ثورة الياسمين التونسية تلقي بظلالها على المشهد الجزائر

من طرف **جرس2010** الثلاثاء يناير 18, 2011 4:19 am

الجزائر- صابر بليدي - رغم مرور عدة أيام على التغيير السياسي الكبير في تونس، فان الصمت لا زال يخيم على الجهات الرسمية الجزائرية.

لم يصدر لحد الآن أي موقف أو تصريح يتعلق بالتحول المشهود في تونس، وهو ما فسره أحد الملاحظين بكون أن الحكومة الجزائرية تعتبر الأمر شأنا داخليا تونسيا، ومن غير اللائق الادلاء بدلوها في مسألة حساسة تتعلق ببلد جار وشقيق تربطها به علاقات وطيدة.

وأضاف- الملاحظ- أن أي موقف من الجزائر قد يؤثر في مسار التطورات المتسارعة، وقد يساء تأويله.

في المقابل دعا وزير الدولة عبد العزيز بلخادم، الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، إلى احترام إرادة الشعب التونسي، وقال بلخادم في تصريح صحفي "إنه لا بد أن تحترم إرادة الشعب التونسي وهو سيّد في أن يختار من يريد ليكون مسؤولا عنه".وهو ما اعتبر موقفا شبه رسمي كون الرجل أحد أعمدة الحكومة والمقرب جدا من بوتفليقة.

ومن جهة أخرى، نفى بلخادم اليوم وجود أوجه تشابه بين الأحداث في تونس التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، والإحتجاجات التي شهدتها الجزائر قبل أيام ضد غلاء المعيشة.

وقال "لقد قالوا بأن هناك عدوى سيدي بوزيد في الجزائر، إنهم لا يعرفون نفسية الجزائريين". وأوضح أن "الجزائر سبقت سيدي بوزيد من خلال احتجاجات 05 أكتوبر 1988، ثم إنه لا يمر يوم في الجزائر دون أن تكون هناك احتجاجات في هذه القرية أو تلك البلدية بسبب الكهرباء أو عدم إنجاز الطرق أو غيرها". وقال بلخادم "إن العمل الإحتجاجي صار تقريبا يوميا في الجزائر".

وذلك على خلفية الايام الاحتجاجية العارمة التي عاشتها الكثير من المدن الجزائرية مؤخرا بسبب ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية، أسفرت عن مقتل ثلاثة متظاهرين وإصابة أكثر من 800 معظمهم عن عناصر الشرطة، لكنها سرعان ما خمدت بعد إعلان الحكومة عن تخفيضات كبيرة لمواد الإستهلاك.

وخلف التحول الأخير في تونس ارتياحا واسعا لدى الطبقة السياسية الجزائرية، التي أجمعت على أن احداث تونس وضعت حدا لمشروع الرئاسة مدى الحياة والتوريث في عدد من الدول العربية.

وأكدت حركة "حمس " الاخوانية أن احداث تونس هي درس للأنظمة العربية، أما حركة النهضة فقد باركت للتونسيين الاطاحة بما أسمته اكبر ديكتاتور في العصر الحديث، ونفس الموقف تبنته حركة الاصلاح.

أما التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية العلماني فقد اعتبر أحداث تونس تحولا كبيرا في منطقة المغرب العربي ودعا الى تعميمها، لانهاء ما أسماه بحالة القمع والتسلط، وفسح المجال امام الممارسات الديمقراطية الحقيقة والتعددية السياسية والاعلامية.

ولا زالت الصحف الجزائرية تفرد اهتماما كبيرا بأحداث تونس، حيث فتحت فضاءات واسعة على صفحاتها لتغطية التطورات المسجلة واستضافة مختلف الشخصيات والوجوه التونسية في المجالات السياسية والاعلامية والنقابية.

وفتحت يومية " الجزائر الجديدة " للزميلين حسونة المصباحب وعبد الدائم السلامي في مساحات مستفيضة، واعتبرت ثورة الياسمين ثورة حضارية صنعها الشباب التونسي بعيدا عن المخابر السياسية الكلاسيكية.

اما صحيفة الوطن فقد اعتبرت ان "الثورة الشعبية في تونس تحولت الان الى قدوة في العالم العربي". وتساءلت "ما الذي سنفعل الان في الجزائر بعد ان طرد الشارع بن علي من السلطة؟

هل سيشتد القمع وحظر الحريات السياسية او يتغير الاتجاه نهائيا ويبدا الاصغاء الى العقل بالدفع بالبلاد نحو الديمقرطة والاصلاح السياسي".

و قالت صحيفة الخبر "التونسيون اعطوا درسا لكل المنطقة العربية التي تئن تحت وطاة انظمة تمارس دكتاتورية عنيفة لا تليق حتى لقيادة "الحيوانات" فما بالك بقيادة امة هي خير امة اخرجت للناس".

واضافت ان "الشعب التونسي اثبت ان القمع الذي عاشه اكثر من خمسين سنة تحت نظامي بورقيبة وبن علي لم يقتل فيه روح الثورة".

واشارت يومية "لو كوتيديان دوران" الى ان "الجزائريين، جيران التونسيين يتابعون بتعاطف وحتى بابتهاج ما يجري خلال الساعات الاخيرة في تونس". وأضافت ان ازاحة بن علي "يبعث الخوف في مسؤولينا المرعوبين من عدوى تلك الاحداث في الجزائر".

معلقة "خوف مبرر لان الجزائر على بركان قد تفجره اي شرارة". أما صحيفة ليبرتيه عن ارتياحها "لان غضب الشارع انتصر بالنهاية" على الرئيس التونسي واكدت "انها حقا عملية تنحية شعبية للرئيس قام بها التونسيون بخلعهم بن علي".