الأجراس
مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية 613623
زائرتنا العزيزة / زائرنا العزيز المرجو منك (ة) التفضل بتسجيل الدخول إذا كنت عضوا (ة)معنا


أو التسجيل إن لم تكن (ي) عضوا(ة) وترغب (ين)في الانضمام إلي أسرة منتدياتنا الأجراس
سنكون معتزين بانضمامك إلينا
شكرا مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية 829894
إدارة المنتدى مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية 103798


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الأجراس
مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية 613623
زائرتنا العزيزة / زائرنا العزيز المرجو منك (ة) التفضل بتسجيل الدخول إذا كنت عضوا (ة)معنا


أو التسجيل إن لم تكن (ي) عضوا(ة) وترغب (ين)في الانضمام إلي أسرة منتدياتنا الأجراس
سنكون معتزين بانضمامك إلينا
شكرا مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية 829894
إدارة المنتدى مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية 103798
الأجراس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» عاجل و بالفيديو شاهد الإعلام العربي يشيد بإنتصارات المغرب عكس الجزائر المتخبطة بالبوليساريو
مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية Emptyالأحد يناير 10, 2021 5:08 am من طرف جرس2010

» عاجل البوليساريو في ورطة سكان تندوف ينتـ ـفـ ـضـ ـون و يواجـ ـهون العـ ـسكر الجزائري اليوم
مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية Emptyالجمعة يناير 08, 2021 11:42 am من طرف جرس2010

» عاجل | أول خطاب للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بعد فوزه بالانتخابات
مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية Emptyالإثنين ديسمبر 21, 2020 3:40 pm من طرف جرس2010

» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:12 am من طرف جرس2010

» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:10 am من طرف جرس2010

» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:08 am من طرف جرس2010

» ـ ج ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:05 am من طرف جرس2010

» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:03 am من طرف جرس2010

» ـ ب ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 9:01 am من طرف جرس2010

» ـ أ ـ الصحراء المغربية مغربية طبيعيا وجغرافيا وتاريخيا وإنسانيا
مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 8:58 am من طرف جرس2010

» مغربي يرد بخطبة جمعة على وزارة الأوقاف الجزائرية التي تهاجم المغرب من منابر المساجد
مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية Emptyالسبت ديسمبر 19, 2020 1:50 pm من طرف جرس2010

» مصري اعطى درس للجزائر .. شتان بينكم و بين المغرب
مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية Emptyالسبت ديسمبر 19, 2020 12:43 pm من طرف جرس2010

»  جمهورية الفراقشية يتحالفون لإسقاط قرار ترامب من المستفيد من إجتماع مجلس الأمن يوم الإثنين
مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية Emptyالسبت ديسمبر 19, 2020 12:13 pm من طرف جرس2010

» لا يصدق.. اسرائيل ترسل هدية تمينة الى الجيش المغربي وهده الصور
مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية Emptyالسبت ديسمبر 19, 2020 12:10 pm من طرف جرس2010

»  كلام أكثر من رائع من الاسطورة التونسي قيس سعيد
مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية Emptyالجمعة ديسمبر 18, 2020 9:54 am من طرف جرس2010

منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط الأجراس على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط الأجراس على موقع حفض الصفحات

دخول

لقد نسيت كلمة السر


مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية

صفحة 1 من اصل 5 1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

19022010

مُساهمة 

مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية Empty مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية






مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية

هذا الملف خاص بالرواية مريم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وكل ردود الأجراس توضع على ملف مريم والعلاقات الاجتماعية من خلال هذا الرابط

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

علما أن تفاعلكم مع الرواية هو الأكسجين الذي تتنفس من خلاله أحداثها ولكم المجد

مع تحية محب الحرف العربي :

رشيد دكدوك




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


عدل سابقا من قبل جرس2010 في الثلاثاء مايو 11, 2010 5:47 pm عدل 3 مرات
جرس2010
جرس2010
Admin

عدد المساهمات : 7458
تاريخ التسجيل : 17/06/2009
الموقع : alajrass.ahlamountada.com

https://alajrass.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

مريم و خبايا ثنايا العلاقات الاجتماعية :: تعاليق

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 5:09 pm من طرف جرس2010

تقديم


من صوت أجراس الأحداث برنة نغمة الكلمات وصدق العبارات
رتقت الرنات بأسلوب عرض الأحداث وطريقة الوقوف على الزمان والمكان بأسلوب هادئ أحيانا وناري أحيانا أخرى صاعد لحظة ونازل أخرى وسهل يكاد يكون متاحا لما تميز به من سلاسة وعمق في الرؤية وبعد الهدف
الأسلوب الذي أحاول أن أراعي فيه ومن خلاله ميول المتلقي وثقافاته المتفاوتة وسنه :
تلميذا وطالبا وأستاذا وباحثا مهتما أو غير مهتم ومدى قدرته على الاستيعاب
فحاولت أن يكون الأسلوب سهل التركيب وواضح المعنى والمبنى حتى يجذب القارئ على اختلاف نوعيته وهذا فعلا ليس بالسهل أن أوفق بين سرد الأحداث وتركيبها وتركيب مشاهدها وكذا تناسبها وقدرات المتلقي وتباين ثقافاته ومواطنه بتباينها

هي الحياة دروب لا نعرف نهاية الدرب إلا عند وصوله
وبذلك نكون قد اكتشفنا الأزقة والدور وعرفنا أن لكل درب خباياه
ومريم الآن تجمع توابل الحياة
وما هي إلا رمز من رموز ما نعيشه من تشويق وإثارة بين أيامنا
هي في الواقع تمثيل لما تعانيه علاقاتنا الاجتماعية من متناقضات
لذلك نعيش حتى في منامنا إفرازات ما نعانيه في حياتنا اليومية
وما يترتب عنها من معيقات وتفكك مع البحث عن ترصيف شوارعها بما يرمم أو يصحح ما يمكن إصلاحه
وما تكتبه الحياة على صفحات أعمارنا من أحداث مفرحة و مشوقة في نفس الآن
فالحياة أسرار ونحن نعيشها ونحياها
قد نؤثر في صيرورتها وقد تؤُثر فينا عجلات أيامها
وقد قيل :
الدنيا ساعة ...اجعلها طاعة
والنفس طماعة ...عودها القناعة




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عدل سابقا من قبل جرس2010 في الخميس أبريل 15, 2010 12:08 pm عدل 1 مرات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 5:13 pm من طرف جرس2010


يعيش أحمد مع والدته مريم : إنه طفل فاقد حنان الأب الذي مات وهو لا يزال برعما في سن يحتاج إلى العناية والرعاية المتمثلتين في الحنان والحماية الأبوية .
مع أم بدون زوج تائهة بين غياهب ظلمة أفكارها وشرودها ...أم تنظر إلى ولدها وكأنه جاء إلى عالم مجهول ... تنظر إليه وتبكي عروق جسدها فتتوتر أعصابها إشفاقا وخوفا على بريء من مصير مجهول ؛ في نظرتها هذه وشرودها الدائم تتذكر بين الفينة والأخرى ذكرياتها مع زوجها عادل الذي كان يبادلها نفس الحب ونفس الشعور والذي عادتها كانت تستقبله بهما عند عودته من عمله المجهد فتزيل عنه باستقبالها هذا كل متاعب اليوم بنشوة الحب ...
تتذكر في أحمد أباه الذي كان يدخل الدار فيجدها نجمة متألقة مستعدة باسمة غير عابسة مهما كانت حالاتها النفسية و....
مع هذا تتذكر والدته عائشة التي كانت غالبا ما تقسو عليها لا لشيء ، إنما لأنه تزوجها وكسر تعلق أمه به إلى درجة أنها من فرط تعلقها بعادل وزواجه من مريم مرضت مرضا كاد أن يودي بحياتها لولا عناية الله تعالى وعرضها على طبيب نفساني الذي وبتجربته العريضة وحبه لمهنته وإيمانه برسالته النبيلة استطاع علاجها وإخراجها من معاناتها بعض الشيء لكن النظرة كانت دائما متجهة إلى هذه الزوجة التي في اعتقادها أنها اختطفت منها ابنها واستحوذت عليه غير ملتفتة إلى أنها تزوجت يوما فأنجبت من ابن امرأة أخرى ربت ورعت وأحبت ولدها قبلها ...
تتذكر مريم هذا فتذرف عيناها دموعا من صلب معاناتها ومتاعبها مع هذه الأم ثم تعود لتمسح دموع آلامها بذكرياتها الخالدة مع عادل فتنظر إلى أحمد نظرات مختلفة ...تنظر إليه وكأنما ظلم في الخروج إلى هذا العالم الذي سينمو وسط صراعاته دون أب يحميه ويمنحه الدفء ويراقبه ؛ وأخرى نظرة ترسم له من خلالها مستقبلا زاهرا لكنها سرعان ما تدير رأسها يمنة ويسرة فلا تجد أية وسيلة لتنفيذ ما ترسمه وكما يقال : ( الشيء حدو قدو والخص فيه ) بمعنى أنها لا تجد إلا ما يسد رمقها وصغيرها ...
تحولت نظرة مريم بعد أن عدلت من قرارها القاضي ب : ( لا زواج بعد موت عادل لن يرقد مرقده أحد؛ أي كان ؛ حفاظا على ذكرياتهما الخالية ...)
كان هذا قرارها لكن بعد الوقوف أمام عوائق الزمان والمكان واسم الآلة بلا عنوان عندما وصل السيل الفراش والركن والوجدان تحولت النظرة إلى مراجعة الذات وحساب الخطوات بالتفكير المعمق في رجل يحمي بالدرجة الأولى ولدها ويعوضه بعضا من الحنان والحماية المفقودين فيرجع إليه عند الحاجة ومن تم وهي تراوغ مشاعرها وأحاسيسها مراقبة الباب في لهفة المتعطش المنتظر هدية من السماء اسمها ابن الحلال إنسان آدمي لا كلبا متأصلا من كلب وكلبة سلالة الكلاب من أمثال المتجولين المتسكعين المتباهين بفجورهم في تجمعات ...
تنتظر في صمت تراقب في صمت بقلب خفاق هو الآخر في صمت أذناها ،حواسها ، كليتها تراقب في صمت تتأرجح أفكارها بين الترقب والحسرة ورثاء الزوج ...
لم تحدث يوما ضجة المطلقات ولا صخب الأرامل من بعض اللواتي واللائي يتخذن من الفجور معنى للتحرر الفكري تماشيا مع موضة العصر ؛ عفوا ؛ أنا آسف : هو تحرر فعلا ودون مساومة ولا مزايدة عليه ، لكنه تحرر من الإنسانية والهوية والحشمة والوقار ...
مريم التي لم تنحدر يوما وطوال فترات حياتها إلى سوق النخاسة لخلقها القويم والتي نالت ثقة محيطها فلا من يطاردها ولا من يبصبص ولا من يلهث لأنها بكل بساطة مريم بين القاصي والداني بنت التجربة والعقل الذي صقلته المحن وطوعته الحياة بعد تربية في بيت تملأه الحياة مع أبوين يعشقان سرها وأسرارها وبعدهما مع زوج اختزل عمره حياته في كلمات ...
مريم الآن تنتظر المخلص الذي يأتي وقد لا يأتي...
فمن ذا الذي سيأتي للارتباط بأم ؟
الارتباط بأم وطفلها في عصر طغت عليه لغة :
كم تملك ؟
وماذا تملك؟
وما وضعيتك داخل المجتمع ؟
وأسئلة من هذا القبيل ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 5:15 pm من طرف جرس2010



طال انتظار مريم ...لا من يطرق الباب ... الحب والتقدير والاحترام ما تتلقاه من الكل ...
بدأ صبرها ينفذ لكن عزيمتها تتقوى وإرادتها وعفافها يزدادان ...
هذا الصبر لم يبدأ ينفذ إلا مع بداية نفاذ ما بقي من مدخرات زوجها عادل الذي كان دائم الادخار للمواد الغذائية خصوصا القطاني والحبوب كالنمل تحسبا لكل طارئ ووقوفا أمام أزمة من أزمات تقلب الزمان ...
لقد بدأ كل ما تركه عادل ينفذ وهي لا دخل لها غيره لذلك لا تزال تنتظر ولا تزال في بداية المشوار الطويل : في بداية الطريق إلى ساحة الوغى ساحة الحرب الحارقة والباردة والمعارك الضارية معارك الحياة الكبرى والركض وراء لقمة العيش لا لثغر واحد وبطن واحد بل لثغرين وبطنين بطنها وثغرها وبطن صغيرها وثغره وهذا ما لا تستطيع بظروفها المادية والاجتماعية تحمله ؛ إنها غير مستعدة للركض لأنها تؤمن معتقدة أنها مريم التي ما وجدت إلا للقيام بواجباتها المنزلية كأم ناجحة وزوجة مثالية ذلك لأنها لا تحسن غير هذا لاهي متعلمة تستطيع توظيف ثقافتها واستثمارها ولا هي ذات صنعة تغنيها عن الحاجة والفاقة والفقر والاحتياج إلى منقذ ...
نفذ صبر مريم العاطفي والسلوكي والاجتماعي خصوصا مع ازدياد حاجات أحمد وعدم طرق بابها من قبل أحد من المنقذين المتوقع ومعه سلمت أمرها إلى الذي خلقها لينقذها مما هي فيه من ضيق ووساوس وخوف من المجهول الذي يتربص بها وبصغيرها فتزيد معه متاعبها مجرجرة الأيام التي تقطف من عمرها كما تقطف أوراق الخريف ناحتة جمالها عابثة به دون رحمة ...
كانت مريم ملازمة بيتها لا تفارقه إلا عند الضرورة القصوى التي لا مناص منها ... ترتقب وترقب في صمت وتتالت الأيام وهي على حالها إلى أن جاء هذا اليوم :
بينما كانت تفكر في حالها على عادتها في وسيلة جادة للخروج من أزمتها التي فرضتها عليها عوامل عدة طرق باب المنزل ... قامت مريم من على سريرها وأمارات الدمع على خديها راسمة مسالكها : ـ اللهم اسمعنا خيرا ـ قالتها في نفسها وهي تقف خلف الباب تسأل :
ـ من الطارق ؟
ـ أنا خالد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 5:19 pm من طرف جرس2010



كان خالد هذا لا يتعدى الخامسة عشرة من عمره ...
فتحت مريم الباب وسألته عن أحوال خالتها خولة وبنتها أمال وعنه هو أيضا ووالده وبعد أن رد عن استفساراتها ودخلا الدار زف إليها خبر زواج أخته أمال ثم سلم لها دعوة من والدته ...
فتحت مريم الظرف وإذا هي أمام عبارات خالتها :
ابنتي العزيزة مريم .
إننا والحمد لله قد زوجنا بنتنا أمال بشاب من أهل البلد بأخلاق أهل البلد ؛
بنتي الغالية مريم
إن يوم الفرحة الكبرى عندي كأم يوم غد فالمرجو منك أن تشاركيني فرحتي بحضورك والسلام
خالتك خولة .
الدعوة إذن موجهة إلى مريم من قبل خالتها لحضور حفل زفاف ابنتها أمال هذه الدعوة في هذا الظرف زادت الطين بلة زادت نفسية مريم تعقيدا وإيلاما وأدخلتها في مجموعة من الهواجس والمخاوف على مستقبل صغيرها لتبيت ليلتها باكية حظها العاثر والملتوي التواء الشعاب فقررت عدم تلبية دعوة خالتها بعدم حضورها الحفل ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 5:22 pm من طرف جرس2010



نامت مريم على غير عادتها الليلة على وسادة مبللة بدمع عينيها على صوت دقات قلبها .
لقد غرقت في نومها فرأت عادلا زوجها على جبل ينادي بأعلى صوته :
ـ مريم ... مريم ... مريم ...
التفتت إليه ... قالت متسائلة مع نفسها :
ماذا أرى ؟
أهذا عادل زوجي ؟
أعاد إلى الدنيا ثانية ؟
ناداها من على الجبل مرة أخرى :
ـ مريم ...
فيم الحيرة ؟
أنا عادل ..
فتبادلا الصيحات بالنداء كل منهما يصيح باسم الآخر ..طلب منها عادل أن تسرع إليه ...
جرت صوبه غير عابئة بالحجارات ولا بعقب حذائها
كانت تجري ثم تتعثر فتسقط على الأرض ثم تجمع قواها فتصارع السقطة وتقوم ثم تجري فتتعثر وتسقط إلى أن أوقفتها صيحة من عادل :
قفي مكانك لا تقربي .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 5:24 pm من طرف جرس2010


وقفت ثم ركزت النظر إليه ، سألته :
أأنت حي أم هذه روحك تناجيني ؟
أشار إليها أن تنتبه أمامها فإذا بأحمد ـ ولدها الصغير ـ يلعب على صخرة كبيرة على حافة هوة قد يسقط من عليها فتفقده هو الآخر .
أسرعت مريم بسرعة دقات قلبها خوفا من فقدانها بدرتها الأولى ...لم تنتبه إلى الصخرة المصطحة وإلى حذائها بعقبه العالية .
قفزت فوق الصخرة طالبة نجدة وإنقاذ ولدها وإذا بحذائها ينزلق ليوقعها على ظهرها وتنساب رجلاها كما تنساب المياه الجارية إلى أن تحدّاتا حافة الصخرة .لكن زوجها صاح انتبهي ...أمسكي بجانب من الصخرة وقومي لنجدة ابنك .
وبصعوبة يندى لها الجسد استطاعت الخروج من مأزقها لتحمل ولدها بين ذراعيها وتجلس صخرة صغيرة مقابلة زوجها تسترد أنفاسها
كان عادل ينظر إليها وعلامات الحصرةبادية على ملامحه . أخذ الطفل ينادي :
بابا ...بابا ...لماذا غبت عنا ؟
غارت عينا الأم دمعا ..لاحظه أحمد فقال لها :
أمي ها هو ذا أبي فلم البكاء ؟ امسحي دمعك واطلبي منه أن يعود معنا إلى الدار .
فيرد الأب :
لا يا عزيزي ، لقد أمر الله أن أموت فمت .
لكنك تتحدث إلينا ... اقفز إلى هنا لتصاحبنا إلى البيت .
ـ هذه إرادة الله يا ولدي ، إنه يفعل ما يشاء بما يشاء وكيفما يشاء حينها أدرك أحمد أن أباه لن يعود معهم فبكى لتتحول الوقفة إلى تناغم مع الدمع والبكاء على الفراق وبينما هم كذلك إذا برجل يخرج من بين شجرتين من شجر الزيتون وارفتي الظل وناداه :
عادل انه المقابلة الزيارة انتهت ، قل لهما كلمتك الأخيرة وانصحهما بشيء ينفعهما في تخطي بعض صعاب الحياة فإن موعد الزيارة يقترب من النهاية
قال هذا ثم عاد من حيث أتى .
التفت عادل إلى مريم فطلب منها أن تعدل عن فكرتها وتذهب لحضور حفل بنت خالتها ثم أوصاها بولدها خيرا وأخيرا ودعهما وغاب عن أنظارهما بعد أن عرج ودخل بين شجرتي الزيتون

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 5:27 pm من طرف جرس2010



التفتت يمنة ويسرة فلم تجد إلا طفلها الصغير وهو يسألها عن واله :
لماذا غاب عنا أبي فجأة يا أمي ؟
زاد هذا التساؤل فزع وخوف الأم ، حاولت أن تهدئ من روعه وتطمئنه :
سيأتي مرة أخرى ولن يغادرنا .
قالت هذا وعلامات الخوف تنط من شفاهها مصاحبة كلامها المتلعثم .
حملت مريم ولدها خوفا وإشفاقا عليه ثم انطلقت قافلة إلى بيتها : بيت الأمان والابتعاد عن هذا المكان الموحش ،مكان الخوف والوحدة القاتلة وبينما هي كذلك علق طرف من جلبابها الأبيض ـ جلباب الحداد ـ يمسك فصاحت ظنا منها أن يدا امتدت إليها من تحت الأرض غير أنها عندما التفتت لم تجد سوى غصنا به أشواك وطرف الجلباب عالق به ،فحمدت الله بعد أن فكت طرف الجلباب لتجد نفسها وقد زاد خوفها وزادت معه إحساس الطفل بما تعانيه أمه من جراء ارتعاشة جسدها:
ما بك أماه ؟
لماذا ترتعش أطرافك ؟
أأنت خائفة من شيء ؟
هل تطاردنا الأشباح ؟
لا لاشيء حبيبي لا تخف
ثم استمرت تعدو وتعدو إلى أن وصلت أرضا جرداء إلا من حجارات كثيرة مختلفة الأشكال والألوان والتركيب لتزداد متاعبها :
أتحمل طفلها وتعدو أم تحمل طفلها وحذاءها ذا العقب العالية وتعدو حافية القدمين ؟
حافظت مريم على ولدها بين ذراعيها تغمره عطفا وحنانا وتجري كي تصل إلى دار الأمان منزلها البسيط .
تابعت طريقها وكأنما هي في سباق مع عقرب ثواني الساعة فتعثرت ثم سقطت لكنها وحفاظا على صغيرها من الإصابة بأذى من جراء السقطة سلمت ظهرها للحجارات وقامت وهي في ذعر ها المتزايد غير عابئة بما يصيبها من كثرة التعثرات والسقطات وإدارات الظهر ثم جرت والخوف بأكل أطرافها ويزيد من توترها وإرباكها ويقف حائلا أمامها وعائقا مسببا لها بذلك متاعب كثيرة كانت تجري وتلتفت يمنة ويسرة وإلى الخلف فلم تنتبه إلا وهي تسقط في حفرة .
حاولت جهد أيمانها وجهد قوتها الصعود منها لكن دون جدوى لم تفلح في ذلك وتزايدت متاعبها لتستسلم للأمر الواقع وتجلس في ركن في قعر الحفرة والطفل بين يديها تنتظر وتفكر في وسيلة للخلاص .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 5:33 pm من طرف جرس2010



بينما هي على حالتها هذه إذا بها تسمع صوت زوجها عادل يبادي من على حافة الحفرة :
لاتخافي ولا تحزني ، ما شاء الله فعل ، سأساعدك على الخروج من هذه الحفرة فلقد سمح لي بذلك عندما علمت أنك هنا في مأزقك هذا
فرحت مريم أن عادلا من ينقذها هذه المرة
فرحت بالخلاص وبرؤية زوجها فمدت يدها لينقذها فاستيقظت من نومها ويدها ممدودة وثغرها باسم وجسدها كما لو خرجت من مسبح لحظتها
انكبت على وجهها وروت خدها دمعا إلى أن غلبها النوم ثانية فغرقت فيه إلى أن أصيح الملك لله والكل تحت رحمة أشعة يوم آخر .
غادرت سريرها على غير عادتها ...
أعدت الفطور ..ثم أيقظت أحمد الذي أصبح غارقا في نومه هو الآخر على غير عادته
رافقته إلى المغسلة
نظفت أطرافه ووجهه ثم استعملت الفوطة جريا على العادة
قدمت له فطوره ثم دخلت بيتها الذي غابت فيه لحظة فأحضرت ملابسه الجديدة ... وبينما هي تكويها لاحظ الطفل العملية فسألها :
ماما هل سنذهب لزيارة جدي وجدتي
نعم ... لكن سنزورهما هذه المرة بدار خالتي خولة .
نطت من حركاته فرحة الأطفال وكف عن تناول الفطور ...
قام مسرعا صوب المغسلة لكنه تعثر في حذاء أمه الذي كان ملقى على الأرض فسقط سقطة انقطعت على إثرها أنفاسه بعد صيحة قوية لم تتم .
جرت الأم لتحمل ولدها وترى ما أصابه وإذا بوجهه يتلون إلى السواد وبرسم على شفتيه خاتم شديد السواد وعلى حاجبيه فخارت قواه حملته بين ذراعيها فإذا به كخرقة ثوب يرتخي دون حراك .
صاحت :
يا ربي هذا ولدي يموت بين يدي وقد أوصاني به أبوه خيرا رحماك يا الله ز
ضمته إلى صدرها ثم نفخت في فيه والموقف يتأزم أمامها والصغير يلفظ أنفاسه الأخيرة وهي عاجزة على مده يد المساعدة والإنقاذ ضمته ثانية وثالثة وإذا بالفرج يأتي أن عاد ت حركة التنفس شهيقا وزفيرا إليه فصاح مرة أخرى خارت بعدها ثانية قواه وكسى جسمه العرق ومعه خارت أيضا قوى الأم فجلست على الحصير تحمد الله على السلامة .
بعد أن استجمعت قواها وعادت إلى حالتها الشبه الطبيعية أمسكت بيد ولدها وصاحبته إلى المغسلة ثم عادت به وبداها ترتعشان وقلبها يخفق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 5:36 pm من طرف جرس2010



لبست مريم لباسها التقليدي الخاص بالمناسبات الاحتفالية وهي ترتدي قفطانها بدأت تشم أجزاءه متذكرة زوجها عادل وكأنما هي تشم رائحته فهو الذي أشرف على خياطته وجلبه إليها بمناسبة حملها بأحمد ثم وضعت على رأسها منديلا تحمل في طياته ذكريات ماضيها المشرق والذي يحمل ذكرى اعتبرتها مريم مناسبة لتأليف القلوب حين قدمه لها عادل بدعوى أن والدته هي من اشترته خصيصا لها كعربون محبة بينهما .
تذكرت الجلباب الذي اشتراه عند مولد السنة الهجرية احتفالا بالذكرى .
لبست ذكرياتها وفعلت نفس الشيء مع ولدها تتذكر لباسه وتتذكر ذكريات الزوج وعلاقته بها وبلباسها .أخيرا خرجت لتحضر حفلة زواج بنت خالتها أمال .
طرقت الباب وهي على أبها مظهرها وكانت بحق وردة حين تفتحها صباحا تفتن الناظرين وتغري تطلع الفضوليين ،إلا أن أخلاقها كانت كجمالها امرأة كاملة الأوصاف حقا .
طرقت الباب وإذا بشاب يفتحه فيبهره جمالها ثم يحملق فيها طويلا ولم ينتبه من انجذابه وشروده إلا بعد أن سألته عن خالتها ...
رحب بها ثم سار أمامها بعد دخولها وهو يردد في نفسه من تكون ...؟ إنها تختلف عن قريناتها ... ذات شخصية بارزة تفرض علي الاحترام ... جمال طبيعي غير مصبوغ ...مضايقتي لها لم تؤثر عليها ...فيا سعد من هو هذه من نصيبه ... إنها مجموعة من أطياف الكمال ... من هو صاحب هذا الحظ الكبير ... روعة ... روعة في كل شيء ... هذه فعلا زوجة رجل بحق : حياء وحشمة ووقارا على جمال باهر ... دخلت بعد أن تحول هو إلى متابع خطواتها إلى أن جلست بعد أن سلمت على أهل الدار في بيت وسط زحمة الاختلاط بهر الشاب ثم تقم إلى صاحبة الحفل فهو أخ العريس وصاحبة الحفل هي أم العروسة فلا حرج من السؤال خصوصا في مثل هذه المناسبة يسألها عن ماهية الزائرة ... كانت خالتها تعرف الشيء قبل حدوثه والكلمة وما ترمي إليها ما فيها وما بينها وما بعدها وما وراءها فقالت وثغرها باسم :
هي بنتي الثانية ...
أحقا ما تقولين ...
تقريبا ... هي بنت أختي ... ولكنني أعتبرها بنتا لي ...
ثم أردفت قاصدة القول عند تلمسها انجذابه إلى مرتم :
لكن المسكينة عاشت مع زوجها في بداية عمرها وعندما بدأت الحياة تبتسم لها اختطف الموت زوجها وبقيت وحيدة الولد


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 5:40 pm من طرف جرس2010



هنا بدأت العجلة تدور في اتجاه معاكس وتنعطف صوب منعطف آخر ودخلت باب حياة أخرى في معركة بلون مغاير ودع الشاب الخالة خولة ثم خرج إلى البهو واستدعى فتاة من الحضور تبلغ العاشرة من عمرها تقريبا
: مرية ...
ماذا تريد ؟
اذهبي عند تلك المرأة ... اسمها مريم ...أخبريها أن خالتها خولة تطلبها تريدها في أمر عاجل ...
كان هذا الشاب يريد الاستفراد بها يريد مراودتها على عادته مع النساء اعتقادا منه أن كل مطلقة مطلقة الضمير حيوانية الرغبة وأن كل أرملة لاهثة خلف غرائزها
نفذت البنت ما طلب منها وقامت مريم ظنا منها أنها الحقيقة صعدت الدرج إلى الطبق الثاني حيث اختبأ العنيد خلف باب البيت فدخلت تريد خالتها لكنه فاجأها وهو يلاقيها بخداعه حاول كثيرا لكنه لم يصل مراده ولم يحقق سوى الخيبة لكنه في النهاية حصد مقولتها الأخيرة بعد سلسلة من العبارات الرادعة في حياء ووقار وتعقل :وأخيرا ردت على سفاهته بقولها:
لست كما تظن ... ارجع إلى ربك عساه أن يهديك إلى أقوم السبل
ثم أقفلت راجعة ليقفل باب الخداع ويرجع إلى طاقته العقلية يرجحها على العاطفية .
نزلت قاصدة خالتها لتشكوها ما حدث مع أخ العريس غير أن هذه الأخيرة لم تول الأمر أي اهتمام بل اكتفت بالقول :
لعله يريدك لوحدك كي يفضي إليك بشيء ...
وهل أنا ...
قاطعتها خالتها :
أنت لا تزالين قمر العشاق ووردة المحبين
البيوت تؤتى من أبوابها يا خالتي وحينها يكون لكل مقام مقال :: أما وأن يستغفلني فهذا تلاعب العاطلين والمعطلين عن الرؤية الصائبة ثم توجهت إلى أن جلست بين المدعوات والمدعوات المختلطات بأحذية الرجال وهي تقول :
لعله يريد لي أن أصبو إليه فأكن من الصاغرات
ثم تطرح المقابل :
أو لعله ربما كان ما قالته خالتي صحيح إلى حد ما
ثم بدأت تتغزل من خلال استرجاع ما دار بينها وبين الشاب حين الخدعة
فعيناه البريئتان وحديثه الناعم الرقيق ينمان عن أخلاقه الطيبة إلى أن خلصت إلى :
لو كان كذلك لما تجرأ بهذه الطريقة البشعة ولما استدرجها إلى الطابق الثاني عن طريق الحيلة القدرة
وهكذا سارت في درب أوهامها تضرب أسداسا في أخماس : تضفي عليه من الصفات أبهاها وأجملها وأرقها ثم تنتقد ما قالته بعكس ما ذكرت وارتبكت نفسيتها
ترى نفسها مطمعا للعابثين تارة ومطلوبة بحب أخرى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 5:45 pm من طرف جرس2010




أما الشاب جمال فقد وقع في حرج مزدوج
لأول مرة يصد بعد أن ألف من قبل الأذرع المرحبة دون سؤال أو صد لأول مرة يقف أمام باب مشدود إلى خلق عتيق وتربية خالدة
وحرج ثان عندما رآها تحدث خالتها فحسب الأمر يتخذ أبعادا بعواقب وخيمة... ودارت رحى الأوهام والتخيلات والتساؤلات عما قد يؤول إليه الأمر ... ودخل دوامة شرود فكري ممزوج بالأحاسيس والهواجس تم شرع يلوم نفسه عما اقترفه من ذنب في حق البراءة إلى أن استسلم للأمر الواقع فنزل الدرج متثاقل الخطوات متهالكا وكأنما أثقال الأرض كلها اجتمعت على كاهله وبدت عليه علامات الارتباك وهو لا يهدأ يوبخ نفسه تارة يحملها الوزر كله وتارة يتساءل :
لم أفعل شيء لأكون في هذا الموقف الحرج ... هي جميلة فعلا ... ما بال جمالها الظاهر لم يطح بجمالها الباطن أمام قدرتي الفائقة على جلب قلوب غيرها من بنات حواء .
كل هذا وغيره من التساؤلات والإجابات وتضارب الأفكار وهو ينزل الدرج إلى أن دخل زحمة الاختلاط فوقف يتأمل الجمع الراقص ذكورا مع إناث ورغم ما يتحلين به من حلي وما يضعن على وجوههن من أصباغ إلا أنهن بدين له رغم الأنوار ومظاهر الزينة ظلاما يرقص في ظلام مع سواد بدين له في صور البشاعة فمنهن من براها حية تسعى تريد الفتك بسروال من يرقص معها ومن كان وجهها مع الصعود والنزول والدوران وظلام رقصها قد خيم عليه عنكبوت ثم نسج خيوطه من جراء اختلاط ألوان ـ الماكياج ـ تلك الأصباغ البهلوانية التي تحط من جمال المرأة فتبرقع طبيعتها الخلابة
كان يخترق هذا الخليط من أشباه الفرحين والفرحات بما هم عليه وهو يتساءل ويتأمل الوجوه فلا يجد إلا كهوفا ظلاما في وحشة ووجوها اختلفت عن حقيقة البشر ... كان يرى الخليط فوضى بالمقارنة مع التي تركته واجما وعادت تشكوه لخالتها فزادت الرغبة في التوجه إلى أم العروسة ليزيد عن مريم مزيدا من التعرف عليها وهو يردد في نفسه
المرأة كومة تبن عليك أن تتفحص خباياها قبل الارتماء فوقها حتى لا تحترق بنار تحتها فهي كيفما كانت هي امرأة لها ما للمرأة من تركيبات لها قلب وشعر وشعور ونهدين وتنهدات كلهن يحملن نفس المكونات الأنثوية ولا يختلفن إلا في طريقة التحكم فيها نتيجة تربية سالفة ومدى استفادتهن من الأخطاء المرتكبة من طرف الآخرين والأخريات هنا تختلف حواء عن حواء وآدم عن آدم ...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 5:48 pm من طرف جرس2010




شق طريقه وسط الزحمة والرفس عفوا الرقص إلى أن وصل باب المطبخ حيث توجد خولة لكنه لم يستطع ولوجه استحياء وخوفا ثم قفل راجعا...
حينها رمقته الخالة خولة فسبقه إلى ذهنها ما ينويه ثم دعت :
اللهم يسر ولا تعسر
نادته بصوت عال لكنه غير مسموع نظرا للهوة والركض المقيت فلم يسمعها ...
التفت ...
أشارت إليه بيدها وهي تبتسم ففكت عقدة لسانه وأزيل حاجز باب المطبخ ...
تقدم منها ...
سألته عن حاجته ..
رد :
لاشيء ... إنما أريد ...
قاطعته عندما لاحظت تردده :
دع عنك كل التخمينات فلقد أصبحنا أهلا وأصبحت من بين أبنائي اعتبرني أما ثانية واطلب مني حاجتك دون تردد وتأكد أنك لا شك ستجد عندي حاجتك
ابتسم ابتسامة تكاد تكون غير ملاحظة أتبعها مهمهة فقالت :
أنا أعرفكم يا شباب هذا الزمان تريدون الشيء وتستطيعون الوصول إليه بذكاء أرجو أن تعرفوا كيفية تدبير هذه القوة الخارقة التي تمتلكونها في تحقيق الطموح إلى الغايات النبيلة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 5:50 pm من طرف جرس2010




ـ سأسألك دون حرج يا خالة فلقد اعتبرتك أما
ـ تفضل
ـ أريد التعرف عن بنت أختك مريم إذا كان ذلك ممكنا
ـ تفضل
ـ هل قلت سابقا أنها أرملة ؟
ـ المسكينة مات زوجها بعد أن ولدت أحمد بشهرين وثلاثة أيام
ـ هه وماذا بعد ؟
ـ من تم وهي ملازمة بيتها رافضة الحديث عن أي موضوع
ـ ألم تفكر في الزواج بعد وفاة المرحوم ؟
ـ كانت تفضل دائما السهر على تربية ابنها
ـ رحى الدنيا تدور بسرعة واليد الواحدة لا تستطيع إيقافها في نقطة واحدة محددة فلماذا لم تعدل فكرتها وقرارها هذا المجحف في حقها
ـ لقد مر الآن على وفاة زوجها ثلاث سنوات وشهرين وخمسة عشر يوما
ـ تعدين بالسنوات والشهور وتتذكرين حتى الأيام
تلتفت الخالة خلفها لتوصي مرافقتها في المطبخ بالانتباه إلى القدر .
بعدها استأنفت الحديث معه
ـ لقد قلت لك أول وهلة إنها بنتي ولو لم تكن كذلك ثم تفرغت لتحكي له حكاية مريم من ألفها إلى يائها
ـ المسكينة
ـ من تعني ؟
ـ مريم طبعا ... إن قصتها تشبه إلى حد ما قصتي ...
ـ وما قصتك ؟ هل لي أن أعرفها ؟
ـ لقد ماتت زوجتي في السنة الثالثة بعد زواجي تاركة لي بنتا في العام السابع من عمرها يستأنف الحوار حول قصته وزوجته سلوى وقرارهما القاضي بإنجاب مولود واحد وكان المولود صبية سمياها مرية
ـ فعلا حياتك وحياة مرية والمعاناة واحدة ...إنكما فعلا لا تختلفان في شيء
نطقت والدمع من عينيها على الخد نازل إشفاقا على ما سمعت منه وما مرت به مرية ومستقبل أحمد دنيا غريبة وفصول مسرحياتها أغرب


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 5:54 pm من طرف جرس2010




ـ لنعد إلى مريم يا خالة ... فأين تسكن ؟ ... أريد أن أعرف عنها كل شيء
ـ في الزقاق المقابل لصيدلية الشارع المقابل بدار المرحوم عادل
بدأ يدير رأسه يمنة ويسرة ... يتعتع ... يريد الكلام فلا يستطيع
ـ ما بك ؟
لي طلب أرجو ألا أكون به ضيفا ثقيلا عليك سيدتي ...
في البداية اتفقنا أن أكون لك أما ثانية ...
هيا .. قل ...
ماذا تريد ؟
ـ بصراحة بدأت أحس لأول مرة بعد وفاة زوجتي أني وحيد وأن وحدتي الموحشة ليس لها دواء غير زواجي بمريم إنها فعلا ما كنت أبحث عنه ...
منذ موت زوجتي وأنا أبحث بين الفتيات والأرامل والمطلقات عن زوجة حقيقية ولا أنال غير إشباع الحاجات الجنسية لم أعثر من قبل على من تصدني ببراءة وتقف في وجهي بوقار تذكرني أنه علي أن أرجع إلى الله ليهديني سبل الرشاد
أرجو منك أيتها الأم أن تتحدثي إلى مريم وتأخذي رأيها في موضوع زواجي منها فالمعادلة قائمة :
أحمد مقابل مرية ظروفهما متعادلة والمناخ في غايته :
أحمد محتاج لرعاية الأب وسأكون له الأب البديل ومرية لن أستطيع توفير حنان الأم لها ومريم لهذه المهمة أكفأ
مباشرة بعد هذا شكر الخالة خولة وقفل راجعا إلى قلب الزحمة والاختلاط بمناديل الرجال لتعود إليه تلك النظرة السوداء وبدأ يرى حيوانات راقصة متأهبة للافتراس :
ضباعا ونمرا وقنافذ فئرانا وحيات سلاحف زاحفات
بدأت ترسم أمامه مشاهد الخيبة والبكاء على أطلال الرجال والنساء فقفل راجعا بعد أن نادى بنته :
ـ مرية ... هيا بنا ...
ـ إلى أين ؟
هذه المرة إلى حديقة الحيوانات لنتفرج على حيواناتها الحقيقية في براءة بدل المزيفة
خرجا بعد أن استسمحا أهل الزفة
أقبلت الخالة خولة لتجلس بجانب مريم ...حكت لها قصته من ألفها إلى يائها كما سمعتها منه لقطة بلقطة ومشهدا بمشهد دون زيادة ولا نقصان إيمانا منها أن الزيادة أو النقصان قد يفسدا ما ترومه


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 5:56 pm من طرف جرس2010




تأثرت مريم لسماع معاناة جمال لكنها وهي على هذه الحالة من الإشفاق تارة والتفكير في قلب حياتها تارة أخرى تذكرت العهد الذي قطعته على نفسها عند وفاة عادل ومعه مر شريط حياتهما معا بسرعة البرق
التفتت إلى خالتها خولة وقد حزمت أمرها :
لن أتزوج ... هذا الموضوع مغلق تماما فأحمد له أب واحد ولن يكون له غيره بديلا
لن أتزوج ...
نعم لن أتزوج ...
أحمد يحتاج إلى ذكرى أبيه ... لن أكون السبب في محو هذه الذاكرة بذاكرة أخرى
لقد وجدت الحل المناسب لحل كل مشاكلي يا خالة
ــ الحياة تحتاج لتعاون بين زوجين وأنت ما شاء الله ...
ــ لا تكملي يا خالة ...
سأبحث لي عن شغل مناسب بالنسبة لي حتى أتمكن من التوفيق بين عملي الجديد والعناية بأحمد
ـ هذا رائع وطموح مشروع ... لكن الشاب مهذب وقصده الزواج لقد كان كما قلت لك يريد مفاتحتك ... يريد أن يقول لك :
لقد أعجبت بك يا جميلتي ههههههههههههه
ــ خالتي
ــ عيون خالتها ...
ــ لا تحرجيني إني في حاجة إلى حماية أحمد من عوائد الزمان ...
لا أفكر في الزواج ... فرجاء خالتي .. لا أريد العودة لهذا الموضوع ثانية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 5:58 pm من طرف جرس2010



الخالة :
ـ لا ، بل سنعود إليه ثانية وثالثة
فلست أول امرأة تترمل
كل الأرامل والمطلقات يبدأن حياة أخرى لمسايرة الطبيعة
أنا لا ولن ألومك على رفضك أو إصرارك على الرفض إنما أنا أذكرك أن الزواج ستارة تحمي المرأة والرجل على السواء فيمنع عنهما القيل والقال والمعاكسات على جميع تصنيفاتها
في البداية أنت على حق كونك تبحثين عن مصدر للعيش الكريم لكنك كمن يبحث عن إبرة وسط كومة تبن
انظري من حولك إلى المعطلين على أبواب الإدارات إنهم معتصمون ولا شغل
شهادات متوسطة وعليا أين تجدين ذاك الشغل الذي يكفي حاجاتك وحاجات أحمد
أنت بنيتي في بداية عمرك : الجمال والأخلاق لا يختفيان عن عيني عاقل من الرجال
ولا تنسي أن مثلك في حاجة إلى من يرعى طفلها ومرية في حاجة إلى من ترعاها
كل من ولديكما محتاج إليكما معا
هذه فرصتك لا تتركيها تذوب مع من غاب ولن يعود
ــ لكنني أم ...
ــ أنت أم ... فعلا ... ولا تنسي أنه هو الآخر أب اتخذي من ابنته ابنتك وليتخذ هو من ولدك ولدا له
فكري جيدا في مصير ولدك فأخوك يوسف لن يستطيع سداد كل حاجاتك والدنيا لا تخلو من ذئاب مفترسة في جلود آدمية تأتي على الأخضر واليابس بأنيابها أو بألسنتها أما جمال فهو اسم وافق مسماه إنه رجل كامل الرجولة
حقيقة ظروفه المادية متوسطة إلى جد متوسطة لكن معنوياته عالية
فكري جيدا لا أريد منك ردا مستعجلا هذا مصير حيوانات حياتك وابنك وحياة جمال وابنته
فكري بعقلك وقلبك معا وأنا في انتظار ردك
الفرصة لا تأتي إلا مرة واحدة وها هي جاءتك في وقتها المناسب
انتهى الحفل وزفت العروس ومريم في قلب الحيرة تسبح تتضارب رؤاها فتتمثل لها سيناريوهات بحجم الطبيعة تارة وحجم اللاشيء تارة أخرى والماضي القريب يكبل قراراتها
ثم عادت مريم إلى بيتها إلى دارها تحمل بين ذراعيها صغيرها ومستجدات ذكريات الحفل
دخلت مريم الدار ، نزعت حذاءها وجلبابها ثم ارتمت على الفراش مستلقية على ظهرها عيناها شاخصتان لا تفارقان السقف وكأنما هي تنتظر خروج الوجه الجديد منه وتذكرت حينها اليوم الذي تقدم فيه عادل لخطبتها فاسترجعت ذكريات الماضي الدفين في القلب المكلوم ذكريات الماضي هذه سرعان ما تحولت إلى معالج جراح الأيام الخالية بما قد تحمله الأيام من مفاجآت انقلبت على جانبها الأيسر ثم على بطنها ثم وثم والحيرة تنهش أفكارها مقارنة الماضي القريب بحاضرها والرغبة التي تحاول كبح جماحها وتاهت بين دروب أفكارها
في حين أن جمال صاحب بنته مرية إلى حديقة الحيوانات ...
طاف الحديقة ركنا ركنا وقفصا قفصا وزاوية زاوية يجيب عن أسئلة مرية التي كانت غالبيتها تتعلق بأسماء الحيوانات وسبل عيشها إلى أن وصلا جناحا للطيور


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 6:01 pm من طرف جرس2010




لاحظت مرية صراعا عنيفا بين طائرين وثالث يتابع ويراقب فنطق فيها فضولها الطفولي الإيجابي البريء :
ـ بابا ... انظر ... طائران في عراك والآخر يتفرج ...
ـ إنهم يلعبون
هكذا أجابها ،لكن ، في نفسه تضاربت صراعات الحقيقة والتضليل فأردف :
ـ إنهما لا يلعبان فالصراع قائم وعليك أن تعرفي ... الحقيقة هي هذه :
صراع دموي حقيقي
ـ ولم العراك يا أبي ؟
ـ تقصدين سبب العراك ؟
ـ أجل
ـ السبب ، تلك التي تتفرج
ـ لم أفهم
ـ ستفهمين كل شيء لكن بعد حين ... هيا لنعود إلى الدار
دخلا الدار وهي لا تزال تفكر في أسباب الصراع بين الطائرين تربط العقد وتفكها وتقارن بين ما رأت وما تلقته من جواب غير كاف لتدرك في النهاية أن أسباب الصراع بين الحمام خيانة والتفرج على الصراع أصل الخيانة توصلت حسب ما رأت ما كان يرمي إليه والدها فلم تعد إلى السؤال عنه ثانية
دخلا الدار فبدت له مظلمة... ضغط على كل الأزرار لتسطع أنوار جميع الحبابات لكن نظرته إلى الدار ظلت مظلمة ...
ـ ما بال النور لم يسطع كعادته
أهو نقص في التيار الكهربائي ؟
ـ إن الأنوار عادية يا أبي
ـ وما هذه الظلمة ؟
ـ ليست هناك أية ظلمة بل النور ساطع على العادة
شعر بضيق وصعوبة عند عمليتي الشهيق والزفير فلبس حذاءه من جديد وأمر مرية أن تهيئ نفسها للعشاء على العادة فخرجا قاصدين المطعم ...
تناولا عشاءهما ... عند العودة التقى أحد أصدقائه فسارا في حديث بدأه الصديق :
ألا تفعل ما فعل أخوك لنفرح بخروج أزمة المرحومة وننتبه بجد إلى أعمالنا ؟
ـ ( الشغل واقف أجمال ) ـ والرجال الذين نعتمد عليهم بدأ صبرهم ينفذ
عليك بالبحث عن حل لمشاكلك قبل فوات الأوان
ـ عندي الكثير ... ومعه فأنا في حاجة إلى من يرشدني ...الحيرة تنهك قواي ...
التفت إلى مرية أعطاها مفتاح المنزل ثم طلب منها العودة إلى الدار فانصرفت ...
ـ هيه ... الآن نتحدث بحرية مطلقة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 6:03 pm من طرف جرس2010

ـ إني أراك في معاملتك هذه المرة مع مرية شيء ما فيها أمر تغير
ـ كيف ؟ وهي وحيدتي ، أرى فيها أمها ومؤنستي بل ومخففة آلامي فكيف تتغير معاملتي تجاهها ؟ !
ـ لم أقصد ما تنويه ، إنما لأول مرة أراك تريد الحديث معي في غيابها فجاء في تفكيري أنك لا تريد إقحامها في موضوعك الجديد بأن لا تطلعها على نيتك الزواج
ـ فعلا ذاك هو المقصود . وهذا هو الموضوع الذي شغلني وأريد من يساعدني على توضيح ما بداخل التبن أهو النار على عادته أم جوهرة كما عهدتها أنت هكذا دائما تدخل المرأة كومة التبن لتفحصها
ـ هذه المرة يختلف الأمر ليس هناك تبن ولا نار تحته إنها كما بدت لي جوهرة قل نظيرها ...أنت صديق العمر ورفيق الدرب ... هذه مهمتك .
ـ من التبن التي تريد معرفة ما بداخلها ؟
ـ أولا قلت لك هذه ليست تبنا ولا أقبل أن تنعت بذلك
ـ لا عليك ... اذكر الاسم والعنوان وستجدني باحثا جيولوجيا وآتيك من سبإ بنبإ يقين
ـ أتذكر عادل؟ !
ـ تعني المرحوم عادل ؟ ...
ـ نعم ... هذه أرملته
ـ مريم زوجة المرحوم عادل يدك اليمنى المبتورة ؟ !
ـ أجل هو ذاك ...
ـ يا لك من نمس ! ياه !!! إنكوصلت تبنا بنيران قد تأتي على الأخضر واليابس
ـ هي فعلا تـُحـَبُّ وتـُعشـَق لكن ...
ـ لا أريد تعليقا ...تفذ الأمر
بعد المحاولات
ـ أنت تعلم أن مهنتي مراقبة وترقب الخارجات من عدتهن فأسطو عليهن من أعينهن أو قلوبهن ومريمك هذه في الواقع لم أفلح معها رغم وقوفي المتكرر قبالة باب ونوافذ دارها ...إنها تفرض علي احترامها
ـ إذن ما رأيك ؟
ـ أتريد رأيا غير هذا ؟ أعود وأكرر لا تقترب منها فقد تجلب علينا نارا نحن في غنى عنها ... إنها فعلا المرأة الصالحة ولا أشك لحظة أنك لا تصلح لها زوجا ولاهي لك زوجة
ـ ما قلته آنفا أفضل من قولك هذا أنا القيظ بعينيه
عاد إلى الدار وضرب من أقوال صاحبه مخيم في ذاكرته يقلب الصفحات
زادت رغبته وازدادت ولم يعد في حاجة إلى المزيد فصديقه أعرف بأصناف النساء
في الغد وبعد الحلاقة والاستعدادات المظهرية خرج من الدار يجر رجليه مستندا على أمل الوصول إلى بغيته إلى أن وصل دار الخالة خولة ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة الجمعة فبراير 19, 2010 6:06 pm من طرف جرس2010




وصل الشاب جمال باب منزل الخالة خولة وهو يهم بطرق الباب خطر بباله أن عليه التريث يوما عل الأقل ليزيد مهلة التفكير في الموضوع ويرتب أكثر للقائها

أما خولة فبعد الانتهاء من مرسم زفة ابنتها والبعث بها إلى بيت زوجها فقد توجهت عند أختها رقية أو مريم التي لم تحضر حفل زفاف أمال لمرضها ثم أخبرتها بنية جمال وحكت لها قصة زواجه بالمرحومة سلوى وبحثه عن المرأة التي ترعى بحنية بنته رعاية أمها لها
شاركت الأم في نقل الخبر إلى يوسف وكان يعرف جمالا وأخلاقه المعروفة عنه بين الناس إلا أنه لم يبد أي ردت فعل ولم يعط رأيه بل أكتفى بالقول :
ـ سأعود بعد قليل
بعدها توجه مباشرة إلى أخته مريم يأخذ رأيها في الموضوع
طرق الباب وعلى عادتها تسأل :
ـ من الطارق ؟
ـ افتحي أنا يوسف
ـ أخي يوسف ! ... تفضل ... ادخل
دخل يوسف والثغر باسم وحال لسانه يقول :
ـ هيه كيف الأحوال ؟
ـ الحمد لله ...
ـ أين أحمد ؟
ـ إنه على عادته مع لعبه ...
تنادي :
ـ أحمد !
نعم ماما ... أنا هنا ...
ـ بالدار خالك يوسف
ـ أتى خالي ... أتى خالي ...
وهكذا شرع يرددها بفرحة الأطفال البريئة عند زيارة إنسان يبادلهم نفس الحب
ارتمى على خاله الذي أخرج من كيس علبة بها بعض الحلويات وقدمها له
ثم التفت إلى مريم بالقول :
ـ أما أنت فخذي
ـ لقد أثقلت عليك أخي بطلباتي التي لا تنتهي
ـ من أنا ؟ ومن أنت ؟ ما الفرق بيننا ؟ لا ... لا تعودي ثانية لمثل هذا القول... لقد أحرجتني...أنا أخوك ... لست غريبا ...
مدت يدها وأمسكت ثم عدت :
ـ خمسمائة درهم ؟ ! هذا كثير ...
ـ دعينا من هدا ... هذا واجب الأخوة أقوم به وأنا في غاية السعادة وعن طيب خاطر
إنني أتيتك هذه المرة لأمر طارئ وصلني خبره اللحظة
ـ اللهم اجعله خيرا
ـ خير إن شاء الله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة السبت فبراير 20, 2010 4:34 am من طرف جرس2010



ـ ما الأمر ؟ !!!
ـ الأمر وما فيه أن شابا يريد التقدم لخطبتك ...لقد حدثتني عنه الوالدة والخالة خولة... فما رأيك ؟
ـ رأيي ؟ !!!!! ... وهل لي رأي غير رأيك ؟... أنت أخي وأبي وصاحب أمري كله ...لك ما ترى
ـ أرى أنك لا تزالين في زهرة عمرك وأن الشاب يمتاز بأخلاق حميدة ... لكن الأمر كله عائد إليك أنت وحدك يا أجمل عروسة
ـ إنك أدرى بمصالحي... افعل ما تراه ... واعلم أنني راضية بما تراه... فاعلة ما تراه دون تردد
دلك أن ما تراه لا يكون لي في خلفياته إلا كل الخير
هذا يعني أن أطمئن على موافقتك المبدئية ....
وعلي أن أستعد لملاقاة أهل العريس
صمتت برهة بعد أن أطرقت برأسها وقلبها يرن فرحة
وتناقلت الأخبار تنازليا كما تناقلت من قبل تصاعديا إلى أن وصلت المعني بالأمر الذي انقلبت ظلمته نورا وتعاسته فرحة
جرى عند صديقه يزف خبر قبولها
طرق بابه ...
قابلته أم صديقه عبد الحق
سألها :
ـ أين عبد الحق
ـ ها هو قد خرج اللحظة بعد أن مر عليه يوسف ولد علي
ـ فيم كان يريده ؟
ـ لست أدري ... لكنه كان يبدو مستعجلا وعليه علامات تنذر بشيء
ــ اللهم اجعله خيرا ... أستودعك الله يا خالة
ـ كيف حال بنتك مرية ؟
ـ بخير... الحمد لله
ـ سلم لي عليها جازاك الله كل خير
انصرف وفي رأسه تتضارب عدة تساؤلات حول مجيء يوسف المفاجئ عند عبد الحق ثم وجهتهما لم يكن يعرف تماما ما حدث ولم يجد بدا من الاختفاء إلى أن يتقصى الأخبار كاملة حتى لا يصطدم بغضب يوسف

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة السبت فبراير 20, 2010 4:37 am من طرف جرس2010



لم يكن قراره هذا قرارا ثابتا
فالخوف والريب ينهشان قدراته
والحب والإصرار يمتلكان زمام أمره ويتحكمان في قراراته
لعل الحل عند الخالة خولة
هنا جمع عزمه وعزيمته وانطلق لا يلوي على شيء ٌلى أن طرق باب دار الخالة خولة
طرق الباب مرات عدة ولا من مجيب
ــ لا أحد بالداخل ... لعل الخالة خولة عند مريم !!!؟ أأذهب عندها هناك !!!؟ وماذا إذا لاقيت أخاه ؟ لا الأمر صعب... لعل غياب عبد الحق ويوسف والخالة خولة لحالة طارئة ...
هكذا تتضارب أفكاره ...وهو كذلك وبين تساؤلاته إذا بالخالة خولة آتية مهرولة وكأنما هي في موكب الحجيج ...
جرى نحوها يسألها :
ــ ما بك يا خالة ؟ لم أنت على هذه السرعة وهذا الاضطراب ؟
ــ أهلا بك ولدي العزيز
ــ أهلا بك يا خالة ... بالله عليك قولي :ما بك ؟
بينما مريم في المطبخ تعد طعام الغذاء ، إذا بأحمد يجذب إليه القدر من على فرن المطبخ ، وإنقاذا له من الاحتراق أسرعت مريم إلا أنها تعثرت فوقعت على سطل ...
وما ذا حدث ؟
ـ أحمد أصيب بحروق في صدره ورجليه مما تدفق عليه من مرق القدر ومريم انكسرت رجلها وأصيبت إصابة بليغة تحت إبطها
ــ الله أكبر .. مسكينة ! وكيف أسعفتموهما ؟
ـ لقد جاء يوسف رفقة ممرض إن كان العلاج الأولي نافع ...
ــ أهو الممرض عبد الحق ؟
ــ نعم ... سمعت عبد الحق يناديه كذلك عبد الحق
ـ إنه من أعز أصدقائي ... لكن لا بد من حملهما إلى المستشفى
ــ نسأل الله السلامة والعافية
ــ إلى أين الآن يا خالة ؟
ـ إلى الدار ...
ــ وتتركين مريم لوحدها ما ذا يستطيع يوسف فعله ؟
ـ لا بل أنا ذاهبة لإحضار بعض الأعشاب الصالحة لعلاج الحروق كيفما كانت درجتها
ـ لا يا خالة يجب أن ينقلا حالا إلى المستشفى فهو الأضمن لسلامتهما النقود تعوض أما ضياع مريم وأحمد أو أحدهما لا يعوض ...
اصفر وجهه وبدا عليه بعض الاضطراب ثم أردف :
ــ لقد أحببتها يا خالة وأحببت أحمد ... أتعرفين ما معنى أحببتهما ؟ !!!
ــ أعرف يا ولدي ، لكن ...
ــ لا تكملي هيا بنا ...
أقفلا راجعين وانطلقا صوب دار مريم وفي الطريق عرج جمال على صيدلية الحي ومن هنا تلفن لرجال الإسعاف ( فهاتفه النقال قد نفذ رصيده ) حيث وصف لهم الحالتين مع ذكر العنوان وتابع طريقه إلى أن وصلا الزقاق الذي حبيبته الجريحة تسكنه وهو مكلوم الخاطر جريحة ولما تستفق بعد من جرحها الأول حين فقدانها زوجها الأول
وهاهي وقد وجدت من يرمم جروحها من يساير بقية المشوار بعد أن أحيى اللقاء العواطف فيها تخدش الآن بهذه الحادثة الفجائية الحاملة في ثناياها مستقبلا غامضا .....


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة السبت فبراير 20, 2010 4:40 am من طرف جرس2010




المسكينة ...إنها في مصابها وهي تفكر في العصفور القادم بعد هجرته الأولى الأبجدية ...
لا تعرف ...
أيقف إلى جانبها في محنتها للتخفيف عنها ...
أم
تنفر ويذهب إلى غيرها ...
لقد أنساها مصابها أنه قد صبر زمانا يربو عن السبع سنوات لم يعقد قرانه خلالها بأية كانت لقد نسيت أو تناست بل أنستها الصدمة أنه بعد موت زوجته هجر الزواج لأن له بنتا يرعاها ويبحث لها عن أم تليق لتعوضها أمها
تاهت بين آلام الكسر والحروق وتخميناتها مع تخوفاتها بأفكارها المتضاربة إلى أن دخلت الخالة خولة وحكت لهم ما بدر من جمال
في تلك اللحظة كان عبد الحق قد أنهى تنظيف رجلي أحمد فسألها مغتنما الفرصة :
ــ وأين هو الآن ؟ كان عليه أن يأتي معك ليمد إلينا يد المساعدة !
أجابته :
ــ إنه في الزقاق واقف ...لقد دعوته للدخول وحاولت معه كثيرا لكنني وجدته مصمما البقاء هناك ينتظر رجال الإسعاف
ــ حسنا فعل ...سأعود بعد قليل
سأله يوسف :
ــ إلى أين ؟
ــ عند جمال
( ثم همس إليه )
ـــ أرى إن كان حاملا معه نقودا ... أعني تكاليف ما هو مطلوب أجرة الساعفة والطبيب والتطبيب وما إلى ذلك ... لا تهتم ... إنه غني جدا.... يا أبا نسب ههههههه

خرج عبد الحق لتنطق الخالة خولة :
مسكين هذا الشاب لمجرد سماعه الخبر تغيرت ملامحه وبدت عليه علامات الإشفاق بل وأكثر من الإشفاق ...المسكين تأثر بشكل جعلني معه أهون عليه الموقف ولم يرتح باله رغم أنه قام بأكثر ما يقوم به لو كانت زوجته حقا ...
يوسف :
إني أعرفه حق المعرفة ...هذه حالته مع سكان الحي ...إنسان يحب فعل الخير ويكثر منه يساعد كافة الناس ...الضعيف والمحتاج ويقف إلى جانب من يحتاج الوقفة ...هكذا هو ...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة السبت فبراير 20, 2010 4:44 am من طرف جرس2010




دار حوار بين يوسف والخالة حول جمال ، ومريم تئن بين الفينة والأخرى وهي ترخي السمع لحظة تلوى اللحظة...
أعجبها ما كانت تسمعه منهما عن جمال ثم طفقت تدعو الله عز وجل تدعو من يعلم السر مهما خفي ....
أن يجعله من نصيبها لترد له جميله ووقفته البطولية والإنسانية هذه في حسن تربية بنته مرية
ذي كانت رغبتها وهكذا فكرت في كيفية رد الجميل

أهو فعلا التفكير في رد الجميل أم هو شيء آخر؟
لا أدري
أهو رد الجميل أم هو رفة من رفات القلوب ؟
لست أدري
أهي الرغبة بدأت تتأكد في عينيها ؟
لست أدري
أهو كما يبدو حب نابت من عاصفة الحادث
لست أدري

ذي كانت رغبتها وهكذا فكرت في كيفية رد الجميل
على الطريقة :
ـ بضاعة ببضاعة
ـ وتعامل بمعاملة
مادامت المعادلة متقابلة ومتساوية
اشتدت الآلام آلام الأم وطفلها
الطفل قليل الصبر لصغر سنه يبكي ويراقب أمه المتوجعة بنظرات عاطفية مشفقة
لحظة سمعوا أبواق الساعفة يدوي أطل يوسف من النافذة فرأى خلقا متجمهرا وقد تحلقوا حول الساعفة اجتمعوا حول السيارة التي خرج من بابها الخلفي أربع ممرضين يرتدون ميدعاتهم البيضاء وعلى رؤوسهم طاقياتهم الزرقاء فزاد تأثره
إنهم قادمون لحمل أخته وابنها إلى المستشفى
نطقت عيناه بدمعتين كانتا من عمق حزنه العميق
أقفل النافذة ثم أسرع إلى الباب لملاقاتهم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جرس2010

مُساهمة السبت فبراير 20, 2010 4:47 am من طرف جرس2010




أقفل يوسف النافذة ثم أسرع إلى الباب لملاقاتهم ك
السلام عليكم
عليك السلام ، تفضلوا ــ (وفي نفسه) ــ إنهم يعملون بخفة.... ما الأمر ؟
ــ (ثم التفت فإذا به يرى عبد الحق وجمال ) ــ تفضلا شكرا لك على مساعدتك
جمال :
هذا واجب ... أرجو لهما الشفاء هيا بنا لنساعدهم
دخل الممرضون وجماعة يوسف فحملوا مريم على نعش وخرجوا بها بينما أسرع جمال فحمل أحمد بين ذراعيه وتبع الأربعة الساعفة ركبت الخالة خولة الساعفة التي انطلقت مدوية بصوت بوقها مخترقة جمهرة الفضوليين بينما أوقف جمال سيارة أجرة صغيرة Petit TAXI نقلتهم إلى باب المستشفى وفي الطريق قال عبد الحق ليوسف :
ـ الممرضون ... الصلاة على النبي ...
كيف ؟ ماذا تعني ؟
لكل ذي حق حقه ...
من... أأنت ؟
جمال .يوسف : كم ؟
جمال : ولم السؤال ؟
يوسف : حتى أعرف كل المصاريف التي صرفت لأردها إليك فيما بعد ز
جمال : ليس هذا طبعي فكل الذي أقوم به هو من أجل سعادة بنتي ... رجاء لا تناقشني مرة أخرى في مثل هذا الموضوع
دخلت مريم المستشفى وزادت العلاقة ارتباطا وتكررت الزيارات وبدا جمال مشوار التقريب بإظهار عواطفه وإعلان عن أحاسيسه عن طريق تعامله فهو الذي يِدي مصاريف التطبيب إلى أن تم العلاج وخرجت مريم إلى دارها حيث استقبلها أخوها يوسف والخالة خولة والممرض عبد الحق وصديقه جمال استقبلوها بالحفاوة المألوفة في مثل هذه المناسبات فحمدت الله أن وجدت في شدتها من يقف إلى جانبها ...
وزعت المشروبات احتفالا بشفاء مريم وابنها وعودتهما سالمين إلى الدار ...
اغتنمت الخالة خولة الفرصة فتقدمت ممهدة للحديث عن مريم وجمال ولكن بطريقة تختلف عن المألوف بطريقة تجعل الجميع يتحدث بدون حرج ...حيث إنها التفتت إلى جمال شاكرة :
ـ أشكرك بالنيابة عن بنتي مريم
ــ لم أفعل أي شيء أستحق عليه الشكر يا خالة
ــ لقد أنقذت حياة أم وابنها ولولاك ما كنا لنقوى على فعل أي شيء
ــ هذا واجب .. كيف أرى أما وابنها يتألمان وأنا أقف مكتوف اليدين لا أفعل شيء ... لقد؟ !وجدت أن من واجبي يا خالة كما هو واجب على كل مسلم أن يسد ثغرة يجدها في صفوف المسلمين وبينهم .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 1 من اصل 5 1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى