائص الحروف ومعانيها هي التي تتحكم بموسيقاها طواعية ذوقٍ أدبي رفيع بلا قسر ولا تصنع. (اعجاز القرآن - مصطفى صادق الرافعي ص214-215-218).
ولا غرو، فالشعراء هم الذين (موسقوا) الكلمة العربية طوال المراحل الرعوية بإنشادها في أهازيجهم وقصائدهم، فشحنوا أحرفها بشتى الأحاسبس والانفعالات لتتحول الكلمة العربية بذلك إلى تفعيلة (مموسقة) جاهزة للدخول في شتى الأوزان ومهيأة للتداول في شتى القوافي للتعبير عن شتى المعاني بلا موسقة مصطنعة. (الحرف العربي والشخصية العربية) ص98-100.
ولعل أغرب ما يميز العربية من سواها أنها ظلت على الفصحى بلا عامية حتى الإسلام، وإلى ما بعد أن شاع اختلاط أبنائها بمختلف الشعوب. فلقد أجمع علماء اللغة على استحالة وجود فصحى بلا عامية (في فلسفة اللغة ص223). ظاهرة (لغوية واجتماعية) متميزة في اللسان العربي.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 1:52 pm

القضية الثانية- حول موقع دراساتي من النظريات اللغوية ومدارسها:
لدراساتي منها موقعان رئيسان اثنان. أولهما يتعلق بأصول اللغة، والثاني بالمدارس اللغوية.
أولاً-حول أصول اللغة ونشأتها:
يمكن إجمال النظريات التي تناولت هذه المسألة في فئات أربع.
1-النظرية التوقيفية: تقول إن أصل اللغة (توقيف) أي وحي إلهي. ومن أبرز القائلين بها:
(هيروقليطس دويلاند) الغربيان و(ابن فارس) العربي.
2-النظرية التوفيقية: تقول بالتوفيق بين التوقيف والاصطلاح بمعنى أن الإله قد أقدر الإنسان على أن يصطلح الكلمات تعبيراً عن معانيه. ومن أصحابها (أبو علي الفارسي) ولكن هاتين النظريتين لم تصمدا أمام نقادهما للجانب الغيبي فيهما.
3-النظرية الاصطلاحية: تقول أن أصل اللغة هو الاصطلاح والتواضع. أي أن الأسماء هي مصطلحات قد تواضع الناس على معانيها. فنظم الحروف كما قال (الجرجاني) هو "تواليها في النطق فقط فليس نظمها لمقتضى من معنى". (دلائل الإعجاز ص32). والكلمة كما قال (سوسور): (ليست إلا إشارة، وأن معناها اعتباطي صرف) (تاريخ علم اللغات ص138) لجورج مونين.
وممن قال بها من العرب: (الغزالي- ابن خلدون- عبد القادر الجرجاني- أبو هلال العسكري) وكذلك معظم دكاترة اللغة المعاصرين ومنهم: د.صبحي الصالح في كتابه (دراسة في فقه اللغة) محمد المبارك في كتابه (فقه اللغة) د.فايز الداية في كتابه (علم الدلالة العربي).. د. حنفي ابن عيسى في كتابه (محاضرات في علم النفس اللغوي..) د.جعفر دك الباب. في كتابه (دلائل الإعجاز)- وغير صحيح ما قالوه بصدد العربية.
وممن قال بها من الغرب: ديموقريطس - هوموجيس. أرسطو- القديس توماس -باكون - روسو - كوندياك- ديكارت- هوبيز- سبينوزا-لوك -ليبنتز- سوسور، وأصحاب الفلسفة المظهرية الحديثة وكذلك المعاصرون من علماء اللغة وفلاسفتها وصحيح ما قالوه بصدد لغاتهم.
4- النظرية الفطرية -تقول: إن أصل اللغة فطري، ومما جاء على ألسنة أصحابها أن اللفظة قد اقتبست من الطبيعة بالمحاكاة، وأن الألفاظ بدأت بتقليد الأصوات في الطبيعة، وأن ثمة علاقة ذاتية بين الفكر والكلمة. وهكذا إلى المزيد من التعاريف التي يمكن ضمها تحت لواء المدرسة الواقعية القائلة "اللغة جزء من الواقع الطبيعي" (المرجع السابق ص15).
فممن قال بها من العرب: ابن جني -الفراهيدي وتلميذه سيبويه- ابن سينا- عبّاد ابن سليمان الضيمري الكرملي. محمد فارس الشدياق في كتابه (سهر الليال في القلب والابدال). العلايلي في كتابه (مقدمة اللغة العربية) الأرسوزي في مؤلفاته جميعاً. عبد الحق فاضل في كتابه مغامرات لغوية. وصحيح ما قالوه.
وممن قال بها من الغرب: أفلاطون. القديس أوغسطنوس- القديس غريغوريوس- ديولاند- همبولدت دونيس سكوت- فيكو وكذلك الشعراء الرمزيون كما أسلفنا وغير صحيح ما قالوه.
ملاحظة: إن جميع الأسماء الواردة آنفاً قد أخذت من المراجع أعلاه.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 1:54 pm

ولكن ما هو موقع دراساتي من هذه الفئات الأربع:
1-النظرية التوقيفيه: إن اللغة بحكم (كونيتها) المناخية، فإن نشأتها فيما أرى تتماس مع هذه النظرية (الحرف العربي والشخصية العربية ص262).
2-النظرية التوفيقية: هي مزيج من التوقيفي والاصطلاحي. وهي تتماس أيضاً مع محصلة دراساتي كما سيأتي في الفقرة التالية:
3-النظرية الاصطلاحية: إن اللغة العربية بحكم عراقتها التاريخية كان من المحال على أبنائها أن يلتزموا في ابداع جميع مفرداتها وقواعد صرفها ونحوها بالخصائص الفطرية للحروف العربية إذ لم يكن ثمة من رقيب عليهم في ذلك إلا الذوق الفطري السليم الذي كان يتمتع به هزاجها وفصحاؤها وشعراؤها. وكان من المحال أن يبسطوا سلطانهم على كافة الأذهان والأسماع والأذواق المبعثرة في قبائل رعوية مشردة، كان الكثير منها على احتكاك بالشعوب الشقيقة حول أطراف الجزيرة العربية، وذلك على الرغم من تشدد العلماء الذين قاموا بتدوين اللغة العربية منذ منتصف القرن الثاني الهجري، فلم يأخذوا إلا عن القبائل التي قدروا أنها لم تحتك بالشعوب الأخرى، وهي لم تتجاوز السبع من العشرات.
وإذن فإن المعاني (المعجمية) للمفردات التي لا تتوافق مع خصائص ومعاني حروفها هي بالضرورة مصطلحات قد تواضع الناس على معانيها وأصول استعمالاتها، وفيها الدخيل وغير الدخيل على قلتها.
وبذلك تكون دراساتي قد احتوت نظريات الفئات الثلاث:
4-النظرية الفطرية: إن دراساتي اللغوية تنتمي أصلاً إلى هذه النظرية. ولكنها قد تميزت من مدارسها أول ما تميزت بمنطلقها الفلسفي الجديد - "التوافق بين القيم الجمالية والقيم الإنسانية". فقد أخذ بي هذا المنطق قسراً عني، كما عرضت في المقدمة، إلى تقصي خصائص كل حرف عربي في شتى مواقعه بحثاً عن شتى معانيه، وذلك للتثبّت من مدى توافقهما مع مقولتي العتيدة. نهج جديد في التقصي الشامل عن معاني الحروف العربية لم يتبعه أي من أصحاب هذه المدرسة حتى الآن.
وبذلك تكون دراساتي قد تميزت من دراسات أصحاب هذه النظرية: بمنطلقها ونهجها وأسسها، وبشمولية جوانبها (التاريخية، والطبيعية، والاجتماعية، والصوتية، والنفسية) وما إليها.
فكان لا بد أن تأتي بنتائج جديدة، قد ألمحت إلى أهمها في المقدمة، وسيجد القارئ في متن هذه الدراسة المزيد منها في كل حرف.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 1:55 pm

