لماذا أصبح إسقاط النظام الأسدي السوري أمرا حتميا؟

من طرف **جرس2010** الإثنين مارس 26, 2012 1:15 pm

إن مطالبة الشعوب العربية بإسقاط بعض الأنظمة ناتج عن أن هذه الأنظمة قبل كل شيء تسيء أخلاقيا وإنسانيا لمقاصد الدين بسياساتها الرعناء الجائرة وممارساتها البعيدة كل البعد عن مقاصد الشريعة الإسلامية وعدم التوازن والاعتدال في السلوك والممارسات والمعاملات مع الواجبات والحقوق ... والقمع والتسلط والقهر والاضطهاد وانتهاك أصول العدالة الاجتماعية .... فعدم تطبيق سيادة القوانين على الجميع و عدم الاهتمام بشريحة الشباب المتعلمين وعدم إعطاء الشعوب حقوقها و ضعف التخطيط الذي ينتج عنه عدم أو ضعف توفير فرص الشغل للطاقات الشابة وتمكينهم من المساهمة في إدارة البلاد
نتج عنه بوضوح مؤلم :
فشل سياسة الأنظمة الديكتاتورية غير المعلنة على المستويين الداخلي والخارجي وإن طال الزعم وخفي القصد ليظهر في ضعف قدراتها على تحسين أوضاع شعوبها هذا الفشل الجلي المرير في :الركود الاقتصادي والغلاء والفقر والبطالة وعدم السير ببلدانهم إلى ازدهارها وتطوير قدراتها ماديا وفكريا وطبيعيا وسياسيا وتربويا، اقتصاديا وعلميا وإدارياً. وفي كل المجالات

قال القاضي عياض: فلو طرأ عليه كفر أو تغيير للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولاية وسقطت طاعته ووجب على المسلمين القيام عليه وخلعه ونصب إمام عادل. ـ ( المقصود هنا : الخليفة) ـ

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فكان من خطبته أن قال: ( ألا إني أُوشك أَنْ أُدعَى فأُجِيب... فَيلِيكم عُمّال من بعدي يقولون ما يعلمون ويعملون بما يعرفون،وطاعة أولئك طاعة، فتلبثون كذلك دهراً ثم يليكم عمّال من بعدهم يقولون مالا يعلمون ويعملون ما لا يعرفون، فمن ناصحهم ووازرهم وشدّ على أعضادهم فأولئك قد هلكوا وأهلكوا، خالطوهم بأجسادكم وزايلوهم بأعمالكم، واشهدوا على المحسن بأنه محسن وعلى المسيء بأنه مسيء )

الإسلام لا يبيح انتهاك حقوق الإنسان و الفساد و السرقة و قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق والتزوير والاغتصاب و التسلط;والتنكيل والتعتيم;والقمع وأكل مال الشعب بدون موجب حق والزبونية والمحسوبية و الربا بجميع أنواعه( فالحلال بين والحرام بين )و النفاق بكل تجلياته أيا كانت مقاصده وأهدافه ومجالاته و إفقار الشعوب ماديا ومعنويا وتربويا : بنهب خيراتها و امتهان كرامة أبنائها وتغليب المصلحة الشخصية الضيقة الفردية أو الجماعية المحدودة في تشكيلة أو لون على المصلحة الوطنية الكبرى و غض الطرف وإشاعة الفواحش والمنكرات ـ ما ظهر منها وما بطن ـ على طول البلاد وعرضها وتبخيس القدرات الفكرية
تلكم ما أدى اليوم بثوار سوريا الأحرار حماة الثغور وذادة المعاقل والحصون .. إلى دفع الثمن غاليا بأرواحهم وأرواح نسائهم وأطفالهم في ظل نظام أسدي كان عليه من الأجدى والأفضل والأوفر عزة ومناعة في البداية أن يكون لشعبه لا عليه فالشعب السوري الأبي الحر المعطاء من هذه الأمة الإسلامية ذات المناعة الربانية التي قال عنها من علاه عز وجل :
كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون
وعليه ولأن الإسلام لا يحث على الظلم والطغيان ولا على الاستكانة والرضوخ والانبطاح والتبعية ولأن البراءة السورية ـ براءة ثوار سوريا الأحرار ـ من براءة كل عربي حر شريف النفس يرفض ما يرفضه العقل الفاحص ويؤمن بما هو فكر نوراني واضح فإسقاط النظام السوري القاتل بلا رحمة ولا شفقة شعبه الأعزل أصبح أمرا حتميا لأنه قبل كل شيء أساء لسوريا كقدرات فكرية راسخة في التاريخ وللدين وللأمة العربية طرا وللإنسانية جمعاء بسياساته الرعناء الجافة الجائرة وممارساته اللاشرعية البائدة والمبيدة الكاسحة البعيدة كل البعد عن مقاصد الشريعة الإسلامية والقوانين الدولية والأعراف الإنسانية ، فصبرا على البلاء آل سوريا الأبرار ومزيدا من الجلـَد ومزيدا من رفع الهمم ومزيدا من التآخي والتآلف والاتحاد بينكم كم ففي الاتحاد قوة إنكم فعلا حزتم شرفا وأي شرف :إنكم قد رفعتم رؤوس كل عربي وكل مسلم وكل إنسان ( رغبته العيش الكريم ومطمحه العيش في ظل نظام ديمقراطي فاعل محترم لكرامة الإنسان ) بنضالكم الثائر الصادق على حكم جائر زائل بعون الله تعالى الذي يمهل ولا يهمل:
والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار
ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم
النصر آتي لا محالة لأنه من عند الله:

وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (آل عمران126 )

مع تحية محب الحرف العربي : رشيد دكدوك
لكل أم ولدت جيلا للتغيير
ولكل أحرار سوريا المطالبين بالتغيير
ورحم الله شهداء التغيير بالبلاد العربية الأحرار وأسكنهم فسيح جناته
وإنا لله وإنا إليه راجعون

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
( 169 ) فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا
بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 170 ) يستبشرون
بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ( 171 )
الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا
منهم واتقوا أجر عظيم ( 172 ) الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا
لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ( 173 )