الكاتب والكتابة لحظة الكتابة

الكاتب والكتابة لحظة الكتابة
الكاتب إنسان
والإنسان تتحكم فيه مجموعة من العوامل الثقافية
اجتماعية
اقتصادية
دينية
محيطه
بما يحمله المحيط من ثقافات متنوعة
ثقافته
مصادر ثقافته
قدرته على عكس وجهات نظره حول سلوك ما بطريقته الخاصة
قدرته على فهم ما يدور حوله وتميزه عن الآخرين في هذا
قدرته على تمييز ما قد تصله من أحداث وتفاعله معها
شخصيته
التأثيرات والمِؤثرات التي تتحكم في كتاباته
اهتماماته
وهذه أيضا تخضع لعراكه مع الحياة
بكل ما يحمله من مؤثرات داخل
وسطه وأنواع المؤثرات
متنوعة بتنوع معايشته للحياة
وتفاعلاته مع الأحداث التي تدور أمامه
ما قد علق في ذهنه من موروث ثقافي وكيفية توظيفه
هكذا أراه
هكذا وجدته فنانا روحيا وهذا هو المهم
لأن الروح هي التي تكتب منسجمة
مع القلب والدماغ لتخرج
الكلمة في صدقها
وكل صدق
لا يحتاج
إلى تبريرات
لكنه يحتاج إلى دعم وإغناء
وذلك ليكون قلمه واعدا متميزا
وخياله يسع الخيال كله
وطرحه موضوعيا

الكاتب الصادق لا يكتب من تلقاء نفسه
فالموضوع الذي يكتبه
هو الذي يفرض نفسه عليه
عندما تتضح جميع جوانبه في ذاكرته
عندما تكتمل الصورة بجميع فصولها وجميع مشاهدها
عندما تنهي الذاكرة سيناريو الإبداع
تقض مضجعه
لا تترك عمل اليوم إلى الغد
يستيقظ من نومه العميق أو من غفوته
تتحرك مشاعره
يحس بشيء يتزاحم في ذاكرته
وقد يحس بشيء يغلي ويتفاعل في ذاكرته
وقد يضيق صدره
فيحمل القلم ليروح عن نفسه
ولا يحس ولا يشعر لحظتها بشيء
يدور حوله إلى أن تطل عليه أنوار الصباح
وقد أفرغ ما أثقل ذاكرته
فيحس رغم الليلة وطولها
أن نفسه قد هدأت وانتهىذاك التوتر
وتلك كانت فترة الكتابة الصادقة
الكتابة التي نقول عنها
كتابة من القلب إلى القلب
تتميز بصدقها
بعفويتها
خارجة عن إكراهات الكتابة لأجل الكتابة
وعنف الكلمة وتطاول المصطلحات
باحثة في عمق الأشياء
راسمة ذاك الإبداع بجرأة وصدق ووقار

تلك هي الكتابة
تلك لحظتها
وذاك هو الكاتب



*******


وفوق كل ذي علم عليم
قد يقول القول قولا *** وقولي في قولهم قول
رأيي يهمني كثيرا
ورأيك يعدله يقومه فيقويه


وفي ذلك فليتنافس المتنافسون