ثانياً- ماذا عن المدارس اللغوية الأخرى؟ وما هو موقع دراساتي منها:
هل كانت منطلقاتها جميعاً فطرية أصيلة؟ وهل وفق أصحابها في اختيار لغاتهم موضعاً للتطبيق عليها؟ أما من حيث منطلقاتهم (التاريخية أو الاجتماعية أو النفسية أو الصوتية...) وما إليها فهي بحكم طبيعتها أصيلة وفطرية.
وأما موضع تطبيقها، فهو نقطة الضعف الرئيسة فيها جميعاً، على الرغم من المكاسب المعرفية الهامة التي حققتها في شتى القطاعات التي تناولتها من لغوية ونفسية وصوتية واجتماعية وتاريخية وما إليها.
فكل مدرسة لغوية منها كانت تصل بالضرورة في تقصياتها الخاصة إلى إشكالات معينة، قد تعذر على أصحابها تجاوزها أو الإجابة عما أثير حولها من تساؤلات وشكوك.
فهل يعقل مثلاً أن يستطيع أصحاب المدرسة اللغوية (التاريخية) الصعود إلى أصل اللغة الإنسانية أو أن تستطيع المدارس (النفسية أو الصوتية الوظيفية، أو الاجتماعية) أن تصل إلى نتائج حاسمة باعتماد لغات قد تخلت منذ القدم عن أصول نشأتها الفطرية في (الطبيعة والحس والنفس والمجتمع)، وذلك لهجرها الأوطان التي نشأت وترعرعت في ربوعها، فاحتكت في مهجرها بلغات وشعوب أخرى، على مثال ما وقع للغات الهندية الأوروبية والأكادية (البابلية- الأشورية) انظر فقه اللغة. د.علي عبد الواحد وافي ص(25-27) مما أفسح المجال للفكر أن يتحكم اعتباطاً بمعاني كلماتها وقواعد صرفها ونحوها بعيداً عن العوامل الفطرية الأساسية في نشأة اللغة الإنسانية.
وهكذا كان علماء اللغة اللاحقون وفلاسفتها ينتقلون من نظرية إلى أخرى، ومن مدرسة إلى مدرسة، منذ هيروقليطس قبل الفين وخمسمئة عام حتى انتهت هذه السلسلة إلى مدرسة (علم اللغة العام) المعاصرة التي طوت تحت لوائها جميع المنطلقات السابقة. وما أحسب أن صاحبها (سوسور) وتلاميذه سيصلون إلى نتائج حاسمة مادام اختيارهم سيقع على لغات غير فطرية.
أما اللغة العربية فهي بحكم نشأتها الفطرية وأصالة الإنسان الذي أبدعها في بيئة واحدة مستقلة ومنعزلة هي (الجزيرة العربية)، خلال مراحل غابية، ثم زراعية، ثم رعوية شعرية. مما أعطى المجال للنزعة الشعرية (الجمالية- الإنسانية) للاستمرار في تحكمها بمعاني مفرداتها وقواعد صرفها ونحوها. وهكذا قد حافظت العربية حتى الآن على أصالتها وفطرتها بفعل هزاج الجاهلية وشعرائها وفصائحها ورعاية القرآن الكريم لها.
ولذلك، فإن العربية بأصالتها الفطرية هي أصلح موضع لتطبيق جميع النظريات اللغوية للتثبت من صحة منطلقاتها، وللإجابة أيضاً عن جميع التساؤلات والإشكالات التي اعترضتها في اللغات الأجنبية، وظلت حتى الآن بلا إجابات ولا حلول صحيحة.
فدراساتي اللغوية هذه قد تداخلت مع منطلقات المدارس اللغوية جميعاً عفو تقصياتي الخاصة عن الروابط الفطرية بين القيم (الجمالية والإنسانية) في خصائص الحروف العربية ومعانيها.
ومرد هذا التداخل أن الحروف العربية (بخصائصها ومعانيها) مشحونة بشتى الأحاسيس والمشاعر الإنسانية مما جعل الكلمة العربية بهذه الطاقة الذاتية ( تشخص) الأحداث والمسميات والحالات الوجدانية، في مخيلات سامعيها وأذهانهم وفقاً لمقولة ابن جني:
"سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المراد".
وهكذا قد تداخلت دراستي أول ما تداخلت من علوم اللغة مع أصول علم (الدلالة) وعلم (الأصوات الوظيفي) وذلك من حيث القدرة الدلالية والتعبيرية للحرف في الكلمة العربية عن (المعنى المقصود والغرض المراد). كما تداخلت مع أصول علم اللغة (التاريخي) بمعرض الكشف عن فطرية اللغة العربية وأصالة الإنسان العربي وريادة الجزيرة العربية في الشؤون الحضارية، كما جاء في الفصل الثالث من دراساتي "الحرف العربي والشخصية العربية". تحت عنوان "الجزيرة العربية مهد الإنسان العربي وحضارته".
وكما تداخلت مع أصول علم اللغة "النفسي" بالكشف عن الخصائص (الهيجانية والإيمائية والإيحائية) في الحروف العربية، وكذلك بالمطابقة بين (شخصيتي) الحرف العربي والإنسان العربي في مكوناتهما- (الحيوية والاجتماعية والثقافية) كما جاء في الفصلين الرابع والخامس من المرجع السابق.
كما تداخلت دراستي (خصائص الحروف...) بخاصة مع علم اللغة (الاجتماعي) بالكشف عن الوظائف الاجتماعية للحروف العربية بمعرض التعبير عن معاني المفردات معجمياً، وعن أصول كثير من قواعد صرف العربية ونحوها، بما يتوافق مع تقاليد المجتمع العربي (الذكورية والأنثوية) ومع عاداته الرعوية، كما جاء في دراسة أحرف (ث-ذ-ش-ل-ف-م) وغيرها.
وما أحسب أن أي مدرسة لغوية أخرى غير ما ذكرت آنفاً أو أي مدرسة جديدة مقبلة إلاّ وستجد لها في دراساتي عن الحرف العربي وخصائصه ما يتداخل أو يتماس مع مبادئها وأصولها. فكل مدرسة لغوية تهدف إلى الكشف عن الخصائص الفطرية (الطبيعية أو الإنسانية) في أي جانب من جوانب اللغة الإنسانية، لا بد أن تجد لمنطلقاتها وأسسها تطبيقات صحيحة على الفصحى العربية التي استوفت شروط فطرتها.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 1:56 pm

الخاتمة
إن كل ما جاء من المستجدات (التاريخية والطبيعية والاجتماعية والحسية والنفسية والصوتية..) وما إليها مما عرضته في المقدمة يعتبر إضافة جديدة على النظريات اللغوية العربية، وليس توسعاً فيها. وذلك بحكم اعتمادي منطلقاً فكرياً جديداً هو: "التوافق بين القيم الجمالية والإنسانية) وتطبيقه على اللغة العربية الفطرية.
وهكذا فإن هذه المستجدات عن الحرف العربي، فيما أرى، تفتح آفاقاً جديدة أمام النظريات اللغوية العربية والغربية بخاصة، وذلك لحل المشكلات التي واجهتها وظلت بلا حلول، ولكن شريطة اعتماد اللغة العربية حصراً.
فكما أن الآثار التي اكتشفها علماء الغرب في أودية الفرات والنيل وربوع بلاد الشام، قد فتحت آفاقاً معرفية إنسانية جديدة أمام الثقافة الغربية الحديثة، فإن الحرف العربي ذا النشأة الفطرية صالح فيما أرى لأن يفتح مثل تلك الآفاق في قطاع نظرياتهم اللغوية.
ويحزنني أن أقول:
ما أحسب أن خصائص الحروف العربية ومعانيها ستأخذ مختلف أبعادها، ما لم يلتفت إليها علماء اللغة في الغرب والشرق، على غرار ما فعل علماء آثارهم في آثارنا.
ولكن، هل سيسمح لهم بذلك المعنيون بغزونا الثقافي المضاد؟
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 1:59 pm



الباب الأول

العلاقات الفطرية بين الحروف العربية

والحواس والمشاعر الإنسانية.

الفصل الأول

في تصنيف الحواس.


جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:02 pm

تمهيد:
لقد سبق أن تحدثت في الدراسة الأولى (الحرف العربي والشخصية العربية) بشيء من التفصيل عن الجذور(الغابية والزراعية والرعوية) في أصوات الحروف العربية وقد اعتمد العربي في تلك المراحل ثلاث طرق متباينة للتعبير عن حاجاته ومعانيه. كل واحدة منها تتوافق في رقيها مع مستويات الإنسان العربي في كل مرحلة منها: تخلفاً لتخلف، وتطوراً لتطور. (وأنصح أن يعود القارئ إلى هذا البحث في الدراسة الأولى ص(131) وما بعدها).
فماذا عن تلك المراحل الثلاث؟.
1-في المرحلة الغابية:
كان أبناء الجزيرة العربية يعتمدون في هذه المرحلة التي امتدت حتى الألف(12) ق.م الأصوات الهيجانية والحركات العفوية للتعبير عن حاجاتهم المحدودة. وهذه الطريقة هي ألصق الطرق ببدائيتهم. قد ورثنا عنها يقينا أحرف (الهمزة والألف والواو والياء).
2-في المرحلة الزراعية:
قد اعتمد أبناء الجزيرة العربية في هذه المرحلة التي امتدت من الألف(12) حتى الألف(9)ق.م كيفية النطق ببعض أصوات الحروف العربية للتعبير (إيماء وتمثيلاً) عن حاجاتهم ومعانيهم. قد ورثنا عنها أحرف (الفاء واللام والميم والثاء والذال) بترجيح شديد.
3-في المرحلة الرعوية:
لقد اعتمد العربي في هذه المرحلة التي امتدت منذ الألف (9)ق.م حتى العصور الجاهلية الأولى صدى أصوات الحروف العربية في النفس للتعبير(إيحاء) عن شتى الحاجات والمعاني. وهذه الطريقة هي أرقى ما وصلت إليه الإنسانية في دنيا التواصل اللغوي، فلم يعد لها مثيل في أي من لغات العالم. قد ورثنا عنها باقي الحروف. ولاعبرة لاحتمال انتماء أصول بعضها إلى الغابية أو الزراعية كما في الحروف (ب-د-ت-ش-خ.......) مادامت لم تستوف خصائصها الإيحائية وشروطها الثقافية إلا في المرحلة الرعوية. ونظراً لأن تراثنا اللغوي قد أُبدِع خلال المرحلة الرعوية على شفق الشعر وفي ضوء الخصائص(الإيحائية)، فقد غابت الخصائص (الإيمائية التمثيلية) للأحرف الزراعية حتى عن القائلين بفطرية اللغة العربية من علمائها. كما غامت عليهم الخصائص (الهيجانية) للحروف(الغابية)، فلم ينتبه إليها إلا قلة قليلة منهم في لمح عابرة، وبقليل من الدقة أغلب الأحيان.
وهذه الطريقة (الإيحائية) لم يتوصل إليها الإنسان العربي في المرحلة الرعوية إلاّ بعد أن بلغ مستوى ذهنياً متميزاً في رقيه الاجتماعي والثقافي ولاسيما الفني، وبعد معاناة طويلة مع أصوات الحروف ومعانيها، وتحت رقابة مقولة (لافن بلاأخلاق، ولا أخلاق بلا فن) دامت آلاف الأعوام(انظر مقدمة الدراسة).
ولذلك فإن استنباط معاني اللفظة العربية من صدى أصوات أحرفها في النفس يتطلب منا نحن بالمقابل مستوى مماثلاً في الرقي ولاسيما في الملكة الفنية (الذوقية)، وطول معاناة مع أصوات الحروف ومعانيها. وقلّما يتوافر ذلك لغير نفرٍ من هواة اللغة العربية ، من مريدين وأساتذة، ممن يتحلون برهافة الأحاسيس، وشفافية المشاعر، على كثير من الصبر الجميل .
فخاصية الشدّة في صوت (الدال) مثلاً، وخاصّية التحرك والترجيع والتكرار في صوت (الراء)، وخاصيّة الانبثاق والنفاذ والصميمية في صوت (النون)، وخاصيّة الاهتزاز والاضطراب والتشويه في صوت (الهاء) ، وخاصية الصلابة والصقّل والصفاء في صوت (الصاد)، وما إلى ذلك من خصائص أصوات الحروف، لا يستطيع القارئ أن يعيها ، ولا أنْ يعيَ العلاقة بينها وبين معاني الألفاظ التي تشارك في تراكيبها، إلاّ بعد تأمل هادئ عميق ومعاناة طويلة.
ولعلّ بعضاً من دكاترة اللغة العربية من خريجي المعاهد الغربية قد استعظموا على الإنسان العربي، الضارب في مجاهل الأرض والتاريخ أن يبلغ ذلك المستوى الثقافي الرفيع في صناعة الأصوات للتعبير عن معانيه بهذه الطريقة الأسطورية ، خلافاً لما هو واقع الحال في اللغات الغربية الراقية وما استقر عليه آراء علمائها.
فلقد أنكر محمد المبارك خريج معهد السربون في باريس على الحرف العربي خصائصه الإيحائية بضعة عشر عاماً أمضاها في تدريس اللغة العربية والتأليف فيها، قبل أن يعترف بذلك صراحة كما جاء في كتابه ( خصائص العربية (ص260-263).
على أن أصحاب المدرسة اللغوية القديمة القائلين بفطرية اللغة العربية، وما يستتبع ذلك من أنّ أصوات الحروف في اللفظة العربية توحي بمعناها، لم يدعموا رأيهم هذا بالبراهين الإحصائية القاطعة على وجود علاقة إيحائية بين أصوات الحروف العربية ومختلف الأحاسيس والمشاعر الإنسانية.
فإذا كانت معاني الألفاظ تتردد بداهة بين ما يدل على ملموسات وذوقيات وشميات وبصريات وسمعيات ومشاعر إنسانية ، فإنه لابد لأصوات الحروف أن توحي إذن بمختلف الأحاسيس الحسية والمشاعر الإنسانية. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن صوت الحرف في اللفظة العربية يصبح رمزاً على معنى، لتتحوّل اللفظة العربية بذلك إلى مجرد مصطلح على معنى كما يدّعي أصحاب المدرسة اللغوية الاصطلاحية. أما إذا كانت أصوات الحروف العربية صالحة فعلا للإيحاء بمختلف الأحاسيس الحسية (لمس-ذوق- شم- بصريات-سمعيات)، وبمختلف المشاعر الإنسانية، فإن الأصوات نفسها لابد أن تكون صالحة أيضاً للإيحاء بالأحاسيس الحسية والمشاعر الإنسانية. فالحروف العربية قبل أن تنتمي إلى القطاع اللغوي تنتمي أصلاً إلى القطاع الصوتي.
وإذن، لابد أن يكون ثمة نظام فطري معين يحكم العلاقات الكائنة بين الحواس الخمس لمسيّها وذوقيّها وشميها وبصَرَيّها وسمعيّها.
ولقد جهدت طويلا في الكشف عن هذا النظام الذي يعتبر الحجر الأساس في وجهة نظري هذه حول خصائص أصوات الحروف العربية الإيحائية، فخصصت له هذا الفصل.
وكيما يتابع القارئ بشيء من السهولة هذه الدراسة في الأبواب والفصول التالية، لابدّ له أن يستوعب أولا كل ما جاء في هذا الفصل من أسس يزوّد بها ذاكرته ومخيلته لمواجهة ماسيعترضه من مسائل جديدة غير مطروقة.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:05 pm

حول خصائص الحواس:
الحواس الخمس كما هو معروف عنها، إنما هي أجهزة توصيل فيزيائية وكيمائية تنقل إلى المراكز الحسية في الدماغ عبر خلاياها الحسية والعصبية، مختلف الأحاسيس التي تتلقاها من العالم الخارجي، فلكل حادثٍ إحساسٌ معين.
ولكنّ هذه الأحاسيس التي تتلقاها الحواس، هل هي مغلقة على ذاتها ضمن خلاياها ومراكزها الحسية في القشرة الدماغية، فلا تتأثر حاسة من الحواس بأحاسيس حاسةٍ أخرى؟.
أم إنَّ الأمر غير ذلك؟.
إن الحواس الخمس في الحقيقة ليست مجرد أجهزة توصيل سلبية تقتصر وظائفها على تلقي التنبيهات الخارجية فحسب، وإنما هي أجهزة (تحويل) إيجابية أيضاً قد تؤثر الحاسة الواحدة منها وتتأثر بأحاسيس غيرها من الحواس.
بمعنى أن الحاسة (آ) تستطيع أن تنبه حاسة ثانية (ب) فتثير في هذه الحاسة الأخيرة أحاسيسها الخاصة، دون أن تتلقى الحاسة(ب) عن العالم الخارجي أي إحساس آخر.
فلو نظرنا مثلا بالعين (الحاسة أ) إلى ظهر قنفذ، لتملكتنا قشعريرة الإحساس بوخز إبره ولو لم تلمسها أناملنا (الحاسة.ب) وهكذا تستطيع حاسة العين أن تثير في حاسة اللمس مختلف الأحاسيس اللمسية، دون أن تتلقى حاسة اللمس من العالم الخارجي أي منبه محسوس سوى الصور المرئية التي تتلقاها العين (الحاسة آ)
ولكن هذا التداخل في الآحاسيس هل هو عشوائي شخصي المزاج؟.
أم إنه محكوم بنظام فطري خاص.؟.
لقد اهتديت إلى هذا النظام بمعرض البحث عن العلاقات المتبادلة بين الفن والأخلاق في قطاع الحواس الخمس.
وهذا النظام مبنيّ أصلاً على تدرج الحواس في الرقي بحسب تجردها عن المادة، أي تبعا لشفافيتها. فالحاسة الأرقى أي الأكثر شفافية، تستطيع أن تؤثر في الحواس الأدنى الأكثر كثافة والتصاقا بالمادة، فحاسة السمع التي هي في قمة الحواس رقيا وشفافية، تستطيع أن تؤثر فيما دونها من الحواس، بمعنى أن الأصوات يمكنها أن تنبه فينا وتوحي لنا بأحاسيس مختلف الحواس.
وهذا النظام الفطري الذي يضبط العلاقات المتبادلة بين الحواس الخمس من حيث خصائصها المادية والإيحائية يمكن تلخيصه في تصنيفين اثنين:
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:08 pm

التصنيف الأول:
الحواس الخمس كأدوات حسية يمكن تصنيفها في هرم حسّيّ سويّ بحسب ماديتها، أي تبعاً لمدى تماس الحاسة مع المنبهات الحسية التي تتعامل معها.
منطقة المشاعر الإنسانية


حاسة السمع
حاسة السمع
حاسة البصر
حاسة البصر
حاسة الشم
حاسة الشم
حاسة الذوق
حاسة الذوق
حاسة اللمس
حاسة اللمس

الشكل رقم(1)
1-يبدأ هذا الهرم الحسي السوي بحاسة اللمس قاعدة للحواس. فهذه الحاسة هي أشد الحواس مادية وألصقها بالمادة. ذلك لأنَّه لابد لها أنْ تتماس مباشرة مع الأشياء المادية كيما تستطيع أن تكشف عن مختلف خصائصها المادية (حرارة ، برودة، خشونة، نعومة، رطوبة، لزوجة....الخ)
2-ثم تأتي بعدها في الطبقة التالية حاسة الذوق، وهي أقل مادية من حاسة اللمس، فلا تتفاعل إلا مع خصائص الأشياء الذوقية القابلة للانحلال في اللعاب(حلاوة، ملوحة، حموضة، مرارة...الخ).
3-ثم تأتي حاسة الشم أقل مادية من سابقتيها وأكثر تجردا عن المادة، فهي لا تتفاعل إلا مع الجزيئات المنبعثة عن الأشياء (مختلف الروائح).
4-ثم تآتي حاسة النظر، فلا تتفاعل ولا تتعامل إلا مع الصور المعكوسة عن الأشياء المادية. وهكذا تختص هذه الحاسة بإدراك الألوان والسطوح والحجوم والحركات. لتكون حاسة النظر بذلك مكانية صرفة وفي تجرد تام عن المادة.
5-ثم تأتي أخيراً حاسة السمع في ذروة الهرم الحسي، لا تدرك شيئاً عن خصائص الأشياء المادية إلا من خلال الأصوات المنبعثة عنها. والأصوات هي فعاليات صرفة تخرج من عالم المكان لتدخل في عالم الزمان كوحدات صوتية. وهكذا لاتسطيع حاسة السمع أن تدرك المكان إلا من خلال الزمن، لتكون حاسة السمع بذلك زمانية صرفة، وتجرداً تاماً عن المادة والمكان. إنها تجسيد للشفافية، إذا صح التعبير.
لنخلص من هذا التصنيف إلى أن الحواس الخمس موزعة بين المادة (لمس. ذوق. شم) والمكان (نظر)، والزمان (سمع)، في هرم متدرج سوي،قاعدته حاسة اللمس وذروته حاسة السمع. انظر الشكل (1).
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:13 pm

التصنيف الثاني:
أما الحواس الخمس، بمعرض الإيحاء بأحاسيسها، أي من حيث تأثير بعضها في بعضها الآخر، فيمكن تصنيفها في هرم حسي منكوس، ذروته في الأسفل، وقاعدته إلى الأعلى. وذلك لتظل الحواس مع هذا الوضع الجديد في الهرم المنكوس على ترتيبها السابق:
منطقة المشاعر الإنسانية


حاسة السمع
حاسة السمع
حاسة البصر
حاسة البصر
حاسة الشم
حاسة الشم
حاسة الذوق
حاسة الذوق
حاسة اللمس
حاسة اللمس

الشكل رقم (2)
1-فحاسة اللمس تبدأ بالذروة المنكوسة من الهرم، وهي لاتنقل إلينا من خصائص الأشياء إلاّ الأحاسيس اللمسية. فملامس الأشياء لا توحي بطعمها أو رائحتها أو لونها أو صوتها. وهكذا فإن حاسة اللمس مغلقة على ذاتها كما الذروة المنكوسة من الهرم، وكما الغريزة الجنسية: عمى عن أي إحساس آخر أو شعور.
2-ثم تأتي فوقها حاسة الذوق، لكل مذاق إحساس لمسي معين. ففي طعم الحلاوة مثلا، نعومة ودفء، وفي الحموضة صلابة وبرودة، وفي البهارات خشونة وحرارة.....على أن المذاقات لاتتوضح على حقيقتها إذا لم تشترك معها حاسة الشم كما في حالة الزكام، إلاّ أن حاسة الذوق لا تستطيع الإيحاء بأي رائحة أو لون أو صوت.
3-ثم تأتي حاسة الشم. لكل رائحة إيحاء بإحساس لمسي ومذاق . ففي الروائح العطرية مثلا، ملامس بين الحرير والمخمل نعومةً، ومذاقات بين طعم العسل ومنوع الفواكه، وفي الروائح الأخرى ملامس من الجفاف والخشونة والوخز والحرارة والبرودة، ومذاقات من الملوحة والحموضة والمرارة والدسم وما بينها، مما لا يحصى من الملامس والمذاقات. على أن الروائح لا توحي بأي لون أو صوت.
4-ثم تأتي حاسة النظر، فتوحي الألوان والخطوط بمختلف الأحاسيس اللمسية والذوقية والشمية. على أن حاسة النظر إذا كانت لاتنبئنا على واقع التجربة ببعض ملامس الأشياء ومذاقاتها وروائحها إذا لم تدخل في نطاق تجاربنا السابقة عن طريق الذاكرة، فإن الألوان والظلال والأشكال لها في الحقيقة إيحاءات لمسية وذوقية وشمية، وإن لم تتطابق مع واقع هذه الأحاسيس نفسها. فيكفينا من لوحات عباقرة الرسامين أن توحي للعين بمختلف الملامس والمذاقات والروائح، إذا ما تمازجت ألوانها وظلالها وخطوطها على أيديهم، ولا روائح، ولا مذاقات ولا ملامس إلاّ أحاسيسهم يصبونها في لوحات. لتقف ريشة الفنان عند هذا السقف ، فلا تستطيع ألوانه وخطوطه وظلاله أن توحي بالأصوات، مالم تتدخل الذاكرة بصورة غير مباشرة عن طريق التداعي : (صورة عاصفة وضجيجها، جدول ماء وخريره).
5-وأخيراً تأتي حاسة السمع في القاعدة المقلوبة إلى أعلى، ملتقى لجميع الأحاسيس. بعض الأصوات يوحي بأحاسيس لمسية معينة. وبعضها الآخر يوحي بأحاسيس ذوقية أو سمعية أو بصرية، ولكن ما أن تتداخل الأصوات الموسيقية وتتماوج على يد فنان عبقري، حتى تستطيع الأذن المرهفة الحس المدربة، أن تستوحي من الأعزوفة مختلف الأحاسيس والمشاعر الإنسانية التي خطرت في ذهن مبدعها الفنان. ولو لم تكن الأصوات الموسيقية أوعية زمنية معبأة بمختلف الأحاسيس والمشاعر، لكانت شيئاً لا يطاق من آليّ الاهتزازات والانعكاسات، لاحياة فيها ولانماء ولا إحساس انظر الشكل (2).
لنخلص من هذا التصنيف إلى أن الأحاسيس اللمسية كامنة في الحواس جميعا، تشدها إلى الأرض وتربطها بالأحاسيس المادية. كما أن حاسة السمع تستوعب أحاسيس جميع الحواس، كناية عن قدرة الزمان على تجاوز المادة والمكان استيعابا لهما وفيضا عليهما. ومن هنا كان الزمان من حيث وعينا له يتصف بالوحدة والعمق. تكثيفا لمختلف الأحاسيس والانفعالات في وحدات من الأصوات. بينما يتصف المكان بالتشتت والبعد: توزيعا لمختلف الأحاسيس على مختلف الحواس في صور مادية محسوسة.
وهكذا تتداخل الأحاسيس مع المشاعر الإنسانية عن طريق التجربة والمعاناة من خلال معانيهما:

جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:16 pm



الفصل الثاني:


أصوات الحروف العربية وإيحاءاتها الحسية والشعورية



جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:17 pm

بيني وبين علماء اللغة .
على الرغم من أن علماء اللغة الذين قالوا إنَّ لغتنا مأخوذة مباشرة عن الطبيعة، وأصّلوا على ذلك، أنّ معنى اللفظة مستفاض عن صورتها الصوتية، فإن أحدا منهم لم يربط يبن أصوات الحروف وبين الحواس الخمس والمشاعر الإنسانية.
ولئن كان بعضهم قد أسند إلى أصوات الحروف بعض الإيحاءات اللمسية والبصرية والصوتية، فإن أحدا منهم لم يسند إليها أيّ إيحاء بإحساس ذوقي أو شمي.وباستثناء الأرسوزي، فإن أحداً منهم لم يسند إليها أيّ إيحاء بمشاعر إنسانية. وهذا يعني كما سبق وألمحنا إلى ذلك، أن جميع الألفاظ الدالة على أحاسيس ذوقية وشمية ومشاعر إنسانية، إنما هي مصطلحات على معان. الأمر الذي يتناقض صراحة مع ما ذهبوا إليه من أن لغتنا مأخوذة عن الطبيعة ماديها وإنسانيها، وأنّ معاني الألفاظ هي محصلة موحيات أصوات حروفها.
لذلك، وقبل أن أتحدث عن الإيحاءات الحسية والشعورية في أصوات الحروف العربية، أرى من المفيد أن أتحدث أولا عن مسألة الاستيحاء، مادامت هذه المسألة هي مرتكز هذه الدراسة.
1-فما الاستيحاء؟
الاستيحاء هو عملية نفسية من اختصاص المشاعر الإنسانية. وعلى الرغم من أنني عقدت فصلاً خاصاً عن الشعور في هذه الدراسة، فإني أرى من المفيد أن أتطرق منذ الآن بشيء من الإيجاز إلى دور الشعور في عملية استيحاء المعاني والتعبير عنها، ولو ببعض الأمثلة.تمهيد لابد منه لمتابعة الحديث عن إيحاءات أصوات الحروف العربية وخصائصها الحسية والشعورية.
فلو شاهدنا مثلا صديقاً حميماً يصارع منافساً له، وأطلقنا النّفس على سجيتها، إذن لصدرت عنا بصورة عفوية مختلف الحركات والأصوات التي تعبّر عن انفعالاتنا الشعورية عبر مواقف الصديق في مراحل صراعه، وكأنّ الأمر أصبح بيننا نحن وبين ذلك المنافس. هذه العملية الشعورية يسميها علم النفس، التقمص الشعوري، أو المشاركة الوجدانية، حيث يسقط الإنسان فيها مشاعره على الآخرين. ولو أردنا أن نعرّف أجنبياً لانفهم لغته ولا يفهم لغتنا، بشيء معين من الأشياء، لاضطررنا إلى تقمص مادة ذلك الشيء والاتحاد بها، لنستخلص منها خصائصها الذاتية من ملمس، أو مذاق، أو رائحة ، أو شكل، أو صوت، لنعبّر عنها للأجنبي بالحركات والأصوات الملائمة كيلا يخطئ في تشخيص الشيء المراد وتحديده. فهكذا تقمّص العربي الفجر أشياء العالم الخارجي وأحداثه على الطبيعة، ليعرّف أبناء مجتمعه بها بشتى الحركات والأصوات التي تعبّر عن خصائصها الحسية، فلا يخطئون بعد ذلك في معرفة معاني تلك الأصوات والحركات. لتسقط الحركات الجسدية عبر مراحل تطور اللغة ويستعاض عنها بنبرات أصوات الحروف إيحاء، أو بحركات أعضاء جهاز النطق تمثيلاً أثناء التلفظ بتلك الأصوات. لابل إن عملية التقمص الشعوري هذه ، لابد أن يمارسها كل فنان وشاعر وأديب كيما يستوحي من مواضيع تأمله مختلف الأحاسيس والمشاعر الأصيلة التي تتضمنها، ليعبر عنها بصدق، سواء في تماثيل أو لوحات أو قصائد أو ألحان. وهكذا كان العربي بحكم نشأته اللغوية الفطرية هذه ، أبرع شعراء العالم وأدبائه في وصف الطبيعة. فكان لكل من السيف والرمح والناقة والفرس والكلب والذئب والأسد والريح والغيم، وما إلى ذلك من مظاهر الطبيعة، عشرات وربما مئات الأوصاف، قد تحولت لصدق دلالتها عليها إلى أسماء. وهذا مصداق لنظرية العلاّمة (ريبو)، القائلة بأن الصفة هي أول ما ظهر في اللغة الإنسانية، ثم تلتها أسماء المعاني، وأسماء الذوات، ثم ظهرت الأفعال (علم اللغة للدكتور وافي ص113).
وإذن لقد أصبح من الممكن الآن، أن نتصور أن العربي في مراحله اللغوية المبكرة’ عندما شاهد جملاً مثلاً، قد أسقط عليه مشاعره (التقمص)، ليعبر عن أحاسيس الضخامة والارتفاع التي تركها في نفسه بالحركة المناسبة من يديه مع صوت معين فيه شيء من الضخامة والفلطحة، فكان له من ذلك صوت الجيم (الشامية لا القاهرية). لتسقط الحركات الجسدية مع تطور اللغة العربية، ويستعاض عنها بأصوات إضافية من الحروف.
وهكذا تقمّص العربي أوضاع الأشخاص والأشياء والحيوانات والأحداث الخارجية ليعبر عما أثارته في نفسه من أحاسيس ومشاعر إنسانية بأصوات الحروف الأبجدية. وهذا ما عناه ابن جني بعبارته الذكية (حذوا لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث).
وإذن لقد اعتمد العربي شعوره للاهتداء إلى أصوات حروفه واستخلاص معانيها، استيحاء من العالم الخارجي بروح فنية خالصة، وليس بملكة (عقلية-هندسية).
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:19 pm

2-ثم كيف أبدع العربي ألفاظه للتعبير عن معانيه؟.
بعد أن اهتدى العربي إلى أصوات حروفه ومعانيها، بقي على فطرته البدوية يتقمص الأشياء والأحداث لاستشفاف خصائصها الذاتية. وهكذا أخذ ينتقي الحروف التي تتلاءم إيحاءاتها الصوتية مع تلك الخصائص، ولكن وفق ترتيب معين يماثل تراكيب الأشياء، كما في كلمات (باب، بير، طبل) ، أو يماثل حركات الأشياء، كما في (رفرف، زلزل، لحس، بحث)، ليتحول المدرج الصوتي بذلك، من أول الحلق داخلاً حتى أخر الفم في الشفتين خارجاً إلى حلبة رقص. وهكذا يتحول الصوت ذاته إلى راقص ينتقل برشيق (أقدامه) على مخارج الحروف، إلى الأمام أو الوراء، إلى فوق أو تحت، وإلى اليمين أو ذات اليسار، ليصور الصوت بذلك الأشياء والأحداث بحركات إيمائية تمثيلية مسموعة غير منظورة. وهكذا تتحول اللفظة العربية إلى رقصة صوتية بارعة، لا توحي بمعناها الأصيل فحسب، وإنما تجسّده أيضاً، مما لا يقدر على ذلك راقص ولا ممثل أو فنان.
وهذا ما عناه ابن جني عندما أخذ يشرح قاعدته الذهبية: (تصاقب الألفاظ، لتصاقب المعاني).فالعربي بعد أن يختار الحروف التي تتوافق أصواتها مع الحدث الذي يريد التعبير عنه، يقوم بترتيبها في اللفظة على أساس أن يقدم الحرف الذي يضاهي (أي يماثل) أول الحدث، ويضع في وسطها ما يضاهي وسطه، ويؤخر ما يضاهي نهايته. وذلك (سوقا للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المراد).كما عرض ذلك في مثال (بحث) في كتابه (الخصائص ج 2ص 162-163).
كما أعتمد ابن جني هذه القاعدة في تعليل الفرق بين (قدّ) طولاً ، و(قطّ) عرضا بقوله: (ذلك أن الطاء أخصر للصوت وأسرع قطعاً له من الدال. فجعلوا الطاء المناجزة (أي ذات المخرج الصوتي القريب من مخرج القاف)للقطع عرضاً. أما الدال المماطلة (أي ذات المخرج الصوتي البعيد عن مخرج القاف)، فقد جعلوها لما طال من الأثر، وهو قطعه طولا). (المرجع السابق ص158).
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:21 pm

3- ولكن كيف نستوحي نحن معاني الحروف من أصواتها؟.
إذا كان العربي الفنان قد لجأ فعلاً إلى تقمص أشياء العالم الخارجي وأحداثه على وجه ما شرحناه للاهتداء إلى أصوات حروفه ومعانيها بوسيط من مشاعره، فإنه لابد لنا نحن أن نهتدي بالمقابل إلى معاني هذه الحروف بالذات فيما لو تأملنا صدى أصواتها في مشاعرنا، ولكن شريطة أن يتمتع ذلك العربي بأصالة فنية إبداعية، وأن نتمتع نحن بأصالة فنية تذوقية موازية. ومعاجم اللغة العربية هي المحكّم في هذه القضية.
وتأمّل صدى أصوات الحروف في المشاعر، إنّما هو عملية استبطان صريحة.
وإذن ما الاستبطان؟.
الاستبطان، كما يقرر علم النفس ، هو انعكاس الشعور على الشعور، إنه إحساس بالإحساس وتأمل باطني لما يجول في الذهن، (مبادئ علم النفس للدكتور يوسف مراد ص14).
وهكذا فالاستبطان هو استخدام الشعور كملكة وعي لادراك هذه الحالات الشعورية والأحاسيس التي تعتمل في نفوسنا.
وإذن ، فإن استيحاء معاني الحروف من أصواتها، إنما يتم عن طريق الاستبطان، وذلك بانعكاس شعورنا على المشاعر والأحاسيس التي تثيرها أصوات الحروف في نفوسنا. وهذا ما عناه الأرسوزي بعبارته: (صدى أصوات الحروف في وجداننا).
فلو تأملنا صدى صوت (الجيم) في نفسنا مثلاً، أي لو استبطناه، لاوحى لنا بالضخامة كإحساس بصري، وبشيء من الطراوة والحرارة كإحساس لمسي. وهذا ينسجم مع مايوحيه منظر الجمل وملمسه، لابل ورائحته الدسمه أيضاً. وهكذا أطلق العربي بالفعل لفظة (الجيم الشامية)، على الجمل الهائج. ولقد بدأت بهذا الحرف أسماء كثير من الحيوانات (الجاموس، الجحش، الجدي، الجرو، الجيأل للضبع، الجؤزر لولد البقرة الوحشية....).
وهناك أصوات حروف أكثر تعقيداً وأصعب استبطاناً من حرف (الجيم) مثل الصاد- الضاد- العين-الغين-الهاء....كما سنرى .
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:22 pm

علماء اللغة وخصائص الحروف العربية:
لقد تبين مما تقدم أن استيحاء معاني الحروف العربية بالرجوع إلى خصائص أصواتها عن طريق الاستبطان، فيه الكثير من المشقة والمخاطرة. ولعل هذا السبب هو الذي جعل علماء اللغة يتجنبون هذه العملية الصوتية النفسية كمنهج لهم، وإن كان لامفر لهم من معاناتها، ولو في صور من رهافة السمع والتذوق الأدبي الرفيع.
ولقد نشرت لي مجلة المعرفة السورية في عددها(407) لشهر آب 1997 دراسة مطولة بعنوان ( فطرية العربية على موائد علمائها). عرضت فيها خلاصة ماجاء به خمسة من القائلين بفطريتها وهم Sad ابن جني، وأحمد فارس الشدياق، وعبد الحق فاضل، والعلايلي، والارسوزي) .
وقد بينت فيها بعضاً من ايجابيات وسلبيات ما توصلوا إليه حول فطرية العربية وخصائص حروفها.
لذلك وحذر الأطالة اكتفي هنا بالحديث الموجز عن مناهج ثلاثة منهم للكشف عن بعض الثغرات فيها، ممايشير إلى صعوبة التعامل مع خصائص الحروف العربية ومعانيها، ومن ثم لمقارنتها مع نهجي الخاص بهذا الصدد. وهؤلاء الثلاثة هم (ابن جني-عبد الله العلايلي-زكي الارسوزي).
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:24 pm

أولا-حول منهج ابن جني: في كتابه الخصائص.
لقد لجأ ابن جني إلى استخلاص معاني الحروف العربية من معاني الألفاظ، بدلاً من الاتجاه مباشرة إلى تأمل صدى أصواتها منفردة في وجدانه. ولقد استهدى في ذلك تارة بقاعدته الذكية: (لا ينكر تصاقب الألفاظ، لتصاقب المعاني). أي تقارب الأصوات لتقارب المعاني. كما استهدى تارة أخرى بقاعدته الأذكى (سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المراد).. ومع ذلك لم ينج مع هاتين القاعدتين المستحدثتين من عمليات الاستبطان من التناقض حيناً بمعرض الكشف عن خصائص الحرف الواحد، ولامن الخطأ حيناً آخر في تعيين خصائص بعض الحروف ومعانيها.
فلقد ضرب ابن جني لتحديد معاني الحروف وخصائصها، الأمثلة التالية:
(القاف) فيه صلابة، وفي (الخاء) رخاوة. هذا صحيح. إلا أنه يعود فيقول:
(الحاء) فيه رقة، وفي (الخاء) غلظة. فقيل للماء القليل نضح بمعنى رشح، ونضخ للماء الغزير، بمعنى اشتد فورانه في ينبوعه. فكيف يجتمع في حرف (الخاء) خاصيتا الرخاوة والغلظة، وهما متناقضتان؟.
كما قال ابن جني أيضاً:
الهمزة في (أزّ) ، أقوى من (الهاء) في (هزّ).
وهنا اكتفى ابن جني بالكشف عن خاصية القوة الانفجارية في صوت (الهمزة)، وعن خاصية الضعف في صوت (الهاء) . وفي الحقيقة، إن صوت الهمزة يوحي بالبروز والنتوء، أكثر مما يوحي بالقوة، كما سوف نرى في دراستها. ولفظة (أزّ) معناها لغة (تحرك واضطرب)، وهما صورتان مرئيتان . والقوة في (أزّ) تعود إلى فعالية )(الزاي) المشددة، ليقتصر دور الهمزة على إظهار فعالية الزاي في صورة مرئية تشاهد بالعين. كما أن لفظة (هزالشي هزا)، بمعنى حركه بشيء من الشدة، مدينة بما في معناها من شدة للزاي المشددة، أما الهاء فهي للاضطرابات. وإذن فالشدة في كلتا اللفظتين تعود أصلا إلى (الزاي) المشددة، بفارق من أن الهمزة للظهور والبروز والهاء للاضطرابات والانفعالات النفسية. على أن شخصية الهاء من حيث تأثيرها في معاني الألفاظ التي تتصدرها، إنما هي على خفوت صوتها، أقوى بكثير من شخصية الهمزة في هذا المضمار، على الرغم من جهارة صوتها وانفجاريته، كما سوف نرى في الحديث عن الهمزة والهاء.
كما إن قيام ابن جني بتحديد معاني الحروف عن طريق المقارنة بين معاني الألفاظ أخذا بقاعدته (تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني)، على وجه ماسبق ذكره، قد أوقعه في أخطاء كثيرة، كما في قوله:
العين في (عسف)، أخت الهمزة في (أسف)، وأضعف منها.
وسنرى أن العين حرف شعوري، والهمزة حرف بصرى، فأين الإخاء بينهما؟.
كما قال: الباء في (علب) أخت الميم في (علم). والدال في (قرد) أخت التاء في (قرت) والزاي في (علز) أخت الصاد في (علص). والسين والحاء في (سحل) أختا الصاد والهاء في (صهل) . الخصائص -الجزء الأول-ص145-160).
كل ذلك بمعنى تقارب معاني الحروف لتقارب مخارجها الصوتية ، وإن تفاوتت في القوة والشدة. وسوف نرى وكأنه لا علاقة ولاقربى معنوية بين هذه الحروف الإخوة أحياناً كثيرة، إلا كتلك التي كانت بين قابيل وهابيل.
ولو أن ابن جني تأمل صدى أصوات الحروف في نفسه لمعرفة خصائصها، لما وقع في هذه الأخطاء لمجرد تلك المصادفات من تقارب المعاني لتقارب الألفاظ في بعض الأحيان.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:26 pm



ثانياً-حول منهج العلايلي في كتابه: تهذيب المقدمة اللغوية

لقد حدد العلايلي معاني حروف الجدول الهجائي(بما تسمح به النصوص) دون أن يعتمد صدى أصواتها في نفسه. ولذلك غابت عن معاني حروف جدوله بصورة عامة خصائص أصواتها الحسية والشعورية كما سنرى. ونحن لانتهم العلايلي بالعجز عن استبطان أصوات الحروف، فلقد قرر مثلاً، أن (اللام) معناه الملاصقة والمساس، وذلك بمعرض تحليله لمعنى لفظة (جبل).(ص47من المقدمة). وهذا صحيح . ولكنه يعود فيقرر في جدول معاني حروفه: (إن اللام يدل على الانطباع بالشيء بعد تكلفة) المقدمة (ص64).

فأين معنى الملاصقة والمساس المستوحى من صوت اللام، من معنى الانطباع بالشيء بعد تكلفة المستخلص مما (سمحت به النصوص)؟.

ولعل العلايلي قد رأى أن اعتماد النصوص المحفوظة في استخراج معاني الحروف هو أقل شططا ومخاطرة وأسلم عاقبة من استخراج معانيها عن طريق صدى أصواتها في النفس. ولكن نهجه هذا هو أقل دقة وأكثر شططا كما سنرى في دراسة الحروف.


جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:27 pm



ثالثاً-حول منهج الارسوزي:

وهكذا كان الارسوزي هو الوحيد الذي اعتمد قاعدة صدى الاصوات في الوجدان لاستيحاء معاني الحروف. ولكنه وقف جل اهتمامه على استيحاء معاني الالفاظ العربية من صدى جملها الصوتية في نفسه، فلم يولِ الحروف العربية إلا القليل من عنايته منصرفاً إلى المقاطع الثنائية، وذلك على العكس مما فعل العلايلي الذي بدأ بالحروف العربية، ومنها انتقل إلى المقاطع كما مر معنا، ولذلك قد اقتصر الارسوزي على تحديد خصائص أحد عشر حرفاً فقط، وباقتضاب شديد كما سنرى.


جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:30 pm

حول المنهج الذي ابتعته في استيحاء معاني الحروف العربية:
لقد سبق أن بينت أنّ الحروف العربية كأصوات فطرية مقتبسة من الطبيعة (المادية أو الانسانية)، لابد أن توحي بمختلف الأحاسيس الحسية والمشاعر الإنسانية.
وإذن فإن منهجي يقوم على الاستبطان الشعوري لاستيحاء الخصائص الصوتية لكل حرف. خطوة أولى لابد منها للكشف عن معانيه. وهكذا يتلخص منهجي في مرحلتين اثنتين:
أ-المرحلة الأولى:
أقوم باستيحاء خصائص صوت كل حرف بتأملّ صداه في نفسي بعد تفخيمه، عودة به إلى طريقة النطق بصوته حين أبدعه العربي للتعبير عن معانيه. وذلك بأن أسلط عليه أحاسيس الحواس الخمس- ومختلف المشاعر الإنسانية، فأتحرى مختلف خصائصه الحسية، ثم الشعورية.
فإذا وجدت في صوته ما يوحي بإحساس لمسي، بحثت عن شتى لمسياته، من ليونة أو صلابة أو خشونة أو برودة أو حرارة..كما أنني أتبع هذا النهج بالذات لاستخلاص موحياته الذوقية والشمية والبصرية والسمعية والشعورية .
فإذا اقتصرت إيحاءات صوت حرف ما على اللمسي فقط، صنفته في فئة الحروف اللمسية، وإذا تجاوزت هذه الايحاءات حاسة اللمس فوقفت عند الحدود الذوقية أو الشمية أو البصرية أو السمعية ، صنفته في الطبقة العليا التي تنتهي عندها ايحاءاته صعوداً.
على أنني قد تخطيت هذه القاعدة مع بعض الحروف، فصنفت بعضها في الطبقة الأدنى وصنفت بعضها الآخر في الطبقة الأعلى لأسباب خاصة تتعلق بطبيعة الحرف أو ببعض خصائصه المتميزة، كما سيأتي .
وهكذا توصلت إلى توزيع الحروف العربية بين الحواس الخمس والمشاعر الانسانية، فكان لكل منها حرف أو أكثر عدا حاسة الشم التي لم تختص بحرف معين وإن كان ثمة أكثر من حرف يوحي صوته بأحاسيس شمية.
وإذن، فإن هذا المنهج يتميز عن سواه من المناهج بالكشف عن الرابطة الفطرية بين أصوات الحروف العربية وبين الحواس الخمس والمشاعر الإنسانية.
أما المنهج الموازي الذي اعتمدته أيضاً في استخراج معاني الحروف من طريقة النطق بها إيماء وتمثيلاً، فإني لم اهتد إليه إلا مصادفة بعد إنجاز هذه الدراسة للمرة الأولى. وذلك عندما أخذت في مراجعة معاني المصادر التي تبدأ بحرف (الفاء). فلقد تبين لي أن تلك المعاني تتجافى مع موحيات الضعف والوهن في صوت الفاء، خلافاً لما نهج عليه العربي في تحديد معاني حروفه وفقاً لصدى أصواتها في النفس. فانتبهت إلى ظاهرة التوافق بين معاني المصادر التي تبدأ بالفاء، من شق وفصل وتوسع ، وبين طريقة النطق بهذا الحرف، كما مر معنا في بحث الجذور الزراعية في الحروف العربية(الحرف العربي والشخصية العربية ص131 ومابعدها).وكما سيأتي لاحقاً في دراسة حرف (الفاء).
ب - المرحلة الثانية:
وبعد أن أحدد الخصائص الصوتية والإيمائية التمثيلية لكل حرف على وجه مامر معنا في المرحلة الأولى، أقوم باستخراج المصادر التي تبدأ بكل حرف مع معانيها، أقوياً كان الحرف أم ضعيفاً. أما الحروف التي في أصواتها رقة وشاعرية، فلقد نهجت على استخراج المصادر التي تنتهي بها أيضاً، حيث تكون هنا أوحى بمعانيها، كما عمدت إلى استخراج معاني المصادر التي تنتهي ببعض الحروف القوية وكذلك المصادر التي تتوسطها أحرف (ظ-ص-ض-خ-ح-هـ-ع) ، وذلك للتثبت من مدى قوة شخصياتها.
وبمقارنة معاني المصادر التي تبدأ بحرف ما مع معاني المصادر التي تنتهي به، تبين لي أن تأثير كثير من الحروف في معاني المصادر يختلف بحسب مواقعه منها، وذلك لتغير تمثيلها الإيمائي أو إيحائها الصوتي في الموقعين. مما يقطع بأن العربي لم يعط أصوات حروفه قيماً رمزية محددة، ولا معاني مطلقة أيضاً، وإنما ترك ذلك لإيحاءاتها الصوتية، ولطريقة النطق بها أنى كانت مواقعها من الكلمة. وهذا يتطلب حساسية سمع ورهافة في الشعور، ونباهة وانتباها دائبين.
وهنا لابد لي من وقفة قصيرة لتوضيح نهجي في انتقاء هذه المصادر.
لقد اقتصرت تقصياتي على الأفعال أو الأسماء العربية القحّة، مما ليس مولداً بعد عصر الرواية والتدوين، أو معرّباً عن لفظ اجنبي، أو دخيلاً دون تعريب أو عامياً أو اسماً لحشرة أو نبات ليس وصفا لفعل أو اسم . ولقد اخترت من هذه الأفعال والأسماء، ماقدّرت أنه هو الألصق جذوراً بالأرومة الأم. كما اخترت من مختلف معاني المصدر الذي وقع عليه الخيار المعنى الحسي لقربه من أصالة اللفظة العربية وفطريتها، مبتعداً ما أمكنني عن المعاني المجازية وإن كانت هي الشائعة الاستعمال حالياً. وذلك لأن غالبية أرومات الألفاظ العربية قد أبدعت في عهود سحيقة تعود إلى مرحلة الرعي، اقتباساً من أشياء وأحداث محسوسة، أو انفعالات هيجانية فطرية، كما سبق ولحظنا ذلك في بحث (الجذور الغابية والزراعية والرعوية في أصوات الحروف العربية) المرجع السابق ص125ومابعدها ).
وهذا المنهج في انتقاء المصادر هو المنهج الموضوعي الصحيح، لأنه هو الألصق بواقع نشأة اللغة العربية، فعندما كان العربي يحتاج إلى التعبير عن معان معنوية مجردة في مراحل ثقافية واجتماعية متطورة لاحقة، كان يجد نفسه مضطراً إلى البحث عن اللفظة المناسبة في جذور مابين يديه من المصادر، مما يتوافر فيها رابطة ما بين الوظيفة المحسوسة للفظة وبين الوظيفة الذهنية للمعنى المجرد المراد، كما في لفظة (عقل) البعير (ربطه بالعقال) على الطبيعة، وعقل الأشياء أدركها على حقيقتها (بذهنه).
وهكذا نرى أن الرابطة الذهنية بين المعنيين تتجلى في التماثل بين وظيفة العقال في ربط البعير في موضعه، وبين وظيفة العقل في ربط الأشياء بحقائقها. فالربط إذن هو العامل المشترك بين العقل المجرد والعقال المحسوس، وما أصدقه من حدس فلسفي. وكما في غفر الشيء(ستره) ، وغفر الذنب (محاه) ، واللغة العربية مليئة بهذه الشواهد من الأمثلة. فنادراً جداً مانجد معنى مجرداً ليس مستنبطاً من معنى حسي.
وهذه الطريقة التي اتبعها الإنسان العربي بمعرض التعبير عن معانيه الذهنية، تعود أصلاً إلى استحالة تقمص هذه المعاني لإبداع الصور الصوتية الملائمة لها، على مثال ماكان يفعل بصدد الأشياء والأحداث الخارجية المحسوسة .
وهذه الظاهرة اللغوية الحسية، ليست مقتصرة على العربية فحسب، وإنما هي مشتركة بين مختلف اللغات السامية(فقه اللغة للدكتور وافي ص13-14).
وما كان أشق عملية اختيار المصادر ومعانيها. فمن ألفين وتسعمئةٍ وستين مصدراً ومشتقاً تبدأ بحرف النون عثرت عليها في المعجم الوسيط مثلا، وقع اختياري على ثلاثمئة وثمانية وستين مصدراً فقط (فعلا أو اسما) اعتبرتها مصادر. ومن المعاني العديدة المتداخلة لكل مصدر، اخترت معنى واحداً، وفي قليل من الأحيان معنيين اثنين، كما أشرت إلى ذلك في المقدمة، وكما سيأتي في دراستها.
ثم بعد أن أستخرج المصادر التي تبدأ أو تنتهي بحرف ما على وجه مابينت آنفا، أقوم بتصنيفها في جداول خاصة تجمع بين معانيها رابطة حسية أو معنوية، وذلك للتثبت من أمور ثلاثة:
أ-مامدى تطابق الخصائص الصوتية والإيمائية للحروف مع معاني المصادر المستخرجة؟.
ب-ما نسبة هذا التطابق؟ وذلك لمعرفة مدى قوة شخصية كل حرف.
ج-مامدى التزام الحرف موضوع الدراسة بطبقته الحسية؟. وإذا تجاوزها في بعض المصادر فما الأسباب؟.وهكذا فإن مطابقة الخصائص الصوتية والإيمائية للحروف العربية على معاني جميع المصادر التي تبدأ أو تنتهي بها، إنما هي ميزة موضوعية لمنهجي هذا، لم يجشم أحد من الباحثين نفسه مثل هذا العناء.
وفي الحقيقة، إن استخراج جميع المصادر الجذور التي تبدأ بحرف ما أو تنتهي به، على وجه مابينت آنفا، ومن ثم تصنيفها في جداول تجمع بين معانيها رابطة حسية أو معنوية، إنما هو عمل في غاية الدقة والإجهاد والمخاطرة والمسؤولية، يحتاج إلى فريق متكامل من ذوي الاختصاص.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 1 من اصل 7 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى