نم هنيئا أيها القائد البوعزيزي ولينم معك كل الشهداء القادة الأحرار الأبرار في كل الأقطار

البلاد العربية ترفض المزيد من الحصار فتنتفض حبا في الحياة الكريمة والعيش الكريم والصوت المسموع المحترم والمشاركة الفعلية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، للسير قدما بالبلاد إلى مصاف الدول التي تحترم مواطنيها، الدول التي تهتم بمشاغل أبنائها ،الدول التي تستمع لنبضات شارعها ، الدول التي تعيش على فكر أبنائها،الدول التي يحكمها أبناؤها .
هذا ما أراده الشارع العربي ، وهذا ما طالب به الشارع العربي . ويتساءل كل متتبع للأحداث على طول البلاد العربية منذ إقدام البوعزيزي على قص شريط الفداء والتضحية لينكشف المستور ويتضح المسكوت عنه ويخرج زعماء البلاد العربية من على كراسيهم شاهرين سيوفهم التي شحذوها من على بعد فكر العصر الجاهلي ليركبوا الخيول والجمال في مصر الحرة ويطوفون من على صهواتها على أجساد أحرارنا المصريين دون مراعاة للأصول الإنسانية ولا الأعراف القطرية أو الدولية ولا حياء، لتنتقل عبر الحدود الليبية بتطاول من زعيم الرؤساء وملك الملوك مسجلا خطابات العهر والفجور والشتيمة ، لا تليق أن تصدر عن زعيم عربي مسؤول بحق عن حماية كرامة أبناء وطنه وأرواحهم و لينقل عبر قنواته الإعلامية هتافاته الداعية إلى ملاحقة الأحرار الليبيين أينما تواجدوا بتعابير حاقدة = فمرة ، زنقة ، زنقة، ومرة واصفا إياهم بالجرذان ومرة ، ومرة = بأسلوب خلت منه كل القيم ولم يتعض من فهم ابن علي المتأخر لشعبه قبيل فراره ولا من سقوط حسني مبارك الفرعون الأكبر ولم يفهم أن العربي لم يعد يهتم لا بالقتل أو التقتيل ولا بالأوصاف أو التوصيف ولا بالشائعات أو الإشاعات التي دأب الزعماء العرب على إلصاقها بأبناء أوطانهم إلى أن أصبح العربي بفضلهم عملة بالية بين الشرق والغرب على السواء ولم يكتف الطغاة بنعت أبناء البلاد العربية بالإرهابيين ولكنهم ذهبوا أكثر منه إلى وصفهم بعديمي المسؤولية وغير القادرين على مسايرة العالم المتقدم المتحضر وكذا لم يكتمل بعد لديهم النضج الكافي لتقبل أنظمة ديمقراطية حفاظا على كراسيهم المتهرئة المتهالكة العجوز العاجزة عن خلق سياسة منتجة ...
لقد روت دماء الشهداء الأحرار تربة البلاد العربية لتغسلها حقا من الأنظمة الجاثمة على صدور أبنائها ، الأنظمة الجاثمة على أقوات وشغل وعزة وكرامة وحضارة مواطنيها بالنار والعار وحكم الغاب ...
ناسين أو متناسين أو غافلين أو غير مهتمين بحدود المسؤولية في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن حيان رضي الله عنه حين قال صلى الله عليه وسلم : إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته .
هم يعرفون الحديث ويعقلونه جيدا إنما ألهاهم التكاثر حتى زارهم البوعزيزي من غرفة الإنعاش وابن علي يرى مصير مجده يحتضر على أيدي بائع متجول أهانته سياسة الانبطاح وخانته ثقته في ذلك الزمان الذي كان يعيشه من قبل على أمل أن تنفرج أمامه الأزمات .
لقد نفض الشهيد القائد والزعيم الفذ أنفاسه الأخيرة على فراش العزة وتدوين اسمه على صفحات التاريخ أنه القائد الحق الذي أعطى أولى شرارات التحرير والتحرر من قبضة التوريث و التوارث والفضاضة والتنكيل والتعذيب وسلخ الهوية وبيع القضية العربية بأبخس الأثمان وأزهدها في سوق رعناء وتلويث الدم العربي الطاهر القاني الأغلى والأعز
نم هنيئا أيها القائد البوعزيزي فلقد ربحت الرهان وحولت تونس والبلاد العربية إلى أحرار يتحركون والهدف والغاية والمرمى : أن تحكم الشعوب نفسها بنفسها وأن تختار ممثليها بكل شفافية نابعة من عمق الأهداف الديمقراطية الحية
نم هنيئا أيها القائد البوعزيزي فتونس الآن : تونس حرة ، تونس خضراء ، تونس راقصة بفضل رؤوس الأبرار ، تونس اليوم تقطع الأشواط ، تسابق الزمان ، تهيل تراب النسيان على ماضي ابن على تؤسس ركائز الحرية والديمقراطية في يومها الأبيض لغدها المشرق الوضاء
نم هنيئا أيها القائد البوعزيزي فتونس انطلقت شاقة طريقها ولا عودة.
فإلى الأمام يا أحرار تونس ، إلى الأمام فأنتم فخر أمتنا وفخر يومنا وغدنا ، إلى الأمام واحرصوا أشد الحرص على إنجاح المرحلة ، فهي الفيصل وهي الغد وهي التاريخ ، اكتبوا على صفحات التاريخ أنكم استطعتم إعطاء النموذج الحي في صنع الثورة وإنجاح الثورة ومن تم قيادة البلاد والعباد إلى خلق سياسة منتجة مبطلين بها ادعاء المغرضين والحاقدين فأنتم على المجهر والعالم ينتظر منكم عطاءكم ، الأحرار التونسيون ينتظرون عطاءاتكم في كل المجالات أبناء تونس الأشاوس ينتظرون الشغل والنماء والحرية والديمقراطية وأنتم لها وعليها قادرون ، الأجيال القادمة أراها تحكي من على منابر البحث العلمي ، من على منابر الفكر آثاركم ، وعلى منابر البوعزيزي ترفرف صفحات التاريخ مسجلة لكم أنكم الأوفى والأجدر ...
حياكم الله وسدد خطاكم وجعلكم من الذين لا يخشون في الله لومة لائم
نم هنيئا أيها القائد البوعزيزي ولينم معك كل الشهداء القادة الأحرار الأبرار فالشارع العربي برجاله الذين يبنون التاريخ لم يعد يهتم بعدكم وبعد رؤيتكم تخترقون لهيب النار بكل شموخ تخيفون النار التي طالما تطاولت على الأحرار لتقزم حجم صورتها الزائفة حتى الزوال النار التي أتت على الأخضر واليابس وقوضت البناء العربي من أسسه لتنهار كل تلك البنايات على رؤوس الطغاة
نم هنيئا أيها القائد البوعزيزي ولينم معك كل الشهداء القادة الأحرار الأبرار في كل الأقطار العربية ،الشارع العربي لم يعد يهتم بعدكم بما تتقاطر عليه من الدماء الزكية المطالبة بالتخلص من الديكتاتورية وأذناب موائد الطغيان والحبل على الجرار