إنما يخشى الله من عباده العلماء

من طرف **جرس2010** الجمعة أغسطس 17, 2012 4:52 pm

أما آن لعلماء الأمة أن يخرجوا عن صمتهم ؟
أما آن لهم أن يرعوا الله في علمهم ؟
هل كل عالم ذو علم نافع قادر أن يضع رأسه على الوسادة وينام نوما هنيئا والعالمين العربي والإسلامي في تمزقهما الذي يدمي القلوب والعقول؟
الخريطة العربية والبلاد الإسلامية في كل بقاع العالم تئن من خطورة ما تعانيه من تمزق وتمزيق بين أهليها وعلمائهما " الخريطة العربية والبلاد الإسلامية" والذين يعتبرون عماد البلاد والعباد وربان قاطرة النجاة يهتمون بالحواشي دون التوغل في صلب عمق الألم
أين علماء الاجتماع والاقتصاد والسياسة (ولا أعني السياسيين ، بل المختصين من علماء السياسة ) وعلماء الدين (المتنازعين بينهم حول الفروع واجين بذلك الأصول ) وعلماء التربية والتاريخ وغيرهم ممن حملوا علما :
هل ما يحملونه علم نافع أم علم نفعي

الأمة الإسلامية ليست محتاجة الآن إلى كيفية الصلاة والخلافات حولها وليست في حاجة لما قاله فرويد والخلافات حول نظرياته ولا بيستالوزي ونظرياتها التربوية ولا كيفية تشكيل التربة ولا الغزوات التي انتصر فيها المسلمون وتضارب الحكي التاريخي حولها ولا التعرف على المناطق الجغرافية واختلاف التضاريس ولا هذا وذاك من حواشي العلوم المستفاض فيها بإطناب وتكرار فهذا يدرس في المدارس الابتدائية

الأمة من أبناء العالم الإسلامي في حاجة إلى علمائها يقودونها نحو الريادة ونحو التنافس مع باقي العلماء من باقي عوالم الأرض والخروج من الدونية والارتجال إلى أخذ القرارات بعلم ممنهج في كل المجالات الحياتية
الأرض العربية ممزقة كأسمال طبقاتها الفقيرة البالية التي تنتظر دورها كي يهيل عليها العالم تراب النسيان اقتصادها منهك والرؤوس المليئة علما مهمشة ومدانة تحيط بها كل الضغوطات كي تظل مُضلة في صمت مقيت ، الأموال العربية تنهب في تسابق رهيب : ( كما نقول في المثل الدارجي المغربي :" سرقوا يا السراق ما حد عبيد حي" ، فإن كانت المقارنة بين طفل قد حكم عليه بسنتين سجنا لأنه سرق ثلاث تمرات ومن نهب أموال الشعب نقول له عفا الله عما سلف ، فما تعليلنا لهذا والقول بالقول يُقـَال )

الخريطة العربية في تمزق وتمزيق مستمرين وبحث عن المزيد من تمزيقها بافتعال الأزمات بين أقطارها ورموزها من علمائها في شتى العلوم الحياتية والحالة النفسية والاجتماعية للمواطن في انتكاسات متتالية ، والدم العربي أصبح مباحا بالتزكية المغلفة بالتكتلات العالمية والمصالح المتقاطعة حولها بين الشرق والغرب وكأنما هي معروضة في سوق عكاظ واللغة العربية بين السندان والمطرقة بين ذويها وخصومها وعلماؤنا يستسلمون للأمر وكأنما هو واقع حتمي وليس مفروضا علما أن كل أمة بعلمائها تسود هم الذين يزكون قاداتهم أو يرشدونهم أو يردونهم عن غيهم وكل ذي علم مسؤول عن علمه وكيفية تدبيره وإلا كانوا كمن يحمل أسفارا ولا نرضى لعلمائنا أن ينهجوا منهج الماعية المضللة فذاك الزعيم أو هذا كيفما كان علمه يحتاج للتقييم والتقويم حكم الطبيعة الإنسانية جارية عليه كما تجري على سائر البشر وحكمها كما يقال " حتى الورقة تصبح أخف إذا حملها اثنان وكل تقصير في نصحة ووعظ وإرشاد القائد هو خلل يؤدي إلى خلل في الحكم والتسيير وهدر الحقوق وعدم تكافؤ الفرص والجور الاجتماعي والانحدار نحو التخلف إنني هنا لا أتحدث عن عقاب الله للعلماء الخانعين الصامتين والطغاة منهم فذاك أمر آخر سيلقونه منشورا إنما أتحدث عن تراكماتهم العلمية ومتناقضاتها من متراكماتهم المخزنة ضدا على ضمائرهم وأتساءل هل كل عالم ذو علم نافع قادر أن يضع رأسه على الوسادة وينام نوما هنيئا والعالمين العربي والإسلامي في تمزقهما الذي يدمي القلوب والعقول
خريطة البلاد العربية على امتدادها أين علماء الزراعة منها أين العقول التي تعلمت وأخذت العلم من أرزاق الأمة وآمالها فيهم هل هذه الأرض بوار أم هي بتنوعها تكفينا مد اليد للغير تكفينا الخنوع للآخر كي نستورد منه حاجاتنا ، إن تنوع البلاد العربية لا تحتاج إلا للتدبير المعقلن كي تسد حاجاتنا وزيادة نصدرها بدل الاستيراد كل ما في الأمر إطلاق سراح الفكر العربي الولود كي يبدع ويخلق ويكفينا الاستيراد
أما آن الأوان لوضع حد للأموال العربية المهاجرة دون جواز سفر أن تعود لتنقذ البلاد من التبعية الاقتصادية والفقر
لا يمكننا الخروج من أزماتنا العربية والإسلامية إلا إذا أطلق سراح فكر علمائنا ومدهم بالوسائل المساعدة واليد العاملة المختصة وتشجيع الكفاءات الحقيقية لا الكفاءات المزورة التي لم تخلق غير الدمار والمزيد من تمزيق كل المجالات الحياتية

العالم يحترم الأقوياء ونحن بحالتنا الحالية أضعف مما نتصوره نريد أن نكون بالقوة التي تجعلنا في المحافل الدولية رموزا وليس أشباحا في كل المجالات وما يقدمه علماؤنا من كل البلاد العربية والإسلامية من الرؤوس المهاجرة لدليل على أن علماؤنا من يزرع الرعب في السياسات الدولية التي تحارب أبناءنا فترميهم بشتى النعوت وشتى التهم كي يضل العلم العربي والإسلامي في ذيل الترتيب رغم أن أصله رائد
أناشد كل علماء الأمتين العربية والإسلامية من كل مجال من المجالات الحياتية إلى الخروج عن هذا الصمت الرهيب وهذه التصريحات والكتابات التي ألفناها حبرا على ورق وآراء تأكلها الأردة وفرض ما يمتلكونه من علم من خلال تشكيل جمعيات حقيقية قوية تتألف من خيرة علماء المجال مشهود لهم علمهم وآراؤهم وغيرتهم الحقيقية غير المسيسة مع توجههم غير المسيسة ولا موجَّـهَـة من جهة ما ، يشكلون قوة اقتراحية موجهة بل وفارضة خططها التنموية على الجامعة العربية تلك الجامعة التي لم تقدم غير الخنوع لما عانته هي الأخرى من الأنظمة العربية والتي كان فكر الرئيس المصري المخلوع وزبانيته يسوقونها نحو الهاوية فإن كانوا يدرون أن خنوعهم وتزكيتهم السبب في تسهيل سبل الأمبريالية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدينية في البلاد العربية فتلك مصيبة لا يغفرها التاريخ ولا الأجيال القادمة وإن كانوا لا يدرون فالمصاب جلل
وخلاصة هذا القول أن جامعتنا العربية لا يمكنها السير العادي الخادم لأحوال الأمتين العربية والإسلامية إلا إذا راجعت بجدية الخلل الموجود في قوانينها ومنها التأسيسي والتنظيمي
كلمات رسمتها بالدمع من جراء الدماء العربية المراقة على أزقة الدروب والشوارع العربية والمنتظر ذاك المنقذ الذي ننتظره أصله عدو الأمتين العربية والإسلامية والمستفيد الأول من التمزق وهدر الأموال وهدر الدماء وكأنما حبوب منع الحمل التي فرضت لترويجها واللقاحات المسببة للعاهات المستديمة لا تكفي لتحديد النسل
وأتساءل بدل المرة ألفا وألفا : هل كل عالم ذو علم نافع قادر أن يضع رأسه على الوسادة وينام نوما هنيئا والعالمين العربي والإسلامي في تمزقهما الذي يدمي القلوب والعقول
و

إنما يخشى الله من عباده العلماء