الأجراس
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 613623
زائرتنا العزيزة / زائرنا العزيز المرجو منك (ة) التفضل بتسجيل الدخول إذا كنت عضوا (ة)معنا


أو التسجيل إن لم تكن (ي) عضوا(ة) وترغب (ين)في الانضمام إلي أسرة منتدياتنا الأجراس
سنكون معتزين بانضمامك إلينا
شكرا خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 829894
إدارة المنتدى خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 103798


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الأجراس
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 613623
زائرتنا العزيزة / زائرنا العزيز المرجو منك (ة) التفضل بتسجيل الدخول إذا كنت عضوا (ة)معنا


أو التسجيل إن لم تكن (ي) عضوا(ة) وترغب (ين)في الانضمام إلي أسرة منتدياتنا الأجراس
سنكون معتزين بانضمامك إلينا
شكرا خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 829894
إدارة المنتدى خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 103798
الأجراس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» عاجل و بالفيديو شاهد الإعلام العربي يشيد بإنتصارات المغرب عكس الجزائر المتخبطة بالبوليساريو
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Emptyالأحد يناير 10, 2021 5:08 am من طرف جرس2010

» عاجل البوليساريو في ورطة سكان تندوف ينتـ ـفـ ـضـ ـون و يواجـ ـهون العـ ـسكر الجزائري اليوم
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Emptyالجمعة يناير 08, 2021 11:42 am من طرف جرس2010

» عاجل | أول خطاب للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بعد فوزه بالانتخابات
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Emptyالإثنين ديسمبر 21, 2020 3:40 pm من طرف جرس2010

» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:12 am من طرف جرس2010

» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:10 am من طرف جرس2010

» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:08 am من طرف جرس2010

» ـ ج ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:05 am من طرف جرس2010

» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:03 am من طرف جرس2010

» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:01 am من طرف جرس2010

» ـ أ ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 8:58 am من طرف جرس2010

» مغربي يرد بخطبة جمعة على وزارة الأوقاف الجزائرية التي تهاجم المغرب من منابر المساجد
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 19, 2020 1:50 pm من طرف جرس2010

» مصري اعطى درس للجزائر .. شتان بينكم و بين المغرب
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 19, 2020 12:43 pm من طرف جرس2010

»  جمهورية الفراقشية يتحالفون لإسقاط قرار ترامب من المستفيد من إجتماع مجلس الأمن يوم الإثنين
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 19, 2020 12:13 pm من طرف جرس2010

» لا يصدق.. اسرائيل ترسل هدية تمينة الى الجيش المغربي وهده الصور
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Emptyالسبت ديسمبر 19, 2020 12:10 pm من طرف جرس2010

»  كلام أكثر من رائع من الاسطورة التونسي قيس سعيد
خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Emptyالجمعة ديسمبر 18, 2020 9:54 am من طرف جرس2010

منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط الأجراس على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط الأجراس على موقع حفض الصفحات

دخول

لقد نسيت كلمة السر


خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

صفحة 2 من اصل 7 الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:31 pm

ماعلة انطباع اللفظة العربية بطابع الحرف القوى الذي تبدأ به، أو بطابع الحرف الرقيق الذي تنتهي به؟:
من البداهة أن يلاحظ العربي ذوالحساسية السمعية فائقة الرهافة في بيئة صحراوية غير ملوثة بالضجيج، أنّ الحرف القوي يأخذ صوته أقصى إيحاءاته في القوة والشدة والفعالية والغلظة، عند مايقع في أول اللفظة. إذ لابد للصوت أن يشد على أي حرف يقع في أولها أكثر مما يشد عليه في وسطها، ليشد عليه أقل مايكون الشد في نهايتها.
وهكذا ، فإن الحروف ذات الأصوات الرقيقة لابد أن تكون أكثر ايحاء بالرقة والأناقة والدماثة وما إليها عندما تقع في نهاية الألفاظ. فأصواتها تكون هنا أكثر خفوتا ورقة منها في أي موقع آخر. ولهذا السبب بالذات، لابد أن يختلف تأثير الحرف الواحد، رقيقاً كان أم قوياً في معاني الألفاظ، بحسب موقعه من اللفظة كما سيأتي .
وإذن فإن الحروف التي تقع في أواسط الألفاظ تكون غالباً أقل تأثيراً في معانيها. وهذا يتفق مع ماذهب إليه العلايلي، من أن الحرف الذي زيد على الثنائي للانتقال إلى الثلاثي هو الوسط في الأعم الأغلب. أما ابن جني فقد رأى أن الحرف الوسط هو الأقوى. وذلك لأن الفعل في رأيه، يتكرر بتكراره(قسّم. علّم. درّس..)(الخصائص ج2 ص155). وفات ابن جني أن القوة تتجلى بطبيعة الفعل الأول نفسه وليس في تكراره. ليبقى رأى العلايلي هو الأقرب إلى الصحة، وإن كان لنا رأى مخالف كماسيأتي .
ولكن هل تكفي هذه الحساسية السمعية لتعليل انطباع (50-92%) من الألفاظ بالخصائص الصوتية لحرف قوى ما تبدأ به ، أو لحرف رقيق آخر تنتهي به؟.
فكيف استطاع العربي أن يبدع هذه السلسلة الطويلة من المصادر التي تنطبع معانيها بطابع الحرف الأول أو الأخير، مع المحافظة على دور بقية الحروف في توضيح هذه المعاني وتلوناتها؟؟.
كيف تسنى للعربي أن يبدع هذه اللغة على هذه الشاكلة منذ آلاف الأعوام؟.
هنا لابد لنا من التسليم برأي علماء اللغة الذين قالوا بأن اللغة العربية بدأت بأصوات الحروف، ثم تدرجت إلى الثنائي فالثلاثي، فكثيرات الحروف.
وإذن أصبح من السهل أن نتصور أن العربي عندما أبدع صوت حرف قوي، للتعبير عن معاني القوة والفعالية والشدة (د.ق.ز...) في دور المقطع البسيط من حرف واحد، قد أضاف إليه حرفاً ثانياً يساعده في تلوين معناه في دور المقطعين من حرفين اثنين. ولما كانت معاني الشدة والفعالية هي المقصودة، فلقد كان من البدهي أن يضع الحرف الجديد في آخر المقطعين. كما أن العربي أبقى حرفه القوى هذا في مقدمة المقاطع عندما انتقل به إلى الثلاثي فالمزيدات.
وهكذا كان نهج العربي مع الحروف الرقيقة، ولكن بالإبقاء عليها في آخر اللفظة كيما تكون هناك أوحى بخصائص الرقة والليونة والأناقة وما إليها. ليضع الحروف الإضافية الجديدة قبلها عبر تطور اللغة العربية من الأحادي إلى الثنائي فالثلاثي فالمزيدات. وعلى الرغم من ذلك فقد شذّ عن هذه القاعدة ألفاظ كثيرة، لم تنطبع معانيها بخصائص الحروف القوية التي تبدأ بها، أو الرقيقة التي تنتهي بها. فلم ذلك؟.
إذا استثنينا الأخطاء في نقل الألفاظ العربية في مرحلة التدوين لتصحيف سمعي، (لاختلاف اللهجات العربية في لفظ بعض الحروف)،أو لتصحيف بصري، (لافتقار كتابة الألفاظ إلى التنقيط)، فإن هذا الشذوذ يرجع في الأعم الأغلب إلى تزاحم الحروف المشاركة في اللفظة على معانيها. فقد يجتمع في اللفظة الواحدة الحرف القوى مع الضعيف، والرقيق مع الخشن، والأنيق مع الفظ الغليظ وما إلى ذلك. ولئن كانت الغلبة في كثير من الأحيان للقوة والغلظة والخشونة، فإنه قد يطغى إشعاع حرف شاعري نبيل أنّى كان موقعه، على موحيات العتامة والفظاظة والفجاجة في بقية الحروف. وشأن هذا الشذوذ في دنيا اللغة، كشأنه في دنيا المجتمع العربي نفسه، آدباء وشعراء ورجالاً مصلحين.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:32 pm

حول تصانيف الحروف العربية وفقا لخصائصها الصوتية:
لقد صنّف علماء اللغة العربية أصوات الحروف في مجموعات كثيرة، تارة بحسب مخارجها وتارة بحسب كيفية النطق بها، وتارة ثالثة بحسب سهولة أو صعوبة النطق بها وما إلى ذلك. على أنني سأكتفي منها جميعا بأربعٍ : هي:
1-الأصوات الصامتة والصائتة:
الأصوات الصامتة هي جميع الحروف الهجائية، باستثناء الصائتة.
والأصوات الصائته هي (الألف، الواو، الياء..). ويقال لها تارة حروف اللين، وتارة أخرى الحروف الهوائية أو الجوفية، وهي حروف غابية النشأة كما أسلفنا
2-أصوات الحروف بحسب مخارجها:
لقد أدرك علماء اللغة العربية، ولاسيّما القدامى منهم، الأهمية العظمى لهذا التصنيف فعقدوا بشأنه البحوث الطويلة لاختلافهم في مخارج بعض الحروف.
وفي الحقيقة إن تحديد المخرج الصوتي لكل حرف بدقة هو وحده الذي يحافظ على أصالة أصوات الحروف العربية، فلا يختلف عما نطقت بها الأجيال العربية الأولى، ليحافظ بذلك كل حرف على صدى صوته البكر في نفس العربي الذي استوحى منه معانيه الأصلية، فيظل هذا الحرف يوحي لنا نحن بذات المعاني، فتحافظ اللغة العربية بذلك على فطرتها. وهكذا فإننا بالمقابل نستطيع اليوم أن نحسم الخلاف الذي وقع بين علماء اللغة حول مخارج أصوات بعض الحروف، لابل وأن نصحح النطق بكل حرف. وذلك بالعودة إلى تأثيره في معاني الألفاظ التي تبدأ أو تنتهي به، كما سوف نرى في أحرف الجيم والهاء والعين. وإذن فإن هذا التصنيف الذي يحافظ على أصالة أصوات الحروف العربية من شأنه أن يحافظ على أصالة اللفظ العربي، وعلى وحدة اللسان العربي، مهما تتعدد أقطاره وتتباعد، ومهما يمتد به الزمن ويتمادى.
ولقد اعتمدت في تصنيف مخارج أصوات الحروف مااتفقت عليه الأكثرية من قدامى اللغويين لقرب عهدهم بالنطق العربي الأصيل، وإن لم يكن هو الأصوب دائماً، كما سنرى ذلك بمعرض المقارنة بين معاني الحروف وخصائص أصواتها.
ولمعرفة مخرج صوت الحرف: يسكّن ويشدّد، فحيث ينقطع الصوت يكون مخرجه. وهذه المخارج هي:
1- الأحرف الحلقية: الهمزة الهاء. العين. الحاء . الغين. الخاء. (إلا أن الدكتور أنيس يعتبر الهمزة مزمارية وليست حلقية، لتشكل صوتها عند فتحة المزمار. كما أن الفراهيدي وابن سينا والعلايلي يقدمون العين على الهاء)
2-الأحرف اللهوية: القاف. الكاف (اللهاة، تقع بين الحلق والفم).
3-الأحرف الشجرية: الجيم . الشين. الياء غير المدّية (بين وسط اللسان وما يقابله من الحنك الأعلى).
4-الأحرف الزلقية: اللام. النون المظهرة. الراء (زلق اللسان طرفه).
5-الأحرف النطعية: الطاء . الدال. التاء. (النطع هو سقف غارالحنك الأعلى.).
6-الأحرف الأسلية: الصاد. السين. الزاي(مابين رأس اللسان وصفحتي الثنيتين العُلويتين ).
7-الأحرف اللثوية: الظاء. الذال. الثاء (لخروجها من قرب اللثة).
8-الأحرف الشفوية: الفاء . الباء. الميم. الواو غير المدية.
9-الأحرف الخيشومية: النون الساكنة . النون والميم المشددان.
10-الأحرف الجوفية أو الهوائية: الألف. الواو الساكنة المضموم ماقبلها. الياء الساكنة المكسور ماقبلها (الجوف هو فراغ الحلق والفم).
3- الجهر والهمس:
الحروف المجهورة على مايؤكده الدكتور ابراهيم أنيس نقلا عن علماء الأصوات المحدثين ، هي الحروف التي تتشكل أصواتها في الحنجرة باهتزاز وتريها الصوتيين اهتزازا منتظماً. ولمعرفة ذلك يلفظ الحرف مستقلاً عن غيره. وتوضع الأصبع فوق تفاحة آدم من الحنجرة، فإذا شعرنا باهتزاز الوترين كان الحرف مجهوراً، وإلا كان مهموساً. والأمر نفسه لووضعنا الكف على الجبهة.
وقد حصر الدكتور أنيس والدكتور بشير المجهورة في الحروف التالية:
(ب. ج.د.ذ.ر.ز.ض.ظ.ع.غ.ل.م.ن.).
أما الأصوات المهموسة فهي:
(ت.ث.ح.خ.س.ش.ص.ط.ف.ق. ك.هـ).
4- الشدة والرخاوة وما بينهما:
يقال لصوت حرف ما إنَّه شديد، إذا كان النفّس معه ينحبس عند مخرجه. وذلك بضغط الأعضاء التي تحدثه على بعضها. حتى إذا انفصلت فجأة، حدث الصوت كأنه انفجار، كما في انفراج الشفتين الفجائي في صوت الباء. ويسميها الدكتور بشير الحروف الانفجارية. وهي حسب رأيه:
(أ.ب.ت.د.ط.ك. ق).ويضيف الدكتور أنيس إليها حرف (ج) القاهرية.
والحروف الرخوة هي التي لاينحبس فيها النفّس. وهي مرتبة بحسب درجة رخاوتها: (س.ز.ص.ش.ذ.ث.ظ.ف.هـ. ح. خ) ويسميها الدكتور بشير الحروف الاحتكاكية. كما يضيف إليها حرفي (ع.غ)
وأما الحروف المتوسطة بين الشدة والرخاوة فهي:
(ر. ع. ل. م. ن.). (الأصوات اللغوية ص19-26).
على الرغم من أن إيحاءات أصوات الحروف تتأثر إلى حد ما بشدتها ورخاوتها، أو بجهرها وهمسها، فإن المبادئ النطقية التي اتخذها علماء اللغة والأصوات في تصانيفهم لتقرير ماإذا كان صوت ما شديداً أو رخواً، قد لاتتوافق عمليا مع إيحاءاتها السمعية. فصوت حرف (التاء) مثلاً، وهو من الحروف الانفجارية، هل هو أشد وقعاً على السمع من أحرف الذال أو الظاء أو الزاي، وهي من الحروف الرخوة؟. وأصوات هذه الحروف الثلاثة هل هي أكثر إيحاء بالرخاوة من أصوات حرفي اللام والراء؟.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:43 pm

التصنيف الذي اعتمدته تبعاً لإيحاءات أصوات الحروف الحسية والشعورية وطريقة النطق بها.
هذا التصنيف إنما هو نتيجة حتمية لمقولة (فطرية اللغة العربية) التي خلصت منها سابقاً، إلى أن أصوات الحروف العربية لابد ان توحي بمختلف الأحاسيس الحسية والمشاعر الإنسانية .
وهكذا فإن الرهان على فطرية اللغة العربية ينقلب إلى الرهان على صحة هذا التصنيف الجديد.
ولابد لي هنا من التذكير مرة أخرى بصعوية استخلاص الخصائص الحسية أو الشعورية من أصوات الحروف. لذلك من المستحسن أن يردّد القارئ صوت الحرف موضوع الدراسة بشيء من التفخيم، المرة بعد المرة، وأن يتأمل صداه في نفسه وحبذا لو يسجل ذلك على شريط. ومن المفيد أن أنبه الآن أنه قد يكون لصوت الحرف الواحد ايحاءات حسية وشعورية مختلفة، نظراً لتعقد عملية النطق به واعتماد تشكل صوته على مساحة واسعة وفراغات متعددة في جهاز النطق. إلا أنني قد صنّفت الحروف تبعاً للخصائص الحسية أو الشعورية الغالبة فيها، أو وفقا لطبيعتها الصوتية الخاصة، أو حسب طريقة النطق بها، مشيراً إلى ذلك حينا وساكتا عنه حيناً أخر.
أ-الحروف اللمسية Sadت. ث. ذ. د. ك.م).
ب-الذوقية: (ر.ل)
ج-الشمية:.........
د-البصرية : (الألف المهموزة واللينة، ب.ج. س. ش. ط.ظ. غ.ف. و. ى)
هـ-السمعية: (ز.ق)
و-الشعورية غير الحلقية: (ص. ض. ن)
ز-الشعورية الحلقية : (خ. ح. هـ. ع)
يلاحظ في هذا التصنيف أنّ حاسة الشم لم تختص بأي حرف لتعبربه عن أحاسيسها، إلاّ أن هناك كثيراً من الحروف التي في أصواتها بعض الأحاسيس الشمية كما سيأتي
كما يلاحظ كثرة الحروف البصرية واللمسية والشعورية ، وقلة الحروف السمعية، ليصدق في ذلك قول المثل العامي(الإسكافي حافي، والحائك عريان)
وهذه الظاهرة ترجع في حقيقة الأمر، إلى أن أصوات الحروف قد أبدعها العربي للتعبير عن حاجاته المادية والمعنوية. ولما كانت هذه الحاجات المتصلة بالطبيعة (العالم الخارجي) وبالمشاعر الإنسانية (العالم الداخلي)، هي أوفربما لايقاس، مما يتصل منها بالأصوات، فقد كان من البداهة والعدالة ، أن تأخذ الحواس والمشاعر الإنسانية من أصوات الحروف على مقدار حاجتها.
على أن اقتصار الحروف السمعية على حرفي (الزاي والقاف) في هذا الجدول، لايعني بداهة وقف التعبير عن معاني الأصوات على هذين الحرفين، وإنما يعني فقط أن الإيحاءات الصوتية هي الغالبة على خصائصهما الحسية. فلقد استعان العربي بكثير من أصوات الحروف للتعبير عن الأصوات التي تحاكيها في الطبيعة ولاسيما أحرف (ص.ن.ع.ح.هـ) ولم تصنف سمعية لغلبة الخصائص الحسية أو الشعورية الأخرى على طبيعتها، كما سيأتي.

جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:46 pm



الباب الثاني

معاني الحروف العربية على

واقع المعاجم اللغوية


الفصل الأول

الحاسة اللمسية وحروفها


جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:49 pm


الفصل الأول

الحاسة اللمسية وحروفها

تضم الحساسية الجلدية أربعة إحساسات رئيسة هي:
الإحساس بالتماس والضغط ، والإحساس بالألم ، والبرودة، والسخونة.
ففي كل سنتمتر مربع من بشرة الانسان يوجد أربعة أنواع من النقاط اللمسية. كل نوع يستجيب لواحد من الاحساسات الرئيسة الأربعة . ويستطيع التيار الكهربائي أن يثير في كل نوع من هذه النقاط الإحساس الخاص به.
فأطراف الأصابع وطرف اللسان، هما أكثر المناطق الجلدية وفرة بالنقاط اللمسية وبانتقال أطراف الأصابع على الأجسام يتحول الاحساس بالتماس إلى إحساس بالخشونة أو الملاسة، أو الدغدغة السطحية.كما يمكن اختبار شكل الشيء ومعرفة زواياه وأضلاعه واتجاهاته بالنسبة لبعضها بعضاً بواسطة حاسة اللمس. وبضغط أطراف الأصابع على الأجسام يحصل الإحساس بالصلابة والليونة والرطوبة والجفاف..
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:51 pm

الحروف اللمسية :
هي أبسط الحروف العربية وأقلها تعقيداً.وهي :
التاء-الثاء-الذال-الدال -الكاف-الميم.
ا-حرف التاء
مهموس انفجاري شديد. يقول عنه العلايلي: إنه (للاضطراب في الطبيعة الملامس لها بلاشدة). تعريف قاصر. ويقول عنه ابن سينا: (إن صوته يسمع عن قرع الكف بالإصبع قرعاً بقوة)
وعلى الرغم مما أسند إلى هذا الحرف من الشدة والانفجار وما وصف بالقرع بقوة، فإن صوته المتماسك المرن يوحى بملمس بين الطراوة والليونة، كأنّ الأنامل تجسّ وسادة من قطن. أو كأنّ القدم الحافية تطأ أرضاً من الرمل الجاف . ونظراً للفارق الصوتي بين موحيات (التاء والثاء) قالوا: التراب (للجاف)، والثرى (للتراب) الندي.
وهكذا صنفت حرف (التاء) في زمرة الحروف اللمسية، لأن صوته يوحي فعلاً بإحساس لمسي مزيج من الطراوة والليونة ، ولأنه لايوحي بأي إحساس آخر أو بأية مشاعر إنسانية . وهذا يتفق مع قول العلايلي من حيث حصر اختصاصه بملامس الطبيعة بلا شدّة.
فهل يستطيع هذا الحرف التأثير في معاني المصادر التي تبدأ به، بما يوحي من طراوة وليونة وفقاً لخصائصه الصوتية؟. وهل ستلتزم معاني هذه المصادر بطبقته الهرمية اللمسية؟.
إذن فلنحتكم إلى المعاجم اللغوية.
ولكن قبل الدخول في دنيا المعاجم اللغوية، لابدلي من ابداء ملاحظتين اثنتين.
الأولى:
لما كانت (عين) الفعل الثلاثي تحرك بالفتحة في أغلب الحالات فإنني سأكتفي بتشكيلها في حالتي (الضم والكسر) فقط. ولذلك فإن (عين ) الفعل الثلاثي المسيبّة بلا تشكيل يجب قراءتها (بالفتحة) حرصاً على تطابق معانيه مع الغرض المقصود من وضعه. فثمت أفعال ثلاثية تقبل (عينها) أكثر من حركة واحدة، قد تتغير معانيها بحسب حركة (عينها)، وقد تتعاكس أحياناً، كما في لفَت الشيء (لواه) ولفِت الرجل (حمق). وأصل الشيء (استقصى بحثه حتى عرف أصله)، وأصُل النسب (شرُف)، وأصِل اللحم (فسد).. أما الأفعال والاسماء التي ترد في سياق الشرح فإني لم التزم بتشكيلها، وإن كنت اقوم بذلك أحياناً حرصاً على ضبط النطق بها، وتوضيحاً للمعاني الحقيقية للأمثلة المضروبة.
الثانية :
لقد سبق أن عرضت في الحرف العربي والشخصية العربية (ص 129) وما بعدها عن تأثير تحريك عين الفعل الثلاثي في معانيه تحت عنوان (حركات الشكل و(عين ) الفعل الثلاثي ). وقد خلصت إلى النتائج التالية:
1-الثلاثي المضموم (العين) يدل على الفعالية الذاتية، وهو لازم اطلاقاً (كرُم، أدُب).
2-الثلاثي المكسور (العين) يدل على (حالة ذاتية). وهو لازم في معظم الأحيان (حزِن سوِد..) وأما عندما يكون متعدياً فإن الحدث يتجه نحو الذات، كما في (لهِم-لقِم-عشِق...)
3-أما الثلاثي المفتوح (العين) فكثيراً مايكون متعدياً: (ضرَب، سكن..)، ولازما أحياناً: (جنَح).
فحبذا لويعود القارئ إلى ذلك البحث الموسّع للاطلاع على دقائق هذه الملابسات في تحريك (عين ) الفعل الثلاثي وذلك لمعرفة علاقة هذه الحركات بمعاني أحرف (ا.و.ي) المخففة عنها، وكذلك للتثبت أيضاً من صحتها على واقع المعاجم اللغوية في الفصول القادمة. إنها لفرصة ثمينة كيما يطلع القارئ على مدى مابلغه العربي من فائق الحساسية بمعرض تعامله مع حركات الشكل، وكيما يكتشف أيضاً خطأ المعاجم في تحريك (عين) الفعل الثلاثي المتعدي بالكسرة بلا مبرر.
وللقارئ أن يعتمد ماسيرد في الأبواب والفصول القادمة حركات الشكل المثبتة سواء في الأمثلة المضروبة أو الشروح، ولكن شريطة أن يأخذ بحسبانه إمكانية تحريك (عين) الفعل الثلاثي بأكثر من حركة شكل وفقاً للمعاني المقصودة.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:53 pm

1-فماذا عن معاني التاء؟.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط الصادر عن مجمع اللغة العربية في القاهرة، عثرت على مئة مصدر جذر تبدأ بالتاء مما هو غير مولد أو معرب أو دخيل أو محدث أو عامي.... كان منها ثمانية عشر مصدراً تدل معانيها على الرقة والضعف والتفاهة، بما يحاكي الرقة والضعف في صوت التاء. منها:
تبتب (شاخ). التّبن (القش اليابس). تخّ العجين (لان واسترخى). التراب. ترف النبات (كثر ماؤه ونضر). تره (وقع في الترهات). تفتف (اتسخ بعد نظافة).التّفّ (وسخ الظفر). تِفه (قلّ وخسّ وحقر). تكّ الرجل (حمق). التّلب (الخسار) تلف (هلك). تاع الجمد (ذاب وسال). تام الحب فلانا (استعبده وذهب بعقله).
وكان منها ستة وعشرون مصدراً تدل معانيها على الشدة والغلظة والقساوة والقوّة بما يتجافى مع موحيات الرقة والضعف في صوت التاء.منها:
تبّ الشيء (انقطع) . تَبِر(هلك) . تَبرَ الشيء (كسره) تبل فلانا (ثأر منه). تُرِز لحمه (صلُب وغلُظ). تُرِص الشيء (احكِم وضبِط). التّعل (حرارة الحلق الهائجة). تغر (انفجر). تِفئ (احتد وغضب). تفنه (طرده). تلتل (سار شديداً). تازتيزا (غلُظ واشتد).
وكان منها ثلاثة مصادر للشميات المستكرهة.هي:
تمِه اللحم (فسد ريحه). تنتلت البيضة (فسدت). تهِم اللبن (تغير وأنتن).
وكان منها خمسة مصادر للبصريات، مما يدل على الامتلاء والارتفاع. هي:
تَئِقَ الوعاء (امتلأ) . تَرِعَ الاناء(امتلأ). تلِع الرجل (طال عنقه). تمَك السنّام (طال وارتفع وامتلأ). التيهور (موج البحر المرتفع).
وكان خمسة للأصوات. هي:
تأتأ (كرّر التاء إذا تكلم ). تختخ (انبهم كلامه للكنة). تغتغ المتكلم (لم يسمع كلامه لسقوط أسنانه) .تهته (ردّد في كلامه ته ته). تِسْ تِسْ (زجرٌ للتيس).
وكان منها خمسة مصادر للمشاعر الإنسانية:
ترِح (حزِن). تلِه(ذهب عقله من هم، أو خوف أو عشق). تاق توقاً(اشتاق إليه، نزع). تاه تيها(تكبر) . تفِئ (احتدّ وغضب).
لقد اقتصرت نسبة المصادر التي تأثرت معانيها بالخصائص الصوتية لهذا الحرف، من ضعف ورقة وتفاهة على (38%) فقط. كما أن نسبة المصادر التي تجاوزت طبقته اللمسية قد بلغت (12%) مما يقطع بأن حرف التاء ضعيف الشخصية. وهذا ماهيأ الفرص للحروف الأخرى، كيما تتسلط بخصائصها الصوتية على معاني المصادر التي تبدأ به، فبلغت نسبة المصادر التي تدل على الشدة والقوة والقسوة ، بما يتعارض مع خصائصه الصوتية 26%.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:54 pm

ولكن ماذا عن حرف (التاء) في المصادر التي تنتهي به؟.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على سبعة وتسعين مصدراً تنتهي بحرف التاء. كان منها ثلاثة وعشرون مصدراً تدل معانيها على الضعف والرقة والتفاهة. منها:
بلِت (انقطع عن الكلام حياء). خبت ذكره(خفي). ختّ (خسّ وردؤ) . سكت. الشخت(الضامر خلقة). صمت. قلِت فلان (فسد وقلّ لحمه). قنت (أطاع الله).الفتات (ماتكسّر من الشيء وتناثر). لتّ السويق (بلّه بشيء من الماء). نات (تمايل لضعف أو نعاس). هبَت (لان واسترخى) . الوتاوت (الوساوس).
مع الإشارة إلى أن معاني هذه المصادر قد تأثرت في الأعم الأغلّب بخصائص أصوات الحروف المشاركة الأخرى، كما سنرى عند دراسة خصائص أصواتها. وأذكر منها على سبيل المثال أحرف (خ.ف.ن.هـ).
كما كان منها واحد وثلاثون مصدراً تدل معانيها على الشدة والقساوة والغلظة’ مما يتجافى مع خصائص صوت (التاء) ويتوافق مع خصائص أصوات الحروف القوية المشاركة، منها:
بتّ الشيء (قطعه). بغته (فجأه). زمته (خنقه) . سمت الشيء (استأصله) خرت الشيء (شقّه وثقبه) . صلت فلانا بالسيف (ضربه به) . عفته (لواه، كسره من غير تفريق للأجزاء). قرِت الدم (يبس). نحته (قشره). هرت الشيء (شقّه ليوسعه). وحت الشيء (ضغطه، داسه شديداً)
وكان منها ستة مصادر للأصوات .هي:
أنت أنيتا(أنّ أنينا). صات (صاح) . نهت االقرد (صاح). كتّت القدر (صوّتت عند الغليان) . هوّت به وهيّت به (صاح به).
وكان منها أربعة مصادر للمشاعر الإنسانية . هي:
بهته (أدهشه). مقته(أبغضه). شمت به (فرح بمكروه أصابه) محته (ملأه غضباً).
وهكذا كان حرف (التاء) في نهاية المصادر من حيث تأثيره في معانيها، أو من حيث التزامه بطبقته الحسية أضعف منه في أول المصادر. مما يقطع بأنه من الحروف الضعيفة الشخصية، إذ اقتصر تأثيره على تلطيف معاني بعض المصادر المطبوعة أصلاً بخصائص أصوات الحروف المشاركة الأخرى ، كما سنرى في دراستها:
2-الثاء.
مهموسة رخوة. يقول عنها العلايلي: إنها (للتعلق بالشيء حسياً ومعنوياً) تعريف مبهم.
ويرى الدكتور أنيس أنه(لافرق بين صوتي (الثاء والذال) ، إلا الهمس بالثاء والجهر بالذال، وذلك لتقاربهما في المخرج بين طرف اللسان واللثة.
وفي الحقيقة أن هناك تناقضاً كلياً في طبيعة صوتيهما. فالنّفَس مع الثاء الملثوغة، يخرج بشيء من البعثرة، فيسمع له حفيف طري ، بينما يخرج النفَس مع الذال الملثوغة بعد مخرج الثاء مباشرة بذبذبة صوتية عالية. ولذلك كانت ايحاءات صوتيهما في منتهى التناقض.
فالرقة والليونة والملمس الدافئ الوثير في صوت الثاء.
والخشونة والحرارة والفعالية في صوت الذال.
وهكذا فإن تقارب الحروف في مخارجها لايمنحها تقارباً مماثلاً في ايحاءاتها الصوتية ولا في معانيها. فالحرف الشقيق إذا حلّ محل شقيقه في لفظة ما، لاتظل اللفظة على معنى مقارب لمعناها قبل الإبدال، وإنما قد يؤدي ذلك إلى التناقض في معانيهما أحياناُ كثيرة، كما في حرفي الثاء والذال، واحرف الخاء والحاء، والباء والميم، والصاد والسين، كما سوف نرى. فالثاء، إنما هي تأنيق للسين الرقيقة، وتأنيث لتاء التأنيث. وكأني بالعربي لم يبدع صوت هذا الحرف إلا خصيصاً للأنثى، ليميزها بالثاء حتى من النساء أنفسهن، إيفاء لحقها من الرقة والدماثة والإحاطة واللين. فما كل امرأة تتوافر فيها خصائص الأنوثة وإن كانت أنثى. فلفظة الأنثى إنما هي ألصق بالجنس من لفظة المرأة. قد قصّرت أنوثة الأشياء والكائنات الحية عن أنوثة الجنس في حرف الثاء، فأُنّثَتْ بتاء التأنيث. تفيض الثاء عليها من خلف هذا الحجاب الشفاف طيف رقة وعاطفة وأنوثة. لتستقل الثاء وحدها بعرش الأنوثة في لفظة الأنثى، ضمّاً للنون الأنيسة إلى الثاء الأنثوية، لا أمسّ بالنفس حسّاً، ولا أوقع في السمع جرساً.
لقد سبق أن نوهت في المرجع السابق (131-136)، بأن العربي قد عبرّ عن بعض معانيه بطريقة النطق بأصوات بعض الحروف في المرحلة الزراعية.
فهل اعتمد العربي (الثاء) كحرف إيمائي ، أم كحرف إيحائي للتعبير عن معانيه؟.
ورداً على ذلك أبيّن مايلي:
عندما يبدأ النّفَس بالخروج برخاوة وبطء مع صوت (الثاء) على المدرج الصوتي يقوم طرف اللسان بشق الأسنان الأمامية السفلى عن العليا، ثم يتراجع قليلاً إلى الوراء، وهنا تلاحظ ثلاث ظواهر: اثنتان منها بصريتان (إيمائيتان تمثيليتان)، والثالثة سمعية (إيحائية).
الظاهرة الأولى: انفراج الأسنان السفلى عن العليا عند خروج صوت (الثاء)، ومن ثم تراجع طرف اللسان إلى الداخل. وهذا يماثل الأحداث الطبيعية التي تتضمن الشق والانفراج.
الظاهرة الثانية: بعثرة النفَس ببطء أثناء خروجه بين طرف اللسان والأسنان العليا عند حدوث الصوت، مما يماثل الأحداث الطبيعية التي تتضمن البعثرة والتخليط.
الظاهرة الثالثة: حفيف رقيق يسمع لصوت (الثاء) مع اللثغ، مما يوحي بالرقة والبضاضة والطراوة والدفء ، وهي جميعاً أحاسيس لمسية.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:55 pm

فهل (الثاء) إذن بصرية أو لمسية؟.
وبتعبير آخر، هل وظيفة الثاء إيمائية أو إيحائية؟.
للاجابة عن ذلك ، لابد من الاحتكام إلى المعاجم اللغوية.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على أربعة وتسعين مصدراً تبدأ بحرف الثاء. كان منها سبعة عشر مصدراً تدل معانيها على الشق والانفراج والسيلان، مما يماثل عملية شق طرف اللسان الأسنان السفلى عن العليا، مع ظاهرة انفراجهما عند خروج الصوت وهي بذلك إيمائية. منها:
الثأي (الفتق وأثر الجرح). انثعّ الدم من الأنف (سال). ثعب الدم (فجرّه فسال). ثعرر الأنف (تشقق). ثغب الشاة (ذبحها). الثغر (الفم والفرجة في الجبل). ثلم الجدار (أحدث فيه شقا).
وكان منها سبعة عشر مصدراً تدل معانيها على البعثرة والتشتت والتخليط، مما يماثل بعثرة النفس بعد خروج صوت الثاء منها:
الثّدام (المصفاة، لبعثرة ثقوبها). ثرثر في الشيء (أكثر منه في تخليط). ثرد الخبز (فتّه ثم بله بمرق). ثرّ (غزر وكثر). الثرعلة (الريش المتجمع على عنق الديك). الثّريا (نجم تكثر أنجمه مع صغر منظره). ثطّ(خف شعر لحيته). ثعر (كثرت بثوره).الثلج . ثمأ الخبز (فتّه). ثمج الأشياء (خلطها). ثمغ الألوان (خلطها). ثار (هاج وانتشر).
وكان منها سبعة عشر مصدراً تدل معانيها على الرقة والطراوة والبضاضة ومتعلقات الأنوثة، مما يحاكي الرقة والدماثة في حفيف صوت الثاء الملثوغة. منها:
الثأدة (المرأة الكثيرة اللحم). الثدي (للمرأة، والضرع لأنثى الحيوان). امرأة ثيّب (غير عذراء). اثباجّ الرجل (صخم واسترخى). الثّرب (لحم رقيق يغطي الكرش والأمعاء). الثّعد (الغصن الطري من البقل). ثجل ثجلا (عظم بطنه واسترخى). الثرى (التراب الندي).
وهكذا فإن نسبة المصادر التي تدل معانيها على المرئيات المستمدة من طريقة النطق بالثاء إيماء وتمثيلاً قد بلغت (36%)، بينما لم تبلغ نسبة المصادر التي تدل معانيها على مايفيد الطراوة والليونة من اللمسات سوى (18%)، بما مجموعه (54%)
وعلى الرغم من ذلك فقد صنّفتُ (الثاء) في زمرة الحروف اللمسية، وذلك للأسباب التالية:
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:57 pm

أولاً-لطريقة النطق بهذا الحرف:
عطفاً على حديثنا عن الجذور الغابية والزراعية في أصوات الحروف العربية في المرجع السابق (ص 125)، قد يتبادر الآن إلى ذهن القارئ أن العربي أبدع حرف (الثاء) في المرحلة الزراعية للتعبير ايماء وتمثيلاً عن معاني الشق والانفراج والبعثرة.
ولكن العربي قد أبدع حرف (الفاء) في المرحلة الزراعية خصيصاً للتعبير عن هذه المعاني بطريقة النطق به ايماء وتمثيلاً كما سيأتي مفصلاً في دراسة صوته.
وإذن لابد أن يكون العربي قد أبدع حرف (الثاء) لغرض آخر، فجاءت معاني الشق والانفراج آنفة الذكر عرضاً لا أصلاً.
فما هو هذا الغرض الأصل. ؟
لقد لفت انتباهي في بدء دراسة حرفي (الثاء) و (الذال) أن صوت (الثاء) هو أوحى مايكون بالأنوثة، وأن صوت (الذال) هو أوحى مايكون بالذكورة. فعلى الرغم من التناقض الكائن في خصائصهما الصوتية. فإنه لا ألصق منهما ببعضهما بعضا مخرج صوت.
كما لاحظت أيضاً أن مخرج (الذال) هو أقرب للظهور والبروز بين الأسنان العليا والسفلى، بينما مخرج (الثاء) يتراجع عنه قليلاً إلى داخل الفم قريباً من اللثه بحشمة أكثر. فاكتفيت بادئ الأمر بالكشف عن التماثل الكائن بين طبيعة صوت كل منهما وبين طبيعة الجنس الذي يمثله.
ولكن بعد دراسة حرف (الفاء) الإيمائي، لفت انتباهي أيضاً طريقة النطق بحرفي (الثاء والذال) من حيث قيام طرف اللسان بشقّ الأسنان السفلى عن العليا قليلاً في حرف (الثاء) وأكثر منه في حرف (الذال).
ولما كان الانسان العربي قد استخدم طريقة النطق بحرف (الفاء) للتعبير عن أحداث القطع والشق والانفراج إيماء وتمثيلاً، فلا بد أنه قد استخدم طريقة النطق في حرفي (الثاء والذال) في المرحلة الزراعية لأغراض أخرى. فماهي؟.
قبل أن تهتدي المرأة في تلك المرحلة إلى الأصوات المعبرة عن معانيها، يبدو أنها قد استخدمت طرف اللسان في شق الأسنان السفلى عن العليا قليلاً للتعبير إيماء وتمثيلاً عن جنس الأنوثة.كما أنها استخدمت اللسان بمدّ طرفه خارج الفم أكثر للتعبير عن جنس الذكورة. وكان لابد أن تترافق هاتان الحركتان الإيمائيتان بالإشارات والأصوات المناسبة، جرياً على عادة الانسان البدائي في دنيا التواصل مع أبناء جنسه.
وفي مرحلة الرعي، قام العربي بتهذيب الأصوات الغابية والزراعية، وعمل على التخلص من الإشارات اليدوية والحركات البدنية فلم يبق منها إلا القدر اللازم لخروج أصوات الحروف الإيمائية.
وهكذا طور العربي في المرحلة الرعوية حركات اللسان والأسنان المعبرة عن جنس الأنوثة والذكورة، تخفيفاً وتهذيباً، كما طوّر الصوتين المرافقين لهما لثغاً وجرساً بما يتوافق مع خصائص الأنوثة والذكورة، ليس ايماء وتمثيلاً فقط، وإنما ايحاء صوتياً أيضاً. لتتوّزع بذلك خصائصهما وتأثيرهما في معاني الألفاظ بين الإيمائي والإيحائي.
وهكذا فإن معاني الشق والانفراج في المصادر التي تبدأ بحرف (الثاء) قد جاءت عرضاً لاقصداً. وذلك بدليل أن معانيها تتطوى جميعاً على الرقة واللين مما لايتطلب أي قوة أو جهد، على العكس من معاني الشق والانفراج في المصادر التي تبدأ بحرف (الفاء)، كما في (فأس الخشبة (شقها)، فأى رأسه (فلقه)، فدع الشيء (كسره)، فرى الشيء (شقه)، فشق الشيء (كسره)، فقع الشيء (شقه)الخ....).
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 3:00 pm

ثانياً- لغلبة معاني الرقة ومتعلقات الأنوثة في المصادر التي تنتهي بالثاء.
بملاحقة (الثاء) في نهاية المصادر، عثرت على ثلاثة وثمانين مصدراً. كان منها أربعة وأربعون مصدراً للبعثرة والتخليط والجمع العشوائي بشيء من الرقة، بما يحاكي البعثرة في النفَس أثناء خروج صوتها . منها:
أث الشعر(التفّ).بأثه (بدّده وفرقه). بثّه(فرّقه ونشره). ارتبث القوم(تفرقوا). رمث الشيء (خلطه). الشعث (ماتفرق من الأمور). الحثّ(المدقوق من كل شيء ، حطام التبن). ضغثّ الحشيش (جمعه وخلطه. ومنها أضغاث أحلام) . عبث الشيء بالشيء (خلطه). علث الشيء (جمعه). غبث الشيء (خلطه) غلث الشيء (خلطه). فرِث القوم (تفرقوا). نكث السواك (فرق رأسه ونشره). نبث الأرض (نبش ترابها وحفرها). نجث وبحث (نبشَ). نقث الأرض (أثارها بفأس أو مسحاة). نثّ الوعاء ومث ومثمث (رشح).
وقد سبق أن أشار (ابن جني ) بصورة عابرة إلى الخاصية الإيمائية لحرف (الثاء) دون أن يقول بها. وذلك في المثال (بحث) الذي ضربه للدلالة على أن العربي قد أبدع كلماته تعبيراً عن معانيه وفقاً لقاعدته الأذكى: (سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المراد) قائلاً:
(( الباء لغلظتها تشبه بصوتها خفقة الكف على الأرض. والحاء لصحلها تشبه مخالب الأسد إذا غارت في الأرض. والثاء للنفث والبث للتراب..)) .الخصائص ح 2 ص (162-165).
كما عثرت على واحد وعشرين مصدراً تدل معانيها على الرقة واللين ومتعلقات الأنوثة :منها: أنث(لان ) . البهثة (البشر وحسن اللقاء). دغث الصبي أمّه (رضعها). طمثت المرأة (حاضت). الرفث في النساء (الاستمتاع بهن). خرثت المرأة (ضخمت خاصرتاها واسترخى لحمها ). خنِث الرجل (تشبه بالنساء). خِوث الرجل (عظم بطنه واسترخى). الوعثة من النساء (السمينة). دمِث المكان (سهل ولان). ماثت الأرض ميثاً (لانت). داث ديثاً (لان وسهل).
ولم أعثر على أي مصدر يدل معناه على الشق أو الانفراج والسيلان. وهذا يرجع إلى أن طرف اللسان في نهاية اللفظة يستقر في وضعه الأخير بين الأسنان العليا والسفلى. فلا تنفرجان عن بعضهما بعضاً. وذلك على مثال غياب معاني الشق والانفراج والتباعد في المصادر التي تنتهي بحرف الفاء). كما سيأتي. حساسية (ذوقية-لغوية) لانظير لها في أي لغة أخرى.
وهكذا بلغت نسبة المصادر التي تدل معانيها على البعثرة والتخليط في الجدول أعلاه (53%) بينما لم تبلغ في المصادر التي تبدأ بالثاء سوى (36%).
أما الرقة واللين ومتعلقات الأنوثة قد بلغت هنا (25%) في حين لم تبلغ هناك سوى (18%)، وإذا لحظنا أن معظم المعاني الدالة على البعثرة والتخليط في المصادر التي تنتهي بالثاء تنطوي أصلاً على الرقة واللين ، يتبين أن صوت (الثاء) كان أوحى بخصائص الرقة واللين ومتعلقات الأنوثة في آخر الألفاظ منه في أولها، إذ بلغت هنا (78%)، في حين لم تبلغ هناك سوى (36%).لترجح بذلك كفّة الاحاسيس اللمسية على الاحاسيس البصرية في معاني المصادر التي تنتهي بالثاء وكانت شخصيتها في نهاية المصادر أقوى بكثير منها في أولها، كما هو حال الحروف الشاعرية الرقيقة.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 3:01 pm

ثالثاً-لأن حرف (الثاء) يمثل جنس الأنوثة كإحساس لمسي:
فضلاً عن أن (صوت) الثاء، هو أوحى مايكون بخصائص الأنوثة رقة ولطفاً ودفئاً فإن العربي قد استخدم هذا الحرف لإبداع أخصّ المعاني التي تدور حول الجنس مباشرة بلا وسيط من خيال أو تورية أو كناية، مما لم يجاره في هذا الاختصاص أي حرف آخر، وذلك كما في لفظة (الأنثى) كتعبير عن جنس الأنوثة، وكما في لفظة (رفث) كتعبير عن الاستمتاع بالأنثى.
وهكذا بقيت معاني جميع المصادر التي تبدأ أو تنتهي بحرف (الثاء) موزعة بين اللمسي والبصري لم تتجاوزهما إلا في لفظتي (ثَحْثَحَ، وثغا) للأصوات، ولاشيء للمشاعر الإنسانية. وعلى الرغم من رقة صوت (الثاء) ودماثته، فقد أثرت في معاني المصادر التي تنتهي بها بنسب بلغت (78%) كما حافظت على طبقتها اللمسية البصرية، مما أجاز لي تصنيفها في عداد الحروف القوية الشخصية.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 3:02 pm

3- حرف الذال:
مجهور رخو، معناه لغة (عرف الديك)، يقول عنه العلايلي : إنه (للتفرد). تعريف مبهم. إذا كانت خصائص الأنوثة قد تجمعت كلها في (الثاء)، رقة ودماثة وحشمة، فقد تركزت في (الذال) كل الذكورة، توتر صوت، وخشونة ملمس، وشدة ظهور.
وهكذا تتجاور الذكورة والأنوثة في اللسان العربي مخرج صوت، ويتماثلان في طريقة النطق بهما على ما في صوتيهما من التناقض في الخصائص، وذلك على مثال مابين الذكورة والأنوثة. رفقة عمر وتناقض خصائص.
فإذا كانت (الثاء) تدغدغ طرف اللسان بكثير من المرونة والدماثة فتوحي بطعم الدسم والملمس الدافئ الوثير، فإنّ الذال ألذع مذاقاً وأكوى حرارة وأوخذ ملمساً وأشد توتراً، ليشف بذلك صوت كل حرف منهما عن خصائص الجنس الذي يمثله. وهكذا تتراءى مفاهيم الجنس في الذكورة والأنوثة كأحاسيس لمسية خلف أستار شفافة من صوتي هذين الحرفين، ولا أوحى منهما بخصائص الأنوثة والذكورة في لغتنا.
وبالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على ثمانية وخمسين مصدراً تبدأ بحرف الذال كان منها أحد عشر مصدراً تدل على الاهتزاز والاضطراب وشدة التحرك، بما يتوافق مع ظاهرة الاهتزاز في صوت الذال الملثوغة.هي:
ذبّ (لم يستقر في مكان). ذحجته الريح (حركته وجرّته من موضع إلى آخر). ذأل (مشى مسرعاً). ذحذح (تقارب خطوه مع سرعة ). ذعذعه (حركة بشدة). ذف الطائر (أسرع). تذلذل (اضطرب واسترخى). ذمِل البعير (سارسيراً سريعاً ليناً). ذمي المريض (أخده النّزاع فطال احتضاره). ذهب (مرّ ومضى ) . ذاط في مشيه(حرك منكبيه من كثرة اللحم).
ويمكن إلحاق أربعة مصادر أخرى بهذا الجدول تدل معانيها على حالات نفسية أو ذهنية تتطوى على الاهتزاز والاضطراب.هي:
ذهِل (تدلّه، وغاب عن رشده). ذئِر (أنف وغضب). ذعره (خوّفه). ذمر(غضب).
كما يمكن إلحاق لفظتي. الذّنب والذّيل، بهذا الجدول أيضاً، لما يرافق هذا العضو في الحيوان من ظاهرة الذبذبة والحركة المستمرة. لتبلغ نسبة المصادر لهذه المعاني (30%)، مما يدل على أن العربي قد أحسن استخدام ظاهرة الاهتزاز والاضطراب في صوت الذال الملثوغة بحساسية سمعية فائقة الرهافة.
كما كان منها أحد عشر مصدراً تدل معانيها على البعثرة والانتشار، بما يتوافق مع بعثرة النفَس في صوت الذال الملثوغة إيماء وتمثيلاً.هي:
ذرأ الأرض (بذرها). ذرّ الشيء ذراً (فرقه وبدّده). ذفر المسك (اشتدت رائحته وانتشر) . ذرا ذرواً (طارفي الهواء وتفرق). ذاع الخبر (انتشر). ذكت النار(اشتد لهيبها واشتعلت). ذرف الدمع . ذرح الشيء في الريح (ذراه). ذاح الشيء ذوحا (فرقه وبدّده). ذاب الشحم (سال عن جمود).
كما كان منها تسعة عشر مصدراً تدل معانيها على الفعالية والشدة والقطع، بما يتوافق مع خصائص القوة والفعالية في صوت الذال. منها: ذأمه(طرده، عابه).الذئب.ذبحه. ذجّ الشيء (دقّه وشقه). ذرب السيف (صار حادا ماضياً). الذراع. سم ذعاف (قاتل). الذكورة (نقيض الأنوثة). ذلَق السِّنان ذلاقة (صار حاداً صلقاً). ذِلق السِّنان واللسان ذلقا (ذرِب). ذيّاه (قطعه). الذّهن (الفهم والعقل والقوة). ذمِه اليوم (اشتد حرّه). ذاده ذوداً (دفعه وطرده).
وهكذا تبلغ نسبة المصادر التي تتوافق معانيها مع الخصائص الإيمائية والإيحائية لحرف الذال في الجداول الثلاثة (70%). وهي نسبة عالية تؤهّله للانتماء إلى زمرة الحروف القوية الشخصية. على أن (الثاء) في نهاية المصادر كانت أقوى من الذال في أولها.
وعلى الرغم من أن معاني المصادر التي تبدأ بحرف الذال لم تلتزم بطبقته اللمسية، إذ تجاوزتها إلى جميع الطبقات من ذوقيها حتى شعوريها، فقد صنّفته في عداد الحروف اللمسية باعتباره يمثل جنس الذكورة، على مثال ماصنفت (الثاء) في عداد الحروف اللمسية باعتبارها تمثل جنس الأنوثة، وللقارئ المعترض أن يصنفه في زمرة الحروف البصرية إن شاء.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 3:03 pm

4- حرف الدال
مجهور شديد. يشبه شكله في السريانية صورة الدلو. يقول عنه العلايلي: إنه (للتصلب والتغير المتوزع). التصلب صحيح، أما التغير المتوزع فهو مبهم، ويتعارض مع التصلب.
ولكن صوت الدال أصمّ أعمى مغلق على نفسه كالهرم ، لايوحي إلا بالأحاسيس اللمسية وبخاصة مايدل على الصلابة والقساوة وكأنه من حجر الصوان. فليس في صوت (الدال) أي إيحاء باحساس ذوقي أو شمي أو بصري أو سمعي أو شعوري، ليكون بذلك أصلح الحروف للتعبير عن معاني الشدة والفعالية الماديتين .
وبالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئتين وسبعين مصدراً تبدأ بحرف الدال كان منها مئة مصدر تدل معانيها على الشدة والفعالية الماديتين وعلى التحطيم والدعس. منها: دبأ فلانا بالعصى (ضربه بها). دحبه(دفعه). دحجه (عركه). دحس البيت (امتلأ). دحمه (دفعه بشدة). الدّخنس (الشديد الكثير اللحم من الناس والدواب). الدّرق (الصلب من كل شيء). درمك الشيء (دقه وطحنه) . الدّرباس والدّرواس (الأسد). درحه (دفعه). دشّ الحبّ(دقّه). درع الذبيحة (سلخها من عنقها). دعث الأرض (داسها). دعثره (صرعه وأهلكه). دعسه (داسه). دعمه بالرمح (طعنه).دعك الجلد (دلكه ولينّه). الدعامة (عماد البيت الذي يقوم عليه). دكّ البناء (هدمه).دكل الشيء (داسه). دمدم القوم (طحنهم فأهلكهم). دمر الشيء (أباده). دلك الثوب (دعكه بيده ليغسله). دقمه (دفعه مفاجأة ). دهثه (وطئه بشدة). دهدم البناء(هدمه). دهق الشيء (كسره وقطعه). دهف الشيء (أخذه أخذا كثيرا) . دهكه (طحنه وكسره). داسه (وطئه بشدة). داحت الشجرة (عظمت ). دهمق الشيء (كسره).
كما عثرت على واحد وعشرين مصدراً تدل معانيها على الدحرجة والتحرك السريع منها:
دأدأ(عدا أشد العدو) . دجّ (دبّ وأسرع). دخدخ (أسرع). دحرجه. دربأه (دحرجه). درقع ودرفل ودلظ (مرّمسرعا). دلق (خرج مسرعاً) دحدره (دحرجه). دهدى الحجر ودهدهه (دحرجه) . دهرج (أسرع في مشيه). دفدف (أسرع). دمشق في الشيء (أسرع. والدماشق، الشديد السرعة). دمك في مشيه (أسرع) تدهكر في مشيه (أسرع). دهمج البعير (قارب الخطو وأسرع). ولئن كانت الحركة تنتمي أصلاً إلى القطاع البصري، فإن ظاهرة الشدّة المادية هي المقصودة ، مما دعاني إلى تصنيف (الدال) في زمرة الحروف اللمسية.
وخلافاً لكل توقع، قد عثرت على (26) مصدراً تدل معانيها على الظلام وألوان السواد، هي:
دحدج الليل (أظلم). دجم ودجن (أظلم). الدّجى (سواد الليل). الدّيجور (الظلام). دحمس الليل (أظلم) . دخّ (أسودّ لونه كمداً). الدّخان. ليل داج (مظلم). الديسم (الظلمة والسواد). الأدْغم (الأسود الأنف).دعلج الليل (أظلم). ليل أدعج (شديد السواد). الدغش (الظلمة). دغن الليل (أظلم). أدلج القوم (ساروا في أول الليل). ليل داخ(مظلم). دلِم (اشتد سواده مع ملوسة). أدلمّس الليل (اشتدت ظلمته). أدلهمّ الظلام (اشتد). دمج الليل(أظلم). دمس الظلام (اشتد سواده) . دهِم (اسودّ). دكِن (مال إلى السواد). الدارش (جلد أسود) . الدّخامس(الأسود الضخم).
كما عثرت على تسعة مصادر تدل معانيها على المشي البطيء للثقل بما يتوافق مع ثقل صوت الدال . هي :
دأل(مشى مشية المثقل). دلخ (مشى بطيئاً لثقل حمله). دبّ(مشى رويداً) . دأى(مشى كمشية المثقل). دربل (مشى متثاقلاً). درمج في مشيه (دب دبيباً).
وإذن كيف يستيقيم لي أن أصنف حرف (الدال) في زمرة الحروف اللمسية وقد تجاوز طبقتها إلى البصرية في ستة وعشرين مصدراً تدل معانيها على السواد والظلام. ؟ ليبذّ حرف (الدال) في هذا المضمار حرفَ الغين المختص أصلاً بمعاني الغيبوبة والغؤور والظلام، كما سوف نرى. ذلك أن انغلاق صوت (الدال) على نفسه قد جعله في عزلة عمياء صمّاء عن أي إحساس آخر أو مشاعر إنسانية.
وهذا الانغلاق جعله أصلح الحروف للتعبير المباشر عن الظلام والسواد. دونما كناية أو تورية.
فهل لدى القارئ تعليل آخر؟.
وهكذا فإن المصادر التي التزمت معانيها بالخصائص الحسية لحرف الدال لمسيها وبصريها لم تبلغ سوى (58%)، وهي أقل مما كان متوقعا لهذا الحرف القوى والثقيل.ولاشك في ان ذلك يعود إلى تعاونه مع الحروف العربية كلها، باستثناء حرفي (الضاد والذال)، المحجوبين عنه بحرفي (الظاء والزاي). فكان لابد لحرف (الدال) أن يتفاعل مع أصوات بقية الحروف، مؤثراً فيها حينا، ومتأثراُ بها حيناً آخر. ولذلك كثرت المصادر التي تدل معانيها على الرقة والضعف والوهن لتدخّل الحروف التي في أصواتها رقة وأناقة ولين، كما في حروف (ن. ث. خ. ح. هـ. ش).
على أن معاني المصادر التي تبدأ بهذا الحرف، باستثناء مادل منها على الظلام والسواد، قد التزمت بطبقته اللمسية، لم تتجاوزها إلا في خمسة للأصوات هي:
دردر الماء(صوت).دقدق القوم(اجلبوا). دنّ الذباب دنينا (صوت وطنّ). دَ هـْ دّ هـَ (صوت لزجر الابل). دندن . وذلك لتدخل أحرف (ق. ن. هـ) ،كما سنرى. وفي مصدرين للمشاعر الانسانية هما:
دلِه (ذهب فؤاده عشقاً). دهشه (حيره وأذهب عقله). وذلك لتدخل الهاء الشعورية. وهذا يقطع بأن حرف (الدال) صحيح الانتماء إلى الحاسة اللمسية وإلى زمرة الحروف المتوسطه القوة، ولا أثقل وزنا.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 3:04 pm

5-حرف الكاف:
مهموس شديد، هو عند العلايلي والأرسوزي(للاحتكاك)، وهذا واحد من معانيه. هذا الحرف، إذا لفظ صوته ممطوطاً مخفوتاً به قليلاً ومضغوطاً عليه بعض الشيء، يحاكي صوت احتكاك الخشب بالخشب. ولعل العربي قد اقتبسه عفو الفطرة من هذا الحدث لإشعال النار بهذه الطريقة البدائية. وصوته في هذه الحال يوحي بشيء من الخشونة والحرارة والقوة والفعالية، مما يؤهله للانتماء إلى حاسة اللمس. أما إذا لفظ بصوت عالي النبرة وبشيء من التفخيم والتجويف، فإنه يوحي بالضخامة والامتلاء والتجميع، مما يؤهله للانتماء إلى زمرة الحروف البصرية. وإذن فلنحتكم إلى المعاجم اللغوية في مسألة أنتمائه.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئة وستة وثمانين مصدراً تبدأ بحرف الكاف. كان منها أربعة مصادر للاحتكاك وواحد للحرارة هي:
كسحت الريح الأرض (قشرت عنها التراب). كشح العود (قشره). كشطه عنه (ازاله). كفكف دمعه (مسحه مرة بعد مرة).كهر الحر (اشتد).
وكان منها أربعون مصدراً للشدة والفعالية.منها:
كبّه على وجهه. كدّه وكرده (طرده). كسر الشيء. كعبره بالسيف(قطعه). الكلاكل (القصير الغليظ الشديد). كمحه ( كبحه). الكنادر من الرجال الغليظ القصير مع الشدة) كنت فلان في خلقه (قوى). كار في مشيه (أسرع)، والراء هنا للحركة كما سيأتي
وكان منها أربعون مصدراً تدل معانيها على الكثرة والضخامة والتجميع. منها:
كبُر. الكبْع (حوت عظيم). الكِتلة. الكثير. الكُردوس (كل عظم تام ضخم). كسب الشيء (جمعه). كظب (امتلأ سِمنا). كعر الصبي(امتلأ بطنه وسمن ) كلس الشيء وكلده وكلزه (جمعه).كمل. كنّر فلان (ضخم، وسمج). كاز الشيء (جمعه). تكوكل القوم (تجمعوا) . كوِم الشيء (عظم).
وكان منها ستة مصادر للأصوات. هي:
كتّتِ القدر(صوتت عند ابتداء غليانها). كحّ(سعل). كخّ الرجل (غطّ في نومه). كركر (ضحك كالقهقهة). كشّت الأفعى (صوَّت جلدها باحتكاكه ببعضه). كاد الغراب كيداً (صاح بجهد). ويلاحظ أن معظم هذه الأصوات يحاكي أصوات الحروف التي تتألف منها هذه المصادر.
وكان للمشاعر الانسانية مصدران. هما: كئِب وكرب.
وهكذا يبدو أن حرف (الكاف) موزع الانتماء بين حاستي اللمس والبصر. فقد بلغت نسبة اللمسيات من احتكاك وحرارة وشدة (26.5%)، وبلغت نسبة البصريات (23.5%). وهذا الفارق الضئيل لايجيز لنا حشر (الكاف) في زمرة الحروف اللمسية.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 3:05 pm

وإذن لابد من الرجوع إلى المصادر التي تنتهي بهذا الحرف.
لقد عثرت على أربعة وثمانين مصدراً تنتهي بالكاف، كان منها خمسة عشر مصدراً تدل معانيها على الاحتكاك، مادّيه ومعنويِّه. هي:
ألَك الفرس اللجام (علكه ومضغه). حكّ. دعك. دلك. شبك الشيء (تداخل بعضه في بعض). شكّ الشيء (لصق بعضه ببعض). عرك الجلد ومعكه (دلكه). علك. مكّ العظم (مصّ جميع مافيه). محك (لجّ في المنازعة).وكان للحرارة ثلاثة مصادر. هي:
أكّ اليوم وعكّ(اشتد حره). عتك الحرّ (اشتد).
أما الشدة فكان لها ثلاثة عشر مصدراً.منها: بتكه (قطعه). بكّ الشيء (هشمه ومزقه). دكّه(دقّه ودفعه). صكّه (دفعه بقوة). الضنك (الشدة). متك الشيء (قطعه).نهكه(جهده وغلبه). دهكه (طحنه).
وكان للضخامة والتجميع تسعة مصادر. منها:
أيك الشجر (كثُر والتف) باك البعير (سمِن). تمَك السنام (طال وارتفع وامتلأ). حشك القوم (احتشدوا) . زمكه (ملأه ). ودِك (سمِن).
وكان للأصوات مصدر واحد هو: ضحك ولاشيء للمشاعر الانسانية.
وهكذا نرى أن تأثير حرف الكاف في معاني الألفاظ يختلف باختلاف موقعه منها. فهو في أولها موزع الإيحاءات بين اللمسي والبصري بنسب متقاربة كما لحظنا آنفا.أما في آخر المصادر فكان للمسيات منها (37%) بينما اقتصرت البصريات على نسبة (10%).
كما لوحظ أن حرف الكاف كان أكثر التزاماً بطبقته اللمسية عند مايقع في آخر المصادر، إذ لم يتجاوزها إلى الطبقات الأعلى إلاّ في مصدر واحد هو (ضحك). أما المصادر التي يقع الكاف في أولها، فقد تجاوز ثمانية منها اللمسي والبصري إلى السمعي والشعوري كما مر معنا
ومنه يتضح أن العربي كان يلفظ حرف (الكاف) في أول المصادر بشيء من الفخامة والشدة وليس كما نلفظه اليوم بشيء من الرقة والرخاوة.فكان صوته بذلك أوحى بالشدة والضخامة.أما في آخر المصادر فكان يلفظه مخفوتاً به بعض الشيء وممطوطاً أيضاً، ليكون صوته بذلك أوحى بالاحتكاك والحرارة.
وعلى الرغم من أن هذا الحرف يمكن تصنيفه في زمرة الحروف البصرية، فإنني أخترت له زمرة الحروف اللمسية وذلك لظاهرة الاحتكاك اللمسية المتأصلة في طبيعة صوته.
ولما كان هذا الحرف قد أثّر في معاني المصادر التي وقع في أولها بنسبة (50%)، وفي المصادر التي وقع في آخرها بنسبة 48%)، فهو يتمتع بشخصية متوازنة متوسطة الشدّة. كما أنه يتمتع بشخصية جيدة من حيث التزامة بطبقته اللمسية عندما يقع في نهاية المصادر.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 3:06 pm

6- حرف الميم:
مجهور،متوسط الشدة أو الرخاوة. شكله في السريانية يشبه المطر وهو عند العلايلي (للانجماع)، وهذا واحد من معانيه.
يحصل صوت هذا الحرف بانطباق الشفتين على بعضهما بعضا في ضمة متأنية وانفتاحهما عند خروج النفس. ولذلك فإن صوته يوحي بذات الاحاسيس اللمسية التي تعانيها الشفتان لدى انطباقهما على بعضهما بعضا، من الليونة والمرونة والتماسك مع شيء من الحرارة.
وهكذا صنّفت هذا الحرف بادئ الأمر في زمرة الحروف الايحائية. وبمطابقة خصائصه الصوتية على معاني المصادر التي تبدأ أو تنتهي به تبين لي أنه يكاد يكون معدوم الشخصية، فلم أولِهِ كبير عناية أو اهتمام. ولم أنتبه إلى خصائصه الإيمائية إلا بعد أن اكتشفت مصادفة الخصائص الإيمائية في حرف الفاء كما سيأتي في دراسته.
فانطباق الشفة على الشفة مع حرف الميم يماثل الأحداث الطبيعية التي يتم فيها السدّ والانغلاق. كما أن ضم الشفة على الشفة بشيء من الشدة والتأني قبيل خروج صوت الميم يمثّل بداية الأحداث التي يتم فيه المص بالشفتين والجمع والضم.أما انفراج الشفتين أثناء خروج صوت الميم فهو يمثل الاحداث التي يتم فيها التوسع والامتداد.
وهكذا فإن خصائص صوت هذا الحرف موزعة بين اللمسي الإيحائي والبصري الإيمائي، مع ملاحظة وجود التناقض بين الانغلاق والانفتاح في خصائصه الإيمائية.
فماذا عن خصائص هذا الحرف في المعاجم؟.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئتين وثلاثة وخمسين مصدراً تبدأ بحرف الميم كان منها (45) مصدراً تدل معانيها على المرونة والرقة والتماسك بمايتوافق مع إيحاء صوت الميم .منها.
المأد (الناعم من كل شيء). المجماج(المسترخي المترهّل). مرت الشيء (ملسه). أمرخ العجين (كثر ماؤه حتى رق) . مرن (لان بعد صلابة). معّ الشحم (ذاب) . ملس الشيء (لان ونعم). مهك الشيء (سحقه وملسه). مَهُوَ السائل(رقّ وكثر ماؤه). ماث الشيء موثا (مرسه حتى تنحل اجزاؤه). مرس التمر في الماء(دلكه في الماء حتى تنحل أجزاؤه). ماثت الارض ميثاً (لانت وسهلت).ماع الجسم( ذاب وسال).
وكان منها سبعة عشر مصدراً تدل معانيها على الجمع والضم والكسب، بما يتوافق مع واقعة ضم الشفة على الشفة بشيء من الشدة. منها:
متح الدلو (جذبه). متش الشيء (جمعه). المثانة(كيس في الحوض يتجمع فيه البول). المدينة (المصر الجامع). المرهة (حفيرة يجتمع فيها ماء السماء).مزن القربة (ملأها)، مسك بالشيء. مشع (كسب وجمع) .مع(حرف جر للمصاحبة). ملك الشيء (حازه). امتلأ الشيء (أفعم). المال(كل مايملك الفرد) .
وكان منها ثلاثة وثلاثون مصدراً تدل معانيها على الرّضاع والحلب والمص واستخراج مافي الأشياء المجوفه، بما يتوافق مع حركة ضمّ الشفة على الشفة بشيء من الشدة والتأنيّ . منها :
مرث الصبي ثدي أمه (مصَّه). امترى الناقة (حلبها). مرز الصبيّ ثدي أمّه (عصره بأصابعه في رضاعه). مصعت المرأة ولدها (أرضعته قليلاً). مذع الضرع (حلب نصف مافيه). معج الفصيل ضرع أمّه (لهزه وقلّب فاه في نواحيه ليتمكن منه). مغد الفصيل أمّه (رضعها). مقع الفصيل أمّه (رضعها بشدة). امتقّ الفصيل ما في الضرع (شربه كلّه) . مشق مافي ضرع الناقة (حلبه). مصر الناقة (حلبها بأطراف الأصابع). مقمق الحوار خِلْفَ أمه (مصّه مصّا شديداً). مقا الفصيل أمه مقواً (رضعها رضعاً شديداً). ملج الصبي ثدي أمه (رضعها بتناول ثديها بأدنى الفم). ملحت فلانة لفلان (أرضعت له). ملق الصبي أمه (رضعها). مخمخ العظم وتمخّاه (أخرج مخّه). المزرة (المصّه). مزّ الشراب (مصّه). مسط المعي (أخرج مافيه عصراً بأصبعه). مشّ العظم (مصّه بعد مضغه). مصد الشيء (مصّه). مصّ الشراب (شربه شرباً رفيقاً). مصمص فاه(مضمضه). مضّ الشيء (مصّه). مضمض الماء في فمه (أداره فيه). معق الشراب (شربه شرباً شديداً) مكّ العظم ومكمكه (مص جميع مافيه) تمهّق الشراب (شربه ساعة بعد ساعة).
ويلحق بهذه الفئة من المصادر حرف الجر(من) ،لخاصية الأخذ في وظيفتها التبعيضية.
وكان منها خمسة مصادر تدل معانيها على الهضم والمضغ، بما يتوافق مع حركة انطباق الشفتين على بعضهما بعضا .هي:
قطَعَ الشيء (أكله بمقدمة أسنانه). مضغ الشيء (لاكه بأسنانه). تمطّق الطعام (تذوقه). معد لحمه (أخذه بمقدم أسنانه). مغمغ اللحم (لم يحكم مضغه).
وكان منها أربعة وعشرون مصدراً تدل معانيها على التوسع والامتداد والانفتاح، بما يتوافق مع حركة انفراج الشفتين والفكين عن بعضهما بعضا في أثناء خروج صوت الميم.منها:
مأس الجرح (اتسع). مأى السقاء(وسّعه).متر الحبل (مدّه). متى الحبل متوا(مدّه). مدّ الشيء (زاد فيه). مزع القطن ( نفشهُ بأصابعه). مطّ الشيءَ (مدّه). مصل الحبل(مدّه). مطمط في كلامه (مده وطوله).معط الشيء (مدّه). تمعّى السقاء (تمدد وتوسع، ومنه، معا السنّوّر ، بمعنى صوّت ، لطول مايمدّ بصوته). مغط الشيء (مدّه ليستطيله). ملد الشيء ملدا (مدّه).
ولم أعثر إلا على مصدر واحد للحرارة هو: محت اليوم (كان شديد الحرّ).
ولم أعثر على أي مصدر يدل على السّداد أو الانغلاق .
وكان منها خمسة مصادر للأصوات هي:
مأمأت الشاة(واصلت صوتها). معا السنور ومغا مغوا (صاح) .مكا (صفّر).ماء القطّ مواء (صاح).
ويلاحظ أن هذه الأصوات الخمسة تتوافق مع خصائص الميم الإيحائية (طبيعة صوت).أو مع خصائصه الإيمائية (مدّاً في الأصوات واستعانة بالشّفاه في إحداثها).
وكان منها ثلاثة للمشاعر الإنسانية .هي:
المرح (شدة الفرح). معض من الأمر (غضب وتألم). مقته(أبغضه أشد البغض).
ولقد بلغت نسبة تأثير خصائص حرف الميم الإيحائية والإيمائية في المصادر التي تبدأ به نيفا و(50%). مما يقطع بأن حرف الميم ينتمي إلى طبقتي اللمسي والبصري بجدارة .
وأنا إذ صنّفته في زمرة الحروف اللمسية، فذلك لطبيعة صوته ولغلبة معاني اللمسيات في المصادر التي تبدأ به من رقة ولين وتماسك ورضاع ومص، على معاني البصريات من جمع وضم وقضم.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 3:08 pm

ولكن ماذا عن حرف الميم في آخر المصادر؟.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على ثلاثمئة واثنين وثلاثين مصدراً تنتهي بحرف الميم . كان منها ستة مصادر فقط تدل معانيها على الرقة واللين ، بما يتوافق مع موحياته الصوتية:هي:
الأدمة (باطن الجلد تحت البشرة وفوق اللحم). رخم صوته ( لان وسهل).الشحم. النخامة. نسمت الريح. نعم الشيء (لان ملمسه ونضر).
كما كان منها تسعة مصادر تدل معانيها على الحرارة توافقاً مع الموحيات الصوتية لحرف الميم.هي:
جحم النار(أوقدها). جهنّم. حدمه (أحماه بالنار إحماءً شديداً). حمّ الماء (سخن).سمّتِ الريح (أحرقت ) ضرمت النار (اتقدت واشتعلت).غتم الحرّ (اشتد) . غمّ اليوم (اشتد حره حتى كاد يأخذ بالنفس). الأوام (حرارة العطش).
وكان منها ستة وثلاثون مصدراً تدل معانيها على الجمع والضم والكسب، بما يتوافق مع واقعة ضم الشفة على الشفة.منها:
بشم من الطعام(أكثر منه حتى أتخم). تمّ (كمل). أتأمت الحامل(ولدت أكثر من واحد في بطن واحد). جعم الرجل (اشتد حرصه وطمعه). جمّ(اجتمع وكثر). حزمه(شده بحزام ) . دكمه (جمع بعضه إلى بعض). رئم الجرح (انضم والتأم). ردم الثوب(ضمّ بعضه إلى بعض). رضم الشيء (ضم بعضه إلى بعض). ركمه (جمعه وألقى بعضه على بعض). رام الجرح ريما ( انضمّ فمه للبرء). ازدحم القوم. ضمّه. زمّ الشيء (شدَّهُ).طمّ (كثر حتى عمّ). عكم المتاع(شده بالعكام ). كثم الشيء (جمعه). كوّم الشيء (جمعه وألقى بعضه على بعض). لحم الشيء (لأمه). لدم الثوب (رقعه وأصلحه). لمّ الشيء (جمعه جمعاً شديداً). وضم القوم (تجمعوا وتقاربوا ).
وكان منها مصدر واحد فقط لشرب الحليب وليس للرضاع هو : غذم الفصيل ما في ضرع أمه (شربه جميعاً) .
وكان منها ثمانية عشر مصدراً تدل معانيها على القضم والأكل، بما يتوافق مع حركة انطباق الشفتين على بعضهما بعضا .منها:
أرم عليه (عضّ). أزم على الشيء (عضه بالفم كلّه عضّاً شديداً). بزمه (عضه بمقدم أسنانه). خضمه(أكله بجميع فمه). زقم الخبز (لقمه وبلعه). ضغمه (عضه شديداً بملء فمه). عجم العود (عضه ليعلم صلابته من رخاوته). قضمه.(قطعه بطرف أسنانه). تكادم الفرسان (عض بعضهم بعضاً). لهِم الشيء (ابتلعه بمرّة ). لقم اللقمة (أخدها بغته ). حلقم الشيء (ابتلعه).
وكان منها ثلاثة مصادر فقط للتوسع والانفتاح. هي:
بسم (انفرجت شفتاه عن ثناياه) . أفأم الدلو (وسّعه وزوّد فيه).انفجم الوادي (اتسع).
وهذه الظاهرة من الانفتاح والتوسع تعود أصلاً إلى تأثير حرفي (الباء والفاء) في مقدمة المصادر، كما سوف نرى، وليس لحرف الميم.
وكان منها خمسة عشر مصدراً تدل معانيها على السدّاد والانغلاق ، بما يتوافق مع واقعة انطباق الشفة على الشفة عند ما تلفظ الميم في نهاية الكلام.منها:
أطم الهودج(ستره). بجم (سكت عن عيّ). بكِم (عجز عن الكلام خلقة ) بلم الرجل (سكت). بهم القفل (أغلقه). الدّسام (مايسدّ به رأس القارورة ونحوه). حشم (انقبض واستحيا). سدم الباب وسطمه (ردهّ). صمّ (ذهب سمعه ). كظم السّقاء (ملأه وسدّ فاه . ومنه كظم الغيظ). كتم الشيء (ستره وخفاه). الفدام (مايوضع من فم الدابة سداداً له) . كمّ الدنّ (سدّ فاه). لأم الجرح (سده). لجم الدابة. وجم الرجل وأجم (سكت على غيظ ).
وشذوذاً عن القاعدة التي اعتمدتها بصدد الحروف الشاعرية الرقيقة، فإن نسبة تأثير خصائص الميم الإيحائية والإيمائية في المصادر التي تنتهي به لم تبلغ سوى نصف ما بلغته في المصادر التي تبدأ به ، إذ هبطت هنا إلى (26%).
وذلك يرجع إلى أن حرف (الميم)، وإن كان رقيق الصوت، مرنه ولينه، فإنه من الحروف الإيمائية غير الشاعرية. وشأنه في ذلك شأن حرفي اللام والفاء، من حيث الرقة والوظائف الإيمائية، كما سيأتي :
وبالمقارنة بين معاني المصادر التي تبدأ بالميم والتي تنتهي به نلاحظ المفارقات التالية:
1-كانت نسبة معاني الرقة واللين في المصادر التي تبدأ بالميم قرابة سبعة أضعاف ما هي عليه في المصادر التي تنتهي به. وذلك يرجع إلى أن تسلط الحروف القوية على الحروف الضعيفة، يكون في أقصى شدته عند ما تقع الضعيفة في نهاية المصادر. فلقد بلغت المصادر التي تنتهي بالميم ، مما يدل على معاني الشدة والغلظة والضخامة والقطع والكسر أربعة وستين في حين لم تبلغ في المصادر التي تبدأ بالميم سوى اثنين وعشرين.
2-كانت نسبة معاني الضم والجمع والكسب في المصادر التي تنتهي بالميم تقارب ضعفي ماهي عليه في المصادر التي تبدأ به.
3-كانت معاني القضم في المصادر التي تنتهي بالميم ثلاثة أضعاف ماهي عليه في المصادر التي تبدأ به .
4-لم أعثر في المصادر التي تبدأ بالميم على أي مصدر يدل على معاني السد والانغلاق، في حين كان ثمة خمسة عشرمصدراً تنتهي بالميم، مما يدل على هذه المعاني .
5-كان ثمة أربعة وعشرون مصدراً تدل معانيها على التمدد والتوسع والانفتاح مما يبدأ بالميم، في حين لم أعثر إلا على ثلاثة مصادرلهذه المعاني في المصادر التي تنتهي به.
هذه المفارقات ترجع أصلاً إلى أن كلاً من الشفتين والفكين يستقران في انطباقهما على بعضهما بعضا عندما نلفظ الميم في نهاية الكلمة،ليكونا بذلك أشد تمثيلاً لوقائع الضم والجمع والقضم والسدد والانغلاق، أما عندما نلفظ الميم في أول الكلمة ، فإن الشفتين والفكين لاتلبث أن تنفرج عن بعضها بعضا لتكون بذلك أصلح لتمثيل وقائع التوسع والانفتاح والتمدد.
أما المفارقة العجيبة في هذه المقارنة، فهي أن ثمة ثلاثة وثلاثين مصدراً تدل معانيها على الرضاع والحلب والمصّ واستخراج الأشياء مما هو مجوف في المصادر التي تبدأ بالميم، بينما لم أعثر إلا على مصدر واحد يدل على معنى الرضاع في المصادر التي تنتهي به، على الرغم من أن الشفتين في الوضع الأخير هما أكثر استقراراً في انطباقهما على بعضهما بعضا كما سبق ولحظت ذلك آنفا.
ولكن، إذا صح أن الشفتين تكونان أكثر استقراراً في انطباقهما على بعضهما بعضا في اللفظة التي تنتهي بالميم، فإنهما تستقران بصورة مفاجئة، سواء بشدةّ حينا أم دونما شدةّ غالب الأحيان. أما عندما تلفظ الميم في أول الكلمة، فهي تلفظ بضم الشفة على الشفة بشيء من الشدةّ والتأني مما هو أكثر تمثيلاً لوقائع الرضاع والحلب والمصّ. وذلك يرجع إلى أن حرف الميم قد أبدع أصلاً لتمثيل واقعة الرضاع بالذات. فعمل العربي على ابقائه في مقدمة المقاطع الثنائية الحروف والثلاثية لمعاني الرضاع، وجعل الحروف المزيدة في المؤخرة كما سبق وأشرت إلى ذلك.
وفي الحقيقة، إن هذه المصادر التي تدل معانيها على الرضّاع والمصّ، هي أبلغ في التعبير وأكثر تمثيلاً لهذه الوقائع من أي لفظة عربية أخرى بما في ذلك لفظة الرضاع بالذات، وإن كانت هذه أعذب صيغة وأوقع في النفس جرساً. لخاصيات (الرشاقة) في صوت الراء و(النضارة) في (الضاد)و(النصاعة) في العين، كما سيأتي. مما يرجّح معه أن تكون لفظة (مّا) بتشديد (الميم) ومدّ (الالف)، قد أُبْدِعت في المرحلة الزراعية، بترجيح شديد، وذلك للتعبير بطريقة النطق بالميم المشددة إيماء وتمثيلاً عن واقعة مصّ الطفل ثدي أمهّ ترافقها حركة معينة. ثم سقطت الحركة مع الزمن، وتطور معناها من واقعة الرضاع إلى معنى الأمّ إطلاقاً، مرضعاً كانت أم غير مرضع.
ومن المرجح أن العربي قد طورّ لفظة (مّا) في المرحلة الرعوية إلى (أم)، بإبدال الألف المهموزة في اللسان العربي، كما ذكر العلايلي. ولفظة (ماما) في اللهجات العامية ماهي في الحقيقة إلا الأرومة التاريخية للفظة (الأم) قد أتتنا من مراحل اللغة العربية البكر. ومما يرجح صحة هذا الرأي أن لفظة (ماما) موجودة في معظم اللغات الغربية، وأنّ الألفاظ التي تدل على معنى (الأم) فيها تبدأ بحرف الميم.
وهكذا قيل للوالدة (ماما)، وللوالد(بابا). فإذا كان حرف الميم أكثر تمثيلاً لمعاني المص والرضاع والضم والانجماع، وأوحى بمعاني الرقة والإحاطة في الأمومة، فإن صوت الباء الانفجاري، إنما هو أكثر تمثيلاً لمعاني البقر والبعج وأكثر إيحاء بمعاني الشدة والقوة في الرجل الأب.
ونحن لانكون بعيدين كثيراً عن الحقيقة لو أصلنا على ذلك. وقياساَ على مالحظناه في نشأة حروف (الفاء والثاء والذال).أن نقول إنّ حر ف الميم هو من إبداع المرأة الأم بالذات، وذلك بسائق حاجة الأم المرضع إلى التعبير عن واقعة هي ألصق بطبيعتها من الرجل.
وهكذا بدأ حرف الميم بانطباق الشفة على الشفة في ضمّة شديدة طويلة متأنية، وذلك تمثيلاً لواقعة الرضاع، فكانت هذه الحركة الإيمائية أسبق في الزمن من صوته.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 3:11 pm



الفصل الثاني:

الحاسة الذوقية وحرفاها

الحاسة الذوقية:

إذا كان التنبيه اللمسي ميكانيكياً، فالتنبيه الذوقي كيميائي كالتنبيه الشمي. الكيفيات الذوقية الرئيسة أربع هي:
الحامض والمالح والحلو والمر. ولكل كيفية منها حليمات ذوقية خاصة منتشرة بطريقة منظمة على غشاء اللسان. فطرف اللسان يجيد الإحساس بالحامض، وهو ضعيف الإحساس بالمالح والحلو، ومعدومه بالمر. وجوانب اللسان تجيد الإحساس بالحلو والحامض والمالح. والإحساس بالمر هو أقوى ما يكون في مؤخرة اللسان. أما المنطقة الوسطى من اللسان فالإحساس الذوقي معدوم فيها.
وغشاء اللسان يحسّ بالتماس والضغط والحرارة والبرودة . وتمتزج هذه الإحساسات بالإحساسات الذوقية فينشأ عنها كيفيات مركبة كالحار والبارد والحريف والحامز والعفص والقابض والمعدني.
الحرفان الذوقيان هما: اللام والراء.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 3:13 pm

1- حرف اللام
مجهور متوسط الشدة. شكله في السريانية يشبه اللجام. يقول عنه العلايلي: إنه (للانطباع بالشيء بعد تكلفة). تعريف مبهم.
إن صوت هذا الحرف يوحي بمزيج من الليونة والمرونة والتماسك والالتصاق. وهذه الخصائص الإيحائية لمسية صرفة.
ولكن يلاحظ أن صوت هذا الحرف يتشكل على مرحلتين اثنتين:
الأولى: بالتصاق اللسان بأول سقف الحنك قريباً من اللثة العليا حبساً للنفَس
والثانية: بانفكاك اللسان عن سقف الحنك، وانفلات النفَس خارج الفم
وهكذا فإن طريقة النطق بصوت (اللام) تماثل الأحداث التي يتم قيها الالتصاق مما يجيز تصنيفها في فئة الحروف الإيمائية التمثيلية، وهي هنا لمسية.
كما أن طريقة النطق بصوت (اللام) تماثل الأحداث التي تتم فيها الاستعانة باللسان في عمليات اللوك والمضغ واللحس وما إليها، مما جعلها ألصق ما يكون بالذوقيات، فصنفتها حرفاً ذوقياً.
وإذن أي الخصائص هي الغالبة على معاني المصادر التي تبدأ بها: أللمسي المزيج هنا من الإيمائي والإيحائي؟ أم الذوقي الإيمائي الصرف؟
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 3:15 pm

1- فماذا عن اللمسي؟
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على مئتين واثني عشر مصدرا، تبدأ بحرف اللام، كان منها اثنان وثمانون مصدراً تدل معانيها على التماسك والالتصاق، بما يتوافق مع واقعة التصاق اللسان بأول سقف الحنك قريباً من اللثة العليا. منها:
لبّ بالمكان لبا (أقام فيه) . لبث بالمكان (مكث وأقام) . لبد بالمكان (أقام به ولزق). لثم.لثب بالشيء (لصِق به). لثَّ ولثلث بالمكان (أقام). لجم الثوب (خاطه). لحف. لحقه. لحم.لحك الشيء بالشيء (ألزقه به) . لذب بالمكان (أقام فيه) لذِي بالأمر (لزمه ولم يفارقه) لزَّ. لزب بالشيء (لصق به).لزِج. لزِق. لزِم. لزن القوم (تزاحموا) . لصّت المرأة (التصق فخذاها حتى لا يُرى بينهما فرجة). لصب الجلد بالعظم (لزق به هزالا). لطم الشيء بالشيء (ألصقه به) . لكد عليه الوسخ ولكع (لصق به ولزمه). لاط الشيء لوطاً وليطا (التصق به) لصق. لطا بالأرض (التصق بها). لفق (ضمَّ) . لقح. لَمّ. لمس. لاق الشيء به ليقاً (لصق). (لِكي به لكىً (أولع به ولزمه). التكَّ (تضامَّ وتداخل). لزّه (شدّه والصقه).
وبسبب من خاصية الالتصاق في حرف اللام، قد استخدمه العربي للنسبة والتملك .( له لي..). كما استخدم مقطع (الـ) التعريف للتعبير عن ارتباط الأسماء التي تدخل عليها بمعرفة سابقة عنها. لتخرج تلك الأسماء بذلك من عالم النكرة إلى عالم المعرفة، وياله من انتباه ذكي لوظائف (اللام) . وكذلك الأمر صراحة مع الأسماء الموصولة (الذي- التي..).
2- ثم ماذا عن الذوقي:
لقد كان ثمة ثلاثة وخمسون مصدراً تبدأ باللام تتعلق بعمليات الأكل والتذوق وأنواع الأطعمة وأوصافها موزعة كما يلي:
1- كان منها اثنا عشر مصدراً تدل معانيها على استخدام اللسان للتذوق واللحس وسواهما . هي: لحس. لسَّ الطعام (لحسه). لطع (لحس) . لعق. لمج الطفل أمه (رضعها) . تلمظَّ الطعام (ذاقه) . لاس الحلاوة (ذاقها) . لبلبت الشاة بولدها (لحسته والطفتة بشفتيها ). لثغ ( تحول لسانه من حرف إلى حرف). لهث الكلب ( أخرج لسانه من حرّ وعطش). لهج الفصيل أمه (تناول ضرعها يمتصه).
ب- وكان منها عشرون مصدراً تدل معانيها على المضغ وكيفية تناول الأطعمة هي:
لأف الطعام ( أكله جيداً) . لجلج الشيء في فمه (أداره للمضغ) . لسد العسل ولسبه ولمصه (لعقه) . تلعَّس فلان ( اشتد أكله). لعص (نَهِم في الأكل والشرب) . لبي من الطعام لبيا ( أكثر منه). لغوس ( أسرع في الأكل). تلغف الطعام (تناوله بكفه وازدرده). لقِم الشيء (اكله بسرعة). لقِف الطعام (بلعه). تلَّمق (أكل ما يتعلل به قبل الطعام).لهمس ( أكل ما على المائدة). لهِم الشيء ( ابتلعه) . لاكه. لاز الشيء لوزا ( أكله). لاس اللقمة (مضغها أهون مضغ).
وكان منها خمسة مصادر تتعلق بوصف الأكول هي:
اللحُوس (من يتبع الحلاوة ، كالذباب ). اللحْوس (الأكول من الناس). اللعو واللعا (الشره الحريص). اللعمِظ (الشهوان إلى الطعام).
جـ- وكان منها أحد عشر مصدراً تدلّ معانيها على أنواع الأطعمة وكيفيتها وأوصاف اللقمة. هي: اللبأ (أول اللبن عند الولادة قبل ان يرقَ). اللبن . اللُّقمة. اللُّعاق (بقية اللقمة في الفم). اللُّغفة (اللقمة).اللُّعاع (الجرعة من الشراب). اللماك (مايذاق من الطعام). اللُّهجة واللُّهنة (ما يتعلل به قبل الطعام). لغلغ الطعام (روّاهُ من الأدم). اللوقة (الزُّبدة) . لبَّق الثريد (خلطه ولينه).
وكان منها ثلاثة مصادر تدل معانيها على مستلزمات عمليات الأكل. هي:
اللسان. اللعاب. اللطع (الحنك).
وكان منها خمسة مصادر تدلّ معانيها على المرونة واللين ، بما يتوافق مع إيحاءات صوت اللام . هي:
لان . لدن. لخِي البطن (استرخى) . لطف . لواه.
وهكذا تبلغ نسبة المصادر التي تدل معانيها على الالتصاق والتماسك بما يتوافق مع واقعة التصاق اللسان بأول سقف الحنك أثناء خروج صوت اللام 38.5% أما المصادر التي تتوافق معانيها مع تلاعب اللسان في عمليات المضغ والتذوق ومتعلقات الأطعمة ، فقد بلغت (25%)، مما يؤكد صحة انتماء هذا الحرف إلى الحاسة الذوقية.فلم يتجاوز هذه الطبقة إلا في ستة مصادر . واحد للشمية (لخن) بمعنى أنتن ، بتأثير حرف الخاء. وثلاثة للبصرية. لمع النجم (تلألأ) ، بتأثير حرف العين. لألأ النجم ولاه، السراب بمعنى (اضطرب ولمع)، وحدس الاضطراب فيهما أغلب من حدس اللمعان. وواحد للسمعية: لغط القوم (اجلبوا) . وواحد للمشاعر الإنسانية ، لهِف بمعنى (حزن وتحسَّر) ، وذلك بتأثير حرف الهاء ، كما سوف نرى
وهكذا يصدق تصنيفنا الهرمي المنكوس للحواس الخمس مع حرف اللام. فالعربي لم يجد في صوت اللام (ل. ل. .) مسوغا فنيا لاستخدامه في التعبير عن أحاسيس الحواس الأعلى، لولا تدخل بعض الحروف التي تنتمي أصلاً إلى الطبقات العليا، كما سنرى في دراسة أحرف (خ. ع. هـ). وقد يتساءل القارئ عن السبب في تصنيف حرف اللام ذوقياً ، وليس ثمة أيُّ مصدر يبدأ به مما يدلّ معناه على طعم أو مذاق، من حلاوة أو مرارة أو حموضة أو ملوحة، وما إليها؟
فما دامت غالبية المصادر التي تبدأ (باللام) قد اقتصرت معانيها على اللمسيات من التصاق وتماسك وليونة ، وعمليات مضغ وبلع وما إليها من متعلقات الأطعمة ، ألم يكن الأجدر بنا أن نصنفه في زمرة الحروف اللمسية ؟.
وردا على هذا التساؤل أقول:
لقد بلغت نسبة المعاني الدالة على الالتصاق وعمليات المضغ والتذوق في المصادر التي تبدأ بحرف اللام (5،63%) وهذه الأحداث كما يلاحظ القارئ تتوافق مع واقعة التصاق اللسان بسقف الحنك ومع تلاعبه باللقمة ، تذوقاً ومضغاً وبلعاً.
وإذن من المرجح أن الإنسان العربي قد بدأ في المرحله الغابية ، أو في المرحلة الزراعية بالتعبير عن هذه الأحداث بالحركات المناسبة من اللسان والأسنان والشفاه والفم وغيرها ، إيماء وتمثيلاً. فكانت هذه الحركات بصورة مبدئية أسبق في الزمن من صوت اللام .
ولقد عمد العربي في المرحلة الرعوية إلى تهذيب صوته والتخلص من الإشارات والحركات المرافقة له، فلم يبق منها إلا التلاعب باللسان والفم بالقدر الكافي لخروج صوته.
وإذن لما كانت العلاقة الفطرية بين حرف اللام وبين عمليات التذوق والمضغ والبلع هي علاقة إيمائية صرفة، وكان من المتعذَّر التعبير إيماء وتمثيلاً عن المذاقات، فان صوت اللام المتأتي من تطور تلك الحركات الإيمائية لا يمكن ان يوحي أصلاً بأي مذاق معين من حموضة أو ملوحة أو مرارة وما إليها.
وهذا يؤكد صحة ما ذهبت إليه في بحث (الجذور الغابية والزراعية والرعوية في أصوات الحروف) من حيث نشأة الحروف الإيمائية (المرجع السابق ص125-145).
وهكذا ، لما كان حرف اللام لسانيا صرفا، واللسان هو عضو الحاسة الذوقية ، وكانت معاني المصادر التي تبدأ به لم تتجاوز الطبقة الذوقية إلا بنسبة أقل من (3%).فإنه ليس ثمة أي محذور من رفع مرتبة هذا الحرف من الطبقة اللمسية إلى الطبقة الذوقية لتعامله أصلاً مع المطاعم تذوقاً ومضغاً ولوكاً وبلعاً.
وهكذا فإن هذا الحرف الإيمائي الإيحائي ، موزع الخصائص والمعاني بين اللمسي والذوقي، كما يتمتع بشخصية جيدة ، سواء من حيث التزامه بطبقته الهرمية، أو من حيث نسبة تأثيره في معاني المصادر التي تبدأ به وقد بلغت (65%).
وبملاحقة اللام في نهاية الألفاظ عثرت على (306) مصادر، لم تتأثر معانيها بخصائص اللام إلا بنسبة (8%). وذلك لأن اللسان لا يتلاعب بحرف اللام في نهاية الألفاظ كما يفعل في بدايتها . فتخلّى هنا عن وظيفته التمثيلية الإيمائية مما أفسح المجال للحروف الأخرى التي شاركت في تراكيب هذه المصادر.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 3:16 pm

2- حرف الراء:
مجهور متوسط الشدة والرخاوة. شكله في السريانية يشبه الرأس . قال عنه العلايلي: إنه (يدل على الملكة وعلى شيوع الوصف). تعريف مبهم.
لئن كان بعض أصوات الحروف العربية يماثل عظام الإنسان في قساوتها ، وبعضها يماثل عضلاته في قوتها ومرونتها ، وبعضها الآخر يماثل لحمه في ليونته وطراوته ، و غيرها يماثل أعصابه في حساسيتها ورهافتها وما إلى ذلك من وظائف أعضاء البدن وخصائص الحروف ، فإن صوت حرف الراء من أصوات الحروف هو أشبه ما يكون بالمفاصل من الجسد.
وانطلاقاً من خاصية التمفصل هذه في صوت (الراء) وفي مفاصل الجسد، قد ادخل العربي هذا الحرف في معظم الأعضاء التي تتصل بغيرها بمفاصل غضروفية. منها:
الرأس . الرقبة . المِرفق . الركبة . الرضفة . الرِّجل. الرسغ. الوِرك. الورّ (الورك) . الفقرة. ويلحق بها الأعضاء التي تتوافق معها في ظاهرة التحرك . هي:
الخصر (لتأوده وتثنيه) . الرئة (كعضو للتنفس). الصدر (لظاهرة تحركه أثناء الشهيق والزفير، صعوداً وهبوطاً). الشَّعر (لظاهرة نوسانه مع الانسام أو حركة الجسم). البصر والنظر (لتنقلهما المستمر بين المرئيات).
وفي الحقيقة، إن حاجة اللغة العربية إلى حرف الراء لاتقل عن حاجة الجسد للمفاصل. فلولا صوت الراء لفقدت لغتنا الكثير من مرونتها وحيوتها وقدرتها الحركية ، ولفقدت بالتالي الكثير من رشاقتها، ومن مقومات ذوقها الأدبي الرفيع.
فكما أن مفاصل الجسد تساعد أعضاءه على التحرك بمرونة في كل الاتجاهات، وعلى تكرار الحركة المرّة بعد المرّة ، فإن حرف الراء بتمفصل صوته (ر. ر. را) ، وبرشاقة طرف اللسان في أدائه، قد قدَّم للعربي الصور الصوتية المماثلة للصور المرئية التي فيها ترجيع وتكرار، وتأرجح ذات اليمين وذات الشمال ، وذلك" حذوا لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث"، كما قال ابن جني:
فليس هناك أيُّ حرف في الدنيا يستطيع صوته أن يؤدي بعض هذه الوظائف، فهو من المقومات الأساسية للغة العربية . لابل ما أحسب أن ثمة لغة يمكن أن تخلو منه.
ولعل الفرنسيين قد انتبهوا إلى وظيفة حرف الراء في الترجيع والتكرار، فجعلوا مقطع (ر و) - RE)، الملحق في أول الأفعال ، للعودة والتكرار. ولكنهم لم يدخلوه في صلب اللفظة الفرنسية للقيام بهذه المهمة ، كما فعل العربي إلا نادراً . ولعّلهم قد انتبهوا إلى هذا النقص الأساسي في لغتهم في مرحلة راقية من مراحل تطورها، فابتدعوا هذا المقطع، وذلك على مثال ما ابتدعوا مقطع ( ان-IN) للصميمية والبطون، ليقوم بوظيفة حرف (النون) في اللغة العربية ، كما سيأتي:

جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 3:17 pm

فما رصيد هذه الخصائص في صوت (الراء) على واقع المعاجم اللغوية ؟.
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على ثلاثمئة وثمانية وعشرين مصدراً تبدأ بحرف الراء.
كان منها مئة وثمانية وسبعون مصدراً تدل معانيها على التحرك والتكرار والترجيع، بما يتوافق مع الخصائص الحركية في صوت الراء، منها، مع بيان أسباب تصنيف بعضها في هذا الجدول:
رأرأ الحيوان بذنبه (بصبص). رؤُد الغصن (تمايل يمنة ويسرة). رابل (مشى متمايلا).
ربك الشيء (خلطه). رتك البعير (ركض بخطى متقاربة). رثى الميت (عدد محاسنه، للتكرار). رجّه (هزّه وحركه بشدة). الأرجوحة. رجرج (تحرك واضطرب). الرَّحى والرحا (أداة الطحن ، للدوران). المِردن (المِغزل، للدوران). ردفه (تبعه ، ركب خلفه). رزف الإنسان ( أسرع من فزع). رضخت التيوس (تناطحت). رضع. أرضك عينيه (أغمضهما وفتحهما). ردهّ (أرجعه). رعج البرق (اضطرب). رعرع الشيء (حرَّكه وزعزعه).رعس (رعش). رغست المرأة (كثر ولدها، للتكرار). رعص(ارتعد تحرك). رعض (انتفض). الرفث. رفّ ورفرف. الرعْون (الكثير الحركة، ومنه الأرعن بمعنى الأهوج). ترافصوا الماء بينهم (تناوبوه، للتكرار). رقص. أرقل (أسرع). ركض. رمع (اضطرب وتحرك). رمل (هرول). رنح(تمايل لسكر). ترهره السراب (تتابع). ارتهش (ارتعش). ترهيأ( تحرك واضطرب). الريح. الروح (مابه حياة النفس ، لقدرتها المطلقة على التحرك). راد (جاء وذهب) . راغ (ذهب يمنة ويسرة لخديعة). راع ريعا (عاد ورجع). راه السراب (اضطرب).
كما عثرت على اثنين وأربعين مصدراً تدل معانيها على الرقة والنضارة والرخاوة بما يتوافق مع هذه الموحيات في صوت الراء إذا لفظ مخففا بعض الشيء منها:
رأف به. الرحيق. الرخص. الرحمة. رخُم الصوت (لان وسهل). الرخاوة. رغد العيش. الرفاهية. الرَّقة. رهِل لحمه. راق روقا( صفا ) . راخ ريخا (لان واسترخى). ران عليه النعاس.
كما عثرت على تسعة مصادر تدل معانيها على أصوات فيها ترجيع وتكرار، بما يتوافق مع هذه الخصائص في صوت الراء هي.
رجس البعير (هدر شديدا) الرَّز ( صوت الرعد وهدير الجمل). رزف البعير (صوت) الرعد. رعقت الدابة (صوّت بطنها في العدو). رنّم (رجّع صوته). الرغاء (صوت الإبل). الرنين. الرطيط (الجلبة والصياح). مع ملاحظة مشاركة حرفي (ز،ن) للصوت والرنين في أربعة منها.
وكان منها أربعة مصادر للفزع والخوف في توافق بين مظاهر الاضطراب التي تنتاب من يتعرض لهذه الحالات الشعورية ، وبين ظاهرة الاضطراب والتكرار في صوت الراء هي:
رجب رجبا ورجوبا (فزع) . رعب. راع روعا (فزع) . رهبه (خافه) . مع ملاحظة مشاركة حرفي (ع. هـ) في ثلاث منها وهكذا إذا لحظنا أن المصادر التي تدل معانيها على أصوات ومشاعر إنسانية قد تأثرت بالخصائص الصوتية لحرف الراء ، فإن نسبة تأثيره في معاني المصادر التي تبدأ به تبلغ (70%).
ومما يلفت النظر أنني عثرت على تسعة وعشرين مصدراً تدل معانيها على الثبات والاستقرار والربط وضمّ الأشياء إلى بعضها بعضا والإقامة، مما يتناقض مع الخصائص الحركية في صوت الراء.
فما علة ذلك ؟ لقد لحظت في الجداول السابقة أنَّ العربي قد استخدم خاصيَّة التحرك والترجيع والتكرار في صوت الراء بمعرض التعبير عن معانيه برهافة سمع ونباهة ذهن، يستبعد معهما أن يقع في مثل هذا التناقض . وإذن ما علَّة ذلك؟
بتأمل معاني هذه المصادر ومشتقاتها يلاحظ أن العربي قد جعل حرف الراء في مقدمة بعضها للكشف عن واقعة التحرك والاضطراب التي يبدأ الحدث بها. وذلك (سوقا للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المراد)). كما قال ابن جني. وهي:
ربضت الغنم (طوت قوائمها ولصقت بالأرض وأقامت). ربط الشيء (شدّه بالرباط). ربقه (ربطه بالرّباق، وهو ذوعرى لربط الدواب) رزح البعير (ضعُف ولصق بالأرض إعياءً أو هزالاً) . رزى على الأرض (لزم فلم يبرح). رسب (انحطّ وذهب إلى أسفل).
رسخ (ثبت في موضعه متمكناً ، ومنه رسخ المطر ، غاص نداه في الأرض). رسّ الشيء في الشيء (دخل وثبت). رسا رسوا (ثبت ، وأرسى الوتد في الأرض، ضربه فيها). رقد (نام، ولكن بعد تقلب) . ركد (سكن وهد أ وثبت، ولكن بعد تحرك واضطراب). ركز الشيء (أقرّه وأثبته). ارتكف الثلج (وقع وثبت في الأرض).رمس الميتَ (دفنه وسوّى عليه التراب). رثد المتاع(ضم بعضه إلى بعض متسقاً أو مركوماً).
رصّه، ورصرصه، ورضنه (ضمَّ بعضه إلى بعض). رصف الحجارة (ضمَّ بعضها إلى بعض).
أما المصادر الباقية فقد جعل العربي حرف الراء في مقدمتها للكشف عن خاصية التكرار في الحدث المعبر عنه على الوجه التالي:
ربغ في النعمة (أقام فيها). رتب الشيء (أثبته، ومنه رزق راتب، أي ثابت دائم، للتكرار). رجن بالمكان (أقام، ومنه رجن الحيوان أي ألِف البيوت ، للتكرار). ربد بالمكان وردح به، وركا ركوا ورمأ رموا ورزن به ورمك فيه (أقام) .
وذلك لأن الإقامة في المكان تتضمن التكرار والاستمرار بداهة ، ولولاه لكان دخول المكان تعريجا أو زيارة أو مرورا عابرا ، وما إلى ذلك من النعوت.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 3:19 pm

ولكن ماذا عن المصادر التي تنتهي بحرف الراء؟
بالرجوع إلى المعجم الوسيط عثرت على ثلاثمئة واثنين وخمسين مصدراً تنتهي بحرف الراء .
كان منها مئة واثنان وسبعون مصدراً تدل معانيها على التحرك والترجيع والتكرار. منها:
. أشر الخشبة ووشرها بمعنى (نشرها). أكَرَ (حرث الأرض وزرعها).أفر (نشط ووثب في عدوه). بحر الأرض (شقها) . بذر الحبَّ( ألقاه) في الأرض للزراعة) بَزَرَ الحبّ ألقاه في الأرض للانبات).بصر (نظر). بطره (شقه). بغرت الريح (هاجت فأمطرت). بعثره (فرقه وبدَّده).تار الماء توراً ( جرى). التيار ( شدة جريان الماء)
ثار ثوَراناً وثورا وثورة (هاج وانتشر). الجذر (لحركة انتشاره في الأرض).
جرّه. حدر السفينة (دفعها من أعلى إلى أسفل). حطره (صرعه) . حفر . حمر الشيء (قشره). حار حورا (رجع). حار الماء حيرا (اجتمع ودار) . خشر (هرب جُبْناً).خطر (اهتز وتبختر). دبر (ذهب وولى). درّ الحليب (كثر ، جرى وسال). دغر عليه (اقتحم من غير تثبُّت). دعثره(صرعه وهلكه). دمره. دار (طاف حول). . زفر(أخرج نفسه بعد مدِّه إياه). سعر الفرس (عدا شديدا). سار. شتره (قطعه). تشذَّر القوم (تفرقوا واختلفت مذاهبهم).شرّ الماء (خرّ وتساقط قليلاً). صار صيرورة ( تحول من حال إلى حال). ضبر (جمع قوائمه ووثب) ضفر (وثب عدوا). طفر (قفز).عبر. عثر. عصره (استخرج ماءه). عار عيرا وعيرانا (ذهب وجاء مترددا). فأر التراب (حفره). فرّ فرفر.
فار الماء. قشره. قطر الماء. الكتر (مشية فيها تخلّج كالسكران). كرّ الفارس (عاد مرّة بعد مرّة). كوَّر العمامة (لفها). مخرت السفينة (جرت تشق الماء).مصر الناقة (حلبها). مغر في البلاد (ذهب وأسرع). مار الشيء مورا (تحرك وتدافع).
نثره (رمى به متفرقاً). . هبر اللحم (قطعه قِطعاً كباراً). هشر الناقة حلب ما في ضرعها). همر الماء (انصبّ) . وثر الشيء (وطِئه). وهر الرملُ (انهار).
وكان منها اثنان وعشرون مصدراً تدل معانيها على الرقة والنضارة والرخاوة. منها:
البِشر. الثمر. الخضرة. الزهر. سكر (سكن وفتر). العِطر . الغضارة. القمر.الوبر. طرّ (كان ذا رواء وجمال). النضارة. اليسر.
وكان منها عشرون مصدراً لأصوات فيها ترجيع وتكرار بما يتوافق مع الخصائص الصوتية لحرف الراء . هي:
أرّ أريرا (صوَّت). جأر (للبقر). الخرير (للماء). خار الثور. دردر الماء (صوت أثناء تدافعه في بطن الوادي). زحر. طحر.. زمجر (ردد صوته).زمخر الصوت (اشتد). زمر (صوَّت). شخر (تردد صوته في حلقه). الصفير . صار صورا (صوَّت). عرّ الظليم (صاح). قرّ قريرا (صوّت). قرقر الشراب في حلقه (صوّت). نعر (صاح وصوّت). هرّ الكلب (نبح). هزر (ضحك). هدر الجمل (ردّد صوته في حنجرته).
وكان منها ثلاثة مصادر لمشاعر الغضب من اضطراب وانفعال نفسي وجسدي يحاكي ما في صوت (الراء) من تردد واضطراب . هي:
ذئِر (أنِف وغضب). ذمر الأسد (غضب). الوحر (الحقد، الغيظ، أشد الغضب). ويلحق بها لفظة (السرور) لمشاعر إنسانية مبهجة لا تخلو من رقة (الراء) ونضارتها وحلاوتها.
لتبلغ نسبة تأثير الراء في المصادر التي تنتهي بها (62%).
ولكن لوحظ أن ثمة عشرة مصادر أخرى تدل معانيها على الستر والاختفاء، مما يتناقض أصلاً مع خاصية الظهور والعيانية في التحرك . هي:
خدره ، وخمره ، وطمره ، وغفره وغمره بمعنى (ستره). كفر الشيء (غطاه).ذخره (خبأه) . طبر (اختبأ واختفى). قبره (دفنه).
ولئن كان العربي قد جعل حرف الراء في بداية بعض المصادر التي تدل على الثبات والاستقرار وضم الأشياء إلى بعضها، مضاهاة منه لتلك الأحداث التي تبدأ أصلاً بالحركة كما مر معنا آنفا،
فإن العربي قد جعل الراء بالمقابل في نهاية هذه المصادر لأن أحداثها تنتهي بحركة ما، وذلك (سوقا للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المراد).
فلفظة خدر الهودج مثلاً (ألقى عليه الستر) ، تدل على حدث يبدأ بالإمساك بنسيج فيه رخاوة (للخاء) ، ولا يخلو من شدة ممسك (للدال)، لينتهي هذا الحدث بحركة إسدال الستر على باب الهودج (للراء).
ولفظة خمرت المرأة رأسها بالخمار (غطته) ، تدل على حدث مماثل لما قبله في مراحله جميعا. ولكن بفارق أن الخمار هو أرقّ نسيجاً وأشف من ستر الهودج. وذلك لأن الميم في (خمر) أرق وأشف وأكثر إحاطة من الدال في (خدر) كما مر معنا في الحروف اللمسية.
ولفظة كفر الزارع البذر بالتراب (غطاه)، تدل على حدث يبدأ بحك الأرض بأداة أو باليد (الكاف)، ثم بإحداث حفرة في الأرض (للفاء) ، لينتهي الحدث بحركة تغطية البذر بالتراب (للراء).
ولفظتنا (طمر وقبر) يتماثل معنياهما من حيث الوقائع والتسلسل الزمني ، ولكن بفارق أن الطمر يكون في رمل أو أرض طرية (للطاء)، وفي حفرة سطحية (للميم). بينما القبر يكون في أرض قاسية شديدة المقاومة (للقاف) ، وفي حفرة عميقة (للباء). والراء. لحركتي تغطية المطمور والمقبور.وهكذا بقية المصادر.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

خصا ئص الحروف العربية ومعانيها - صفحة 2 Empty رد: خصا ئص الحروف العربية ومعانيها

مُساهمة من طرف جرس2010 الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 3:20 pm

ولكن ما علاقة حرف الراء بالحاسة الذوقية؟.
من غرائب حرف الراء، أن العربي قد أدخله في معظم الألفاظ التي تدل معانيها على أهم مصادر الحلاوة التي تذوقها في صحرائه من تمر وعسل، منها:
الرُّب (عصارة التمر المطبوخ). الرُّضاب (رغوة العسل). الرطب (ثمر النخل إذا نضج قبل أن يصير تمرا). الرمْخ (بسر التمر). البسر (ثمر النخل قبل أن ينضج). التمر.الشَّور (العسل المستخرج من الخلية. الكمر (البسر يرطب بعد سقوطه على الأرض).الضّرَبُ (العسل الأبيض الغليظ). الطَّرم (شهد العسل).
فما تعليل هذه الظاهرة؟.
ان اللسان يتلاعب بصوت هذا الحرف على مثال تلاعبه بحبة التمر، أو بشهدة من عسل.ولذلك فمن المرجح أن يكون العربي قد عبّر في المرحلة الزراعية عن طعم العسل بحركة لسانية إيمائية رشيقة ترافقها حركات بدنية أخرى. وبانتقاله إلى المرحلة الرعوية احتفظ بالصوت المناسب لتكرار حركة اللسان بمعرض التعبير عن مذاقات الحلاوة . وأسقط الحركات الجسدية الأخرى. وهكذا كانت حركة تلاعب اللسان بالمطاعم الحلوة المذاق فيما أرى، أسبق في الزمان من صوت (الراء). على مثال ما كان تلاعب اللسان باللقمة مضغا وبلعاً أسبق في الزمن من صوت اللام كما مرّ معنا.
ومن غرائب هذا الحرف أيضاً أنه يدخل في معظم الألفاظ التي تدل معانيها على منابع الحرارة الأصليّة ، التي كان العربي يتعامل معها في الطبيعة . منها:
أرّ النار أرّاً، وأرّثها (أوقدها). أسعر النار (أشعلها). السَّقر (حر النار أو الشمس وأذاه). الأوار والحرور( حرر الشمس أو النار). الجمر. الحرّ. الرمضاء (شدة الحرّ).الشرار. صهر (اذاب بالحرارة). أضرم النار. كهر الحر (اشتد ، ومنها لفظة كهرباء المحدثة). النار. الهاجرة (نصف النهار عند اشتداد الحر) . وأر (اشتد حرّه).وغرت الهاجرة (اشتد حرها). الرَّضفة (الحجر المحمى بالنار أو الشمس). نجر اليوم وِرَمِهَ (اشتد حرّه). ذمر النار (أوقدها).
وهكذا فان الألفاظ التي تدل معانيها على الحرارة مما لا يوجد فيها حرف الراء، معظمها وصف لها، أو من نتائجها . مثال:
اللهب (ما يرتفع من النار كأنه لسان). . سخن (صار حارا). أجّج النار (ألهبها).أشعل النار (أوقدها وألهبها)...
أما لفظة الشمس، وان كانت هي المصدر الحراري الرئيس في الطبيعة، فإنَّ حَدْسَ إشعاع نورها وتفشي أشعتها قد غلبا في ذهن العربي على حدس حرارتها. ولعلَّ جذر هذه اللفظة يعود إلى يوم كان الإنسان العربي يمارس العمل الزراعي في أوديته الريَّا قبل أن تتحول ربوعه إلى صحاري، وقبل أن يتحول هو إلى راع يكابد من حرِّ الشمس ما يرهقه.فبدأ بحرف الشين (للتفشي والانتشار) كما سوف نرى في دراسته، وهي في بعض الساميات (شمش).
وما علة هذه الظاهرة من حيث استعمال (الراء) لمعاني الحرارة؟.
من المرجح أن العربي قد استخدم لسانه في المرحلة الزراعية للتعبير إيماء وتمثيلاً، عن تأثر لسانه بالأطعمة والأشربة الساخنة بحركة لسانية ترافقها حركات بدنية مغايرة للتي كانت ترافق حركة اللسان بمعرض التعبير عن الحلاوة . فسقطت هذه الحركات المرافقة أيضاً في المرحلة الرعوية وبقي صوت الراء للحلاوة والحرارةSad الحرف العربي والشخصية العربية ص71-76).
ولكن باعتماد العربي في المرحلة الرعوية صدى الأصوات في النفس للتعبير عن معانيه كما أسلفت في المرجع السابق قد استثمر خاصية التكرار والتمفصل في صوت (الراء) إلى ابعد الحدود، وذلك للتعبير عما يماثله في الطبيعة من صور مرئية تنطوي على التحرك والتكرار والترجيع، مما ينتمي أصلاً إلى حاسة البصر.( المرجع السابق ص 137-142).
وهنا لابد للقارئ ان يتساءل عن السبب في تصنيف هذا الحرف ذوقياً ، بينما ظاهرة التحرك والترجيع والتكرار (البصرية) هي الغالبة على معاني المصادر التي تبدأ أو تنتهي به.
لقد تجاوزت هذا المعيار الكمي وصنفته ذوقياً وذلك للاعتبارين التاليين:
1- لأنه حرف لساني، واللسان هو عضو حاسة الذوق.
2- لأنه أبدع أصلاً للتعبير إيماء وتمثيلاً عن المطاعم الحلوة المذاق والحارة الملمس على مثال ما أبدع حرف اللام بالطريقة ذاتها للتعبير عن عمليات مضغ الأطعمة وبلعها . فرأيت ان أصنفه حرفاً ذوقياً مع حرف اللام لتخصصه أصلاً بطعم الحلاوة دون سائر الحروف.
فالفواكه حلوة الطعم التي لاراء في أسمائها ، إما هي مقتبسة من الشعوب الأخرى وإما أن أسماءها مستوحاة من شكلها مثال (تين- عنب- أجاص- خوخ- تفاح- موز- بطيخ). ولا يجرح هذا التصنيف أن يستخدمه العربي في مرحلة رعوية لاحقة للتعبير إيحاء عن التحرك والتأوُّد والتكرار.
وعلى الرغم من ذلك كله ، إذا لم يقتنع القارئ، بهذين الاعتبارين ، فلا اعتراض لي على نقله إلى زمرة الحروف البصرية لخاصية الحركة والتكرار في صوته، حيث أثَّر في معظم معاني المصادر التي تبدأ أو تنتهي به.
وهكذا إذا أضيفت المصادر التي تدل معانيها على الستر والخفاء، والحلاوة والحرارة موضوع الفقرات السابقة إلى الجداول أعلاه ، فإن نسبة تأثير حرف (الراء) في المصادر التي تنتهي به ترتفع من (62% إلى5،70%) مما يؤهل هذا الحرف إلى الدخول في زمرة الحروف القوية الشخصية.
ولئن كان ثمة ثلاثة عشر مصدراً للأصوات والمشاعر الإنسانية في المصادر التي تبدأ بالراء وأربعة وعشرون في المصادر التي تنتهي به، فإن معانيها كما لحظنا سابقاً تتوافق مع خصائصه الصوتية في الحركة والتكرار مما لا يؤثر فى التزامه الطبقي في حالة اعتباره من الحروف البصرية.
ليصبح حرف الراء بذلك من أقوى الحروف شخصية ، وأشدها التزاماً.
ومما يلفت الانتباه في حرف الراء وما أكثر ما لفت انتباهي ، ان العربي قد كره ان يجمع بين الراء واللام في مقطع واحد (لر، رل) . وذلك للتنافر الصميمي في خصائصهما : فالراء للتمفصل،- واللام للالتصاق. كما مر معنا.
كما لم أعثر في المعجم الوسيط على حرف (الراء) في لفظة ثلاثية تبدأ باللام، ولا على اللام في لفظة تنتهي بالراء.
ولئن كان ثمة كثير من الألفاظ التي تبدأ بحرف الرّاء وتنتهي باللام ، بفاصل من حرف كما في (ربْل، رتل، رطل، رجل، رمل...) فذلك لأنَّ العربي يستسيغ ان يبدأ كلامه بالمتحرك وان ينتهي بالساكن، أما العكس فلا. فالراء بتمفصله وتكراره يمثل الحركة ، واللام بالتصاقه يمثل السكون والاستقرار . ومنه يتضح أن لفظة (بلور) ، من (بلر) ليست عربية ترجيحاً . فالذوق العربي كَرِه على العموم ان يجمع بين الراء واللام في مقطع واحد، لا للتعذر وإنما للاستثقال . وذلك على مثال الحال بين حرفي (الباء والميم)، كما سيأتي.
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 2 من اصل 7 الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى