ماذا يبقى بعد الصداقة ؟

لسم الله الرحمن الرحيم الرحمن1-علم القرآن 2- خلق الانسان3- علمه البيان 4


الصداقة لها أوصاف وأحكام وتضحيات

لسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الرسول الصادق الأمين وصحبه أجمعين
ما أجمل أن نقول :
أصحابه أجمعين
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وما أجمل أن نقتدي بأخلاقهم وحرصهم على أركان الصداقة
والهدف الأسمى ظل الله يوم لا ظل إلا ظله
الصداقة ليست مكرا وخداعا وتربصا ووشاية
الصداقة صدق عند اللقاء صدق عند الفراق
الصداقة رباط بين العبد وربه الذي يرى ويسمع ويحصي كل شيء عددا
الصداقة لا تبنى على قال لي وقيل لي عن صديقي
لا أطيل هنا ولكنني سأنتقل بك إلى واحدة من أنواع الصداقات ولك الحكم كله والله رقيب على ما أقول شاهد على ما أنقل إليك وكذا الواقع المعاش
والسؤال لماذا ينفر الإنسان أو بالأحرى بعضهم من هذه المسماة الصداقة ؟
سنة 2005م وأنا بين أبنائي في بيتي بعد صلاة العشاء مباشرة طرق الباب
إنهم أصدقائي أغلى الأحباب من أثق بهم من أناضل معهم في حزب واحد ونقابة واحدة
يطرقون بابي يا مرحبا بالأعزة وقفنا لحظة نتجاذب أطراف الحديث المعسول بعبارات الود والإخلاص والنضال
فوجدت أن ما يدور عبارة عن مقدمة طللية لأمر آخر
لاحظت عليهم الاضطراب والحرج تدخلت وأنا أعرف أن هذا من أكبر عيوبي أنني أدق الموضوع من صلبه دون لف ولا دوران :
ما الأمر ؟
أنا أعرف أن هذه الزيارة لأمر ما ؛ادخلوا في الأمر مباشرة
(كانوا ثلاثة:
ـ كاتب الفرع النقابي
ـ كاتب فرع الحزب
ـ عضو من أعضاء مكتب الحزب )
نطق الأول :
نجمع تبرعات نضالية من الرفاق تضامنا مع رفيقنا فلان
سألت :ماذا حل به ؟
أجاب الثاني : لقد وقع في ورطة ؛ دفع شيكات مجموع قيمتها 5000 خمسة آلاف درهم ؛ وأصحاب الشيكات يهددونه بتقديم تلك الشيكات إلى العدالة ولم نستطع التوصل معهم إلى أي حل سوى أن يدفع الديون والمدة المتبقية يومان أعني الغد وبعد الغد في اليوم الثالث ستقدم الشيكات إلى العدالة
سألت الآن لن أتحدث عن المواضيع الجانبية لهذا الموضوع إنما أسألكم : كم جمعتم لحد الساعة؟
أجاب الثالث ؟
تعلم أن الكل ينتظر أجرة آخر شهر أكتوبر ؛ لم نحصل على أية مساعدة .

يتبع

نتابع
هناك وعود لكن لا تحل المشكل
نظرت إلى القضية بعين وقلب وجوارح الله وحده يعلم تأثرها بما سمعت ؛ وعلى الفور ودون تفكير قلت سيكون المبلغ كله بين أيديكم غدا إن شاء الله
نطق أحدهم : كنا نعلم أن الحل قد يأتي من عندك
أجبت : هو من عند الله ؛ المهم هو الالتزام برد المبلغ
تدخل أحدهم : سيسلمك ( 1000) ألف درهم كل شهر وبذلك يرد الدين كله في مدة خمسة شهور أتوافق ؟ قلت حسنا إلى الغد إن شاء الله .
في الغد توجهت إلى البنك ومن سلفة استلفتها من البنك قدمت لهم المبلغ كله والفرحة والله العلي العظيم تملأ كل أحاسيسي لأن الله سبحانه وتعالى هيأ لي أن أكون في عون أخي ورفيقي وأفرج عنه كربة
أخذوا المبلغ فلم يشكرني أحد لأنهم يعلمون أني لا أستحسن كثرة الثناء علي ما دام العمل في سبيل الله
في الغد جاءني الثلاثة يطلبون مني أن أُأَجل موعد أول استلام ؛
بدعوى أن له شيكين آخرين قيمة كل شيك ( 1000) ألف درهم وأنه قد التزم لصاحبيهما الأول بدفع المبلغ عند نهاية شهر نونبر والثاني عند نهاية شهر دجنبر وعند نهاية شهر يناير يبدأ الدفع لي ....
قلت بعد شهرين إذن ..لعله يكون بعدها بحاجة إلى شهر آخر ليرتب نفسه قبل الدفع لي
أاختصر أم أفصل ؟
باختصار شديد توصلت منه بمبلغ (1600) ألف وستمائة درهم على فترات وبالتقسيط الممل والباقي ( أرى طحنا ولا أرى دقيقا ) وعد بعد وعد وإلى اللحظة هذه لم يقم أي من الأربعة بمحاولة جادة في الاسترجاع سوى عبارات الاستنكار من أن صديقنا لا يلتزم بالتزام وكلما ذكرت أحد الثلاثة يرد علي : إنه كذا وكذا ويفعل كذا وكذا ؛ ويأتونني بصفات عنه غير طيبة .أالآن يقولون ويتفننون في القول
أأثق بهم جميعا ؟
أين كانت معلوماتهم السيئة عنه يوم أتوني أول مرة ؟ لقد كذبوا علي مرة . أأثق بهم أخرى ؟
أين المواقف والمبادئ ؟ أين الصداقة والنضال ؟
المهم لقد استغفلت

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان . فبأي آلاء ربكما تكذبان
من سورة الرحمن